موصل ، انقسامات واختلافات

مرت الاحداث العصيبة بمدينة الموصل ومحافظة نينوى عموما منذ 2005 الى اليوم حيث بدأت الاحداث مع توسع تنظيم القاعدة لقاعدته الشعبية تحت عبادئة الدين واستمر هذا التنظيم الراديكالي السلبي الذي تمسك بجذور المذهبية السياسية التي كانت سائدة قبل 1400 سنة، منتهكا بذلك جميع القيم والشرائع الدينية في سبيل بسط نفوذ سياسي واجتماعي احادي الاتجاه، مبررا عمله بالاستناد الى مقولة (الضرورات تبيح المحظورات) وانتشر السلب والاختطاف والمفخخات والاغتيالات واصبحت حينها مدينة الموصل وبعض مناطقها اسوأ مدينة للعيش ربما في العالم ، وتطور هذا التنظيم ليضع مسلكا سياسيا واجتماعيا اخر اكثر سلبية وعقدة ودموية وتحت مسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وهذا التطور جعله يستبيح دماء العراقيين المختلفين عنه جميعا حيث بدأ بالمكون الشيعي وثم المكونات المسيحية والايزدية التي ذاقت الالم والمرارة من تواجده في مناطقهم واحتلالها ، ومن ثم المكون السني من الذين رفضوا تأييده حيث كانوا الاكثر ضررا من المكونات الاخرى (عددا)، ففي مدينة الموصل( قيد الحديث) كان هذا التنظيم يقتل كل شخص من اهلها بمجرد الشك بانه مخالف، اما السنة الاخرين فوضعهم كدروع بشرية امام رصاص القوات المحررة ( واعتبرهم ضرورة تبيح المحظور من اجل نشر رسالته الدموية ) وهكذا استمرت الحياة في الموصل لثلاثة سنوات مليئة بالقتل والاضطهاد والدم والاتوات والانتهاك والاغتصاب، وهذا ايضا تحت عبائة المذهب والدين اي تحت راية (الله اكبر).
بعد تحرير المدينة من هذا التنظيم المجرم بسواعد القوات الامنية والبيشمركة الابطال وعودة اهاليها الذين هربوا من ظلم التنظيم الارهابي داعش والذين قدروا بمليونين شخص تقريبا متوهمين بان تنظيم داعش قد انتهى والامور سوف تكون مستقرة في هذه المدينة لكن الحال بات مماثلا ولم يختلف كثيرا بسبب وجود خلايا نائمة من بقايا فلول التنظيم، كما واطماع المحررين في الاموال التي صرفت لتحرير المدينة وبقاء اولائك المحررين بمكاتب اقتصادية داخل المدينة يتقاسمون رزق ابنائها بينهم كما يقاسمون اموال اعادتها واعمارها دون ان ينفذ اي مشروع استراتيجي خدمي فيها الا بعض الترقيعات لذر الرماد بعيون نشطائها واسكاتهم …
واليوم وبعد ان مرت اكثر من سنتين على تحريرها مازال الدمار يعمها وسوء الخدمات والفساد الاداري والمالي منتشرا الى ان جائت حادثة (جريمة العبارة) التي غرقت في نهر دجلة وفيها 287 شخص خرج منها 70 شخص احياء والباقين اعتبروا شهداء بسبب الفساد والطمع الذي غطى مسؤوليها والمتصدين فيها وهذه الحادثة فتحت عيون المجتمع الدولي عليها ليضغط على حكومتها ومسؤوليها والمتصدين فيها ويقيلهم من مناصبهم ويعلن فيها حالة شبيهة ( بحالة طواريء) من خلال خلية ازمة يترأسها احد الاكادميين ومعه رجالات العسكر من الجيش والشرطة ، ما جعل اهل المدينة ينقسمون سياسيا فمجلس المحافظة الغي دوره بالكامل، وهناك دعاة لتحويل نينوى الى اقليم اداري، والاحزاب تتنافس فيما بينها لتنصيب محافظ لها مع وجود اصحاب الاطماع من اللذين يسمون انفسهم محررين حيث مازالت عيونهم على حصتهم من المشاريع الخدمية للمدينة وحال المواطن يرثى له …
نقترح على خلية الازمة مايلي …
1- ابعاد اصحاب المكاتب الاقتصادية نهائيا عن العمل …
وهذا يتم من خلال حصر السلاح بيد الشرطة المحلية والاتحادية
2- على خلية الازمة عدم القبول بتعيين من تلطخت اسمائهم بالفساد في السابق والاعتماد على اشخاص اكادميين كفوئين غير متمصلحين
3- على خلية الازمة عدم الانجرار وراء الاحزاب او الحركات او التنظيمات الراديكالية وحصر العمل بيد المختصين من ابناء المدينة .
4- تطعيم خلية الازمة باسماء وكوادر اكادمية جديدة .
5- على خلية الازمة تعيين مستشارين كفوئين يستطيعون نقل التجارب الناجحة داخليا ودوليا في الحالات المماثلة للمدينة .
6- على خلية الازمة الابتعاد عن المجاملات والمغازلات للمتصدين في بغداد واعطاء الاولوية للمدينة .
7- على خلية الازمة تنظيم كروبات او مجاميع اكاديمية لنشر الوعي الديني والوعي الاقتصادي والوعي الاجتماعي والوعي السياسي في المدينة
8- كما عليها الاهتمام بالشباب من خلال تطوير الفن والرياضة والاعلام والمناطق الترفيهية .
وهكذا تستطيع خلية الازمة اعادة المدينة الى مكانتها بفترة لاتتجاوز ثلاثة سنوات

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *