ندوة السيد يونادم كنا سكرتير حركة زوعا في سان دييغو

في صباح يوم 28/5/12 حضرنا ندوة النائب في البرلمان العراقي السيد يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية في مدينة الكهون،كان أفراد من التنظيم يراقبون الشارع متفرسين في الوجوه فهم يعرفون مناصريهم من الآخرين وكانت الوجوه مبدئياً مبتسمة ابتسامة الأمن العام ( إذا نَظرتَ نيوبَ الذئبِ بارزةً فلا تَظُنَنَ أن الذئب يَبتسمُ )،تأخر سعادة النائب كنا عن الحضور اكثر من نصف ساعة وعند وصوله طلب أحد المنظمين من الحضور القيام الى باب القاعة لإستقبال سعادته نهض البعض،أما نحن فقد إلتزمنا أماكننا جالسين في الصف الأمامي وعند وصوله الينا نهضنا لمصافحته متمنين في قرارة نفوسنا أن نسمع أخباراً حقيقية عن وطننا الجريح من سعادته كسياسي ونائب في البرلمان وكيف تجري الأمور هناك،،هنا إنبرى أحدهم هاتفاً بحياته لصموده الى الآن في العراق متناسياً المئات من الأكليروس ورجال الدين وآلاف من النساء والرجال والأطفال الصامدين حاملين أرواحهم بكفهم لايعرفون ما يخبئه القدر لهم!،وبعد أن قدم أحد معاونيه نبذة عن خلفيته السياسية والنضالية،إستلم السيد كنا المايك وأسترسل في شرح العملية السياسية مبيناً أن الفساد يعمل فعله في تأخر التنمية وإن ميزانية العراق بلغت 100 بليون دولار مع قلة الإستثمارات!،ومن جهة أخرى رسم نظرة زاهية عن الوضع الأمني وخاصة للمسيحيين من أبناء شعبنا وذاكراً فضله الكبير في الكثير من القوانين التي شُرعت ومن أحد هذه القوانين توجد نسخة في كل بيت مسيحي في الموصل مذيلة بحاشية تقول أن هذا القانون صدر بناءاً على إقتراح سعادة النائب كنا،(طبعاً لم يُطلعنا على نموذج من ذلك البيان تأييداً للمصداقية)،ثم إقترب سعادته بحذر شديد من القضايا التي تخص شعبنا المسيحي وبسرعة إنتقل الى اسئلة واسفسارات الحاضرين،وبعدها وصل الدور الى الأخ فؤاد بوداغ الذي طلب المايك ليتكلم إلا أن طلبه قوبل بالرفض وأصر الأخ بوداغ على طلبه مبيناً للجميع أن كنا رئيس تنظيم وهو أيضاً رئيس تنظيم فمن حقه ذلك عندها وافق السيد كنا على تسليمه المايك وشرح بوداغ الوضع المسيحي بعد السقوط مبيناً الإتفاقات والتفاهمات التي ابرمت مع حركة زوعا وكيف تم التنصل منها والإلتفاف عليها وهنا إنبرى له بعض الزوعاويون احدهم بالإنكليزية والآخرين بالعربية وبعضم بالسورث في صياح وهياج هستيري وكأننا في سوق الهرج أو في مزاد علني وعليه طلبنا من الأخ بوداغ الجلوس لعدم تطور الموقف الى ما لاتحمد عقباه وجلس الرجل فعلاً وهنا إنتبه السيد كنا الى أن بعض المواطنين في الشارع لفت نظرهم الصياح وحالة الفوضى وهم يتطلعون الى الداخل حيث الستائر مرفوعة فأمر بإسدالها ،ثم توالت الأسئلة التي تخص شعبنا وكان قسم منها يقرأ ويعلق عليها بسرعة والأسئلة الأخرى المحرجة يحثه جليسه السيد جاكوب على عدم الرد عليها بحجة وبأخرى وكأننا لانسمع ما يدور بينهما،وتوالت الأسئلة وأحدها كان من أحد مسؤولي زوعا في سان دييغو بخصوص ماذا تم بشأن الجرائم التي أقترفت بحق المسيحيين وخاصة في الموصل وأين وصلت مسألة التعويضات وموقف الحركة من ذلك؟،لفلفت الإجابة وقال له عضو اليمن السيد فاروق كوركيس أن الفكرة وصلت وحدج بنظرة من المسؤولين (تشبه نظرة الحزب الشمولية بعدم إحراج القيادة بهكذا أمور!).

ولحراجة الأسئلة المكتوبة وخاصة مسألة التهميش فقد إستعرض سعادته عدد المدراء العامين وأغلبهم من (الكلدان) المنتمين الى حركته وكذلك نواب البرلمان وفي الوقف المسيحي ايضاً شارحاً تداعيات ذلك الموضوع مبيناً مصداقيته وتصرفه المتطابق مع القانون…كان مسؤول الندوة دائم التطلع بساعته والتعلل بضيق الوقت وأخيراً وبعد إلحاح من الشخصية الكلدانية المستقلة الدكتور بطرس توما مرخو (أبو أوميد) الجالس بصفنا رافعاً يديه أستجاب له السيد كنا بطرح مداخلته وقال له لماذا لم تخبر سيدنا الباطريرك عما جرى في الوقف المسيحي مثلما تعرضه علينا الآن؟،وكيف تم تعيين إبن أختكم سركون وزيراً؟،هل خُلِيّ مسيحي العراق من كفاءة وعلم لتختار قريبك للوزارة؟،هنا أجابه بتوتر إجابة مبهمة قائلاً الشعب إنتخبني عضواً في البرلمان وأنا من يحدد من يكون وزيراً أو مسؤولاً وسركون الوزير هو مناضل حقيقي وهو يقوم بجولات في كل العراق!،ثم قفز مشيراً الى البيان الباطريكي الكلداني زاعماً أنه كتب بدون رغبة الباطريرك!!،(رغم وجود غبطته عند قراءة البيان كما ظهر في التسجيلات).وهنا أيضاً تعالى الصياح وهذه المرة من المنصة ومن السيد جاكوب تحديداً يحاول مقاطعة د مرخو أبو أوميد وإيقاف طروحاته وإستفساراته،وقد أشرنا يأيادينا محتجين أنا والأخ فؤاد أن إسمحوا له بتكملة مداخلته، أين هي الديمقراطية التي تتمشدقون بها فيما نراه أمامنا!.

ومن الأسئلة الأخرى التي وجهت لسعادة النائب بما يتعلق بالكلدان ورموزهم وكان أحد رموز الكلدان وهو (سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو مؤسس الوحدة الحقيقية الكلدانية الآثورية) ويبدو أن هذا الرمز قد أقض مضجعهم بنضاله العادل المستميت وطروحاته الكنسية والقومية مُثبتاً الحقيقة الدامغة بصواب نهج الكلدان وتطلعاتهم المشروعة.

وقد أجاب كنا بإشارة غير موفقة بقول السيد المسيح له المجد (إعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) وقال من أراد من رجال الدين أن يكون سياسياً سنعامله كالسياسيين،(طبعاً لم يتطرق الى تدخل غبطة باطرياركهم وأساقفتهم بالشأن القومي والسياسي بأية مناسبة لاغين الجميع ومعتبرينهم جزء من شعبهم الآشوري).

وفي اللحظات الأخيرة أراد السيد كنا أن يقنع الحاضرين بما جرى عقب سقوط النظام ووجه الكلام للأخ بوداغ قائلاً،أتذكر عندما إنسَحَبْتَ من الإنتخابات الأولى كيف قبلتني وقلت لي شخصياً سأعطيك صوتي،هنا قاطعه الأخ بوداغ وقال له هذا غير صحيح فأنا إنسحبت بسبب وضعك لأسمي في الترتيب الرابع وكان يجب أن يكون الثاني.

ملاحظات لابد منها عن ندوة زوعا

1 كانت الهمهمة وتفحص الوجوه تدور بين المنظمين مسجلين كل شاردة وواردة

2 تم جلب بعض النسوة والأطفال الى الندوة

3 لم يسمح بإلقاء ألاسئلة شفاهاً بل كانوا يدورون علينا بالأوراق لنكتب عليها وهذا الأسلوب معروف لدى مسؤولي الأحزاب الذين لا يرغبون بالإجابة إلا على الأسئلة التي تعجبهم

4 كان السيد جاني او سركون جاكوب مساعد السيد كنا يستجدي التصفيق من الحاضرين بين جملة وأخرى.

5 سيطر التوتر على أجواء اللقاء إضافة الى شحن الأعضاء وإتباعِهم اسلوب الغوغائية السياسية وتسفيه المعارضين دون ردع من قبل مسؤوليهم وهذا يدل على أن السيد كنا كسكرتير عام للحركة الديمقراطية الآشورية راضٍ بما يفعله افراد حركته (مع الأسف الشديد ) لأنه لم يمنعهم ولم يطلب منهم الهدوء أوالتحلي باللياقة ولو لمرة واحدة.

6 بعد الذي حصل في سان دييغو ومن تجربة ندوة مشيغان أيضاً أستطيع أن أقول وبأمانة مطلقة أن الحركة الديمقراطية الآشورية على طرفي نقيض من الديمقراطية وتوجهاتها متطابقة مع الأحزاب الشمولية التي تؤمن بمبدأ نفذ ثم ناقش،عليه سأطلق على الحركة منذ الأن (الحركة الدكتاتورية الآشورية).

مؤيد هيلو

30/5/2012

You may also like...