وطن بلا حكومة وليد بلا أم

من خلال متابعتنا لالاف المقالات والدراسات والبحوث بخصوص الاسباب التي ادت الى عدم تشكيل الحكومة من قبل كتابنا ومثقفينا الاجلاء تبين ان الحل او الحلول حتى وان تحلحلت نبقى بدون حكومة فعلية حتى بعد الاعلان الرسمي عن تشكيلها! ربما متابع يفكر ويقول:لماذا هذا التشاؤم؟ نجاوب ونؤكد ان واقع الحال هو الذي يتكلم بعد قراءة لافكار وثقافات وعادات وانتماءات المدارس الفكرية المتناقضة التي يؤمن بها قادتنا الكرام، ليس ذنبهم ما يجري في العراق كاشخاص، بل ذنبهم يتجلى من خلال الانتماءات والاصطفافات المذهبية والطائفية والاقليمية والدولية والمنتمين الى الوطن والتراب والماء والهواء الرباعي الذي يهب الحياة وليس غيرها، اذن نحن امام فسيفساء ليست جميلة اليوم حقاً، ولكنها ترجع بريقها وجمالها عندما نفرز الحنطة عن الشعير! وعند تنقية البيدر وجوب رمي الزوان والاشواك الغريبة في الزبالة، وعدا ذلك نتمنى ان لا يعلن تشكيل الحكومة الجديدة لانها لا ترجعنا الى المربع الاول كما يقولون بل ستكون كارثة للشعب العراقي وليس لديمقراطيته المفقودة، الحاضرة الغائبة، القريبة والبعيدة،الغريبة من اصحاب الدار

 لذا يكون عدم تشكيلها في حالة بقاء الحال كما هو عليه اليوم، الا في حالة الاتفاق بوجود حكومة قوية “ومهما كانت تسميتها” يقابلها معارضة اقوى تكون كحكومة ظل اخرى! هذا ما اكدناه سابقاً ونؤكده اليوم وغداً، بدون رقابة على اداء الحكومة يبقى الوضع على ما هو عليه من فوضى وقتل وخطف وتفجيرات، والاكثر من ذلك هو الاستعلاء والتكبر واستعراض العضلات أخ لاخيه، وابن لوالده، ومكون لاخر، وحزب لاخر، ومذهب لغريمه، وطائفة لاخرى، ومنطقة لجيرانها!!!

فهل يعقل ان نترك الوليد بلا ام؟ فهل نعطيه حليب غريب عن صدر امه؟ او نعطيه دولارات لكي يسكت عن البكاء على الذي حلً فيه، هناك غرباء يخططون لاختطافه وذبحه وتوزيع اوصاله عليهم، لكي يبقى ضعيفاً لا يقدر حتى من الدفاع عن نفسه، هذا ان كان الوليد طبيعياً! ماذا لو جاء الوليد مشوهاً؟ نتيجة ضغط اقليمي وعالمي؟ اين هم العراقيون الاصلاء؟ هذه الاسئلة التي تجول بخاطر وفكر كل حر شريف، كل عراقي اصيل، كل من ينزف دماً على ما يجري للعراق والعراقيين، لاوطن بدون حكومة عراقية، والا كان وليدنا يتيماً قبل ولادته

نوضح للعراقيين الكرام تحليلنا الذي نعتبره واقعي وكما هو، عند تشكيل الحكومة تحت اية تسمية ، سيكون هناك اتفاقات على توزيع المناصب وخاصة السيادية منها، وهذا يعني هناك محاصصات حزبية وسياسية ومذهبية وطائفية، اذن نبقى على ما نحن عليه دون تقدم للامام قيد نملة، وان كنا منصفين سيكون هناك نجاحات في امكنة كثيرة ولكن سيتم سرقة هذه النجاحات من الجهة المقابلة، وان اردنا الاستمرار بنجاح تلو الاخر لا حل امامنا سوى معارضة قوية او اقوى تكون مهمتها مراقبة تنفيذ ما يجب عمله الذي تقرره الحكومة من خلال تحديد الواجب استخدامه، هذه ليست معارضة سلبية بل تكون في خدمة ومساعدة الحكومة والدولة من خلال مراقبة الاداء الحكومي في كافة المجالات وتشخيص السلبيات منها الفساد الاداري والمالي مثلا وتقديم الحلول من خلال وضع خطط وبرامج علمية مدروسة وبهذا يكون هناك لوبي عراقي ضاغط باتجاهين :

الاول:لوبي عراقي /عراقي ضاغط على اداء الحكومة واجبه تحديد مهام تنفيذ قرارات الحكومة من خلال مراقبة ان يكون الانسان المناسب في المكان المناسب، اي ان تكون هناك ادارة نزيهة وكفوءة مرتبطة بعلم القانون

الثاني:لوبي عراقي/امريكي/اوربي ضاغط على الحكومة الامريكية والاتحاد الاوربي والامم المتحدة مهمتها وضع الحقيقة كما هي امامها، وتحريك الرأي العام العالمي والحكومات المعنية باتجاه تعريف الواقع كما هو ليس كما يريدونه ان يكون من خلال قراراتهم من داخل المكاتب المغلقة! بل نريد ان تكون القرارات نابعة من معاناة وامن وحقوق ومصالح الشعب الوطن العليا

وهكذا لا يمكن ان نعطي للوليد كبة موصلية او دليمية او منسف او مسكوف من اول يوم من ولادته لانه لا يتحمل وسوف يموت، او يكون في غيبوبة دائمة كما هو حاله اليوم، اذن واجبنا هو ارضاعه رضاعة طبيعية لينمو ويكبر ويستقيم في حضن امه العراق، والا نحن امام هجين نصفه طفل والنصف الاخرنمر من ورق

وطن بلا معارضة وليد بدون أم

shabasamir@yahoo.com 

www.icrim1.com 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *