نشتري كرامتنا بتجاوز الفروقات القومية

 

بما ان الناس متساوون بالحقوق ومشتركون بالطبيعة نفسها، وكما اكدنا في مقال سابق ان حقوق الانسان واحد في مكان وزمان، لذا تكون الحقوق المدنية والسياسية والثقافية والسياسية واحدة وشاملة، والحريات الاساسية مصونة “الاعلان العالمي 1948 والعهدين 1966” – انظر

www.icrim1.com 

من جانب آخر نرى القوانين الخاصة بالاخلاق وآداب السلوك والتصرفات الشخصية والعادات الاجتماعية تحتلف باختلاف الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا والثقافة،هنا يتدخل العقل لكي يفك شمولية القوانين المشار اليها ويتجه نحو معرفة خواص البلد وطابعه القومي والاثني من خلال خواص القوميات الاخرى من جميع النواحي، ولكن من هذه النقطة بالذات تبدأ مرحلة النضوج الفكري للشخص والقائد والمكون، ان رأينا انه يوجد هناك احكام مسبقة مع التمسك بالمصالح الخاصة ليس الشخصية فقط بل مصالح المذهب والطائفة والقومية ايضاً هي اعلى من سقف الوطن والشعب! هذا يعني اننا:

1-ابتعدنا عن انفسنا وابعدنا معنا الوطن لاننا في اسقاطنا لخواصنا على الاخرين نكون السبب في بيعه، وبالتالي تمزقه وتقسيمه ومن ثم كسره، اذن لا بد من تجاوز الفروق القومية ان اردنا حقوقنا ككل وحقوق العراق كوطن

2-لا اعتقد بل اجزم ان لا احد يريد او يقبل او يرغب “الا فئة قليلة جداً” ان يكون للشيعة حكومة ودستور خاص! وللسنة حكومة ودستور! وللاكراد حكومة ودستور خاص! وللشعب الاصيل والاصلاء حكومة ودستور! اذن كل القوميات لا يمكن ان يكون لها دستور خاص وحكومة خاصة، والا هذا يعني تقسيم العراق، عليه وجوب تجاوز الفروقات القومية مقابل عراق واحد موحد

3-لنتخيل وجود حكومة ودستور للامة العربية “مستحيل اليوم وغداً” وحكومة ودستورللامة الكردية وحكومة ودستور لامة الشعب الاصيل،،،، اذن لا نكون امام وطن او بلد اسمه العراق بل نكون امام خرائب كانت تسمى العراق، اذن ان اردتم الخرابة وجيرانها فهي لكم، وان اردنا العراق فهو لنا، لذا لا بد من تجاوز الفروقات القومية

4-الى جانب الفروقات القومية تكمن في الفروقات الدينية/المذاهب/الطوائف، هذه هي الاخطر في التنوع والتعدد وتصل الى حد التناقض داخل الدين الواحد، هنا طلب تجاوزها يعني النفخ في قربة مثقوبة، اذن اين يكمن الحل؟ يكمن الحل في تقارب المتقاربات والتفتيش عن المشترك، اعتقد ان المنهج العلمي المدروس المبني على اخلاق لا تستند على لاهوت محدد، بل تقوم على خير الانسان وحقوقه هو الطريق الانجع والاسلم نحو غد واضح، لان الماضي لم يعد يضبط المستقبل، بل حول حياة الانسان والانسانية الى جحيم من خلال الحروب والكوارث والهزات الاقتصادية والسياسية

النتيجة تبقى عند الحقيقة المُرًة التي يجب ان نعترف بها يوما ما، وهي اننا فشلنا في غطاء الدين والسياسة، للنظر الى التاريخ القديم والحديث “فشل الدين في قيادة الدولة! من 313 ميلادية مرورا بدولة الخلفاء الراشدين الى الحروب الصليبية لانهم كانوا يدفعون المحراث الى الخلف وينظرون الى خزينة الدولة وجيوب المواطنين من الامام، ولكن جمرتها باقية تحت الرماد لحد اليوم!! فهل نمر الان بنفس التجارب في عراق اليوم؟ المفروض ان نجرالمحراث ويكون نظرنا الى الامام كله كي نحرث التربة جيدا عندها يكون ثمرها جيدا ايضا، لذا نكون امام شجاعة وجرأة القائد الموصوف بصفات واخلاق مسؤولة وعقل منفتح لكي يمكننا من دخول المركز (كرامة الوطن والمواطن) معه بدل من الدوران حوله، لان ذلك يبعدنا عن الهدف (كرامة الشخص البشري وسعادته) الزمن لا يعيد نفسه وفي نفس الوقت لا يسير لصالحنا، انه يقطعنا، فلنستغل الفرصة والا؟؟؟؟؟؟

الخلاصة نسير مع الفيلسوف “كونت” حيث يقر بوجود ثلاث ملكات انسانية هي (الذكاء – العمل – العاطفة) الى جانب ثلاثة اعراق رئيسية هي (الابيض – الاصفر – الاسود)

الابيض: هم اكثر ذكاء—الاصفر:هم أفضل من يعمل—الاسود:هم ابطال العاطفة

اذن الملكات الثلاثة متعادلة الغرض، بما معناه انه لا يوجد اي عرق او جنس او نوع يحمل جميع الصفات في آن واحد لكي يؤهله ليكون لوحده على الساحة، والدليل كما قلنا فشل الواحد (الدين – الفكر – التاريخ – الحضارة – الثقافة – الحزب – النموذج) من قيادة الدولة او البلدان، لذا لابد من الاديان والافكار والتواريخ والحضارات والثقافات والاحزاب والنماذج، اذن ازالة الفوارق او ردمها او تركها او تأجيلها وخاصة الفوارق الدينية والمذهبية والطائفية ومد جسور الثقة بين المتقاربات، هذا ان اردنا ان يكون لنا وطن مستقل ومواطن له كرامة

shabasamir@yahoo.com 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *