موقف الكلدان من المؤتمر الكلداني

نزار ملاخا / المجلس القومي الكلداني / الدنمارك

 

هل حقاً سيصبح للكلدان صوتاً مدوّي وحقاً يُسترجع؟ وتاريخاً يشع وحضارةً يُفتخر بها؟ هل تفاجأ الكلدان بعقد المؤتمر ؟

هل صحيح بأن الكلدان لم يكن لهم ذلك الدور الفاعل والأساسي على الساحة العراقية ؟ لربما وبجرأة نقول نعم، لم يكن لهم دوراً سياسياً كغيرهم من القوميات، فلم ينتظموا في حزب سياسي أو تنظيم معادٍ للسلطات الحكومية، وقديماً قيل ” الحاجة أم الأختراع ” ، ومن هذا المنطلق لم يكن الكلدان بحاجة لكل تلك التنظيمات، لذلك وفي الجانب الآخر فقد برزت حاجة بعض القوميات لتأسيس حركات سياسية ضد السلطة تعمل من أجل إعادة حقهم المشروع كما يفهمونه، غير مستبعدين أن تكون أيديهم قد تلطخت بدماء أناس أبرياء يُقتلون كناتج عرضي لهذه الجدلية، منهم مواطنين عزّل، ومنهم عوائل مستطرقة مسافرة، ومنهم العسكري الذي ليس له لا حول ولا قوة سوى تنفيذ الأوامر .

أما الكلدان، فنقول لم يكن لديهم حاجة لتأسيس حركات تحررية لأنهم كانوا أصلاً أحرار، ولم يؤسسوا أحزاباً سياسية لأنهم فعلاً كانوا مشاركين في جميع العمليات السياسية لجميع الحكومات العراقية التي تعاقبت على حُكم العراق، ولم ينظموا مجالس قومية أو غيرها لأنهم لم يكونوا بحاجة لها، فكلهم مواطنون عراقيين وحملة الجنسية العراقية ولم تسقط عنهم تلك الجنسية، بالإضافة إلى ذلك، فإن لغتهم الأم كانت تدرس في جميع مدارس القرى الكلدانية ، وكانت الكثير من الكتب تطبع باللغة الكلدانية.ومن نشاطات الكلدان أنهم شاركوا في أول حكومة عراقية تشكلت بعد الأنتداب البريطاني للعراق وعند تأسيس الدولة العراقية ، ولو لم يكن للكلدان ذاك الوعي السياسي لما أختيروا ليكون رئيس الكنيسة الكلدانية عضواً في مجلس الأعيان، كما كان للكلدان تواجد في الكثير من المنابر الثقافية والمجامع العلمية، مثل مجمع الل غة العربية ومجمع اللغة السريانية وغيرها.

لقد تبوأ الكلدان وتقلد مناصب عديدة فمنهم من أستوزر ومنهم من كان وكيل وزبر أو مدير عام أو محقق أو حاكم أو طيار أو مدير مدرسة ، طبيب ، محامي، مهندس ، وحتى المهن الحرة، لذلك نقول لم يكن أبناء الكلدان خارج اسوار الملعب، لا بل كانوا لاعبين حقيقيين وكيف لا ونحن أصحاب الحضارة والتاريخ والتراث.

هل تفاجأ الكلدان بسماعهم نبأ أنعقاد مؤتمر قومي لهم ؟

الحقيقة وعلى مدى علمي وإطلاعي على الأتصالات التي جرت ، لقد تفاجأ أبناء شعبنا الكلداني بذلك، بسبب حالة الأنهيار اللاطبيعي التي وصلتها بعض من تنظيماتنا التي كانت في الظاهر تحمل الأسم القومي وفي الباطن أنحرفت إلى مستنقع العار، فكان أن بدت حالة من الإعياء والتعب على أبناء شعبنا الكلداني ، واستحوذ عليهم اليأس ، ففقدوا الأمل بكل تنظيم يحمل الأسم الكلداني ، لقراءة المشهد بشكل آخر ، نرى أنه ظهرت بوادر لم الشمل ، فثارت ثائرة نخبة مثقفة دينية ومدنية لتثأر للفعل الجبان الذي أرتكبته تلك التنظيمات ، وبعد محاولات عدة وأتصالات عديدة ومشاورات مع التنظيمات التي صمدت على خط سيرها الكلداني مثل الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان والحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني / جناح التصحيح وعشرة تنظيمات قومية كلدانية، تم الأتفاق جميعاً على ضرورة عقد مؤتمر قومي كل داني، ينتشل الجميع من حالة الضياع ، ويعطي درساً قاسياً لمن أغراه المال والكرسي والجاه.

يقول البعض من أبناء شعبنا الكلداني أنهم حال سماعهم بالنبأ تكللت اساريرهم بالفرح وتشكلوا في جماعات تريد الأتصال بالقائمين على هذا المؤتمر للتهنئة والتبريك .

قال آخرون من داخل العراق ، نعم لقد دب اليأس بين صفوفنا وفي قلوبنا ونفوسنا، ونحن نعيش حالة أنزلاق التنظيمات القومية الكلدانية في خط سير منحرف، فقلنا لنقرأ على الكلدان السلام، ولكن ما أن قرأنا نبأ أنعقاد المؤتمر الكلداني حتى قلنا : لقد فرجت، وكيف لا، وهل تُخْذَل أُمّة ينحدر من أصولها سيدنا يسوع المسيح له المجد.

متصل آخر من بغداد قال لي : ـــ  إنني سعيد وفرحان وأعيش فرحتين مستقبليتين وهما : ــ

1 – أعيش أنعقاد المؤتمر الكلداني الأول.

2 – أعيش سقوط أعداء الكلدان وعزلهم، لأنهم استغلوا طيبتنا وأَغرونا بالأسم القومي ولم نكن نعلم أنهم تجار تسميات، لقد ثبت لدينا أنهم ذئاب بشرية يشحذون سكاكينهم لطعن الكلدان بأسم الكلدان .

إتصالات كثيرة وإيميلات أكثر وردتني تبارك وتهنئ وتضع أمكانياتها المحدودة المتواضعة في سبيل إنجاح المؤتمر ، مهندسين ، محامين، أطباء ، لكدان أجتمعوا فيما بينهم لتهيئة ورقة عمل وأمور أخرى كثيرة ومتعددةلا تسعها ورقتي ، ولا يمكن إدراجها كلها من باب سرية العمل .

 

‏السبت‏، 22‏ كانون الثاني‏، 2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *