ملفات فساد وفضائيين

عند الامعان بالمسيرة العامة لعراق بعد 2003 في ظل الديمقراطية التي فهمت من قبل البعض على انها فوضى وبدأو يعيثون في الارض فسادا تحت ظل ديمقراطيتهم بعيدين عن الحساب والمحاسبة، وجعلوا من البلد الذي حكموه طيلة ثمان سنوات اسوء بلد للعيش على المعمورة بالمجالات كافة ، “دون ذكر التفاصيل” ما عدا الذي يخص الحرب التي يخوضها العراق اليوم، والتي تستنزف كل ماتبقى من ميزانيته وبنيته التحتية من اموال وخبرات شابة من جميع القوميات والاديان ، متفقين ” اولئك البعض الفاسد ” بذلك مع رئيس النظام السوري بشار الاسد ومباركة احدى دول الجوار التي كانت تتخوف من تناقص نفوذها بالمنطقة  بعد فقدانها حليف استراتيجي تعتمد عليه باعلامها ضد اسرائيل والغرب ، حيث فتحوا المجال للتنظيم المتطرف داعش الارهابي للامتداد داخل العراق متوهمين بان هذا ما سوف يبقي على راس النظام في العراق او سوريا على حد سواء ، كون رأسي السلطة في البلدين كانا قد رفعا شعار (اخذناها وبعد ما ننطيها ).

واليوم بعد زوال احدهم الى غير رجعة بدأت الامور تتضح والملفات الخفية تنكشف والمؤامرات المحاكة على العراق تستبان خيوطها ، واحدة تلو الاخرى، وفي مقدمة تلك الملفات ملف المؤسسة العسكرية العراقية، التي وصل به الفساد الى اقصاه والذي كان احد الاسباب الرئيسية لسقوط اكثر من ثلث البلد بيد تنظيم داعش الارهابي ، وقد ذكرناها في مقال سابق عند سقوط مدينة الموصل وقلنا بان البعض من القيادات العسكرية في الموصل كان يستلم رواتب الجنود كارقام واسماء وهمية على الورق فقط وان الموجود فعليا على الارض لم يتجاوز ال”10%” من المسجل على الورق، لكن ماظهر للعيان بعد كشف رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي لهذا الملف كان انكى من ذلك بكثير، حيث 50 الف اسم وهمي في اربعة فرق فقط من الجيش و75 الف اسم وهمي فضائي في الشرطة.

 وان هذه الحالة لم تكن في الموصل فقط بل كانت على مستوى المؤسسة العسكرية بكاملها من الشرطة والجيش ، وبعلم القائد العام للقوات المسلحة حينها ، والذي استطاع ان يحصل على 10 نقاط من 10 بتواجد وفعالية الارهاب العراقي في العالم حسب احصائية لأحدى المنظمات الدولية العالمية  متجاوزا بذلك الصومال وليبيا، والبلد الخامس من حيث الفساد في العالم بحسب منظمة الشفافية العالمية  ، متباهيا السيد المالكي  امام ربيبته الجارة التي تعتبر مصائب العراق فوائد لها .

نعم لقد تحرر العراق من جديد وعلينا ان نستفاد من تلك السنين العجاف التي حكم بها المالكي البلد ،ونضعها امام اعيننا كي لا نقبل باعادتها مهما حصل، فالانفراج النفسي الذي حصل للعراقيين بعد رحيل المالكي، ومحاولة تسوية الخلافات بين المكونات العراقية والتي تتقدمها الملفات التي كانت عالقة بين اقليم كوردستان والاتحادية بنفس ايجابي من قبل رئيس وزراء العراقي الجديد والتي تعيد الامل والثقة الى العراقيين  بين بعضهم ومع حكومتهم، ولو طبقت تلك الاتفاقيات وسارت الامور على طبيعتها دون تدخل تخريبي من الذين يمتلكون نفسا مسموما ضد العراق كونهم طردوا من السلطة ، لتغير الحال من حال الى حال .

في الختام نتمنى ان يسير العبادي وحكومته بنفس النفس الايجابي العراقي الحقيقي طوال فترة حكمه ، ويعيد الحقوق  الى اصحابها من المكون الكوردي او ابناء المذهب السني العربي والمكونات العراقية الاخرى ، ليعيش العراقيين ربما فترة انتعاش ويبنون بلدهم ويقضون على الارهاب والارهابيين والمتطرفين وجميع الافكار الشوفينية التي تفرق بين ابناء الشعب . 

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *