نريد إرجاع وطننا الأصلي

 

في 04/نيسان/2011 كان لنا موعد مع العمود الأسبوعي / 50 على صفحة موقع هيئتكم العالمية تحت عنوان حبيبتي أرضي وبستاني/عراق العراق، وبعد مرور أكثر من سنة ارتأينا العودة إلى عمودنا هذا ليبقى شاهداً أصيلاً وأصلياً على انحطاط أخلاقية المرحلة بحيث تؤكد الأحداث ان دور حقوق الإنسان والكفاءات لقيادة المرحلة قد حان فعلاً، لأنه نرى ونشعر ونلمس فشل المحاصصة المذهبية بامتياز كون العراق بدأ بالفعل ينزلق نحو التخبط داخل الضباب! نتيجة انحراف الفكر الوطني الحر باتجاه الفكر الشمولي من جهة والأوحد المقدس من جهة أخرى، وهذه الشمولية باتت موديل للأحزاب والحركات التي لم تصدق انها تجلس على كرسي القيادة، وكان ظهور الفكر الاقصائي الواحد، بحيث انتقل العراق من دكتاتورية الشخص والقائد الأوحد إلى دكتاتوريات لشخصيات وقادة قداسة غير أصلية وبعيدة عن الأرض والبستان، ودليلنا هو: ماذا حصدنا كشعب ووطن من زرعنا منذ 2003 ولحد اليوم؟ كان فيه نسبة كبيرة من الزوان الأسود! ولم نتمكن لحد اليوم من فصل الحنطة عن الزوان بالرغم من مرور 9 سنوات على العراق الجديد، وان كان لا بد من المحاصصة فلتكن محاصصة عراقية/عراقية فقط! غير مرتبطة بأي شكل مع محاور الإقليمية او الدولية! جربتم عقد كامل وفشلتم بامتياز عليه ان الديمقراطية الحقيقية /العملية لا تتطلب وجودكم في السلطة جيل كامل! العقد يكفي للنجاح والفشل، لذا لا بد من التغيير وإعطاء فرصة لعودة العراق إلى حضن العراقيين الاصلاء، نعلم علم اليقين ان ذلك يتطلب تضحيات جمة! ألا تكفيكم مليون شهيد تقريباً وعدد من الملايين الجرحى والمعوقين واليتامى والأرامل ومثلها الفقراء وأطفال الشوارع وعوائل القمامة؟؟؟ اما شبعتم بمئات المليارات من الدولارات، الميزانية العامة للسنة الأخيرة كانت 122 مليار دولار، لنضرب نصف رقم الميزانية في 9 سنوات، أعلنوا نتيجة الضرب بعدها القسمة وحصة الفرد العراقي إلى شعبكم الذي انتخبكم، لا ندري ماذا ستقولون لشعبكم في انتخابات 2014؟ هل نجامل أحدا ان قلنا ان الأكراد نجحوا بامتياز في قيادة المرحلة بالرغم من وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في إقليم كردستان ، والأذكى ان الكرد يعترفون رسمياً وعلناً بوجود مثل هذه الانتهاكات، ونعتقد ان السبب الرئيسي (ليس الوحيد) في نجاح قيادة الإقليم وفشل المركز هو التجانس الفكري (القومي والوطني) هنا! الحقيقة هي بالأرقام الرسمية والشعبية وطنياً ودولياً! وكلامنا هذا نسبي طبعاً! الأهم هو الواقع كما هو وليس كما يريده البعض ان يكون، والذي يتفلسف نؤكد له: الأمن والأمان/الخدمات وخاصة الكهرباء والماء والصحة – نسبة دخل الفرد، نسبة الفقر، نفسية الإنسان وطريقة تعامله مع الآخرين – قبول التنوع والتعدد – نكتفي بهذه الفروق، من هنا تنطلق دعوتنا لإرجاع وطننا الأصلي إلى حضن الاصلاء

كانت الفكرة قراءة مجددة للعمود الأسبوعي رقم /50 لأهميته في الوقت الحاضر، فإلى حبيبتي أرضي وبستاني/ انه عراقي الأصلي يناديكم
حبيبتي أرضي وبستاني/ عراق العراق
انها أرض الرافدين وكرامة الاصلاء، انها قريتي ومدينتي ومحافظتي وهواء العراق! الذي ينادينا لتنمية وتنقية ضميرنا الإنساني، الواجب يتطلب زرع الوفاء والجرأة والشجاعة وهذا الثلاثي يحتاج إلى تربية وأرض محروثة وخصبة لتعطي ثمارها وبالتالي يكون لها تأثير على مسيرة تنقية ضميرك وضميري في زرع الثقة ثم الوفاء الذي ينبذ الترهيب والترغيب، والجرأة في نقد الذات وعدم التعالي وشطب الآخرين، عندها نلتقي مع الشجاعة التي تؤلف توأم ينجح في التوازن بين عملهما “مثل البهلوان الذي يسير على حبل بين جبلين او عمارتين الذي يمسك العصا بين يديه” إنهما “العقل والإرادة” ،،، اما ان استمرينا في حصر أنفسنا بزاوية ضيقة التي تؤدي بنتيجة حتمية إلى الانحطاط الفكري قبل الزوال، انه الضياع وال تغرب عن النفس والكيان الفردي قبل الوطن،! عندها نفتش عن قيم أخلاقية جديدة غريبة عن واقعنا وماضينا وحاضرنا، انها تربتنا وبستاننا وهوائنا ومائنا وعراقنا يا أصلاء، نوع الزرع الذي تزرعه هو نفس الصنف الذي تحصده، انها الحياة والماء الجاري، لنحرس تربتنا لكي لا يأتي الغريب في الليل ويزرع الزوان مع الحنطة، عندها تخلط الأوراق ونحتاج إلى مرحلة كاملة ربما أكثر من عقد لتنقية البيدر، لا تفتشوا عن السبب او الأسباب من الخارج! ألحرامي لا يدخل الدار إلا ان فتح له احدهم او ناموا الحرس
ولا ننسى مبدأ حقوق الإنسان (ان نكون من أجل) عندها نعرف ونشعر ونلمس إنسانيتنا
لنقرأ بين السطور من خلال الأبيات التالية
عراق العراق
العراق
ستة أحرف
أ – ل- ع – ر – ا – ق
أ = ألف باء انها الكلمة —- وكانت هناك تكملة
ل = لامُ أصيلة وكتابة —- على النهرين والأرض الحانية
ع = عروقُ وأصول وآثار باقية —- وحارثة الأرض جارية
راء = روى الإنسان من جنة —- اسمها “العراق” عنها باحثة
آ = آه يا أبي كم الدنيا قاسية —- عنا وعنهم سها ساهية
ق = قالت ها انذا شامخة —- رغم الغدر إني ثابتة باقية
عراق
أربعة حروف “بدون الـ التعريف”
ع – ر – ا – ق
أربعة حروف
ع = عنوان كرامة وشموخ وبهاء —- يتوسطه نهريَن وأصلاء
ر= رسالة إلى العالم وأنباء —- ثورة وحرية وكرامة ودماء
ا = انها الحضارة بدأت بإخاء —- علم وفلك وقانون وإرواء
ق = قيل حقوقه انتهكت دون حياء —- من تحت الرماد ينهض بإباء
———-
حبيبتي أرضي وبستاني
في الغربة أنين وحنين وجفاء —- وطعم الحب حسرة دون وفاء
كانت يامحة شديدة الو قاء —- ولكنها صدقت الاسخريوطي وبلاء
هتك عرضها وتدنست عذراء —- فقدت بريقها وبيتها العراء
لوعة ولهى أصابها بضراء —- وتحولت من يامنة إلى يسراء
فتركت الحق وضياءه بحياء —- بحزن فقدت حبيبيها وعزاء
قلناها انه وسام كورقاء —- والشمس لا محالة تكشف الخباء
عندها الحقيقة تبان ونداء —- من نظيرة ينتظره الأحرار الشرفاء
لا تيأسي يا سهادي ويا نجلاء —- انك بستان في ارض الاصلاء
هناك بشر مفلحة ليثاء —- و طريقها إلى ملحمة الحياة والفقراء
الخبز والأمن والكرامة الكفاء —- سبباً في الدفاع والسهر والفداء
لا تخافي سنحرس شرفك من الأعداء —– ونحرث بستاننا تحت الشمس لا في الخفاء
انه منهجنا نسير عليه بجلاء —- بقيمنا وأخلاقنا والأيادي البيضاء
هكذا نموت ونحيا من أجلك وكساء —- لأبنائنا الأربعة التالدة بإيماء
انها حقوق تنتزع بسلام وذكاء —- بحرية وقلبنا زاخر بالحب والعطاء
نكون معاً وانتخبنا بسراء —- كالبرق في كل وقت ومكان وضراء
لا ينتهي زرعنا الصالح وان متنا شهداء —- فلذاتنا من بعدنا يحصدون البهاء
انه العراق
سمير اسطيفو شبلا
23 أيلول 2012
—-


You may also like...