نَدوَة حول الرابطة الكلدانية – بقلم الشماس د. كوركيس مردو

بدعوة من المنبلر الديمقراطي الكلداني عُقدت  ندوة عامة على قاعة  كنيسة ام الله –  ساوثفيلد –  مشيكان – اميركا. حضرها جمهور كبير من مختلف فئات الشعب الكلداني الذي يعيش في ولاية مشيكان والقادم من كندا وولاية كاليفورنيا، وذلك لشرح المزيد عن الدوافع التي حدت بغبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الى عرض اقتراح لتشكيلها قبل عدة اشهر، وقد عقد مؤتمر خاص  في أوائل شهر تموز الجاري في اربيل – كردستان العراق وتم تشكيلُها فعلياً . وبما أنَّ وفداً مهماً وفاعلاً  موَّلفاً من خمسةاعضاء من المنبر الديمقراطي الكلداني هم: الدكتور نوري منصور، شوقي قونجا، عادل بقال، قيس ساكو، وجمال قلابات وعلى رأسهم سيادة المطران ابراهيم ابراهيم الجزيل الإحترام. رأى المنبر ضرورة قيام سيادة المطران ووفد المنبرالمرافق بتنوير أبناء الشعب الكلداني الذين نوهنا عن حضورهم، بتفاصيل تأسيسها والفعاليات المرجوَّة منها . كانت ندوة جدية أدارها السيد شوقي قونجا.أبرعَ المتحدثون فيها وأفاضوا بشرح أسباب تشكيلها وأهدافها حيث تفضل سيادة المطران ابراهيم ابراهيم بشرح وافٍ لأهم  بنود نظامها الداخلي، وتلاه الأب بولس ساكي الذي عُهدت إليه مُهمة المرشد الروحي للرابطة وشرح الكثير عمَّا ستقوم به الرابطة من نشاطات مهمة في سبيل خدمة الكلدان في الوطن الأم العراق وفي كُلِ مكان من العالم يتواجد فيه الكلدان، ثم تحدَّث نائب رئيس الرابطة السيد جمال قلابات منوهاً بقيام الرابطة والآمال المتوخاة منها، وأعقبه السياسي البارع السيد قيس ساكو، فأسهب في تعدد الإنجازات التي ستعمل الرابطة على تحقيقها للشعب الكلداني خاصة وللشعب المسيحي العراقي عامة. ثمَّ أعطي المجال لطرح الأسئلة من قبل جمهور الحاضرين، فكان المتحدثون اكفاء بالأجوبة. على العموم كانت ندوة سارة أعطت ارتياحاً كبيراً للمستمعين، وقد حضرها عدد من وسائل الأعلام ومندوبي الفضائيات والمصورين، وستتبعها ندوات ولقاءات اخرى بعون الله في المستقبل القريب والبعيد. بارك الله بجهود جميع مَن ساهم وشارك بقيام الرابطة الكلدانية التي ستكون المدافع الرسمي والشرعي عن حقوق وأماني وتطلعات الشعب الكلداني والمسيحي!

كنتُ أحد حاضري الندوة والمُصغين بانتباه الى شروحات المتحدِّثين عن كُلِّ الجوانب المتعلقة بالرابطة الكلدانية، كيف بدأت الفكرة لدى مُقترِحها غبطة أبينا البطريرك مارلويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى وكيف تبلورت بعد إشباع موضوعها فيضاً من الدراسات والمناقشات والأفكار والرؤى من قبل متقبلي الفكرة ومُعارضيها إضافة الى مَن كانت مواقفهم  حيادية . لقد ثبُت لديًّ أنَّ ما دار حولها مِن نقدٍ وانتقاد كان ذا تأثيركبير ليخرج نظامُها الداخلي بصورةٍ مُعدَّلة بحقٍّ لم يترك للمؤيدين والمناوئين مجالاً للطعن به والإنتقاص منه. ومن هذا المنطلق أدعو إخوتي أعضاء الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان وإخوتي من المهتمين بالشأن القومي المستقلين تغيير نظرتهم السلبية عن الرابطة الكلدانية الفتية، وإفساح المجال أمام مَن انتُخبوا للقيام بأعباء مُهماتها خلال سنتها الأولى، إذ بعد انقضائها، سيُعقد مؤتمرعام بكامل أعضائها الذين سينتمون إليها خلال هذا العام وهو بدوره سينتخب كامل هيئاتها لمدة أربع سنوات.

ما أطلبه من إخوتي الذين أشرت إليهم آنفاً، الكف عن الهجوم اللاذع ذي الأثر المُحبط، لكُلِّ مَن انتخبهم المؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية ليؤدوا مهامهم التي تعهدوا القيام بها. إنها مؤسسة كلدانية مستقلة لا وصاية عليها من قبل الكنيسة، عدا تقديم الدعم  بكُلِّ اشكاله الى جانب الإرشاد، وإذا شكَّكَ أحدٌ بأن الدعم والإرشاد يُمثل الوصاية، فإني أقول كلا! فإنَّ غالبية المؤسسات وحتى الحكومية والعسكرية في أرقى الدول يُعيَّن لها مُرشدون وتُرحِّب بالدعم المقدَّم لها. والعراق الحالي هو أول بلدٍ يستعين أحزابُه ومؤسساتُه بمرجعياتهم الدينية من حيث الدعم والإرشاد، فلماذا نشذ عن هذه القاعدة نحن؟ ثم لقد جرَّبنا نحن الكلدان بالذات أحزاباً ومنظمات النأي بأنفسنا عن الكنيسة، فكانت النتيجة الفشل على طول المسيرلماذا؟ لأنَّ شعبنا كنسيُّ الهوى فخذلنا! لذلك علينا مراجعة حساباتنا ونستمد العِبَر من تجاربنا، ونرضخ للأمر الواقع، فإن العناد والتصلُّب بالرأي لن يُجدينا نفعاً. ربَّ قائل يقول بأن الشماس مردو قد قلب ظهر المجن لقوميته، فإنَّ مَن يظن ذلك فهو مخطيْ، أنا قد نذرت نفسي للدفاع عن قوميتي الكلدانية طالما فيَّ عرق ينبض، قلت لغبطة البطريرك الجليل مار لويس قد أوافقك على الكثير من مواقفك، ولكني لن أتفق مع غبطتك إطلاقاً  في معاداتك للقومية الكلدانية أوالإنتقاص منها أو التنكُّر لها. أما الآن فإني قد لمست تبدلاً جذرياً في موقف غبطته منها واعتزازه بها، وأعلن سروري الكبير بذلك، وأكبر برهان على ذلك اقتراحه الصائب في تشكيل رابطة كلدانية، ومساهمته الكبرى في رؤيتها النور. فلنستعِدْ رزانتنا التي فقدناها ونخدم امتنا الكلدانية  بكُلِّ طريقة تؤدي الى تحقيق أمانيها مع احترامي الكبير لكُل إخوتي مُشاركيَّ في الحقل القومي. ودومو جميعا بخير وصحة تحت ظلال نعمة الرب القدير!

أخوكم

الشماس د. كوركيس مردو

في 29/7/2015  

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *