هل الانفصال قادم..؟؟؟

تشير الاحداث على ارض الواقع منذ ما يقرب من عشر سنوات الى ان العراق يتجه الى السيناريو الاسوأ على الاطلاق ، وخاصة بعد أن دخل الخطاب الطائفي المتزمت بعنفوان وقوة خطيرة. هل ثمة تحولا اساسيا ونوعيا في الادراك والتفاعل السياسي للشعب العراقي مرتقب ؟ وما سمة هذا التحول ؟ هل هو تحول فيما يعرف اعلاميا بالربيع العربي نتيجة تراكم فعل سياسي واعي ام جاءت نتيجة تراكم سنوات من المعانات الحياتية المتمثلة بالفقر والألم والحزن والقمع وإفلاس السلطة الحاكمة والطبقات السياسة والظروف والمتغيرات فقط ؟ سياسة السلطة في المركز وللأسف الشديد تعتمد علي الصدفة ، وتسير الشأن العام الوطني حسب متطلبات الظروف والواقع. عند النظر الى الواقع الاجتماعي والسياسي الهش أتوقع أن يتقسم العراق وينفصل الشمال الكردي عن الوسط والجنوب والغرب العربي السني عن الجنوب الشيعي وربما الجنوب عن الجنوب.

الوحدة والانفصال كلمتان اكتظ بهما قاموس الساسة والسياسة العراقي منذ سقوط الصنم عام 2003 وشعار الوحدة الوطنية عبارة ظل يطلقها رجال السياسة العراقيين كلما لاحت في الافق بوادر انفصال وتقسيم جارح ، وعلى الرغم من وضوح وسهولة التمييز ما بين الكلمتين لغويا إلا أن هذين المصطلحين بما يحملان من دلالات سياسية في المشهد العراقي ، يستعان بهما لتحقيق مكاسب سطحية أو وقتية ، وفقا لحسابات الربح او الخسارة.

الغرب والجنوب العربي كانا ولايزالان الأكثر تخبطا ، وانعدمت لديهما المقدرة علي استيعاب مفهوم الدولة ، ولم يعطيا إشكالية الهوية العراقية الجهد الفكري والسياسي ، كأنهما يغضان البصر عن المكونات الاخرى ، عن وجود الآخر وأهميته كمكون أساسي لاتقوم الدولة إلا بوجوده ، ليس كمثل ” يمنح حقيبة وزارية ” لثقافته فقط !! بل كشريك وصاحب حق يتساوى مع الغرب والجنوب العربي في كل شئ تحت سقف المواطنة العراقية.

في الجانب الآخر نجد أن الحركة القومية الكردية في شمال العراق ، ونضالها من اجل نيل حقوق الشعب الكردي ، تتأرجح في ضبطها لمفهومي الانفصال والوحدة حتى مابعد سقوط الصنم ، ولعل وضع النقاط فوق الحروف ، والرؤية الواضحة لماهية الدولة أمر لاتستعجله القيادات الكوردية ، بل ترقب الأحداث بقلق وحذر وفق الوقائع والمواقف السياسية الراهنة .

للحركة الكردية أصدق الحجج في الالتفاف حول فكرة الانفصال بعد المعاناة المؤسفة والتهميش الإرادي الذي مارسته السلطات السياسية السابقة في بغداد عليهم ، وهذا المطلب تمثله القاعدة الجماهيرية الملتفة حول القيادات الكوردية وآخرون يمثلون أرقاما مهمة في حركة النضال الكردي ، هذه الدعوة الانفصالية ستضغط علي السلطة في المركز ، وحتما ستكون النتيجة تلاشي وإندثار فكرة “العراق الديموقراطي الفدرالي الجديد” من قاموس اقليم كردستان ، مما قد يمثل إحباطا للقوي الوطنية والديموقراطية العراقية التي تري في طرح العراق الجديد السبيل الوحيد لميلاد الدولة العراقية الحقيقية لأول مرة في تاريخ العراق الحديث ، وأيضا تري أنَ فكرة العراق الجديد ستحل مشكل الهوية بصهر تنوع العراق الثقافي والعقدي والعرقي والديني في معين دستوري ، تمتد إليه كل الأيادي الوطنية العراقية فتنال حقها بالتساوي.

وديع زورا

5 أذار 2013

wadizora@yahoo.com

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *