هل الكنيسة الكلدانية نسطورية؟

بالعنوان أعلاه كتب القس الكلداني أركان حكيم الموقوف عن الخدمة الكهنوتية في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لأسباب لسنا هنا بصددها، فالتجأ الى الكنيسة النسطورية الإنعزالية المناوئة التي رحَّبت به معتبرةً التحاقه بها نوعا من النصر لها ومنحته لقب “الأركذياقون” واختارت له إسماً بديلاً هو “قرداغ”، فهنيئاً لها باحتواء مثل هذا النمط والنموذج! إنه تعريف بسيط ومختصر لِمَن لا يعرفه مِن القرّاء الأعزاء. وفي حالة إنكاره لِما ذكرناه سيكون لنا حديث صريح وموسَّع!

ونعود الى ما كتبه المومأ إليه: يدَّعي بأنه قرأ كتاباً بعنوان ” تاريخ الطوائف الشرقية ” دون أن يذكر إسم مؤلفه بل اكتفى بأن المؤلف كان من الكنيسة القبطية. فقرأ عن الطائفة الكلدانية ما قاله المؤلف < الكلدان ما زالوا هراطقة بالرغم من أنهم يتبعون روما لأنهم ما زالوا يقدسون القداس الثالث المنسوب الى الهرطوقي نسطور >

أولا: يظهر أن المؤلف لا دراية له بالكلدان بأنهم منشطرون الى شطرَين منذ منتصف القرن السادس عشر، الشطر المهتدي الى مذهب آبائه وأجداده مذهب الكنيسة الجامعة الكاثوليكي، والشطر الإنعزالي المٌصر على التشبث بالمذهب النسطوري ولا علاقة له بروما الكاثوليكية، فاختلط عليه الأمر، وحتماً كان يقصد الكلدان النساطرة الذين غيروا هويتهم الى “آشوريين” في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بأنهم هراطقة.

وثانياً: إن نسطوريوس البطريرك الغربي الهرطوقي المعزول عن الكنيسة الجامعة منذ أواسط القرن الخامس ليس له علاقة بالقداس الثلاثي (ܩܘܕܫܐ ܬܠܝܬܝܐ) فكيف يُنسب إليه؟ فالمؤلف إذاً قد تعمَّد خلط الأمر جهلاً أو كُرهاً.

إن الحرم الواقع على الكنيسة الكلدانية النسطورية لم يصدر في الألفية الثالثة لمجيء الرب وإنما منذ تبنيها لبدعة نسطور، وقد رُفع الحرم عن غالبية أبنائها عندما نبذوا البدعة النسطورية في منتصف القرن السادس عشر واعلنوا إهتداءَهم الى الطريق القويم باستعادة مذهب آبائهم وأجدادهم الكاثوليكي، وبقي الحرم سارياً على الباقين منهم على النسطرة الى يومنا هذا! وظلَّـت الكنيسة الجامعة تبحث عنهم لإعادتهم الى حظيرتها منذ ذلك الحين وحتى اليوم، وليس ببعيد سعيُ الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني ودعوته لهم بشخص بطريركهم الحالي مار دنخا الرابع الى إبرام العقد الإيماني مع الكنيسة الجامعة مع حَـقِّ احـتفاظهم بأيِّ إسم يرتأونه لأنفسهم (آثوريين أو آشوريين) وكذلك كان موقف البابا الحالي بنيدكتوس السادس عشر لدى استقباله البطريرك مار دنخا الرابع، ولكن العناد والتزمت بالنسطرة كانا ولا يزالا العائق الذي لا يملكون الإرادة الصالحة والقوية على اجتيازه! إن الزمن مهما طال لا يمكنه إزالة الأخطاء أيها الأركذياقون، لأن أقـوال المسيح الرب لا ترتبط بالزمان والمكان فهي ثابتة لكُلِّ زمان ومكان غير قابلة للتلاعب بها! لذلك اعتمادك على عكازة الزمن وبدون الإعتراف بالأخطاء والعدول عنها لا يجلب لك ولغيرك أية راحةٍ أو فائدة بل تبقـون أسرى!

كنيسة المشرق كانت منذ البداية كلدانية الأصل والمنشأ، لم يَرضَ الكلدان تسميتها بإسمهم القومي مبررين ذلك برغبتهم الإبتعاد عن كُل ما له صلة بالوثنية وذلك لشدة تعلقهم بالمسيحية، ويا لبئس هذا الإعتقاد الذي سيجلب الويلات لأحفادهم، وفعلاً هوذا ما هو حاصل اليوم. فسموا كنيستهم (كنيسة المشرق ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ) ودَعـوأنفسهم بـ (مشارقة ܡܕܢܚܝܐ) وأطلقوا على كنيستهم أسماء اخرى هي: (الكنيسة الكاثوليكية ܥܕܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ) و(الكنيسة الفارسية ܥܕܬܐ ܕܒܦܪܣ) ولقبوا رئيس كنيستهم (جاثاليق المشرق ܩܬܘܠܝܩܐ ܕܡܕܢܚܐ) ولم يكن هنالك أيُّ ذكر بالمرة لإسم آشور على مدى مسيرة الكنيسة المشرقية ولسبب بسيط جداً هو زوال الإسم الآشوري بانقراض الدولة الآشورية كياناً ووجوداً بشرياً ما بين عامَي 612 – 609 ق.م ولكن على حين غرَّة وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي ظهر الإسم الآشوري عن طريق البعثة التبشيرية الأنكليكانية حيث أطلقته على الكلدان النساطرة القاطنين في منطقة هيكاري الجبلية التابعة لمقاطعة آثور إحدى مقاطعات بلاد الكلدان الثلاث “كلدو وآثور والجزيرة” كما ذكرها المثلث الرحمات المطران يعـقـوب اوجين مَنّا في قاموسه الشهير (كلداني-عربي ص 338) فعَن أي “كنيسة كلدانية – آشورية” تتكلم يا حضرة الأركذياقون؟ نعم لو كنتَ تقصد الكنيسة الإنعزالية للكلدان النساطرة التي بعد انعزالها وانحسارها، انزوت في منطقة هيكاري التي أشرنا إليها أعلاه، فتلك حقيقة لا ريب فيها لأنها جزء من الكنيسة الكلدانية! أما أن تُردد اعتباطاً كالببغاء ما زوَّره الإنعزاليون بابتداعهم إسماً وثـنياً غريباً الآشوري بدفعٍ وضغطٍ من الأجنبي وإلصاقه زوراً بالإسم الكلداني خلافاً لكل الحقائق التاريخية فتلك قرصنة مُهينة كبرى!

هل إن إطلاق إسم الآشورية على الكنيسة النسطورية حـرَّرَها من النسطرة يا أركذياقون آخر زمان؟ وأليس كفراً أن تصف تعاليم نسطور بأكثر قرباً الى تعاليم الرسل والآباء؟ لماذا تنصلتم عن تعاليم نسطوريوس إذا كانت الأقرب الى تعاليم الرسل والآباء بقولك: <إننا لسنا نساطرة فايماننا هو بيسوع المسيح الله المتجسد “الكلمة” هو إله كامل وإنسان كامل. طيب إذاً لماذا تتنكرون لعبارة (مريم أم الله؟) وتُرددون ما ابتدعه نسطور بأنها أم المسيح فقط! لماذا اللف والدوران؟ لا تستطيعون خدعنا بالفذلكة الكلامية. الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تُقِر وتعترف بأن المسيح هو ربُّنا وإلهنا ومخلصُنا وغافـر خطايانا وليس الكنيسة النسطورية التي قد تُرددها لخداع مَن يُحاججها، وإذا كنت صادقاً بأنكم تُرددون هذا الإقرار وهذا الإعتراف، يكون ذلك دليلاً أنكم جزء من الكلدان إستمرتم الإنعزال لمجرَّد الإنعزال! وعندما عثر بكم الإنكليز تغيَّر الإنعزال الى تأشور والمجيء الى عقر ديار الكلدان والسعي الى احتلالها! إن كتاب الحوذرة الذي بحوزة الكنيسة النسطورية هو منقول من كتاب الحوذرة الكلدانية الكاثوليكية، وقد شُوِّهَ بما أُضيف إليه مِن تعاليم نسطورية، وكذلك الطقس هو كلداني صرف حَرَّفتموه بعد انعزالكم الموحش في الجبال!

يقول الأنبا بيشوي القبطي في بحثه الموسوم (الكنيسة الآشورية وتزييف الحقائق/ الكنيسة الآشورية كنيسة نسطورية) في هذا البحث يُشير الى كتاب الراهب القبطي المنشق أثناسيوس المقاري( الكنائس الشرقية وأوطانها) جاء في الصفحة 228 ما يلي: في سنة 1994 قامت ما سمّاها بالكنيسة الآشورية بإعلان ايمانها فيما يختص بالسيد المسيح تحت الصيغة التالية:

<نؤمن بأن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو الإله الإبن المتجسد، تام في لاهـوته، وتام في ناسوته. لم ينفصل لاهـوته عن ناسوته لحظةً واحدة ولا لطرفة عين، ونؤمن أن ناسوته واحد مع لاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو انقسام أو انفصال> والحقيقة إن كاتب الصيغة هذه هو البابا القبطي شنودة الثالث عام 1971م في فيينا. وفي عام 1995م قصد المطرانان النسطوريان باواي سورو ونرساي دي باز لمقابلة البابا شنودة في الدير. قالا له: <نحن مستعدون للموافقة على الصيغة التي وضعها قداستكم في فيينا عام 1971م بخصوص طبيعة السيد المسيح واقترحا أن يُعقد اتفاق على أساس هذه الصيغة، فوافقنا على البدء في الدخول في حوار لاهوتي بشرط أن تُحذف أسماء “نسطور، وتئودور الموبسويستي، وتيئودور الطرسوسي” مِن ليتورجيات كنيستهم، فقالا بأن شعبهم قد تعوَّد على تكريم هولاء المعلمين، ولنبدأ بالعقيدة أولاً وبمرور الوقت نُقنع الشعب بحذف هذه الأسماء. فقال لهما البابا شنودة:

أنا لا أستطيع عمل اتفاق مع شعب يُحرم القديس كيرُلس ويُكرم هؤلاء المعلمين النساطرة، فترجّوا البابا إعطاءَهم فرصة من الوقت لتصحيح الأوضاع. والسؤال هنا: لماذا توجهت الكنيسة النسطورية الى كنيسة الأقباط الأرثوذكس وقطعت حوارها اللاهوتي مع اختها الكبرى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية؟ الجواب بسيط جداً وهو أن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية كشفت لها حقيقتها وفنَّدت كُلَّ إدعاءاتها الغير واقعية، وأنها غير حُرة باتخاذ قراراتها لأنها واقعة تحت هيمنة الشرذمة السياسية من شعبها القبلي المتزمت بالتسمية الخرافية التي فرضها عليهم الإنكليز وصارت أمراً واقعاً يستحيل عليهم الرجوع عنه! كما أن الكنيسة الكلدانية لا تقبل بما قامت به من تشويه لإسمها الحقيقي “الكنيسة الكلدانية النسطورية”. فرأت أن في إمكانها أن تُخفي حقيقتها عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رغم معرفتها بأنها الجهة الأكثر انتقاداً وإنكاراً لها.

ويستطرد الأنبا بيشوي، وفي العام التالي وفي شباط 1996 دُعيتُ الى فيينا لحضور الحوار اللاهوتي بصفة مراقب. فوجدت المطران الآشوري باواي سورو نفسَه يُدافع عن نسطور مطالباً الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الإعتراف بأرثوذكسية تعاليم نسطور. فواجهته داخل الإجتماع قائلاً: إنك تقول هنا عكس ما اتفقـتم عليه مع البابا شنودة الثالث في مصر! فأنكر ما قاله في مصر، فأعلمته بأنه لدينا شرائط مسجلة بهذا الكلام. وكان المطران بول صياح الماروني حاضراً في المقابلة التي تمت مع البابا شنودة في مصر، وكان حاضراً أيضاً في هذا المؤتمر ولم يُنكر ذلك، فاتـضح لنا خِـداعُ هؤلاء الناس وتمسكُـهم بتكريم نسطور وبتعاليمه، وأنهم حتى وإن وقَّعـوا اتفاقيات مع الآخرين، فإن ما يُعلِّموه داخـل كنائسهم ويُنادون به في ليتورجياتهم، يُخالف تماماً ما يتظاهرون به. إن الراهب أثناسيوس المقاري المنوه عنه أعلاه، ينتقي أقوالاً لا تدل على الإيمان الحقيقي للكنيسة النسطورية التي يُسميها آشورية عمداً، بالإضافة الى المغالطات في الإقتباسات التي أوردها في كتابه. وهناك الكثير من الإقـتباسات يعزوها للنساطرة وهي في حقيقة الأمر كاثوليكية العائدية حيث وردت في الأوراق الكاثوليكية المقدمة في الحوار السرياني الذي نظمته مؤسسة “پرو أورينتا” في فيينا عامَي 1994و1996م.

إن آباء كنيسة المشرق قبل إجبارها على تبني المذهب النسطوري أي قبل القرن الخامس، كانوا قديسين وملافنة عظماء (ماريعقوب النصيبيني، مار أفرام الكلداني النصيبيني (الذي اغتصبَ عائديته لهم الكلدانُ المونوفيزيون المعروفون اليوم بالسريان)، مار شمعون برصباعي، مار ميليس، مار أفراهاط وغيرهم الكثيرون جداً) ما علاقة آشوريي التاريخ المنقرضين قبل مجيء المسيح له المجد بستة قرون بهؤلاء؟ ولو لم يكن أتباع الكنيسة النسطورية بالأصل كلداناً تنكروا لأصلهم لَما تسنّى لهم معرفة هؤلاء القديسين، وهذه المعرفة هي الدليل الواضح على كلدانيتهم! أما رهبان رؤساء الأديرة وشهداء الكنيسة اللاحقين لم يكونوا يحملون من النسطورية إلا إسمها وفي قرارة أنفسهم كانوا يحملون عقيدة آبائهم وأجدادهم لِما قبل النسطرة ولذلك تعتبرهم الكنيسة الكلدانية قديسيها بحقٍّ وحقيقة. كيف تُريد من الكنيسة الكلدانية أن تقبل بأختها الكنيسة النسطورية بعد أن شوَّهت تاريخها الكلداني وتبنَّت تاريخاً مزوراً لا يمت إليها بأية صِلة!

أين كنتَ قبل لجوئك الى الكنيسة النسطورية بعد أن نبذتك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بسبب. . . وما هي مقدرتك في علم اللاهوت؟ هل عَلًّمك أسيادك الجُدد اللاهوت؟ ومَن فيهم يفهم معنى ومخزى اللاهوت؟ وهل باستطاعتك ذكر اسم لاهوتي واحد من لاهوتيي روما أطرى تعليم نسطوريوس؟ إن لاهوتيي روما لم يتركوا عبرالزمن أية بدعةٍ من بِدَع الهراطقة دون فحص وتمحيص، أم أن إلقاء الكلام جزافاً وبدون أدلّـة لا ضريبة عليه؟ هل يُعقل أن لاهوتيي الكنيسة الجامعة كانوا في غياب عن أفكار العبقري نسطور والآن اكتشفوها؟ وإليك فحوى بدعة نسطور: (ألغى ميلاد ابن الله الوحيد بحسب الجسد بإنكار ولادته من امرأة كما أشارت الأسفار المقدسة، حيث ينفي بأن الأسفار المقدسة قد قالت بأن الله الكلمة ولد من العذراء ام المسيح. بل تقول الأسفار بأن يسوع المسيح الإبن والرب، قد وُلد. أليس بأقواله هذه يُقَّسم الإبن الواحد الى إبنَيـن إثـنين أحدهما في انفصال عن الآخر، حيث يقول عنه إنه إبن ومسيح ورب، إنه الكلمة المولود من الله الآب، أما الآخر المنفصل عن الأول يقول عنه، إنه إبن، ومسيح، ورب، وإنه وُلد من مريم العذراء القديسة. ولهذا السبب أيضاً يُسمّى المسيح “الله الكلمة ” إذ له اتصال لا ينقطع مع المسيح، ويُضيف، إذاً فلنحفظ اتصال الطبيعتَين الغير مختلط، ولنعترف بالله في الإنسان، وبسبب هذا الإتصال الإلهي، نوقِّر ونُكرم الإنسان المعبود مع الله الكلي القدرة) فهل هناك تفكير أكثر تناقضاً من هذا التفكير المتسم بالكبرياء وعدم الوقار! وبسبب أتباع الكنيسة النسطورية هذه الأفكار رُفضت رغبتُها المُلحة بالإنضمام الى مجلس كنائس الشرق الأوسط في جلسة العاشر من تشرين الأول 1998م.

كان المطران الجليل واللاهوتي القدير مار باواي سورو المُدافع الأكبرعن أفكار نسطور وتعليمه، وعندما اصطدم بالحقيقة اللاهوتية بمعزل عن الفكر النسطوري، جاهد جداً ولسنوات أن يشرح لإخـوته أساقـفة الكنيسة النسطورية الآثورية وليس “الآشورية” وعلى رأسهم البطريرك الحالي مار دنحا الرابع، بأن تمسكهم المتزمت بافكار نسطور التي تنبذها كُلّ كنائس العالَم، قد جعل من كنيستنا كنيسة منبوذة ومتأخرة في كُلِّ المجالات العلمية واللاهوتية والليتورجية، ولا بدَّ لنا من إعادة النظر في عقيدتنا والإنفتاح على الكنيسة الكبرى والأولى في العالَم “الكنيسة الكاثوليكية” والثانية الكنيسة الأرثوذكسية! فكان جزاؤه “الإيقاف” ثم العزل.

وبعد أن استنفذ كُل الوسائل للتفاهم والحوار أصابه الإحباط وقطع أمله من أصحاب العقول المتحجرة فأعلن قوله الشهير”وإن كنتُ أحبكم يا إخوتي محبة كبيرة، فإني أحب المسيح أكثر منكم”، فهو الذي أوصانا بالوحدة، وأنا سأنفذ وصية المسيح، واستنجد بالروح القدس ليلهمه الى طريق الصواب، فألهمه وأيَّده، فطوبى له ولجماعته المباركة.

الشماس د. كوركيس مردو

You may also like...