يونادم كنّا والعلم الأغجاني وأشياء أخرى/ بقلم عامر حنا فتوحي

إجابات على أسئلة

* عامر حنا فتوحي *

بمناسبة ذكرى يوم العلم الكلداني الموافق للسابع عشر من شهر آيار ضمتني ومجموعة من الكلدان جلسة طيبة تحدثنا فيها عن موضوعات متنوعة . وبطبيعة الحال فأن التحديات التي يواجهها الكلدان اليوم وتلك التي سيواجهونها مستقبلاً كانت من بين الموضوعات الرئيسة إن لم تكن محور الحديث كله . وكما توقعت بادرني الحضور بأسئلة وإستفسارات أخترت اليوم إجابتي على سؤال واحد منها على أمل الإجابة عن الأسئلة الأخرى لاحقاً ، علماً بأنني وعدت بأن أكتب في هذا الشأن وها أنذا أفي بالوعد رغم تعدد إلتزاماتي الخاصة بالعائلة والعمل .

يهمني قبل الولوج في موضوع الأسئلة وإجاباتها أن أوضح للقراء الأعزاء بأن قناعتي الكاملة كمختص في حقل التاريخ الرافدي هيّ أن الكلدان الكاثوليك وسريان العراق ونساطرة حكاري وتياري وأورميا (الذين تنازلوا عن هويتهم القومية الكلدانية) ، علاوة على مندائيي بيث نهرين هم شعب قومي واحد لغة ودماً وتاريخاً ومصيراً ، وبأنهم بابليون آشوريون بمعنى (رافديون وطناً) وكلدان (قومياً ولغة) . ومن يريد أن يستزيد من قناعتي هذه فما عليه إلا يراجع كتبي سواء الصادرة منها باللغة العربية أو الإنكليزية .

التساؤل الأول : ماذا ينبغي أن يكون موقف الكلدان من زيارة يونادم كنّا المتوقعة إلى ولاية مشيغان في الحادي والعشرين من شهر أيار الجاري بحجة إقامة ندوة سياسية ؟

– جوابي كان مختصراً ومباشراً ، هنالك مثل أنكليزي يقول : (أن تخدعني مرة فهذا عار عليك ، أما أن تخدعني مرتين فهذا عار عليّ) ، والسؤال هنا ماذا يتوقع أن يحصل عليه هؤلاء الكلدان من لقائهم مع كنّا الذي لا عهد ولا وفاء له ، ومن قضى عمره يرقص على الحبال وينتقل بخفة البهلوانات من تواطؤ مع جهة إلى تواطؤ مع جهة أخرى مناقضة في الرؤية والأهداف والإداء ، وكما ألمحت سابقاً أن دهاء كنّا يمكنه من أخذ من يشاء حينما يشاء إلى النهر ويعيده عطشاناً ، وهذا بالطبع ينم عن ذكاء ولكنه ذكاء شرير .

أن التعامل بنية سليمة مع من ليس عنده مثل هذه النيات إنما يعني إذا ما تكرر (سذاجة) وليس (حسن نية) . نعم لنكن ودعاء كالحمام ولكن دهاة كالحيات ، ولنتعظ جميعاً من الأسلوب الذي أستخدمه كنّا ليصل إلى هدفه في إستبدال رئيس الوقف المسيحي والديانات الأخرى بشكل تعسفي ، الذي إن دلّ على شيء فأنما يدل على حقد كنّا على الكلدان وأستغفاله المستمر لهم .

أن كنّا محتال ومحترف كذب من الدرجة الأولى ، يطعنك بسكين مسمومة من الخلف ونفس الوقت يبتسم في وجهك . وكنّا كما تؤكد الوثائق عميل مزدوج لأكثر من جهاز مخابرات محلي ودولي ، وإن كانت الوثائق المستلة بعد تغيير عام 2003م من دوائر المخابرات العراقية قد كشفت عمالة وإرتزاق كنّا للنظام البعثي وتواطئه حتى ضد قيادات زوعة ذاتها ، فأن ما يؤكد هذا الإرتزاق والعمالة للنظام السابق هو ما كتبه بهذا الصدد متعصبون متأشورون ورفاق كنّا القدامى الذين سلموا من أذاه ، ومنهم سرجون داديشو رئيس
المجلس القومي الآشوري في رسالته إلى مام جلال الطلباني بتاريخ 23 نيسان 2006م وكذلك عضوا زوعة آدم عوديشو في الثاني من تشرين الثاني 2006م وبينخاس القس خوشابا في نيسان 2007م.
وهيّ شهادات دامغة ، وكما يقال (من فمك أدينك) وأيضاً (شهد شاهد من أهلها) ، علماً أن هنالك العديد من الصحف العراقية المهجرية التي تصدر في أميريكا وأوربا ، علاوة على صحف عراقية منها البينة والحوزة والمؤتمر ومواقع عنكاوا وإيلاف وموسوعة النهرين وغيرها بينت وبشكل صريح عمالة كنّا وتجنيده من قبل جهاز المخابرات العراقية البائد وأجهزة مخابرات محلية ودولية .

أن أوراق كنّا قد أحترقت تماماً ولن تفيده كل مخططاته ولقاءاته مع فرع زوعة في ميشيغان لإختراق البيت الكلداني والتلويح ثانية بالشعارات المهلهلة والبالية التي دأبت زوعة على إستخدامها للإحتيال على الكلدان من أجل تهميش الكلدان وسلب حقوقهم المشروعة في الوطن الأم .

لذلك ، إذا ما أردنا أن ننصف الكلدان ونرفع عنهم الغبن والتهميش الذي طالهم بسبب السياسة الشوفينية لزوعة ورئاستها ، فأن موقفنا ينبغي أن يكون موحداً وواضحاً ، وهذا لن يكون إلا من خلال إهمال كنّا ومقاطعته تماماً وعدم أستقباله في مؤسساتنا أو ملتقياتنا الكلدانية .
أما هؤلاء الذين يتحججون بأن عليهم أن يسمعوا من كنّا ولا سيما من يقدمون أنفسهم كقياديين كلدان أقول لهم : منذ سنين وأنتم تسمعون من كنّا وعود ينقضها قبل أن يجف الحبر على الورق ، ومنذ سنين وأنتم تسمعون أكاذيب يرطن بها في المحافل ووسائل الإعلام ، تخرصات وإهانات وتجاوزات على الكلدان وحقوقهم القومية المشروعة في كل لقاءاته وندواته ، ومنذ أن أستفرد كنّا بقراراتنا ووضع الكلدان ينحدر من سيء إلى أسوأ ، فماذا تنتظرون من كنّا ؟
ألم يقلها نيافة الكاردينال غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى صراحة : كنّا لا يمثل الكلدان أو المسيحيين وإنما يمثل حزبه ، فماذا تريدون أكثر من هذا ؟

أن ما ألحقه يونادم كنّا بالكلدان من غبن وتهميش وتجاوز يعجز عن حصره القلم . أن تاريخ كنّا الأسود وإستلابه المستمر لحقوق الكلدان في الوطن الأم ومحاربته لكل كلداني يؤمن بكلدانيته وإستهانته بحق الكلدان المشروع كمكون عراقي أصيل ينبغي أن يوقض هؤلاء الغارقين في وهم التعامل مع كنّا على أمل في مكسب شخصي .
لأمثال هؤلاء وأيضاً للمترددين والمتقلبين وغير الواضحين في مواقفهم أقول : إما أن نكون أو لا نكون ، وهذا لا يتطلب منا جميعاً أكثر من (وقفة رجل واحد وموقف حازم) ، وإلا فأن على الكلدان السلام !

ولمن تخونه الذاكرة بسرعة ، ألفت نظره إلى الرابط أدناه الذي يحتوي على مجموعة من الحقائق الموثقة تفضح هذه الشخصية الزئبقية وتوضح دون لبس حقيقة يونادم كنّا :
http://www.kaldaya.net/2012/Articles/02/33_Feb14_AmirFatouhi.html

أن من يمد اليوم يده ليونادم كنّا بعد كل فضائحه ومواقفه المخزية من الكلدان فأنه يمنح يونادم كنّا عن سابق عمد وترصد فرصة أخرى لكي ينهشنا ثانية !

أن إهمال كنّا تماماً ومقاطعته وعدم أستقباله وعدم تغطية ندوة الأكاذيب التي يسعى من خلالها نفي تدبيره وتنفيذه لمؤامرة الأستبدال التعسفي لرئيس الوقف المسيحي والديانات الأخرى ، والتي يسعى من خلالها إلى تبييض صفحته السوداء والتغطية على سلسلة تجاوزاته الشنيعة بحق الكلدان لن تنفعه إذا ما أهملناه .
كما أن إهمال كنّا تماماً ومقاطعته وعدم أستقباله وعدم تغطية ندوته الخائبة ، سيكون بمثابة صفعة توقضه وأمثاله من المتجاوزين على الكلدان من أوهامهم . كما أنه سيكون عبرة له ولأمثاله لكي لا يتجاوزوا مستقبلاً على حقوق الكلدان المشروعة في وطنهم الأم .

بأختصار شديد : أن من يقف مع كنّا فأنه يقف ضد الكلدان ، ومن يمد يده لكنّا وأغاجان فكأنما يطلق النار متعمداً على الكلدان .

أدناه الأسئلة الثلاثة الأخرى التي كنت آمل أن أجيب عليها :

– التساؤل الثاني : إذا كنا شعب واحد بتسمية قومية (كلداني) ودينية (سرياني) وموقعية (آشوري) كما تبين لنا ذلك في كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) ، فما هو مبرر وجود ثلاثة أعلام وثلاث تسميات لذات الشعب القومي ، وأيضاً ما هو رأيك بالعلم الأغجاني؟

التساؤل الثالث : ما هو دور كلدان بلدان المهاجر في إيقاف حملات التغيير الديموغرافي المقصودة لمناطق شعبنا وما هيّ أفضل الوسائل العملية لدعم كلدان الداخل (الوطن الأم) في إنتخابات المحافظات والنواحي وفي الإنتخابات العامة التي ستجري لاحقاً ؟

التساؤل الرابع : ما هيّ أفضل الحلول لمواجهة موجات التهجم على الناشطين والكتاب الكلدان المخططة والمنفذة من قبل الأحزاب المتأشورة لإشغالهم عن إداء دورهم التنويري لتوعية الكلدان من أجل الإنتقال من حالة رد الفعل إلى حالة المبادرة وبناء الفعل وما هو دور وسائل الإعلام الكلدانية في هذا الصدد ؟

كما أشرت آنفاً ، كنت آمل أن أنتهي من كتابة الموضوع برمته ولكن ضيق الوقت وتكليفي المفاجيء بأنجاز جملة من المهام المتعلقة بالعمل جعلتني أرجيء كتابة بقية الموضوع ، على أمل الإجابة لاحقاً بمشيئة الرب القدير .

مرة أخرى أقول :

من يمد يده إلى يونادم كنّا وسركيس أغاجان فأنه كمن يطلق النار متعمداً على الكلدان ، ومن له أذنان للسمع فليسمع !

عامر حنا فتوحي / المركز الثقافي الكلداني – متروديترويت

You may also like...