من يتحمّل أخطاء الكهنة؟

(إنجيل متى 8: 22) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي

إتبعني = اتبعنا

بنيت الكنيسة وتاسست على كلمة أتبعني

ماذا تعني أتبعني غير أنني سائر في طريق امامك، ويمكنك انت أيضاً ان تسير فيه؟

طريق مظلم؟ أنا انيره لك – طريق ضيق؟ عبرته إلى الوسع الفسيح – طريق متعب؟ لكنه يؤدي إلى الراحة الأبدية – طريق مؤلم؟ يحقق لك سعادة أبدية

طريق متعب لا يمكنك ان تستمر فيه؟ اخرج منه نظيفاً، ولا تكن سبباً في عثرة من يتبعك ويثق بك ويحترمك، واحتفظ بما اكتسبته من اخلاقيات ربك الذي تبعته.

هذا الكلام أخصه لكل الأكليروس في الكنيسة المقدسة، وأقول أيضاً:

أما ان تكون كاهناً، أو اخرج من هذا الجو الذي لا يليق بك وبالكنيسة

أما ان تكون كاهنا على خطى معلمك، او إبعدنا عن شرّك الذي يفوق شر الأبالسة إن بقيت بها خاطئاً أنانياً لا تكترث سوى لذاتك

كنيستنا تأسست على قول وعمل المسيح – قول وعمل الرسل – قول وعمل التلاميذ، وما يقال يترجم عملياً، وما يعاش، يفسّر الأقوال

هذا هو الأمتزاج الذي يُصعب الفصل بينهما (القول والعمل)، وطوبى لمن يحقق هذا المزيج في حياته الكهنوتية، والويل لمن يكون لهؤلاء الأطفال عثرة!!

نقطتان مهمة جداً في مسيرة كنائس الأبرشية الواحدة، وبدونهما النتائج في كثير من الأحيان سيئة، وأن نفذ الحبر والورق فالشكاوى لن تنفذ، والنقطتان هما:

1- نقل الكهنة داخل الأبرشية كل اربع سنوات، وكم اتمنى كل سنتين

2- تغيير قانون المجالس الخورنية وسحب الصلاحية من الكاهن بقبول من يريد وعلى كيفه ومزاجه

هناك دائماً في الأنسان إيجابيات وسلبيات، والكاهن إنسان

بقاء الكاهن في كنيسة واحدة يعني في الأغلب، التشبع من إيجابيته، وتفاقم السلبيات، لأن السلبية التي لا تعالج، تكبر وتتحمل الرعايا وزرها!

وإن فقد الكاهن القدرة على التقليل من سلبياته كون لا جديد في حياته، ذات الكنيسة، ونفس البشر، خصوصاً لو كان المؤمنون من الذين يقبلون الأيادي فقط ويحنوا رؤوسهم موافقين، إنما في التغيير سيولد الطموح، على الأقل يطمح بسمعة طيبة في كل مكان يخدم فيه، وقد تتحول السلبيات إلى إيجابيات، وإن كان ذلك محال، فعلى الأقل ستبتلي الرعية لسنوات قليلة وليس عقوبة أبدية!

ومن اولى مهام الأسقف بحسب رأيي المتواضع عند تسنمه الكرسي الأسقفي، هو إجراء تغيير بين الكهنة في رعاياه، إن كانوا قد (تخمروا) من طول سنين خدمته في نفس الرعية، وإن لم يفعل ذلك، فهو لم يفعل شيئاً مفيداً لأبرشيته ولن يفعل!

والأمل كبير عادةً في المجالس الخورنية، لكن ماذا يُستفاد منهم لو كانوا كما يقول المثل (فحل التوت بالبستان هيبة)؟ ولو كان من بينهم صاحب رأي ولا يقبل بتعدي الكاهن، فقانون المجالس الخورنية للأسف الشديد، يخرجه من المجلس مهان،كون القانون يزدري أبناء الرعية، ويجعل من الكاهن قائداً لا يُجادَل!!

إنه قانون معيب وأقصد ما اقول، فأما ان يكون الوصول إلى المجلس الخورني بكرامة واحترام أصوات ابناء الرعية عند أنتخابهم لمن يستحق بنظرهم، او لتكون فقراته صريحة أكثر، ويتضح من خلالها بأنه يتعامل مع بيادق شطرنج وليس احرار لهم افكارهم في خدمة الكنيسة، ومواقفهم الحازمة في حال وجود تجاوز من الكاهن!!

وهذا التغيير على عاتق السينهودس، وأعتقد جازماً بضرورة تتغيير قانون المجالس الخورنية ليصبح عن طريق الأنتخاب دون تدخل من الكاهن، والحث على ان يرشّح من لا يقبل أن يضرب رأيه بعرض الحائط، ويعرف مهامه جيداً وليس شكلاً يكمل النصاب، ولديه رأي سديد، ويعرف متى يقول نعم و لا ، دون الشعور بأنه خاضع لأي إرادة بشرية، ويناط بالمجلس مهمة إدارة شؤون الرعية بأستثناء خدمة الأسرار، وعند وجود أختلاف كبير في الآراء بين المجلس والكاهن، فيتم حسم الأمور من قبل أسقف الأبرشية.

واود هنا أن اعطي مثالاً:

في كنيستنا الكلدانية كنيسة العائلة المقدسة بمدينة وندزور الكندية، هناك خدمة عمل كفالات كنسية بالتنسيق بين كاهن رعيتنا الأب داود بفرو وابرشية الكنيسة اللاتينة، ويوضع مبلغاً من المال يكفي لمعيشة المستفيدين سنة كاملة منذ قدومهم إلى كنداً،وذلك كضمان يحمي الأبرشية من كسر الكفالة والذهاب إلى دائرة الخدمة الأجتماعية كي يحصلوا على رواتب شهرية، والتي تؤدي إلى تجريد الثقة بالكنيسة من قبل الدولة في كندا.

وعادة ينتخب شخص جدير بالثقة كي يكون مسؤول امام الكافل (الكنيسة) والمكفول (المستفيد)، مع الكفيل الرئيسي (الضامن) وهو الوسيط بين الكنيسة والمكفول الذي يفتح حساب بنكي بأسمه وإسم الذي أختير من الكنيسة، ويوضع فيه مبلغ الكفالة، وبعد وصول المكفول يقسّم مبلغ الكفالة على إثنا عشر شهراً، ممكن سحب الدفعة الأولى حال أن تطأ رجل الكفيل ارض المطار الكندي، ولأكثر من عشرة سنين وكنيستنا تكفل دون أن يكون هناك أي مشكلة في المعاملات او المبالغ التي تستلمها من الكفلاء وتعود لهم، ولم اسمع عن فرض أي تبرع من الكفيل والمكفول، حتى مصاريف المعالمة، وهذا يستحق الأحترام فعلاً.

من تلك الخبرة الكنسية اقول بأن للعلمانيين دوراً مهماً في الكنيسة على ان يتم إختيارهم بحسب مواهبهم وليس بحسب صمتهم وهدوءهم أمام الكاهن!

نحن بحاجة إلى مجالس خورنية مثابرة وقوية ولا تخشى لومة لائم عند قول الحق، وفي الوقت ذاته جلّ هدفهم خدمة الكنيسة بصورة صحيحة، تخفف من مسؤولية الكاهن، وتتابع وتتحمل مسؤولية كل نشاط كنسي خصوصاً ما تدخل فيه المادة

فهل سنشهد هذا المجلس يوماً ما؟

أقولها بأختصار وبملأ الفم

الثقة بين الرعايا وكهنتهم باتت شبه معدومة، وهذا ينعكس على اساقفة الأبرشية أيضاً في حالة عدم الأكتراث لذلك، وأول خطوة لأعادة الثقة هي:

نقل الكهنة، والثانية بنقل الكهنة والثالثة بنقل الكهنة بين كنائس الأبرشية

قانون المجالس الخورنية الذي يعطي مطلق الصلاحية للكاهن باختيار ورفض من يريد، وحل المجلس آنَ يريد، هو قانون لا يحترم امكانية ومواهب ابناء الكنيسة، وتفرد الكاهن بسلطة مطلقة ممكن ان يستغل بسلبية، ولم يعد غالبية الكهنة أكثر من موظفين يتقاضون مبالغ طائلة بأقل ساعات عمل، وقد أستغل قسماً منهم سلطته ابشع استغلال، لأن العلمانيون ممنوعون من إبداء الرأي، وأن كانت لهم شكاوى فلن يحترمها الأساقفة للأسف الشديد.

إتبعني…  قالها الرب ..إتبعني، أي كن مثلي، فمن مثلك من الكهنة يا رب؟

ومن يبتع بصدق يكون تلميذ بصدق

أحبوا بعضُكم بعضاً. كما أنا أحبَبتُكم، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضاً. إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي” (يوحنا ١٣: ٣٤)

أحبوا بعضكم…وليس جيوبكم لتحصلوا على ما هو لكم وليس لكم

أحبوا بعضكم… وليس انفسكم وسلطتكم التي اصبحت في التطبيق أشبه بسلطة عسكرية

وأخطاء الكاهن  يتحملها:

القانون الذي لا يحمينا من سلطتتهم عندما تخضع لمزاجيتهم بسلبياتها

ومن له أذنان للسمع فليسمع

بقلم : زيد غازي ميشو

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *