هُراء الجُهلاء !

كثيرون هم الجهلاء أشباهُ الكتاب المنظرون المتعصبون مِن أبناء الكلدان النساطرة الذين انتحلوا التسمية الآشورية الوثنية منذ نهايات القرن التاسع عشر وتبنّاها أحفادهم بقوة تدل على مدى تخبطهم في وهم ٍ لا أساس له من الصحة بأيِّ شكل من الأشكال، هو عزو أنفسهم الى آشوريي التاريخ الذين أبيدوا عن بكرة أبيهم على أيدي الكلدان وحلفائهم الميديين في بدايات الربع الأخير من القرن السابع قبل الميلاد، وقد تطرقنا الى هذه الإبادة في مقالات عديدة سابقة، لكن عقليتهم المتحجرة لا تريد أن تستوعب الحقيقة التاريخية التي أعلنها وأكدها بصراحة أجرأ علماء التاريخ والمؤرخين والآثاريين .

ومِن بين هؤلاء الجهلاء الذين يطرحون أفكاراً خيالية بعيدة كُلَّ البعد عن الحقيقة والواقع هما العنصريان آشور كيوركيس وميشو كشتو، فقد نشر كُلٌّ منهما مقالاً في موقع ” القوش.نيت ” مليئاً بالأكاذيب والتلفيقات تحت الرابطين التاليين:

http://www.alqosh.net/article_000/ashur_giwargis/ag_ll.htm
http://www.alqosh.net/article_mesho_khisto/mk_2.htm

آشور كيوركيس

يدَّعي هذا الجاهل بمجريات التاريخ، بأن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي مؤسسة آشورية مستشهداً عن طريق الإفتراء على البطريرك الكلداني عمانوئيل الثالث دلي مُقولاً إياه ما لم يقله، إذ لن تجد كلمة واحدة أو شبه عبارة تُشير الى ما يتخرص به هذا الدجال. إن  هذا البطريرك هو أكثر مَن يعرف جيداً مَن هي الشرذمة الكلدانية النسطورية الإنفصالية، ومَن الذي خدعها وأنعم عليها بالتسمية الآشورية الوثنية ( القس وليم ويكرام الأنكليكاني) مِن أجل فصلها عن امتها الكلدانية وتحقيق أهداف حكومته الإنكليزية الإستعمارية، والأمر هذا معروف للقاصي والداني . إن البطريرك مار عمانوئيل دلي لم يتطرق الى القومية بل الى المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ولم يأت ذكرُه للآثوريين وليس ( الآشوريين )الى جانب الكلدان إلا لكونهم كلداناً دعوا بالآثوريين نسبة ً الى منطقة سكناهم ( آثور ) إحدى بلاد الكلدان الأصلية كما يقول عنها العالم الكبير والبحاثة المطران يعقوب اوجين منا في قاموسه الشهير( كلداني – عربي ) في الصفحة 338 – ܫܠܚ (وبلاد الكلدان الأصلية “بابل وآثور والجزيرة” أي ما بين نهري دجلة والفرات) .

مهما تمادى أبناء هذه الشرذمة الإنفصالية الإنعزالية بالتنكر لأمتهم الكلدانية فهم كلدان شاءوا أم أبوا، وإذا كان تنكرهم لأمتهم الكلدانية عن عدم معرفة وعدم الرغبة في المعرفة فذلك دليل غباءٍ! والأمة الكلدانية في هذه الحالة براء من أبنائها النكرة هؤلاء وكذلك من البعض مِن أبنائها الكلدان الكاثوليك المتعاطفين مع هؤلاء النكرة الذين نُطلق عليهم ” المتأشورين ” وهم لا يستحقون أن يُدعوا كلداناً لكونهم جبناء ومتملقين، والكلدان الأصلاء بطبيعتهم هم أباة وأحرار . أما هؤلاء المتأشورون الكلدان الذين أشرنا إليهم فيُشبهون اولئك الأكراد المتعاونين مع الحكومة العراقية إبان الثورة الكردية فلقبهم الشعب الكردي بـ ( بالجحوش الأكراد ) مع العلم بأن الجحوش الأكراد كانوا مخلصين لقوميتهم ولم يخونوها، وبوقوفهم الى جانب الحكومة ظاهرياً كان تمويهاً لها لكي من خلاله يتبرعون بنصف رواتبهم التي يتقاضونها من الحكومة للبيشمركه طبقاً لإتفاق مسبق بينهم وبين قيادة الثورة الكردية ولم يتنكروا يوماً لقوميتهم، وهو عكس ما يفعله ( الجحوش الكلدان ) أعني المتأشورين بالنسبة لشعبهم الكلداني فهم يعمدون لسرقته بشتى السبل الملتوية مادياً ومعنوياً وإعلامياً دعماً لأسيادهم منتحلي التسمية الآشورية الوثنية والأنكى من ذلك كُلِّه تنكرهم الخياني المخجل لقوميتهم الكلدانية .

إن سقوط الهوية الآشورية المزيفة ليست فرضية كما تدعي يا سيد آشور بل هي حقيقة حتمية وزوالها هو مسألة وقتٍ ليس إلا، لأن كُلَّ ما بُني على الباطل فهو باطل لا محالة! لقد نظمت في مقالك محاورات مع شخصيات وهمية عزوتها الى الكلدان وهذا أكبر بهتان لا تحلم بانطلائه على الكلدان، لأن دسائسك التآمرية وكتاباتك الفجة رغم استعانتك بالغرباء على صياغتها كعادة كُلِّ كتاب أو أشباه كتاب منتحلي التسمية الآشورية المزيفة الإسطورة الويكرامية السيئة الصيت تبدأها بالأكاذيب وتُنهيها كذلك لأن حياتك دارت في دائرة التزمت ولا زالت تدور وستبقى تدور حتى تفنى وهي بدون معنى لأنك خائن للحقيقة .

إنك ترتكب جُرماً لا يُغتفر بقولك ” كنيستنا الكلدانية ” إنك نسطوري هرطوقي، ولا يحق لك ولأمثالك النطق باسمها المقدس إلا إذا تحررت من هرطقتك ونبذتها نبذ النواة، ولا تعتقد أن رفع لفظة النسطورية عن كنيسة الكلدان النساطرة ( الآشوريين المعاصرين المزيفين ) واستبدالها بلفظة الآشورية كذباً ورياءً يمكن أن يبدل شيئاً من واقعها النسطوري الهرطوقي المنبوذ من قبل كافة كنائس المسيح ! ومن باب قول المسيح الرب ” أحبوا أعداءَكم، باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل المسيئين إليكم، أنصحك أن تبحث عن باكورة كتبي التاريخية الأربعة { تاريخ بلاد الرافدين/ الكلدان والآشوريون عبر القرون } وتقرأه بإمعان لتقف فيه على الحقيقة الساطعة، وتتوقف عن الهذيان!

ميشو كشتو

وككلِّ منظري منتحلي التسمية الآشورية الوثنية المزيفة الذين لا يخجلون من استخدام اصطلاح ” الشعب الآشوري ” هذا الشعب المصطنع حديثاً الضئيل العدد المنتحِل لإسم الشعب الآشوري التاريخي المنقرض بالطريقة الويكرامية التزويرية المُبتكِرة لهذه الإسطورة اللعينة، نرى السيد ميشو كشتو المنظر الجديد، يُردد هو أيضاً هذا المصطلح المزور والأمر ليس مستغرباً على أحد الحاذقين بالتزوير!

يتحدث السيد كشتو بمقاله عن أقدس ما لدى منتحلي التسمية الآشورية المزيفة والذي هو حسب قوله” دماء شهدائنا عبر التاريخ ” ويلقب أحزابهم بالحُزيبات انتقاصاً وتحاملاً وهو مصيب بذلك، وأن هذه الحُزيبات اختاروا يوم مذبحة سميل “ذكرى الشهيد الآشوري” ولقَّـبَ هذا اليوم بالمبتدأ والخبر، وإن تطرقه إليه هو كما يقول < من أجل التوصل الى نوعية خطوات الساسة منتحلي التسمية الآشورية. > وأن جعل هذه الذكرى يوماً للشهيد الآشوري المزيف هو نكران للشهداء قبل مأساة سميل الذين قضوا بيد الأكراد و . . .

يقول هذا المغالط بأن الشعب الآشوري التاريخي الوثني بأنه أبيد عن بكرة أبيه بأيدي الفرس عام 612 ق . م، وينكر إبادتَه من قبل الأبطال الكلدان وحلفائهم الميديين مابين عامي 612 – 609 ق . م خلافاً لكل معطيات التاريخ التي سجلها المؤرخون والآثاريون، ويضفي على ذلك الشعب صفة الشهادة ( الشهادة لِمَن يا تُرى؟ أليس هذا دليلاً صارخاً على تنكر منتحلي الآشورية للمسيح الرب وتمسكهم بالصنم آشور؟ ) .

إذا كان الشعب الآشوري القديم قد أبيد بالكامل قبل ظهور المسيحية، تُرى كيف قام من القبور وظهر على الأرض ثانية ليعتنق الديانة المسيحية بعد مرور سبعة قرون؟ أليس هذا الأمر كذباً ورياءً وتزويراً للتاريخ؟عند دخول المسيحية الى بلاد ما بين النهرين لم يكن هنالك سوى الشعب الكلداني الوحيد من بين الشعوب الأصيلة الذي واصل العيش تحت الحكم الفارسي بعد سقوط مملكته السلمي بيد كورش الثاني الاخميني عام 539 ق . م نتيجة الخيانة الداخلية من قبل القائد العسكري” اوكبارو ” الذي كان قد أسندت إليه إدارة الإقليم الآشوري الذي خضع لسلطة الدولة الكلدانية الكبرى بعد القضاء على الدولة الآشورية وشعبها القضاء المبرم، والشعب الكلداني هو من أوائل الشعوب الذي تقبل بشارة الخلاص المسيحية بغبطةٍ وسعادة، وبعدها أسس كنيسته ودعاها ( كنيسة المشرق ) إذ لم يشأ حينها أن يسميها باسمه القومي من فرط حبه لمسيحيته، لإعتقاده بأن إسمه القومي ( الكلداني ) يرمز الى الوثنية، ولكن أحفاده انتبهوا الى هذا الخطأ التاريخي بعد الإحتلال العربي الإسلامي لبلاد ما بين النهرين في بدايات القرن السابع، فاستعادوا إسمهم القومي وأطلقوه على كنيستهم التي كانت قد تحولت الى المذهب النسطوري في القرن الخامس وأسموها( الكنيسة الكلدانية النسطورية ).

إن الإضطهاد الشابوري الذي دُعي بالإضطهاد الأربعيني لأنه دام أربعين عاماً من حكم شابور الثاني الساساني أي من 339 _ 379 ق . م كان ضحيته الكلدان وليس غيرهم، لأن الآشوريين وقبلهم السومريين والأكديين كانوا في عداد المنقرضين. وأنصع دليل على ذلك ندرج ترنيمة طقسية معاصرة للإضطهاد نرنمها في صلاة رمش الجمعة تقع في الصفحة 365 من الحوذرة تشير بصراحة ووضوح الى الشعب الكلداني المضطهد :

{ ܡܠܟܐ ܕܪܘܡܐ ܥܡ ܦܠܚܘܗܝ.   ܣܝܥ ܠܓܘܕܐ ܕܡܗܝܡܢܐ.  ܢܦܩ ܦܘܩܕܢܐ ܕܢܬܩܛܠܘܢ.  ܣܗܕܐ ܟܐܢܐ ܒܝܕ ܣܝܦܐ.  ܬܗܪ ܟܠܕܝܐ ܟܕ ܩܝܡܝܢ،  ܘܙܩܦܘ ܨܒܥܐ ܟܕ ܐܡܪܝܢ.  ܕܪܒ ܐܠܗܗܘܢ ܕܡܗܝܡܢܐ،  ܕܟܕ ܠܐ ܡܬܚܙܐ ܦܪܩ ܠܗܘܢ }

ترجمتها: < إن ملك العُلى مع جنده، كان في عون جميع المؤمنين. فقد صدر الأمر: أن يُقتَلَ الشهداء الأبرار بحد السيف. بُهِتَ الكلدانُ وهم وقوف، ورفعوا الإصبعَ قائلين: عظيم هو إله المؤمنين، فهو يُخلصهم وإن هو لا يُرى > تأملوا أيها المنغلقة عقولكم، كيف أن المؤلف يُشير بصراحة الى ذلك الشعب الكلداني الرافع إصبعه مشيداً ببطولة شهدائه!                                                                                                                                                                                                                     ومِن هذه الحقيقة نستخلص بأن دعاة الآشورية ومنتحليها المعاصرين ليسوا سوى أحفاد الكلدان النساطرة الإنعزاليين الذين وقفوا بالضد مِن إخوانهم الإصلاحيين الأماجد الذين قاموا في منتصف القرن السادس عشر بإصلاح مسيرة كنيستهم التي كانت تقودها طغمة عشيرة آل أبونا في طريق الظلام والتأخر لمدة قرون، حيث كانت قد استولت على رئاسة الكنيسة بطريقة توريث المنصب البطريركي لأحد أبناء عشيرتها خلافاً للشرعية الكنسية الإنتخابية، جاعلة من أبناء الكنيسة بمثابة عبيد لها، فحررت هذه النخبة المباركة نفسها وغالبية شعبها المظلوم، وبقي آباؤكم تحت نيرعبودية العشيرة الأبوية الثقيل مصرين على البقاء في بودقة الهرطقة النسطورية، وانزووا بعد حين في منطقة هيكاري الجبلية شمال العراق آنذاك، يعيشون حياة البؤس والتأخر، حتى عثرت بهم البعثة التبشيرية الأنكليكانية برئاسة الداهية ” القس وليم ويكرام ” ولعبت معهم ذلك الدور القذر حيث جعلت من أبنائهم بعد قليل من الزمن حطباً لنار أطماع دولتهم الإستعمارية!

لماذا كل هذا الكذب والتزوير يا سيد كشتو، إن الذين تعرضوا للإستشهاد بعد الإحتلال الإسلامي لبلاد ما بين النهرين بلاد الكلدان الأصلية كانوا الكلدان أبناء الكنيسة الكلدانية النسطورية، ولم يكن هناك ذكر للآشوريين على الإطلاق لسبب بسيط جداً وهو انقراضهم الأبدي على أيدي الكلدان وحلفائهم الميديين منذ الربع الأخير من القرن السابع قبل الميلاد. والكلدان النساطرة هم الذين طالتهم حملات نادر شاه الفارسي عا 1743  التي شنها على قراهم ومدنهم: أربيل، كرمليس، بغديدا، بعشيقا، برطلا، تلكيف، تللسقف، باطنايا، باقوفا وألقوش، كيف تدعي وبدون خجل بأن هذه القرى والمدن هي آشورية في الوقت الذي طال آشوريي التاريخ القدماء الفناء الأبدي! عار عليكم يا ناكري الأصل وعديمي الضمير والوجدان. إن ما تتبجحون به هو غش وخداع وتزوير.

إن كُلَّ ما أصابكم من مِحنٍ وويلات كان حصيلة نكرانكم لأصالتكم الكلدانية واستبدالكم إياها زيفاً بالتسمية الآشورية الوثنية، إن التزييف والكذب مداهما الى الزوال مهما طال، وكل ما ترددونه أنتم المتنكرون لكل الأصول والقيم هو هراء وهذيان، كفاكم التهور ومحاولة سلب الكلدان تراثهم وأمجادهم التاريخية، إنكم بشر ضائعون في هذا العالم، تسعون للإنتقام ممن يكشفون زيفكم أمام الملأ، ولكن هيهات ! ! !

الشماس د. كوركيس مردو
عضو الهيئة التنفيذية
للإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
عضو قيادة التجمع الوطني الكلداني
في 13 / 9 / 2011

You may also like...