من أجل تعزيز دور المرأة في صنع الأمن والسلام، منظمة UPP الإيطالية تقيم ورشة تدريبية حول الخطة الوطنية العراقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325

تقرير / أيهم بويا

اقامت منظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية)  من خلال مشروع معًا للسلام وبالتعاون مع جمعية نساء بغداد، ورشة تدريبية رقمية حول: الخطة الوطنية العراقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، لمجموعة من الشباب والشابات، وبحضور أكثر من 80 مشارك من مختلف مكونات سهل نينوى، والتي قدمتها لهم المحامية رشا خالد المستشارة القانونية لجمعية نساء بغداد، يومي الثلاثاء والأربعاء 25 و26 آب 2020.

بدأت الندوة من قبل ميسّر الجلسة السيد أميل للو مساعد مدير مشروع معًا للسلام، الذي رحب بكادر جمعية نساء بغداد والمشاركين بالندوة، وقدم للو نبذة عن مشروع معا للسلام الذي يعزز التماسك الاجتماعي وبناء السلام من خلال أربعة مراكز للشباب متواجدة في سهل نينوى في (تلكيف، سيد حمد، طوبزاوة، نمرود). ومن نشاطات المشروع في هذه المراكز عديدة منها الرياضية والتعليمية والثقافية والترفيهية والتي تستهدف فئة الشباب لتقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات المتعايشة في المنطقة. وتمنى للو للمشاركين أن تغني هذه الندوة معرفتهم بقرار مجلس الامن الدولي وبالخطة الوطنية العراقية الخاص بشأن المرأة والسلام والامن.

في اليوم الأول من الورشة التدريبية تحدثت المحامية رشا خالد حول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، وعن الفكرة الرئيسية للقرار والذي يؤكد على أن المرأة عنصر فاعل في السلام والأمن من خلال تضمين النساء باعتبارهنّ صاحبات مصلحة نشطة في مجال درء الصراعات وحلها. ويشدّد القرار على: الحاجة إلى مراعاة خصوصية المرأة وإشراكها في عمليات الحفاظ على الأمن وبناء السلام وخصوصًا في المناطق المتضررة من النزاع وتوعية قوات حفظ السلام والشرطة والسلطة القضائية بخصوصية المرأة في الصراع واتخاذ تدابير لضمان حمايتها والالتزام بحقوق النساء والفتيات في تأمين الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات في النزاعات.

وتطرقت خالد إلى أهمية قرار مجلس الأمن الدولي 1325 باعتبارها وثيقة مكونة من 18 نقطة تركز على أربعة مواضيع متشابكة، ومشاركة المرأة في صنع القرارات وفي علميات السلام، ودمج الجندر (النوع الاجتماعي) والتدريب في عمليات حفظ السلام، وحماية المرأة وأخرها وضع الجندر في برامج وتقارير الأمم المتحدة. وشرحت المحاضرة خالد ايضًا دعوة القرار 1325 الى زيادة مشاركة المرأة في جميع مستويات صنع القرار، وفي عمليات حل الصراعات والمشاركة بقوات حفظ السلام وفي المفاوضات وزيادة القدرة الاستيعابية لقضايا الجندر لدى العاملين في عمليات حفظ السلام والتدريب عليها، وحماية المرأة من العنف الجسدي والتمييز و تجنب العفو عن الجرائم التي وقعت في الحرب ضد المرأة.

وفي اليوم الثاني من الورشة التدريبية قدمت المحامية رشا خالد، شرحًا مفصلًا عن الخطة الوطنية العراقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، ومن مجموع 43 دولة وضعت خطة وطنية لتنفيذ القرار، كانت دولة العراق هي الأولى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مما يعطي للعراق من مميزات وإيجابيات في المصادقة على المواثيق الدولية. وتحدثت خالد حول الأهداف المحددة للخطة الوطنية العراقية لتنفيذ قرار 1325، من خلال زيادة المشاركة الفعالة والنسبية للمرأة في مواقع صنع القرار على المستوى المحلي والوطني، وفي جميع لجان المصالحة ومفاوضات بناء السلام. وإقرار كوتا للمرأة في السلطة التنفيذية، كإجراء إيجابي من أجل السماح للمرأة بلعب دورها في عملية صنع القرار، وموائمة التشريعات الوطنية مع المعايير والأليات الدولية لحقوق الانسان للمرأة، وتمكين المرأة وتعزيز قدراتها من خلال النهج القائم على الحقوق، وتكامل وادماج الاجتماعي في جميع السياسات والعمليات المرتبطة بمنع النزاعات وتسويتها وبناء السلام في العراق والمساهمة في الحد من العنف ضد المرأة وتوفير دور إيواء آمنة للضحايا. بعدها افسح المجال للمشاركين في طرح اسئلتهم ومداخلاتهم والاجابة عليها من قبل المحاضرة.

يذكر أن رؤية جمعية نساء بغداد تتضمن مكافحة جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات وضمان الحماية القانونية لهنّ، والمساواة والاحترام وكافة حقوق الإنسان للنساء والفتيات.

الجمعية مهمتها العمل للحد من العنف ضد النساء والفتيات من خلال توفير جميع خدمات الدعم اللازمة للناجيات من هذا العنف ، والدعوة لتنفيذ السياسات والقوانين المناسبة والبرامج الحكومية، وكذلك العمل على زيادة المشاركة السياسية للمرأة من خلال  تطوير القيادة عن طريق المعرفة والتنمية وبناء القدرات.

ومن الجدير بالذكر إن مشروع معا للسلام هو مشروع صممته المنظمة (جسر إلى -UPP الإيطالية) وتموله منظمة Malteser الدولية. تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام. ويهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP  ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي، إنشاء حديقة في برطلة، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وتوبزاوا. تشمل الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية، ودروس أساسية في الكمبيوتر، وتدريب على الإسعافات الأولية، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

وعلى الرغم من إنه تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن مشروع “متحدون من أجل السلام” يتواصل بوصفه مشروعا رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس الكورونا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *