من يمثل مسيحيي العراق؟ … شليلة وضايع راسها


بعد أناشيد القائد و (هوسة) بالروح بالدم نفديك يا مقبور، بدأ مسلسل العهر السياسي بحلقاته الطويلة وتشعباته ، وهذه المرة بدل البطل هناك مئة وبدل الحرامي ألف وبدل الواطي حشود من ممارسي الرذيلة، فمَن الشريف ومَن العاهر بعد أن خلط الحابل بالنابل؟.
وفي خضم أحداث المسلسل ومع الحالة المزرية التي وصل إليها العراق بفضل الحكومات السيئة المتعاقبة وبالتدخل السلبي لدول الجوار وإحتلالهم غـير العسكري للعراق، ومع الميليشيات الدينية الموالية لكل شيء إلا للعراق، والعمليات الجهادية الإجرامية والتي دفع ثمنها العراق بأجمعه وبشكل خاص المسيحيين كونهم ضحية حرب طائفية وعرقية وأقصد خلافات المسلمين فيما بينهم والتي تؤذي المسيحيين بشكل مباشر، ليس في القتل الخطف والتهجير فحسب، بل بصفوف المسيحيين المتزعزعة والمتبعثرة على قدم وساق، ظهرت حالة جديدة وهي “الوصول فوق الظهور” وبتعبير أّدق “الصعود فوق الأكتاف” وذلك من خلال أنفار يستعملون ورقة قضيتهم كـدابة يمتطونها لتحقيق مآربهم وبحجة الدفاع عن حقوقهم المسلوبة تحت عنوان المحاصصة، فمن كان مغبون في الأمس أصبح اليوم فرعون، والعراق في الإنعاش هذا إن عاش سليماً دون قطع إطرافه إلى دول بمسميات طائفية وعرقية.
وبما أن المسيحيين هم أصل العراق وحضارته، لذا ورغم قلّتهم إلا أنهم يشكلون نسبة لا بأس بها بحتاجونها أصحاب السيادة لتنفيذ أجندات مختلفة ، حيث يتم تمويل ودعم مجموعة على حساب أخرى ويقولوا لهم:نعطيكم “المقسوم” مقابل أن تصرحوا بتمثيلكم للمسيحيين وألغاء بعضكم البعض ففي إستفزاز الآخر لعبة ممتعة للبعض ، وأول غيثهم “زوعا التي جاءت بدعم وأسناد من الكلدان قبل غيرهم، فبعد أن هربوا من وجه الطاغية إلى شمال العراق ، أولاً حماهم الإخوة الأكراد بتوصية من الشيوعيين وبالذات الكلدان منهم، ساعدوهم في إحتياجاتهم، وكان لهم إهتمام خاص من قبل البطل تـوما توماس، وناكر الأصل من ينفي ذلك.
اليوم نرى قيادتهم وبشخص سكرتيرها يونادم كناً حريصين أشد الحرص على بث روح التفرقة بين المسيحيين، يتلقون المساعدات بإسم المسيحيين والتي لا يستفيد منها سوى قائدهم المفدى وحزبه وأعلامه الكاذب ومن يواليه من الكتّاب الكلدان الذي جندوا ليشنوا حرباً ضروس على كل كلداني يطالب بحقوقه المسروقة، ومن نفوذه سيطرة على الكثير من المناصب المهمة ليسلّمها إلى أتباعه وإن كانوا محسوبين على الكلدان، رغم إن غالبية أتباعة لا يستحقون المناصب التي إنيطت بهم، إلا أن الفساد الإداري والعلاقات (اللغف والرشاوي) ساعد على سرقة حقوق أصحاب الشهادات والخبرات وتهميشهم وإعلاء شأن من يقول “أنا زوعاوي”، والنتيجة أذرع زوعا وكنّا الإخطبوطية تغلغلت في الكثير من المرافق المهمة في العراق وتحديداً في كردستان..
والفئة الثانية التي ظهرت فجأةَ على الساحة بعد سقوط البعث وحكومته الدموية(سركيس أغاجان) ليسحب الأضواء بإتجاهه، (كواني فلوس) عمت عيون الكثيرين وصار فيما بعد رجل الله على الأرض، تغزّل به الكتاب من أصقاع المعمورة ووالاه الكثيرين ومنح الأوسمة والأنواط حتى من الكنائس المختلفة للأسف الشديد، وأسس المجلس الكلداني السرياني الآشور المضحك بالأساس في تسميته المركبة والذي يدّعي بأنه الممثل الوحيد للمسيحيين، (أي المجلس).
وأهم من هذا وذاك، والحقيقة التي سأذكرها يعرفها جيداً من يسكن القرى والقصبات المسيحية ، وهي أن زوعا والمجلس وبقوة المال والسلطة سيطروا على الإعلام والأعيان في شمال العراق وتحديداً مناطق تواجد المسيحيين، ليصبح لهم رجالاً في كل قرية ومكان يقطنه شعبنا وخصوصاً القرى الكلدانية ، وضعوا اياديهم وأبسطوا نفوذهم ولعبتهم هي “أما أن تكون معي وتقبل بي كـتحصيل حاصل كما كـنّا نقبل مرغمين البعث والبعثيين، أو تخسر تتنازل عن طموحاتك”.
وبعد حادث سيدة النجاة شكّل تجمع أسموه تنظيمات شعبنا يمثله (قرقوزات) أنتخبوا كلدانياً من بينهم ليكون للتجمّع (الصحّاف) ، وهؤلاء أيضاً يطلقون على أنفسهم لقب كبير جداً وهو (قيادي شعبنا)، وعندما حضرت ندوتهم المخزية في مشيغان وسمعت طروحاتهم، قلت في نفسي، هل إنقرض المخلصون من شعبنا؟
لغاية الآن، أرى من العيب أن يقبل العقلاء بطرح ساذج من أي جهة كانت تدّعي بأنها تمثل المسيحيين….لا بل عار
الكلدان ووجدوهم والمطالبة بحقوقهم … من يمثّلهم؟
موضوع متشعّب آخر لم أكن أرغب بالتطرّق له خصوصاً أن مسألة إسمنا القومي الكلداني هي من أكبر إهتماماتي وأسمى مبادئي بعد أن رأيت أساليب رخيصة ومبتذلة لدى أصحاب المصالح والإنتهازيين تهدف إلى محاربة الكلدان وتهميشهم ، وهؤلاء للأسف الشديد من شعبنا المسيحي العراقي، وهم أكثر شراً من أي عدو آخر، وأشرّ ما بهم هم بعض الأنفار من الكلدان !، حيث نرى منهم من لم يكتب لصالح الكلدان شيئاً بل كل مقالاتهم ضد أي نشاط كلداني، يعرفون أنفسهم جيداً ويعرفونهم المهتمون جميعاً ولا حاجة لي إلى ذكرهم، وبرأيي المتواضع والصريح ، إن الألف والياء لاسباب الحرب ضد الكلدان وتهميشهم كون (الكلدان لا يؤمنون بتقسيم العراق – كل العراق لهم، وهم لكل العراق)، فهل هناك أخطر من وحدة العراق على الساعين للتقسيم، وإن كان هناك من الكلدان من يحارب الكلدان وليس لهذا السبب فأقترح بأن يجري فحص دي أن أي.
ومن الطبيعي بعد كل ما كتبته أعلاه أن يخرج مخلصين من الكلدان ويبذلون جهداً مميزاً من أجل الحفاظ على إسمنا وأصالتنا في العراق والمهجر، دون أن يكون هناك تمويلاً أو دعماً مادياً، بل لا نملك أي وسيلة إعلامية !! رغم وجود كنيسة كلدانية عريقة ومنظمات كلدانية عديدة، وما موجود حالياً من مواقع أو إذاعات إو فضائيات ليس من أجل قضيتنا الكلدانية بل هي شخصية أو لتنظيم ما أكثر منها عامة….. فهل هاك من يمثّلنا حقيقةً ؟
من الطبيعي أن يكون هناك خلافات في كل مكان، كما أن من الطبيعي أيضاَ أن يكون هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم أفضل من غيرهم، لذا فمن البديهي أن يكون هناك من(يضيق خلقه) مثلي ويفرّغ ما في جعبته بين الحين والآخر.
لنبدأ بالكنيسة …. هل الكنيسة تمثّل الكلدان قومياً؟
شخصياً … أتمنى ذلك لنسبة معينة وهذا ليس رأي دائمي ، بل هو تشجيع لرجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية من أجل أن يكترثوا لإسهم القومي الذي تبنته كنيستهم وحافظت عليه لعقود من الزمن، أما المبرر الذي يختلقه الكثير من الكهنة والأساقفة الكلدان بأنهم لا يتدخلون بالسياسة، فهذا وليسمحوا لي وهْـمٌ كبير، لأن الإسم القومي ليس عمل سياسي، بل أمانة ورسالة، عليهم أن ينادوا به ويتغزلوا فيه، ونحن بدورنا نهتم بالسياسة، وما داموا غافلين لإسمنا في دولة المحاصصة، لذا لن يكون هناك من يمثل الكلدان في الحكومة وبالنتيجة تهدر حقوقنا وتضيع كما تعودنا.
ومن المؤسف حقاً أن يفتخر الكاهن الكلداني بقريته ولا يعنيه ما هو أهم بكثير من بقعة صغيرة ولد فيها أو ينتسب لها ! . والمرة الوحيدة التي تفائلنا خيراً وذك عندما أعلن بيان البطريركية والذي بفقراته يظهر إسمنا القومي، خذلنا من بعدها ويا ليت البيان لم يكتب بالأساس.
أما الكنيسة في ساندييغوا – الولايات المتحدة الأميريكة، فالحق يقال، هم الوحيدين المهتمين لإسمنا القومي الكلداني ولهم نشاطات عديدة بهذا الشأن، إلا إن عملهم يبقى محلياً ولا يمكن الأخذ به كعمل شمولي يؤهلهم لقيادة الدفة.
أما عن تنظيماتنا الكلدانية، فلا جدوى منها دون وحدتها أو على الأقل وحدة خطابها ، وهذا لا يتم دون تنازلات وتواضع، وللشهادة أقول، المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في مشيغان بادر أكثر من مرة من أجل أن يكون هناك تنسيق بين التنظيمات الكلدانية مقدمأ جميع التنازلات الممكنة، ومازلنا بإنتظار الإستجابة من بقية الأطراف.
ورغم وجود نشاطات كثيرة من قبل البعض، من مقابلات ولقاءات ، إلا أن ذلك لا يتعدى الجهد الفردي، لذا ولحد الآن- كل تشكيل كلداني يمثّل نفسه فقط ولا غير- ومن يطالب بحقوق الكلدان وبإسم الكلدان وكأنه مفوّض من قبلهم ، فذلك يعتبر تجاوز أو كما قلت في بداية المقال “الوصول فوق الظهور” أو “الصعود فوق الأكتاف”، وبالتأكيد تنظيماتنا أعقل من أن يدّعي أي منهما بتمثيله للكلدان، لأن من سيمثّل الكلدان قومياً هو من ينتخب من قبل الناشطين في العمل القومي، حتى لو أتى وقت الإنتخابات ودخل تنظيم كلداني في قائمة دون تنسيق مع التنظيمات الأخرى، فلن يكون لتلك القائمة أي قيمة تذكر بين الكلدان ولو فازت بقدرة قادر.
سنة 2012 ستنتهي قريباً، ولا يوجد من له الحق للتكلم بإسم المسيحيين ككل، وسفيهُ من يعمل ذلك وإن لم يكن سفيهاً فهو مستفيداً ويعمل ضمن أجندة وجدت لتفرقتنا، أو كلاهما معاً، ولا أمل لنا في 2013 لأن المعطيات تقول بأن هناك مؤتمر مزمع عقده، وهو مؤتمر التنظيمات التي لا تمثل شعبنا، أي خدام مصالحهم ومصالح أوليائهم.
سنة 2012 ستنتهي قريباً، ولا يوجد من له الحق للتكلّم بإسم الكلدان، وسفيه من يفعل أو له مصالح شخصية مستعد من خلالها أن يدّعي بأنه يمثل نبوخذ نصر نفسه، إلا أننا نملك أمل كبير وذلك من خلال المؤتمر الكلداني العالمي الذي سيعقد في مشيغان في الربع الثاني من سنة 2013 وبرعاية المنبر الديمقرطي الكلداني الموحد وإن كره الكارهون من الكلدان وغير الكلدان.
وبكل فخر وأعتزاز، شكّلت لجنة من أجل التحضير للمؤتمر، يعملون بشفافية وتنسيق قلّ نظيرهما، وكل قراراتهم تأتي بالتصويت بعد تبادل الآراء، هذه اللجنة غنية بأعضاءها، وسخية بعطاءها من أجل إنجاح المؤتمر، وإلى حينه نتمنى لتنظيماتنا ومؤسساتنا الكلدانية السير بخطوات حثيثة من أجل التقارب والتنسيق بينهما، كي نخرج من المؤتمر بما يليق بشعبنا وإسمنا الكلداني.
ولغاية اليوم يمكننا أن نقول … شليلة وضايعة راسها.

 

زيد ميشو

You may also like...