ملاحظات مراقب كوردستاني محايد / محمد مندلاوي

بفضل ما قدمته التكنولوجيا لنا بسرعة وتسهيل الحصول على ما يحدث على كوكبنا دون رتوش أو تزويق لقد شاهدنا وسمعنا وقرأنا أموراً عجيبة وغريبة قام بها السياسيون الكورد وغيرهم، دون أن يهتموا بنتائجها المخيبة للآمال، أو ما يترتب عليها في رصيدهم السياسي، أو الأضرار الجسيمة التي ستلحقها بسمعة الشعب والوطن.

1- قبل عدة أيام بخلاف العرف الدبلوماسي المألوف قام برهم أحمد صالح رئيس جمهورية العراق الاتحادي بزيارة سفير إيران في مقر عمله في سفارة بلده!! شخصياً لا ضير فيه شخص يزور سفير ولي نعمته؟. لكن على المستوى العلاقات الدولية تعتبر الزيارة احتقار وإذلال للعراق حكومة وشعبا.

2- أيضاَ برهم صالح، في كلمة له وصف العرب بالحفاة، لكن بعد عقدين ونيف من كلامه هذا قبل أن يكون رئيساً لهؤلاء الحفاة ويتودد لهم؟!.

3- الراحل جلال الطالباني، إبان تبوئه منصب رئيس جمهورية العراق الاتحادي زار جمهورية تركيا، تهكماً به على مأدبة الغداء قدم له الأتراك لفات سَندويش (شطيرة)!! إن صح هذا التصرف الأخرق وجب على الطالباني قطع زيارته فوراً والعودة إلى العراق، لكي يحفظ كرامته كشخص وكرامة البلد الذي يمثله.

4- أثناء زيارته الميمونة تلك، لكي يكسب ود الأتراك الطورانيين صرح الطالباني للإعلام: إن قيام دولة كوردية حلم العصافير،وخيال الشعراء الخ. يا للعجب، مثل هذا الكلام الماسخ جاء في ثمانينات القرن الماضي في مقال عنصري ضد الكورد في صحيفة صفراء سمي بـ”الغد الديمقراطي” أشرف عليها الراحل “صالح دگلة” ورد عليها جلال الطالباني بكتاب احتوى على 398 صفحة أسماه ( أغدٌ وديمقراطي وحرمان شعب حتى من حق الحلم؟). لكن دارة الدائرة، وإذا بجلال الطالباني نفسه يردد مثل هذا الكلام.. الذي يجرح مشاعر عموم الشعب الكوردي. هل أن الطالباني تصور أنه بهذا الكلام ضد شعبه الجريح يكسب ود الأتراك؟! إذا فكر الطالباني بهذه الطريقة الساذجة حقاً أن الشعب الكوردي مسكين يقوده مثل هذه القيادات الفاقدة للنباهة والدهاء السياسي.

5- عام 2017 حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، ما يسمى بحزب جلال الطالباني اتفق سراً مع المحتل العراقي من أجل احتلال كركوك التي سماها الطالباني قدس كوردستان لإخراج غريمه حزب الديمقراطي الكوردستاني منها!!! وبهذه ا ل خ ي ا ن ة رد على الحزب المذكور ما قام به عام 1996 حين دعا الجيش العراقي المجرم إلى أربيل لإخراج الاتحاد الوطني منها. انتهت المباراة في شوطها الأول؟ بينهما بالتعادل، واحد كل.

6- عام 1996 دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستان الجيش العراقي المجرم لاحتلال العاصمة أربيل لإخراج الاتحاد الوطني منها!!!. حزب قومي يدعو المحتل الذي طُرد من وطنه بانتفاضة شعبية بالعودة إلى عاصمته من أجل طرد غريمه منها!!!.

7- حزب جلال الطالباني يعرض أعضاءً من حركة “الجيل الجديد” من على شاشات التلفزة قبل إكمال التحقيق معهم وإصدار القاضي حكمه ضدهم!!! وهذا ما لا يجوز قانوناً إلا في ظل أنظمة قمعية لا تعير أي اهتمام لا بالقانون ولا بالقضاء ولا بحقوق الإنسان.

8- حزب جلال الطالباني وفق ما جاء في نظامه الداخلي فاقد للشرعية لأن المادة الرابعة عشر فيه تقول: المؤتمر هو أعلى سلطة في الاتحاد الوطني الكوردستاني، وينعقد كل ثلاث سنوات مرة واحدة، ويجب انعقاد المؤتمر القادم في تشرين الثاني من العام (2013م).ها قد مضى على عام 2013 ستة أعوام ولم تنعقد المؤتمر المزعوم؟؟!!.

9- دون جميع الأحزاب في العالم في كوردستاننا يعرف الحزب باسم شخص رئيسه أو سكرتيره!!! مثال حزب طالباني، وحزب بارزاني طبعاً الحزبان لا يعترضان على من يطلق على حزبيهما هذه التسمية التهكمية، لا أعرف سببه، هل هو جهلهم بمضمون هذه التسمية.. أم يحلوا لهم تسمية الحزب باسم رئيسه كشريكة له ولعائلته؟؟؟. أضف لما سبق، يدعون أنهم أحزاب قومية كوردية، لكن قياداتها تحمل ألقاباً قبلية، عشائرية..؟؟!!. الأمر الغريب الآخر، في كوردستاننا لا يتنحى رئيس الحزب من رئاسة الحزب ويفسح المجال لدماء جديدة تقود الحزب، بل يبقى متربعاً على كرسي رئاسة الحزب حتى نهاية المطاف، أي حتى وفاته، مثال جلال الطالباني، وأنوشيروان مصطفى الخ.

10- قنوات التلفزة الكوردية الناطقة بالعربية بدل أن تنشر الأدب والثقافة الكوردية وترسخ هوية كوردستان وطن الشعب الكوردي عند المشاهد العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة تبث أموراً في غاية التفاهة والسخافة ليست لها أية علاقة لا بالكورد ولا كوردستان.

11- رغم أني ذكرت في مقالاتي عدة مرات نحن الكورد وفق بنود الدستور العراقي الاتحادي لسنا قومية ثانية، بل قومية رئيسية كما هي العربية. لكن قياداتنا وسياسيينا ومثقفينا الأغبياء كأنهم أميون لم ولن يقرؤوا الدساتير العراقية الذي ساوى بنودها بين الكورد والعرب منذ عهد عبد الكريم قاسم وإلى يومنا هذا.

12- من الأمور الغريبة التي تحدث نادراً على كوكبنا الأرضي أن أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم وجميع بلدان أوروبا التي تدعي حقوق الإنسان بالإضافة إلى دولة إسرائيل وبلد عربي هبطت الطائرة التي أقلت أوجلان من كينيا إلى تركيا فيه جميع هذه الدول.. تآمرت عام 1998 على شخص واحد إلا وهو القائد الكوردي (عبد الله أوجلان = Abdullah Öcalan) واعتقلته بعملية قرصنة.. وسلمته إلى ربيبتها جمهورية تركيا الطورانية، التي حكمت عليه في محكمة صورية  بالإعدام ومن ثم خفف إلى السجن المؤبد. منذ ما يقارب العقد من الزمن منع محاميه وعائلته من مقابلته، لكن الإرادة الفولاذية لآلاف السجناء السياسيين الكورد في سجون الاحتلال التركي بإضرابهم عن الطعام الذي كلفهم ثمانية أرواح بريئة كسر هذا العزل الظالم عليه وأجبر النظام التركي بالسماح لمحاميه وعائلته بلقائه في زنزانته في جزيرة أمرالي.

وعراقياً حدثت بعض الأمور أغرب من الغرائب وأعجب من العجائب من قبل شيعة السلطة عراقيي الشكل إيرانيي المضمون.

1- إن نوري المالكي إبان تبوئه منصب رئيس مجلس الوزراء بين أعوام 2006 – 2014 عدل عام 2013 من خلال كتلته البرلمانية قانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم 4 لسنة 2006 وأضيف على النص القانوني الآتي: تسري أحكام هذا القانون على السجين والمعتقل السياسي ومحتجزي رفحاء. بهذه الإضافة القانونية حصل نزلاء مخيم رفحاء على مليارات الدنانير العراقية، ولم تسري هذا القانون على الكورد الفيلية والكورد الشيعية الذين عانوا في إيران  أضعاف ما عانه نزلاء مخيم رفحاء.إن لم تكن هذه هي العنصرية بعينها ماذا تسمى إذاً يا..؟؟.

2- وزير التجارة العراقي كان ينتمي لحزب رئيس مجلس الوزراء اتهم حينه باختلاس مبالغ طائلة، لكن رئيس مجلس الوزراء مسكه من يده وأوصله إلى الطائرة التي طارت به من مطار بغداد إلى لندن رغماً على أنف الجميع!!. وهو يهتف من داخله: علي وياك علي.

3- رئيس مجلس وزراء المدعو حيدر العبادي جاء بشخص ووضع اسمه في قائمته الانتخابية الأخيرة سبق وأن سحب منه مجلس النواب الثقة كوزير للدفاع بتهمة الفساد. لكن الوزير المطرود الآن عضو في مجلس النواب الذي سحب منه الثقة!!!.

4- إن مجلس النواب في كل استجواباته سحب الثقة من وزيرين فقط الأول وزير الدفاع السني المشار إليه أعلاه، والثاني وزير المالية الكوردي هوشيار زيباري، هو الآخر سني المذهب كوردي القومية. إما وزراء الشيعة عليهم حصانة لا يقترب منهم أحد مهما فعلوا حتى لو باعوا العراق في مزاد علني كما فعل وزير النفط السابق الذي يذيل اسمه بلقب إيراني، فارسي.

5- بعد عام 2003 وتحرير العراق من الطغمة البعثية المجرمة واستلام الشيعة مقاليد السلطة في العراق سنوا قانون باسم اجتثاث البعث وهو قانون جيد جداً، لكن في أحيان كثيرة يعفون عن البعثي الشيعي الذي يتوب على أيديهم ويستثنون البعثي السني ويعاقبوه!!.

6- من الأمور الغريبة قانون 140 الذي جاء في الدستور العراقي الاتحادي الذي نصت المادة المذكورة على وجوب الانتهاء من تطبيقها نهائياً عام 2007 إلا أن شيعة السلطة الكذابين الدجالين حنثوا بالقسم الذي أقسموا بأنهم سيطبقون جميع بنود الدستور في تواريخها وبحذافيرها، إلا أنهم كما قلت أناس سفلة لا يحترمون حتى القرآن الذي أقسموا عليه بأنهم سيكونون أمناء على الدستور العراقي الاتحادي.

7- من الخطابات المضحكة والتصاريح الوقحة أن هناك بعض شُذاذ الآفاق إلى الآن يجترون كالبهائم ويرددون دون خجل أن العراق جزء من العالم العربي فلذا يجب أن يعود إلى حضنه العربي،  بينما الدستور العراقي الاتحادي يقول: أن العراق بلد متعدد القوميات..؟. يتناسون هؤلاء.. أن العراق بعد عام 2005 شكل مع جنوب كوردستان بلداً اتحادياً من شعبين الكورد والعرب باسم جمهورية العراق الاتحادي.  

8- حقيقة لا أعلم لماذا وافقت القيادات الكوردية على وضع مادة في الدستور تقضي بإجراء استفتاء في جزء من وطنها كوردستان، الذي سمي في الدستور العراقي بالمناطق المتنازعة عليها!! كيف بقيادة تقبل أن يسأل المستوطن العربي الذي جاء به النظام الحكم البعثي المجرم إلى هذه الديار من الوطن العزيز عن رأيه هل يريد الانضمام إلى كوردستان أم العراق!! الطامة الكبرى أن السلطة الشيعية الحاكمة في بغداد لا تقبل برفع العلم الكوردستاني بجانب العلم العراقي.. في كركوك وبعض المناطق الأخرى!! لكنهم لا يمانعون برفع علم الإيراني ورفع صور قادة إيران، ورفع أعلام الحمر والخضر والسود الخ؟؟!!. بل المضحك في هذا الأمر أن وزير خارجية الكيان التركي الذي أوجد معاهدة لوزان اجتر إبان زيارته غير المرحب بها إلى كركوك بأنها تركمانية بينما ما يسمون بالتركمان البارحة جاؤوا إلى هذه البلاد مع الاحتلال العثماني والصفوي، ثم هل أن ما تسمى بتركيا هي تركية حقاً حتى كركوك تكون تركمانية يا چاويش أوغلو؟؟.

9- نائب رئيس مجلس وزراء شيعي (إسلامي) وسيد، اتهم بالفساد (سرقة) زعم في لقاء تلفزيوني أن الله أعطاه أكثر مما يستحق؟؟ حقيقة كلام غريب، كيف الله الذي في عقيدته الإسلامية الشيعية خالق الكون والكائنات وأقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ويسمع دبيب النملة لا يضبط الحساب ويعطي هذا.. أكثر مما يستحق؟ أليس هذا تشكك بقدرة الله غير المحدودة؟ حين يزعم أن الله أعطاه أكثر مما يستحق؟؟ أليس الله يعطي بالقسط، أي بالعدل؟؟.

خير ما نختم به هذا المقال مقطع شعري للشاعر الكوردي (شێرکۆ بێکەس):

سەرسام مەبە ئەگەر بلێم                                                                                         لای ئێمە ڕێوی شێرە چەقەڵ بەسەرشێرا نێرە                                                                                            مشک، پشیلە ڕاوئەنێ داڵ بەهەڵۆ پێەکەنێ کوێر چاوساغە                                                                                              چاوساغ کوێرە.

الترجمة:

لا تندهش إذا قلت                                                                                                      عندنا الثعلب يحسب أسدا وابن آوى يعد فحل الفحول                                                                                       والجرذ يطارد الهر النسر يسخر من الصقر الأعمى بصير                                                                                                     والبصير أعمى.

أرجو أني وفقت في الترجمة.

محمد مندلاوي

29 05 2019                                                                                                                                                                                                  

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *