نص الى ـ رستب ـ أفندي …

 

رستب أفندي إليك انحناءتي

الى عنوانكم  أعني قبركم أينما كان

أبعث هذه الرسالة :

يامعلم موسيقى البشرية الحقة

معلم أحلى من السُكـّر والسُكْر  إنسانا اسمه زوربا

علمته “السنتوري”

أنت لم تعلم بأن هذا الذي ألقى نفسه على قدميك

مفلسا يريد أن يتعلم

هو أرفع هامة تتذكرها البشرية

إنه زوربا

الذي ترك إرثا ذا مغزى

مغزى أن نرقص في الألم

وأن نضحك رغم الفجيعة

زوربا علـّم البشرية بأنّ لكلّ هوة ٍ جسرا ً.

وإن السفر خارج الجدران بلسمٌ للكآبة ! .

 

الى رستب أفندي

من خلالكم أبعث بخطاب محبة الى شهيد عظيم :

رياض البكري

إليك انحناء تي

علمتني العَروض

” ميزان الذهب “دفتر العمر

وقصيدة  “إلياذا” العراق التي لاتنتهي

بدأتْ بالغزل

تمرّستْ بالتصدي للظالمين

وبعد الإغتيال نهضتْ مثل عنقاء .

 

من المبجّل رستب الى :

صديق طفولتي ويفاعتي :

رديف شاكر فهمي

لن أنسى أجمل الكتب التي جلبتها لي

“آنا كارنينا”

و “خالد محمد خالد”

والمادية الديالكتيكية

ومناشير القيادية المركزية

أيها المعلم الأول لن أنسى معانيك .

 

من عنوان بريد رستب الى سيدة ٍ ما

اليك انحناءتي

“……………..

……………………..

……

…………

….. “

حذفتُ الغرام .

 

من الفذ رستب الى قمر أقمار الفكر

أبي  ذر عامر الداغستاني

اليك انحناءتي

قلت لي في “سجن الفضيلية “ولن أنسى

بأن اعظم غنى في الأرض هو التطابق مع الذات

لاتقل احبك لمن لاتحبه !

لاتخضع لسلطة  وانت تمقتها

لا تسجل اسمك في حزب ما مرغما

اللآتطابق مع الذات فجيعة الفجائع.

 

من المتمكن رستب الى الممتلئ فكرا وانسانية

الى عقيل ” فلثفه ” بحرف الثاء !

الى من هو بغداد وبغداد هو !

أبي ذر عقيل الخزاعي !

إليك انحناءتي

علمتني من هو ايفان ايفانوفتش

علمتني ما هو أقوى لنا في الحياة

انهما الصدق والثقافة

علمتني أن القراءة نوع من التحدي

العلم بكل شيء

العالم كتب الى مالانهاية

العالم ضد اُمية الثقافة

والمجرمون أغلبهم اُميّون .

 

من رستب النشوة الى باخوس “المرتجى والمؤجل”

الى صديقي الأبدي محمد رشيد

أنا مدين لك بجلسة في جبهة النهر

أو على ضفاف التـَيمس

في مدينة الثورة أو على السين

في  ستوكهولم الحُسن الخلاب

أو في ” الحيدرخانه ! “

جلسة ” خلدون جاويد” الخماسيّة الأناقة :

خمرة ووردة وشمعة وطعام وكلام “جميل” .

تلك الجلسة الخالدة

الجلسة العهد ! .

صديقي محمد :

لقاؤنا على ضفاف دجلة

و”المستكي “عشاؤنا الأخير ! .

 

من رستب الى الجبارة الشاهقة

الاولى والأخيرة “…. “

في فمي دُمّلة ْ

بل في الدملة فمي

ولا على أرض ٍ كلامْ ! .

لا فم ولاكلام ْ!

سوى عجب ٍ حلاّجي :

” عجبتُ لبعضي كيف يحمله كُلـّي

ومن بعض بعضي كيف تحمله الأرض ُ ” ! .

  

رستب أفندي الذي لاينتهي

اننا لم نزل نرقص على السنطور

أجسادا تعبّر بفيزياء عن الجرح

وبنزيف تحت الأقدام

وبابتسامة في خضم الإحتفال

والشاعر معنا يرقص

ذلك القائل :

” والطير يرقص مذبوحا من الألم ِ “

 

رستب أفندي

من لم ينتهجـْك في حُب الفقراء

لايبدع الجمال

من لم يقرأ زوربا لم يتذوّق كأس الحياة !

وأنت العظيم الذي موسقتهما !

رستب

عد مرة اُخرى لملايين المظلومين .

علمهم موسيقى الحُب .

لايكفي المرء أن يقرا” كارل ماركس”

حتى يقرأ “زوربا” ! .

 

*******

14/10/2011

You may also like...