وزيرتنا لشؤون المرأة الموقرة ليس الحجاب ولا التنورة.. تحافظ على المرأة وحقوقها

كنت اسمع من الأصدقاء احيانا خلال أحاديتنا عن الفنانيين او الشعراء او الباحثين بأن قريحتهم في الابداع وابراز طاقاتهم ليس لها مكان او زمان محددين لكتابة شعر او قصة او مقال  ان كانوا كتاب اوشعراء او كموسيقيين لتأليف مقطوعة موسيقية او لحن رائع او رسم لوحة جميلة ان كانوا رسامين او باحث علمي يحاول اكتشف طريقة او اختراع جديد .
  بل ان بروز مواهبهم  وابداعاتهم في كل الاختصاصات كانت بسبب مواقف معينة تثيرهم وتدفعهم للألهام والعمل والأبداع، فتكون المحفز القوي لهم.  هكذا هو الحال في الكتابة …..
ففي الحقيقة حين قرأت ووصل اسماعي  القرار المبكي والمضحك الذي اصدرته وزيرة شؤون المرأة السيدة إبتهال كاصد الزيدي يأعتبار التنورة القصيرة والأحذية الخفيفة والقمصان المبهرجة من الممنوعات !!! هبط مؤشر التفاؤل عندي حول سرعة نهضة العراق للوصول الى مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة الى الحد الادنى . حيث كنت ولازلت أؤمن بأن العراق يمتلك كل مقومات النجاح والصعود والأرتقاء ، كالدول الغربية المتطورة. ولازلت أومن ايضا وبرغم وجود الخلافات السياسية والطائفية والمذهبية بأن مسير الديمقراطية  الى التطبيق لامحالة  وأيماني هذا لم يأتي بالتخمين . بل أتى من قراءة لتأريخ الشعوب والأمم  التي مرت بنفس الظروف التي مر بها العراق.ولكن يبقى فرق الزمن اي السنوات التي يحتاجها العراق والعراقيين للوصول الى مرتبة الدول المتطورة . ففي العراق اليوم لو انتهت كل الخلافات السياسية في الحكومة وطبق الدستور والقوانيين بعيدة عن كل التأثيرات الدينية والمذهبية والطاثفية فسيكون العراق على رأس كل الدول العربية بضمنها دول الخليج حسب (القياسات الدولية لمعيشة الفرد والرفاهية) في غضون العشر سنوات القادمة .
 بالتأكيد ان كل عراقي شريف ومخلص لعراقيته يتمنى للعراق هذا الخير والنعيم لأبناءه.
لكن مايؤلمنا حقا ان يكون هناك اشخاص نافذين في اجهزة ووزارات الدولة والقطاعات الأخرى نجهل مدى ثقافاتهم وامكانياتهم في تولي المناصب المناطة لهم ومدى مصداقياتهم .
فما قامت بها السيدة  ابتهال كاصد الزيدي  وزيرة شؤون المرأة  باصدار قرار بأعتبار التنورة القصيرة والأحذية الخفيفة والقمصان المبهرجة من الممنوعات !!! . وما قام به من قبل اعضاء قي امانة عاصمة بابل بمنع الموسيقى في اكبر مهرجان موسيقي في العراق (مهرجان بابل ) والتصرف المشين لأحدى الجهات الحكومية بالهجوم على نادي الأدباء العراقيين بحجة وجود المشروبات الكحولية وغيرها من الأمور المخجلة حقا . هذه التصرفات او القرارات  التي تقيد حرية الانسان والمواطن العراقي سوف لن تزيدنا الا تخلفا وتأخرا للنهوض بالعراق من جديد.
وأود القول الى كل من هم يدعمون او يؤيدون مثل هذه القرارات التي يظن أصحابها انها ستقضي على الفساد والرذيلة فهو خاطئ ،وقد يظن البعض باني اكتب بهذه الصيغة لكوني اعيش في بلاد الاغتراب منذ عشرين سنة تقريبا فهو خاطئ ايضا بل العكس هو الصحيح فأنا قضيت نصف عمري في بلدي العراق الذي لازالت شرايني مشبعة من ماء دجلته وفراته وعظامي جبلت من ترابه الطاهر ولازلت احمل تقاليدي وعاداتي العراقية الاصيلة واحمد الله على ذلك . فحين كنت في العراق كنت اظن بان الفساد والرذيلة منتشرة في البلدان الغربية  وان بلداننا منزهة . ولكن الحقيقة التي قد لايتقبلها البعض بان الفساد والرذيلة متساوية في كل مكان في ايران او العراق او السعودية او اسبانيا والخ والفرق هو ان الفساد والرذيلة في البلدان الشرقية هو في الخفاء وفي كل الاماكن اما في البلدان الغربية فهو ظاهري وعلني وضمن القوانيين.
 فيا وزيرتنا الموقرة لا التنورة القصيرة ولا الحجاب ولا الاحذية الخفيفة سوف تحافظ على المرأة . وسوف اضرب لك مثالا اذا كنت تتذكرين او تعرفين . في العراق اذا كنت تملكين صورا لساحة التحرير في الستينات كان الزي المنتشر لتنورات النساء هو (المني جوب)كما يسميه العراقيين  ،اي التنورات القصيرة ولا أدري ان كنت شاهدتي هذه المشاهد عندما كنتي صغيرة ام لا؟ حيث كانت الكثير من النساء يتجولون بكل حرية  بهذا الزي وبنفس الوقت ترين نساء يرتدين ملابس طويلة ومغلقة ولم يكن هناك قانون يعيق ماتريد ان تختاره المرأة  في لبسها.
وبنفس الوقت انك لا تستطيعين القول بان المرأة التي ترتدي (المني جوب) كانت عديمة الاخلاق او فاسدة لا قد تكون بالعكس استاذة جامعية او مربية أجيال او طبيبة.ونفس الحكم بالنسبة للتي ترتدي ملابس مغلقة وطويلة.
اعطيت هذا المثال لأقول هل كان الفساد والرذيلة في العراق في الستينيات اكثر من الان  ؟؟ ولنأخذ العشر سنوات الاخيرة على سبيل الحصر في العراق اي من سنة( 2002 الى 2012م ) ونقارنها بالعشر سنوات من(1960  الى 1970م).
في اي منهما كان الفساد اكثر لو اجريت الاحصائيات حسب عدد النفوس والمكان . فبالتأكيد لظهرت النتيجة متساوية لا بل قد تكون النسبة اعلى في السنيين الاخيرة. ولكن الفرق هنا يكون ، بان القوانيين لم تقيد حرية الانسان في الاختيار والتعبير  واعطيت له الحرية الكاملة في الستينيات  ، في حين نرى في السنوات الاخيرة ظهور التيارات الدينية وتأثيراتها في سن القوانيين للحد من الفساد والرذيلة لكن للأسف كانت النتأئج هي نفسها في كل العصور والازمنة . والانسان بدأ حياته مع الخطيئة كما هو معروف ، واذا اردنا تجنبها فعلينا ان نبدأمن داخل بيوتنا ومنذ نعومة اظفارنا لأن من ترعرع ونما وقوى عظمه مع الخطيئة لايستطيع اي قرار ايقافة وابعاده عن الخطيئة .
فيا سيدتي الوزيرة
اذا اردتي ان تحافظي على المرأة ومن موقعك الذي حصلتي عليه كوزيرة فحاولي استصدار هذه القرارات :-
–  ان توفري للمرأة فرص عمل لتحصل على قوتها بشرف كي لاتنجرف في الرذيلة بحثا عن المال لاطعام اطفالها.
– افتحي لهم دورات تعليمية في الخياطة والمهن الاخرى  لتمنحي لها فرص اكثر في العمل الشريف.
– استحصلي لها موافقات لأعطاء المنح العقارية للبدء في عمل صغير يدل من الانجراف في الرذيلة.
– حاولي ان تمرري قانون صارم كما هنا في الغرب في عقوبة مداها سبع سنوات في اي تحرش جنسي او اعتداء على القاصرات.
– رعاية الأرامل ومنحهم مخصصات شهرية معتبرة  لكي تقوم المرأة بدورها تجاة عائلتها.
– بناء دور سكنية وباسعار زهيدة للأرامل والغير قادرات على العمل.
وغيرها ياسيدتي الوزيرة من الامور التي تستطيعين ابعاد المرأة عن طريق الرذيلة والحفاظ عليها .
فليس الحجاب او التنورة او الحذء الخفيف هي التي ستحافظ على المرأة !!!
 

You may also like...