“من هنا مر الأتراك فأصبح كل شيء خراباً يباباً”/ محمد مندلاوي

 

إن عنوان المقال, مقتبس من قول مأثور للشاعر البريطاني الشهير (وليام شكسبير) (1564- 1616). ألا أن  هناك من ينسبه, لـلكاتب الفرنسي المعروف (فيكتور هوجو) (1802 – 1885). في الحقيقة ليس لدينا أي اعتراض لمن يكون هذا القول البديع, الذي أصاب كبد الحقيقة, ألا أني لست مع التعميم, نستطيع أن نقول, أن القول الذي صدر من ذلك الإنسان العظيم, ينطبق على الغالبية العظمى من الأتراك, لأن هناك قلة قليلة منهم تناصر الحق وأهله, وتقف دائماً ضد الكيان التركي الغاصب لحقوق الآخرين, وتحديداً لحقوق الشعب الكوردي المسالم. من هؤلاء الأخيار البررة, المفكر العظيم (إسماعيل بيشكجي) وآخرون, لا تسعفنا الآن الذاكرة بسرد أسمائهم. في الواقع, أن كلام القاسي الذي قاله (وليام شكسبير) عن المخلوق التركي لم يأتي اعتباطاً, بل جاء بعد أن رأى أفعال الأتراك الشنيعة, وآثارهم المدمرة التي تركوها في القارة الأوروبية مع مطلع التاريخ الميلادي وإلى أعوام التي عاش فيها شكسبير, حين رأى  الأرض المحروقة ينعق فيها الغراب ويلعب فيها الفئران. ألا أن شرارهم و شرورهم قد انكفأت عن أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى. لكن للأسف الشديد, أن منطقتنا وشعوبنا في الشرق الأوسط, لا زالت تدفع دماءاً غزيرة وتدميراً شاملاً لمدنها وقراها على أيدي هذه المخلوقات الشريرة المسمى أتراك. من هؤلاء الذين فاق في جرائمه من سبقه من الأتراك ومن لحقه, ذلك المخلوق التركي المدعو “أتيلا الهوني” (395 – 453م). نقل العلامة الإيراني (حسن پیر نيا) في مؤلفه الشهير (تاريخ إيران من البدء حتى انقراض السلالة القاجارية) في صفحة (192) قولاً إجرامياً عن هذا المخلوق التركي الشرير, المار ذكره الذي قال: حيث تضع خيلي حوافرها يجب أن لا تبقى حياة في تلك الأرض!!. وبعد مرور عدة قرون على هلاك أتيلا التركي, و مجيء الدين الإسلامي, ونشر القرآن بين المسلمين في أصقاع العالم, لقد عرف فيما بعد الشعوب الإسلامية وحشية المخلوقات التركية عن طريق كتاب المسلمين القرآن, حين وصفهم كإخوان للمخلوقات الشيطانية, المسمى بـ(يأجوج و مأجوج) الذين جاء ذكرهم في سورة الكهف آية (94) : قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج و مأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سداً. يقول (الجلالين) في تفسيرهما لهذه الآية: روى أبو هريرة عن النبي (ص) قال: (ولد لنوح سام و حام و يافث, فولد سام العرب وفارس والروم و الخير فيهم, و ولد يافث “يأجوج ومأجوج” والترك والصقالبة ولا خير فيهم و ولد حام القبط والبربر والسودان). هذا هو نبي الإسلام, الذي يقول عنه القرآن, “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ” يقول هذا النبي: أن هؤلاء الأتراك لا خير فيهم؟. وجاء في صحيح البخاري, وصحيح مسلم, عن أبي هريرة, عن النبي (ص) قال: ” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف – أي صغر واستوى طرفه – كأن وجوههم المجان المطرقة… – أي التُرس -“. عزيزي القارئ ركز جيداً على الوصف الصادر من النبي محمد, ألم ينطبق هذا الوصف الدقيق على الثنائي الشرير, رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو؟. أليس يجب الآن على عموم الدول العربية والإسلامية, إن هم بحق مسلمون, أن تساعد وتساند الثوار الكورد الأشاوس, لأن هؤلاء الثوار الميامين, يقاتلوا أولئك الأشرار, الذين ذمهم النبي محمد في حديثه الصحيح؟. السؤال هنا, أ نسي العرب ماذا فعل بهم الأتراك الأوباش خلال القرون المظلمة التي حكموهم فيها!!. ألا يعلم العرب والمسلمون, إن هؤلاء الأتراك الأراذل, وحكامهم المجرمون, سلسلة  مترابطة خبيثة لا تنفصل عن بعضها. أن ذلك القاتل الذي جاء بعد المجرم “أتيلا الهوني” ما هو ألا امتداداً لذلك المجرم, والذي جاء بعد ذلك أيضاً هو امتداد لمن سبقه, وهكذا دواليك, إلى أن تصل الشجرة الملعونة إلى حاكمهم الأرعن المدعو رجب طيب أردوغان و ورئيس جوقة وزرائه, الذي تباهى بعثمانيته الجديدة أحمد كلب أوغلوا. نحن هنا في هذا المقال, ننشر له وللقراء الأفاضل نبذة بسيطة جداً عن التاريخ المخزي لأجداده العثمانيين القدامى, لكي يعرف الجميع حقيقة هذا المخلوق التركي غير الأرضي القادم من عالم “يأجوج ومأجوج” الذي لا نجد لهم مثيلاً في طول التاريخ وعرضه سواهم. ولم يشفق هؤلاء العثمانيون حتى على أقرب الناس إليهم, على سبيل المثال وليس الحصر, أصدر هؤلاء العثمانيون الأراذل عام (1413م) قانوناً لم يصدر مثله لا قبلهم ولا بعدهم, وكان تحت عنوان ” قتل الإخوة والأبناء من أجل عدم التنافس على السلطة!!” وبعد إصدار هذا القانون القرقوشي الدموي, قام السلطان سليم الأول, الذي عاش بين أعوام (1470- 1520م) والمعروف بسليم العابس, أو سليم الرهيب, الذي استلم السلطة على أثر انقلاب قام به على والده؟. وعلى أثر فكرة شيطانية داعبت مخيلته المريضة قبض على خمسة من أبناء أخوته عام (1518م) وقتلهم جميعاً. وفي معركة (جالدران) التي جرت وقائعها عام (1514) في شرقي كوردستان, والتي جرت بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية وبعد انتصاره في تلك الحرب القذرة أمر سليم العابس, بقتل جميع الأسرى, وصنع من جماجمهم هرماً في ساحة المعركة. وفي أيام حكمه الأسود, كانت نفوس الشيعة (70) ألفاً, قتل منهم (40) ألفاً وأودع الباقون في السجن المؤبد. وبعد أن هلك, جاء ابنه سليمان الأول (1494 – 1566م) إلى سدة السلطة وسار هذا على خطى أبيه, لقد قتل هذا السفاح التركي بدم بارد (7) من إخوته و(4) من أبنائه!!. أما مراد الثالث (1546 – 1595م) قتل عام (1574م) خمسة من أخوانه. وأصبح قتل الإخوان والوالد وأبناء العمومة في الدولة العثمانية عادة سائدة بين الحكام الأتراك!!. وقتل أيضاً, الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي, الذي أدار شؤون البلاد باقتدار, ألا أن القتل هو مكافئة الأتراك الكبرى لمن خدمهم وآزرهم؟. والسلطان محمد الثالث (1566 – 1603م) كان ابن جارية, اشتراها والده واصطفاها لنفسه؟. قتل محمد الثالث (19) من أخوانه و (2) من أبنائه!!. والسلطان عثمان الثاني (1604 – 1622م) جرياً على العادة التركية المقيتة, قام عام (1622م) بقتل اثنان من أخوانه!!. ثم عُزل هذا السلطان من سدة الحكم, ووضع في غياهب السجون ,حتى قاموا بقتله خنقاً, وهي أيضاً عادة قديمة عند الأتراك. ومصطفى الأول (1591 – 1639م) قتل ثلاثة من أبناء أخيه!!. أما محمد الرابع (1642 – 1693م) لقد فعل ما لم يفعل مثله سلاطين آل عثمان لا قبله ولا بعده, حيث قتل عام (1648م) والده, أبيه!!. والسلطان عثمان الثالث (1699 – 1757م) هو ابن مصطفى الثاني ابن محمد الرابع, و والدته هي “شاه سوار”, قتل عثمان, ابن عمه!. وقتل كذلك الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) علي باشا, الخ الخ الخ. وعن جرائمهم خارج حدود ما تسمى اليوم بجمهورية تركيا ينقل الدكتور (علي الوردي) في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) جزء الأول صفحة (85) شيئاً عن (فتح) بغداد على أيدي القوات العثمانية التركية, نقلاً عن كتاب عباس العزاوي (تاريخ العراق بين احتلالين) جزء الرابع صفحة (209 – 210) يقول: من مجموع عشرين ألف جندي إيراني استسلموا للأتراك, لم ينجوا منهم سوى ثلاثمائة. عزيزي القاريء, إن قتل هذا العدد الكبير كان حصيلة معركة واحدة فقط. بينما كتب التاريخ تنقل لنا معارك وغزوات عديدة جرت بين العثمانيين والإيرانيين, وفي كل مرة كانت الضحايا من الجانبين أضعافاً مضاعفة من الرقم الذي ذكرناه. وكان للكورد الإيزيديين حصة الأسد من الفرمانات التي أصدرها الولاة العثمانيون ضدهم خلال القرون التي حكموا فيها, منها فرمان السلطان سليمان الأول عام (1570م) أباح فيها قتل الإيزيدية علناً وبيع ذراريهم في أسواق النخاسة. وأشدها كانت فرمانات وحملات العثمانية في قرن التاسع عشر التي جاءت من بغداد و الموصل, منها حملة سليمان الصغير عام (1809) وحملة اينجه بيرقدار عام (1835) وحملة رشيد باشا عام (1836) وحملة حافظ باشا عام (1837) وحملة محمد شريف عام (1844). أضف له مجزرة قتل الأرمن على أيدي الأتراك في الربع الأول من القرن العشرين, الخ الخ الخ.

نتساءل, أ هؤلاء الذين يريد أن يقتدي بهم أردوغان وأوغلوا, حين سموا أنفسهم بالعثمانيين الجدد تيمناً وتبركاً بساديتهم الرهيبة!!. حقاً أن شبيه الشيء منجذب إليه؟. ناهيك عن قتلهم للوالد ولأبناء العمومة, لم يرحم هؤلاء العثامنة الأتراك, حتى فلذات أكبادهم. يا ترى كيف كانوا يتعاملوا مع الشعوب المظلومة المغلوبة على أمرها, التي وقعت تحت حكمهم الجائر!!. عزيزي القاريء الكريم, خلال القرون التي حكم فيها الأتراك أراضي شاسعة في ثلاث قارات في آسيا وإفريقيا وأوروبا, لم يبتكر العقل التركي… شيء يذكر سوى الخازوق كوسيلة إعدام, وكيفية استعماله ضد أولئك المغضوب عليهم؟!. بعد أن رأى العالم في هذه الأيام العجاف, ما قام ويقوم به السفاحان أردوغان وأوغلو من جرائم وحشية وقتل الأبرياء وهم نيام في مساكنهم, اتضح له بصورة جلية و واضحة, حقاً أنهم عثمانيون جدد, ولا شك فيه قط, أنهم امتداد للعثمانيين القدامى, امتداد لأولئك الذين فعلوا بفلذات أكبادهم ما لم تفعله الحيوانات المفترسة بصغارها؟.

الكلام وحده لا يكفي لا بد من نطق الحق

” شكسبير”

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *