هَلْ العرب أعقل الأُمم.؟



يقول الفيلسوف الألماني – كانط – أن الأنسان بوصفه عقلاً وأرادة.
فالأرادة البشرية وليدة العقل البشري,وأن الأخلاق المكتسبة بواسطة العقل الأولي الخالص لها القابلية أن تكون مُسَلَمَة بعد أن حَدَدَّ دوافعها ومنافعها.؟

العلم والأدب نعمة كبرى وبحر واسع لاحدود له , خليط من النوروالخير والرفعة بالعقل والأرتقاء للأعلى يتجدد يوماً بعدَ يوم , العلم المقترن بالعمل والمهارات والمواهب, العلم والعمل كالروح و الجسد يتكاملان معاً -قال تعالى- في حث الأمة على أحترامه
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون
العلماء والأدباء أرقى الناس منزلة ومخالطتهم غذاء للعقل وتوسع في المعرفة,كان
لهم السبق في نهوض الأمة وكان العلم بمستوى الجهاد , نَبَغَ الكثير من المسلمين في العلوم والمعرفةَ على مَرّ العصور والأزمان, منهم بن أسحاق أشهر المترجمين والرازي أبرع الأطباء, وجابر بن حيان الكوفي عالم الجبر والكيمياء, وآخرين في المراصد الفلكية والفقه وعلوم الحديث والقرآن الكريم.


أبن المقفع الأديب البليغ الذي عاش في البصرة كان من أصول فارسية,لكنه مولعاً بحب العرب! قال عنهم أبلغ الكلام –لجأَ كلِّ واحدٍ منهم في وحدته الى فكره ونظره وعقله, وعلموا أن معاشهم من الأرض فوسموا كل شئ بسمته وأوقاته وزمانه, ليس لهم كلام أِلا الحثِّ على أصطناع المعروف وحفظ الجار وبذلِّ المال وأبتناء المحامد؟


أن العرب أعقل الأمم لصحة الفطرة وأعتدال البنية وصواب الفكر وذكاء الفهم.؟
لكن , بلاغته وأدبه وحبه المفرط للعرب , وترجمته ل كليله ودمنه من الفارسية الى العربية لمْ تَغفِر له ذلك.!
فقد نكَّلَ به الحجاج,وعانى من أنتقال الحكم بين الأمويين والعباسيين حتى قُتِلَ في النهاية بأمر من المنصور.؟


نَظَرَ الفيلسوف أرسطاطاليس الى ذي وجه حَسِنْ فأستنطقه فلم يعجبه! فقال –بيت حَسِنْ لو كانَ فيه ساكن.؟
فالعبرة في العلم والدين والخلق .؟
أن العلوم والآداب عمقت المشاركة و التلاحم الأنساني وشيدت الثقافات العالمية . فالمسيرة العلمية بكل صنوفها تزخرُ بالتطور والأزدهار المعرفي العجيب يوماً بعد يوم .


علماء أوربا والغرب سادوا العالم وأحرزوا تقدماً عظيماً , بنوّا أُسس صَرح العلم الحديث منذ عدة قرون الى يومنا هذا, ولا يصعب لنا أحصاء العلوم والفنون والآداب والأختراعات التي أكتشفها الأنسان الغربي !.


لكن العرب والمسلمين منذُ الف ومائة سنة شهدوا تراجعاً وتخلفاً مع حلول الليالي الظلماء وأشتداد الأزمات و الفرقة وحالة الكسوف العلمي والأدبي والثقافي و غياب الصفات والأخلاقيات, حتى لم يعد للعرب والمسلمين من منزلِ.
كما ذكرهم أبن المقفع وبالغ في وصفهم بالمديح على أنهم مفخرة البشر..وخير الأمم؟


فاللعلم والدين رجال – أنما هو دين من حفظه ساد-.؟ونقصد الدين الحقيقي,لا – حالة التدين -القشرية -الكذبية-؟
فَفزْ بعلمٍ تعشْ حياً بهِ أبداً … الناسُ موتى وأهل العلم أحياء

 


بقلم- صادق الصافي
النرويج

You may also like...