مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك … مطـراناً قادماً إلى أسـتـراليا أبرشيتـك – الحـلقة الثانية

 

 

سيادة المطران القادم إلى أستراليا ……… أهلاً بك في أبرشيتـك .

نكـتب إليك كـعـضو كـلـداني في كـنيستـنا الكـلـدانية وحـضرتـك ستـكـون حـديث العـهـد في أبرشيتـك ، مُـذكــِّرين سيادتك بما قـد يكـون غائباً عـن بالك ، ممهِّـدين طريقـك ، فارشين الأرض بساطاً لمسارك ، نـنيره أمامك ــ وحاشاك ــ كي لا تعـثـر رجـلك ، لتمشي واثـق الخـطـوِ بهـيـبتك ….. لا تـتعجـب ! فالقادة الكـبار عـنـدهم مَن يتـقـدّمهم في المسير لـيـدلهم عـلى منعـطفات ممرّاتهم فـيمشون رافعـين رؤوسهم .

خـبرتـنا في الحـياة تـرافـق خـبرتـك ، أنت نائب لشخـص المسيح فادينا وفاديك تجـمع المؤمنين في كـنيسة ربنا وربك ….. قـرأنا الكـثير وسمعـنا الأكـثر عـن يسوع المسيح مخـلصنا ولم تـرَه أعـينـنا ولكـنـنا سـنراه فـيك ، سيتمثـل في شخـصك وقامتـك ، سنسمعه في كـلماتك وتـكـلـُّمك ، سنـتعرف عـليه في أعـمالك وتعاملك ، سنـكـلمه في ضيافـتك وإستـضافـتك ، بل سنبحـث عـنه في عـمق تـفـكـيرك …… إنك وكـيله تـقـتـفي أثـره فهـو قـدوتك ، إجعـلـنا نـفهم المسيح من خلالك ، نرى صورته الـبهـية في وجهك ، وثمارك  ستعـرِّفـنا بـدواخـلك، فـنـقـتـدي بك ونـقـتـفي أثـرك فإذا غـبتَ عـنه ــ لا يسمح الله ــ ! غاب عـنك ، وآسـفـين نـقـول أحلامنا ستـغـيـب معـك .

سـيـدنا العـزيز :

أنـتم قائـد روحي في مرتبة الأمراء ، ستـركـز العـيون عـليك في كـل لقاء ، سـواءاً كـنتَ بـين جـدران وسـقـف يحـميك من شمس رمضاء أو في هـواء ناعـس طلق تحـت السماء ، فأنت مرصود في كـل الأجـواء حـتى إذا غابت الأضواء ….

تـذكــَّـر أنّ لك سـيـداً واحـداً وحـيـداً ليس معه آخـر في العـلن أم في الخـفاء ، وعـليه لا يتعامل بضربات ترجـيحـية الجـزاء ! فإذا خـدمتَ سـيـدَين .. فـقـدتَ أمانـتـك وتـزيغ عـن مسارك المرسـوم لك وتـتـنـصَّـل عـن الواجـب المكـلف به حـضرتـك …. فالمسيح كان يمارس مهـنـته بعـرق جـبـينه حـراً في بلـده واثـقاً من قـدرته ، ولـلمال دَورٌ في زمانه ، وللجاه مكانة لـدى مجـتمعه ، ورغـم ذلك لم يكـن لـديه درهمان لإيفاء جـزية قـيصره ، فـوجَّه مار ﭘـطرس إلى سمكة ، فأوفاها عـنه وعـنه !!!!!………..

دعـنا الآن من الشيطان الموجـود في كـل عـهـد ومكان … ولكـن حـذاري حـذاري من الـتعامل مع السيـد الثالث في هـذا الزمان …. يُـلقي ــ طـُعـمَه ــ أمام الصغار والكـبار ، شـصّه يضعـك تحـت رحمة أمواج البحار ويصيدك في وضح الـنهار وتـقع في فـخ الأقـدار ، وبعـد فـوات الأوان لـن تـنـفعـك الأعـذار …. فـيعـكـر صفـوَ رسالتـك ويُـفـسـد كـل ما قـد زرعـته في حـقـل كـهـنـوتك ، ويجـرف ما إكـتـسبته مِن نِعَـم خـدمـتك ، مثـلما هـوى البعـض في صفـقات الظلام الحالكة !!!!! .

مملكـتك ليست في هـذا العالم أبراجاً ولا نـفـوذاً ، وإنما هي فـرَح بالـذي نـذرتَ نـفـسك وصِرتَ له نائباً ! تـشارك الجـموع في تسبـيحه أوشعـنا في الأعالي مرنماً … حـين يـدخـل أورشـليم راكـباً جحـشاً ، باسطاً عـليه ثياباً فـيوصله إلى ساحة الهـيكـل هـدفاً …. ولم يـبحـث عـن حـصان أصيل ، ليـستـمد منه هـيـبة آمِـر فـصيل ، ولم يفـكـر بـبـديل ــ سُـسْـتا كـحـيل ــ سـنـوياً وبآخـر موديل ….. فـلـنـبتهج معـك سـوية ونـكـون متـواضعـين نرضى بالقـليل … فـهـل تستـعـد لهـكـذا حـياة مسيحـية أيها الأسقـف الجـليل ؟ .

إنْ أخـطأتَ يوماً في مجـلسك ، أو ماكِـر في مأزق أوقـعـكَ ، لا تبـرّره مُصراً عـلى رأيـك ، ولا إستعـراض كلام مَن رقـدوا وقالـوا كـيت وكـيت ستـنـفـعـك ، طالما لا يمكـن إحـضارهم كي يشهـدوا لقـولك ، بل إنـتـشل نـفـسك فـوراً بالإقـرار بأخـطائك ، أمام الجـمْع فـتسمو في إعـتـرافـك … وليكـن كلامك كـقـول المسيح ربك : مكـتـوب كـذا ، قـيل في الكـتاب الحي كـذا ، فـتـكـسب مستمعـيك …. ولا تـقـل أنا القائـد الزاهي ، أنا الآمِـر الناهي ، فـتـنكـمش في عـيون السامع والناظر المنـتـبه والساهي …. بل قـل أنا الخادم الوافي للغـني والحافي ، وبنعـمة خالق الأكـوان سأكـون الـدواء الشافي ، فـتـكـبر في عـيون القـريـب والـبعـيـد وتـُـنـشـد لك القـصائـد بالقـوافي .

سيادتـك سـتـديـر كـنيستـنا وتـنطق بإسمنا لـدى مَن يهمه أمر إيمانـنا … ولكـن إسمح أن أقـول في سـبـيل المثال !!! لا تـتحـمل وِزرنا في دائـرة الضريـبة لـتـناقـش موضوع إستـقـطاعات رواتبنا ، ولا في وزارة الـصحة لتـتـكـلم عـن أمراضنا ، ولا في مديرية شـرطة المرور لتبحـث أمر صلاحـية مركـبتـنا ….. ولا تـزج نـفـسك في شـؤون تـتـطـلب حـنـكة بعـيـدة عـن قـداسة روحـك ، والتي لم تـكـرّس لها حـياتـك ، فـتلك مسالك محـظورة لا يسلم الشرف الرفـيع مِن ﭬايـروسها المضرة بصحـتك ، بل إحـتـرس لنـفـسك ممن إليها يجـرّك ، طالما ليست ضمن إهـتمامك ، ولاحـقاً قـد أسـرد لك قـصصاً قـد حـدثـتْ في زمانك ….. وما عـدا ذلك فـمعـذرة وألف معـذرة إن كـتبنا عـنك يوماً لصالحـك .

لا تغـرَّنك أناقة وطراوة عـسل الحـديث ، فـقـد يُـرويك من طرف اللسان حلاوة ويـروغ عـنـك كما يـروغ الـثعـلبُ النـكِـر الخـبـيث …. ولا تأمنـنَّ وسادة لينة بريشها ، فالأفاعي وإنْ لانـتْ ملامسها ، عـنـد التـقـلـُّـب في أنيابها العـطبُ وسُـمُّها ……… وسنعـرف مَن أنت في وقـتها !! إذا عـرفـنا مَن تـصاحـب في يـومها …… وإلى الحـلقة الثالثة ، إنـتـظِرها .

 بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *