هل أسقط دوري السوبر الأوربي لكرة القدم حقوق المشجعين؟

كأس الأمم الأوربية 2020 أجلت بسبب جائحة كورونا

كأس الأمم الأوربية 2020 أجلت بسبب جائحة كورونا

سيؤرخ ليوم الأحد 18 نيسان/إبريل، من العام 2021، على أنه علامة فارقة في تاريخ كرة القدم الأوربية والعالمية، ففي هذا اليوم أعلن اثنا عشر ناديا، من أندية اللعبة الكبرى في أوربا، إطلاق ما عرف في تقارير إعلامية بـ ( دوري السوبر الإنفصالي لكرة القدم) تحت قيادة فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد.

هزة في الوسط الكروي

وقد أحدث الإعلان هزة، في أوساط الهيئات الأوربية والدولية لكرة القدم، وقوبل بهجوم حاد وانتقادات من تلك الهيئات، وحتى من قبل سياسيين أوربيين، على رأسهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي قال إن هذا الدوري المزمع “سيضرب قلب اللعبة المحلية، وسيثير قلق الجماهير في جميع أنحاء البلاد”.

من جانبه توعد كل من الاتحاد الأوربي لكرة القدم (يويفا)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وإتحادات وطنية أخرى للعبة، بالوقوف بكل ما أوتيت من قوة، في وجه إتمام هذا المشروع، وهدد الاتحاد الأوربي لكرة القدم، بعقوبات ضد كل الأندية واللاعبين، الذين سيشاركون في بطولة دوري السوبر الأوروبي المقترح.

وجاء المشروع الذي طرحته، مجموعة النوادي الأوربية الكبرى لكرة القدم، وسط أزمة تعاني منها كرة القدم، خاصة في الجانب المالي بفعل تأثرها بشدة من تفشي وباء كورونا، كما أنه جاء قبيل إعلان مزمع للاتحاد الأوربي لكرة القدم،عن خططه الإصلاحية لدوري أبطال أوروبا، الذي يضم 36 فريقا، والذي كان يأمل في أن يتم قبل الإعلان عن دوري السوبر الجديد.

ويرى ملاك النوادي الأوربية الكبرى لكرة القدم، والمشاركون في المشروع المزمع، أن الإصلاحات التي سيعلن عنها الاتحاد الأوربي لكرة القدم ليست كافية، كما قالوا أيضا إن جائحة كورونا، التي ضربت عدة مناحي اقتصادية “سرعت من حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها النموذج الاقتصادي الحالي للكرة الأوروبية”.

وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت حوارا مكثفا، بين الأطراف المسؤولة عن كرة القدم، بشأن مستقبل البطولات الأوربية، لكن الأندية المؤسسة لدوري السوبر الجديد اعتبرت أن ” الحلول المقترحة بعد هذه المحادثات لا تطال المشاكل الأساسية، مثل الحاجة لتوفير مباريات بجودة أعلى، وكذلك موارد مالية إضافية لهرم كرة القدم بشكل عام”.

غير أن معظم الهجوم، الذي تعرض له مشروع دوري السوبر الأوربي المقترح لكرة القدم، ارتكز إلى أنه يمثل انشقاقا عن كرة القدم الدولية، وأنه يؤسس لفكرة نخبة ضيقة لنوادي بعينها، ويحرم مشجعي الأندية الصغيرة من متعة وشغف كرة القدم، التي تعد الرياضة الشعبية الأولى في العالم، إضافة إلى أن الفكرة وراءه، تجسد جانبا واحدا وهو سعي ملاك النوادي إلى جني مزيد من الأرباح فقط.

المشجعون هم الخاسر الأكبر

ويبدو مشجعو اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وكأنهم خارج المعادلة في الجدل الدائر حاليا، بين ملاك الأندية أصحاب المشروع، والاتحادات الرياضية المعارضة له، فمن جانبها تسعى الأندية صاحبة المشروع، إلى الخروج من أزماتها المالية، وتراجع إيراداتها بفعل الأزمة التي فرضتها الجائحة، وعلى الجانب الآخر، لا تضع الاتحادات الرافضة للمشروع هي الأخرى، وفقا لمحللين رياضيين الجماهير ضمن أولوياتها، إنما هي من وجهة نظرهم تحرص على الإبقاء على سيطرتها المحكمة على كرة القدم، واستمرار استفادتها المالية الضخمة من عوائد البطولات.

أما مشجعو اللعبة، فيبدون في موقع المتضرر الأكبر من المشروع ، الذي يرسخ لواقع جديد يقف فيه الأغنياء والفقراء، على طرفي النقيض، إذ الأندية الغنية تقف بمشجعيها الأغنياء في جانب، بينما تقف الأندية الفقيرة بمشجعيها الفقراء في جانب آخر، في وقت سيجد فيه مشجعو الفرق الصغيرة أنديتهم، وفقا للواقع الجديد، تلعب مباريات أقل خلال الموسم الواحد، وربما يحتاج الواحد منهم إلى صرف مبالغ ضخمة لمشاهدة لقاءات فريقه.

وبدت المعارضة شبه جماعية للمشروع الجديد، في أوساط مجموعات مشجعي الفرق الانجليزية الستة المشاركة فيه، فقد أعرب مشجعو أندية ليفربول،وتشيلسي، ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وأرسنال، وتوتنهام هوتسبر، عبر بيانات على وسائل التواصل الاجتماعي، عن غضبهم الشديد تجاه المشروع الجديد، وقالوا إنه لايمثل سوى جشع أصحابه، لكنه لايمثل قيم كرة القدم التي يعشقونها.

ووفقا لما أعلن، فإن منافسات دوري السوبر المقترح، ستقام في شكل دوري بمشاركة 20 فريقا، بينها 15 بتصنيف “المؤسس”، و 5 فرق أخرى متغيرة كل موسم تشارك بالدعوة، وسيتم دعوة الأندية بناء على الأداء الموسمي لها في بطولاتها المحلية.

كيف سيعمل؟

وسيجري تقسيم الأندية المشاركة إلى مجموعتين، المجموعة الواحدة تضم 10، مع تأهل الفرق الأربعة الأوائل في كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، على أن يكون هو ونصف النهائي بنظام الذهاب والإياب، مع مباراة نهائية واحدة، ووفقا لما أعلن أيضا فإن المنافسات ستقام وسط الأسبوع بداية من شهر آب/أغسطس من كل عام.

وتشمل قائمة الاثني عشر فريقا، التي أعلنت عن مشاركتها في المشروع المزمع، كلا من ميلان (إيطاليا)، أرسنال (إنجلترا)، أتلتيكو مدريد (إسبانيا)، تشيلسي (إنجلترا)، برشلونة (إسبانيا)، إنتر ميلان (إيطاليا)، يوفنتوس (إيطاليا)، ليفربول (إنجلترا)، مانشستر سيتي (إنجلترا)، مانشستر يونايتد (إنجلترا)، ريال مدريد (إسبانيا)، توتنهام هوتسبير (إنجلترا).

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *