مُغالطات كلدان الجبال النساطرة المتأشورين القـدامى

الكـثيرُ مِن أبـناء امتي الكـلدان الشرفاء الـغُـيارى الذيـن جَـمعـتـني بهـم بعـض اللـقـاءات وأحـياناً بعـض الصدف ، طـرحوا عليَّ بعـض الأسئـلة مِن ضمنها : ما سبـب قـلة ردودِكَ على  مُـروّجـي الخطابات الـتـزويـرية بحـق تاريخ امتـنا الكلدانية مِن قـبـل أدعـياء الآشورية المزيـفـة المعاصريـن وبعـض النـفـر الضال من الكـلدان المغـرَّر بهـم الـمتـعاطـفـيـن معـهـم ، في الـوقـت الـذي نـرى في ردودك نـبـرة الـصدق والأمانـة الـتاريـخـيـة المُـدعـمة بـوثـائـق الـمؤرخـيـن والباحـثـيـن والمشوبة بالـدعـوة الى نِـقـاش تاريـخي حُـر وأكاديـمي رصي  ـن ؟ وكان جـوابي أولاً : إن وقـتي أضيـق عـليَّ مِن صرفـه للـرد عـلى تُـرَّهاتهـم وتَـلـفـيـقـاتهم ، وثانـياً : لا أرى أنهم مستأهـلـيـن للـرد بسبـب انغـلاقـهم الـفكـري ودفاعهم المستميت عن خـطأ أسلافهم التاريخي بـوقـوعهم في فخ الدهاة الإنكليز الذين أدخلوا أدمغـتهم دورة غسيـل ضافـية وأعَـدَّوها لعـدم الإيـمان بـفـكـر تـاريـخي عـلمي ما عـدا الـفـكـر السياسي الآشوري المزيَّـف الذي عَـبَّـدَوا لهـم طـريقَه وقـد أشرنا إلـيه آنـفاً ، ولـذلك يتجَـنَّبون ارتـياد المكتبات التاريخية المتخـصصة لـكي لا تصطدمهم الحقائـق التي تُـفـنـد ما لُـقَّ    نـوا من معـلوماتٍ خاطـئة .

الفـرق شاسع بما تحـويه الدراسات التاريخـية الأكاديـمية وما تُـعلِّمُه الدراسات  السياسية التي يَـطرحها المؤمنـون بالـفـكر الآشوري بـصياغـة مَقالات هي أبعـد ما يكـون عـن عـلم المنطـق الضروري في البحث التاريخي ، وبالرغم مِـما أحـرزه الـتـقـدم العـلمي في دراسة تاريخ مُخـتـلـف الآمم القـديمة ومنها الأمة الكلدانية ، فلا يزال القـومجيـون الآشوريـون المُـعاصرون يُـشوهـون عن قـصدٍ وإصرار التاريخ الكـلداني المجـيـد ، وذلك من أجل خـدمة فرضيـتهم الآشورية العـقـيـمة التي لا تمـتُّ الى الحقـيـقة بأدنى صِلـة قـريبة أو بعـيدة ، ولا بـدَّ أن تُـ  ثبـت لنا الأيام بأن الحقـيقة أقـوى من الخيال وأن التاريخ العلمي أقـوى من تاريـخهم السياسي المؤدلَـج ، إذا كان كـلـدان الجـبال النساطرة قـد انـخـدعـوا بالسياسة الإنكـلـيـزية الإستعـماريـة ، هـذا لا يعـني أن يـنعـدي الكلدان الحقيقيـون الشرفاء بتلك العـدوى اللعـينة .

لـقـد اخـتار كـلـدان الجـبال الـنساطـرة الإنـعـزالـيـون الذيـن يُـسَمَّـون انـفسهـم الـيـوم بالآشوريـيـن ، بُـرجاً آشورياً مظلماً لا يُريـدون الخروج منه ، فـراحـوا يتخبطـون في الظلام  بعيداً عـن النـور لأنـه سيفضحهم بكشفه لوجـوههم الكالحـة . لقـد قـلـت مراراً بأن الشعـب الآشوري الـقـديـم قـد انـقرض معـتمـداً المصادر الـتاريخـية التي أكَّـدت هذا الإنقـراض ، والمؤيـد الأقـوى لِما أوردتـه هـذه المصادر هـو انعـدام ذكر هـذا الشعـب في الـوثائـق الـتاريخـية التي تَـلَـت زوالَهم في الربع الأخير من القرن السابع قبل الميلاد . وبعد زوالهم ه    مَنَ الكلدان عـلى بلاد ما بين الـنهـرين ومجمـل بلدان الشرق الأوسط ، انصهرت بقايا شعـوب العراق القـديم في مجتمعهم وفي مقدمتهم البقـية الناجية من الإبادة الجماعية التي تعـرَّض لها الشعب الآشوري .

لم يكـن هـنالك أيّ شعـور قـومي آشوري لا بـل حـتى أي ذكـر عـلى الإطـلاق لـدى المسيحـيـيـن الشرقـيـيـن منهم أو الغـربيين طـيلـة خمسةٍ وعشرين قرناً أي منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى نهايات القرن التاسع عشر وبـدايات الـقـرن العـشريـن الميلاديَـيـن . وهـذا الأمر قـد أوضحـه حسن بـن بهـلـول الكـلـدانـي الـنسطـوري/ الـقـرن الـعاشر الميلادي لدي تَـفسيره تسمية الآشوريـيـن في الصفحة 322 بأن كـلمة الآثـوري تعـنـي العـدو ، ألا يُـثـبـت ذلـك بأن أجدادنا الكـلدان النساطرة كانوا يستهجـنون التسمية الآثورية التي كانت غير مستحـبة لـديهم ، واستُخـدم    ت بلغـتهم الكلدانية بمعنى ” الآثوريون = الأعـداء ” فكيـف يمكن اليـوم فرضها على الكـلـدان ! وأخـيـرأً ألـيس واقـع الـيـوم يؤكـد بأن المسيحيين الشرقيين الذين هـم كـلدان بغالبـيـتهم العـظمى هـم ابـعـد ما يكـون عـن متـبني الآشورية لأن بتبنيهم هذا جعـلوا من أنفسهم أعداءً للكلدان بعد أن كانوا إخـوة ً لهم قـبل تبنيهم للآشورية العـدوة !

لا رَيـبَ هنالك الـبـتة بأن الإنكلـيز هم الـذين أغـروا كلـدان الجـبال النساطـرة بـتـبـنّـيي التسمـية الآشورية وأوجدوا لهم المفهـوم القـومي المزيَّـف ودفعـوهم الى امتهان العمل السياسي ، ولكن نقطة الضعـف الفظيعة الملازمة لهم هي مفهومهم الخاطيء المتعَـمَّد للتاريخ ، وذلك من خـلال إصرارهم على ترديد الأخطاء ، وأدهى هذه الأخطاء هو إصرارهم على تنسيب مسيحيي الشرق الى الشعب الآشوري رغم عـلمهم بانقـراض ذلك الشعـب . والخطأ الـفادح الثاني هو تَوهُّـمهـم بأنهم يتكلمون اللغة الآشورية بينما الحقيقة هي بأن اللغة التي يتكلمونـها ما هي سوى تحـوير وت    ـريف للغة الكلدانية ساعـد في ذلك عامل البعـد الجغرافي .أما الخطأ الثالث اعـتمادهم الكلّي على السياسة قبل الحـقيـقة بل بدون الإعتراف بالحقـيـقة أصلاً .

إن هـذه المغالـطات المتعَـمـَّـدة ستجلـب الأذى والمعاناة لجيـل دُعـاة الآشورية الـصاعـد ، فهي مُغامرة فاشلة مسبقاً ، والمستـفـيد سيكـون الكلدان  لأنهم على عـلم ويقـين بأن الـقـوة التي لا تستنـد على الحـق سيكون مردودها الفشل ، ولـذلك فإن أبناء الكـلدان مصرون على دراسة تـاريـخ امتهـم الحـقـيـقي ، وتـلك خـطـوة جـبارة ، ستـكـون دعامة ً لهم للحفاظ على وجـودهم وعلى لغـتهم وحضارتهم، وكما قال الشاعـر الألماني غـوتيه < الـويـل للأمة التي يتحَكَّـم الجهلُ بتاريخها > وفي النهاية أقـول لكلدان الجبال النساطرة منتحلي التسمية الآشورية (العـدوة ) بأ     حـبل الكـذب قصير والخـداع لا يمكن أن يستمر ، يُـمكنكم أن تخـدعوا بعض الناس لبعض الـوقـت ، ولكن لا يُـمكنكم مطـلقاً خـدعَ كُـلِّ الناس كُـلَّ الـوقت .

الشماس د. كوركيس مردو

عضو الهـيئة التـنـفـيـذية

في الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان في 20 / 9 / 2010

You may also like...

2 Responses

  1. انجيلا says:

    الى اشور
    انك تتهم الاتحاد العالمي للكتاب الكلدان بانهم يدعون الشر والتفرقة ومن خلال اسطرك نقرا بوضوح الحقد والعنصرية للكلدان ثم تتهم الاخرين بانهم لا يسيرون بخطى الرب يسوع
    وانت لا تومن الا بالله اشور اليس هذا الكفر بعينه
    اتقي الرب وكن متفتحا ومتقبلا للاخرين ولا تعتقد انه لا يوجد على الكون غير الاثوريون
    فكلنا اخوة في الدين اولا والتاريخ والحضارة والمصير المشترك ثانيا
    وكفااااااااااااكم عنصرية

    انجيلا

  2. ashor says:

    انا اشور
    والله شيئ مؤسف جدا ان نقرا مقالات تحتوي على كلمات من مستوى الدون ان تكون نابعة من انسان يدعي انه من اتباع السيد المسيح كونك بمرتبة شماس يجب ان تكون القدوة الحسنة لانك تمثل المسيح على الارض و حاشى ان تكون كذلك لانك و من خلال قراتي لجميع مقالاتك لن اصنفك سوى اتباع الشيطان ,,,,
    اريد ان اعرف اتحادكم هذا هل هو فقط لمحاربة من يؤمن بوحدة شعبنا ام ماذا؟؟؟
    اين كنتم من قبل سقوط الطاغية حين كانت الامة الاشورية تقدم الشهداء في سبيل الوجود القومي ،ليس بهذه الطرقة يرد الجميل يا شماسنا العزيز يا من تؤمن برسالة المحبة التي جاء بها مخلص البشرية ,,ان لي الفخر ان اكون اشوري حتى النخاع و دم اشور يجري في وريدي رغم ذلك مستعد ان اقف الى جانب كل كلداني شربف من اجل ان نصل الى حقوق شعبنا في ارض الاباء بلاد ما بين النهرين,
    ام انكم انتم في اتحادكم لم تلقوا اي انتباه من احد فسلكتم طريق التفرقة و و الشر واعداء لابناء جلدتكم الذين قدموا التضحيات في سبل ان تبقى رؤسهم مرفوعة و ان لا تكون في يومن من الايام تحت رحمة مستعمري ارض بابل واشور
    ارجوا ان تكفوا انت وم معك عن سلك هذه الطرق المولتوية و اتجهوا نحوى طريق الوحدة فلن تجنوا شيئ من هذه المحاولات الفاشلة والدليل على ذلك نتائج الانتخابات الا خيرة الى اللقاء على ارض الاله اشور

    ارجوا النشر من قبل الموقع للمصداقية فقط يا رئيس التحرير الاخ حبيب تومي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *