مفهوم المؤسسة بين ليون برخو والقراء



من متابعتي لمقالات الدكتور الصحفي ليون برخو ، وبالاخص تلك المتعلقة بتحليل بعض الظواهر في المؤسسة الدينية ، تبين أنه غالبا ما يستخدم مفهوم ” المؤسسة ” بشكل غامض وغير واضح مما يعكس ذلك عدم الوضوح عند القراء، فيظهر نوع من الاختلاف والالتباس ثم سوء الفهم للمسالة من قبلهم أيضا،وقد يرجع السبب الى ما يؤكد عليه الدكتور برخو بنفسه مرارا ، هو” الكتابة عن ظاهرة ما لابد ان معالجتها تتم من قبل الاكاديمي المختص” ، وطالما أنه صحفي اكثر من أن يكون أختصاصي في موضوع محدد ،فمن حقه الكتابة في اي موضوع او ظاهرة تلفت نظره ،وأنما الاخفاق في استخدام المفاهيم يكون امرا واردا لعدم الالمام بها ،ولان المفاهيم المسخدمة من قبل الصحفيين غالبا ما تكون أجتماعية والتي تتباين استعمالاتها من حقل معرفي الى آخر،حيث انفسهم أصحاب الاختصاص يختلفون فيما بينهم في مناسبات أستخدامها في بحوثهم ودراساتهم فكيف عند غير الاختصاصيين،وذلك لسبب واضح واساسي هو ،أن الظاهرة الاجتماعية نسبية في تكوينها زمانا ومكانا. .

ولما كان الموضوع الذي يطرحه “برخو ” باستمرار هو من المواضيع التي يهم كل شخص ينتمي الى المؤسسة الدينية ويهمنا جميعا ،وعليه أحاول تفسير هذا المفهوم وتوضيح المقصود به من منظور منهجية علم الاجتماع لاعتباره من المفاهيم الاساسية في فلسفة هذا العلم لعله قد نُزيل بعضا من الغموض لدى الجميع .

ينطلق علماء الاجتماع في تحليلهم ودراستهم للمجتمع البشري من ألبنية الاجتماعية التي تتكون من عدة مؤسسات أجتماعية في حالتها الاستاتيكية أي في حالة استقرارها في فترة زمنية معينة بهدف الكشف عن القوانين التي تحكم التضامن بين النظم الاجتماعية، والديناميكية ،دراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الالي للمجتمعات الانسانية أي دراسة الاجتماع البشري وانتقاله من حالة الى اخرى.( اوكست كومت 1798 – 1857 ) .

تعد الوظيفية البنائية النظرية الاساسية في علم الاجتماع التي تفسر البنية الاجتماعية المتكونة من عدة مؤسسات اجتماعية ،فهي تؤكد ان المجتمع هو نسق بنائي يتكون من مجموعة النظم الاجتماعية ( المؤسسات الاجتماعية )وترتبط بالافعال الاجتماعية من أجل تلبية حاجات الافراد،وتؤثر فيما بعضها ،فلو حدث تغير ولو جزئي في أحدى المؤسسات سيحدث تغيرا في المؤسسات الاخرى .

يعرف علماء الاجتماع المؤسسة الاجتماعية : أنها تتكون من مجموعة من الافراد متضامنة ولهم فلسفة فكرية محددة لتحقيق اهداف معينة وفق أدوار منتظمة ومنسقة بهيكلية محددة في أطار المؤسسة وللافراد أتصالات افقية وعمودية فيما بينهم ،وهم في علاقات تبادلية تأثيرية مع المؤسسات الاخرى. ولايمكن الاستغناء عن هذه المؤسسات في المجتمع البشري مهما كانت طبيعته،فقد توصل الانثروبولوجيون في دراستهم للمجتمعات البسيطة البدائية على ان البناء الاجتماعي لهذه المجتمعات يتكون من انساق ونظم أجتماعية تشكل مؤسسات تلبي كل منها حاجة اساسية لكي تتمكن تلك المجتمعات من التواصل في الحياة الاجتماعية .

وفي ضوء هذا الاستنتاج حصر علماء الاجتماع التنظيم خمسة مؤسسات اجتماعية تشكل البناء الاجتماعي للمجتمع ومهما تكن درجة تطوره وهي : المؤسسة العائلية أو ( القرابية ) ،المؤسسة الدينية ، المؤسسة السياسية ، المؤسسة الاقتصادية ،المؤسسة التعليمية . وقد أضاف الباحثون حديثا مؤسسات استوجب وجودها في المجتمعات المتحضرة المعاصرة مثل المؤسسة الاعلامية والترفيهية. ويدرس علماء الاجتماع هذه المؤسسات باتجاهين هما ( الماكروي ) أي دراسة الكل والثاني (المايكروي ) أي دراسة مؤسسة واحدة أو ظاهرة من الظواهر الاجتماعية لغرض الوصول الى قوانين علمية للاستعانة بها في تنظيم وتخطيط شؤون المجتمع لتحقيق التوازن بين الانساق الاجتماعية لاستمرار الحياة،ويأتي مبرر علماء الاجتماع لكي يطلق عليها ” أجتماعية ” لان وجودها مبني على نمط العلاقات الاجتماعية السائدة بين الافراد المنتمين اليها ،أذ أن كل الانشطة والادوار التي يؤديها الافراد هي عبارة عن علاقات وأفعال أجتماعية، فلو أنعدم التفاعل الاجتماعي بين الافراد لأصبحت معدومة الفائدة فلا حاجة لها.

ينظر اليها الباحثون الاجتماعيون من منطلق يختلف عن غير الاختصاصيين ، فهي ليست عبارة عن أبنية مادية ملموسة ومكائن ومعدات ومركبات وهياكل ومعابد وكنائس وأموال وكساء وغذاء ، أو ليست كما هو مفهوما أداريا مؤسسة انتاجية كشركة الغزل والنسيج، أو مؤسسة خدمية كمؤسسة النقل الداخلي مثلا ،بل هي أطار فكري أجتماعي ناتج عن تفاعل مجموعة من الافراد تستخدم الاشياء المذكورة وسائلا لتأدية الوظيفة الاجتماعية لتحقيق الاهداف ،ويختلف نمط وطبيعة هذه الاشياء من مجتمع الى آخر زمانيا ومكانيا ،أي أن المؤسسة الاقتصادية موجودة في المجتمع البدائي والنامي والمتحضر ولكن قد تكون العصا المستخدمة من قبل الشعوب البدائية لالتقاط الاثمار من الاشجار واستخراج الدرنيات من الارض لتوفير الغذاء هي الوسيلة التي يستخدمها الافراد في المؤسسة الاقتصادية مقابل بعض الادوات اليدوية في المجتمع النامي والتكنولوجية المتطورة في البلدان الصناعية المستخدمة لانتاج الغذاء .

ونقيس على ذلك المؤسسة العائلية، فالعائلة في المجتمع البدائي تعيش في كوخ مبني من أوراق الاشجار وسيقانها وبسيطة جدا قياسا للعائلة التي تعيش في دار مبنية بشكل هندسي في البلدان النامية وهي الاخرى تختلف عن تلك الدار المتطورة في البلدان المتقدمة المزودة بمختلف وسائل الراحة ،وتنطبق الحالة على المؤسسة الدينية ،فالشامان أو الكاهن أو الساحر الذي هو رجل الدين في المجتمعات البدائية يعيش في كوخ بسيط وقد يمتلك بعض الادوية النباتية والمعطرات والادوات البسيطة ،بينما يؤدي رجل الدين وظيفته الدينية بكنائس ضخمة كما نراها وطقوس وممارسات منسقة لايمكن قياسها ببعض حركات الشامان البدائي .يمكننا القول بان فكرة المؤسسة الاقتصادية والعائلية والدينية وهكذا كل المؤسسات الاخرى موجودة في كل المجتمعات ولكن الذي يختلف هو الوسيلة المستخدة لتحقيق الاهداف التي هي واحدة في كل المجتمعات .

لو طبقنا القانون الكونتي نسبة الى ( كونت ) في الاستاتيكية والديناميكية على هذه المؤسسات ،سيتبين بان كل مؤسسة لها حالة استاتيكية مستقرة في كل المجتمعات وهي الوظيفة التي تقدمها ،أي الدور الذي تؤديه كل مؤسسة من خلال الادوار التي تؤديها الاجزاء المتكون منها نسق المؤسسة،حيث تشير الدراسات الاجتماعية والانثروبولوجية على أن المؤسسات الاجتماعية في البناء الاجتماعي للمجتمع تؤدي الوظيفة ذاتها بالرغم من اختلاف درجة التطور لذلك المجتمع زمانيا ومكانيا.

وأما الحالة الداينميكية للمؤسسة ،فهو التغير الحاصل في البناء ،أي في التشكيل الهرمي وطبيعة الادوار ونمط الاشخاص الذين يؤدون هذه الادوار،من حيث خصائصهم الديمغرافية من التعليم والمهنة والاتجاهات السياسية ، وثم الجوانب المادية البيئية المرتبطة بالمؤسسة .وقد ثُبت علميا بأن هذه العناصر المرتبطة بالمؤسسة الاجتماعية تتغير زمانيا في نفس المجتمع ومكانيا بين المجتمعات البشرية بفعل عوامل التغير الاجتماعي وتطور العقل البشري ،مما يحدث تغيرات في مؤسسة معينة فيمتد تأثير هذا التغير الى باقي المؤسسات الاخرى.

لوأخذنا المؤسسة الاسرية مثلا ،نلاحظ بأن وظيفتها الاساسية عبر المراحل التاريخية لكل المجتمعات وكذلك من خلال المقارنة الانثروبولوجية بين المجتمعات البشرية من حيث درجة تطورها،أن هذه الوظيفة هي واحدة لم تتغير تتمثل بتنظيم السلوك الجنسي والانجاب وتوفير الضمان العاطفي للافراد وثم التنشئة الاجتماعية للابناء،وانما الذي تغير في العائلة زمنيا والاختلاف الحاصل بين المجتمعات في المؤسسة العائلية هو هيكليتها وأدوار أعضائها ، فالعائلة تكون في المجتمعات التقليدية كبيرة الحجم ،يطلق عليها الاسرة الممتدة أو المركبة لمعيشة أكثر من جيلين سوية ،بينما المجتمعات الحديثة تتميز بوجود العائلة النووية المتكونة من الوالدين والابناء فقط ،يتغير دور الام أيضا فبدلا من اعتبار الام هي مخلوقة لتحضير وجبات الطعام والاعتناء بالاطفال في المجتمعات البدائية والتقليدية بينما الام في المجتمعات الحديثة تخرج لتؤدي أدوارا أخرى مثلما هي عند الرجل،وقد تسكن العائلة في بيت بسيط مبني من أغصان الاشجار وباعداد كبيرة من الاعضاء ،بينما يعيش الوالدين وطفلين فقط في مبنى ضخم في المجتمع المتقدم .

وهكذا بالنسبة الى المؤسسة السياسية ،نلاحظ بان وظيفتها في تحقيق العدالة وتوفير الامن الداخلي والخارجي للمجتمع ووضع القوانين وتنفيذها هي وظيفة ثابتة بالرغم من اختلاف المجتمعات مكانيا وزمانيا ،لكن الذي يتغير في المؤسسة السياسية هو هيكلها والادوار التي تؤديها ،فبدلا من مؤسسة سياسية بسيطة في تركيبها في المجتمعات البدائية التي تمثل بشيخ القبيلة وحاشيته والاعتماد على العرف في تحقيق العدالة وثم الاعتماد على فرسان القبيلة لحمايتها بابسط الاسلحة اليدوية ،نلاحظ تعقد الادوار التي تمارسها المؤسسة السياسية في المجتمع المتحضر في النواحي المذكورة من حيث تعدد القوانين ،والاحزاب السياسية المشاركة في الحكم ،والاسلحة المتطورة المستخدمة لحماية المجتمع .أو قد تتغير طبيعة النظام السياسي وفلسفته وتسميته ،بدأًًَ بالنظام القبلي ’والدكتاتوري ،والديمقراطي ، الاشتراكي ، الراسمالي ،ولكن مهما تعددت هذه الانماط فوظيفتها واحدة لاتتغير.

الذي يهمنا هنا ،هو المؤسسة الدينية ،شأنها شأن المؤسسات الاخرى في البناء الاجتماعي ،فهي تؤدي وظيفة واحدة في مختلف المجتمعات البشرية زمانيا ومكانيا ،تلك الوظيفة التي تتمثل في وضع أفكار وممارسات تنظم العلاقة بين أعضائها والخالق ،فهي تحدد طبيعة الافكار والمعايير التي يستند عليها الافراد في تحديد موقفهم من االميتافيزيقيا ( ماوراء الطبيعة ) ومبنية على عوامل الحذر ما بعد موت الانسان،أذ سينال العقاب أو الثواب من الخالق بغض النظر عن أختلاف طبيعته،ألذي قد يكون الجد الاعلى للقبيلة بمفهوم المجتمعات البدائية ـ أو الله بمفهوم الاديان السماوية وهكذا بالنسبة الى الاديان الباطنية التي تحتوي في طيات أفكارها تصورات مقتبسة من أديان مختلفة، وهذا يمثل الجانب الاستاتيكي الثابت للمؤسسة الدينية . وتعد المعتقدات التي تتبناها المؤسسة الدينية مقدسة لايمكن المس بها أو انتهاكها من قبل الافراد .

هذه هي المسألة التي دائما وفي كل طرحه عن المؤسسة الدينية يؤكد عليها الدكتور برخو فهو حذر من انتهاك هذه المعتقدات للمؤسسة الدينية التي يوجه انتقاداته اليها فيقول ( علينا أن نميز بين المؤسسة الدينية والرسالة السماوية ) وهنا هو بيت القصيد الذي يشوه الفكرة بالنسبة للقارئ فقد تكون واضحة بالنسبة له لكن يشوبها الضبابية والغموض بالنسبة الى القارئ ،فهو يكتفي بالعبارة المذكورة دون التمييز والتوضيح مما يقوله . وهوالخطأ الذي يقع به الدكتور برخو لان الرسالة السماوية التي تتمثل الافكار والمعتقدات التي تتبناها المؤسسة الدينية هي نفسها جزء لا يتجزأ من المؤسسة ،فيعرض نفسه الى الانتقادات وقد تكون تلك الانتقادات أيضا في غير محلها لان المسألة متلخبطة للقارئ وسببها هو تعبير الدكتور برخو وكيفية ايصال المعلومة.

ولكي تتضح الامور أكثر ، نأتي الى الجانب الديناميكي للمؤسسة الدينية ،كما تبين أن الوظيفة للمؤسسة الدينية هي ثابتة وواحدة في مختلف المجتمعات ،بينما الجزء الاخر المتغير فيها هو الهيكلية ونمط الادوار وطبيعة الاشخاص الاداريين( رجال الدين ) للمؤسسة والمؤمنين من حيث خصائصهم الديمغرافية من التعليم،المهنة ،الظروف الاقتصادية ، التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها من الاسرة والخصائص العقلية ،والمواقف النفسية والاستعدادات الذاتية التي قد تميل الى التسلط أو الانحراف أو التمرد والانجراف وراء المغريات وماشابه ،وتشمل التغيرات أيضا طبيعة العلاقة بين المؤسسة الدينية وباقي المؤسسات الاخرى ،تلك العلاقة التي تحدد نفوذ ومكانة وسلطة المؤسسة على المؤسسات الاخرى أو مدى خضوع المؤسسة الدينية للمؤسسات الاخرى،وتشمل التغيرات البيئة المادية للمؤسسة الدينية التي قد تكون كوخا صغيرا أو معبدا أو كنيسة ضخمة أو قد تكون المؤسسة في منطقة جغرافية ذات بيئة أجتماعية محافظة تقليدية أو بيئة أجتماعية متحضرة تخضع للافكار التي تفسر الظواهر في معطيات العوامل الموضوعية وليست الغيبية الميتافيزيقية ،وهذه هي الجوانب التي تتعرض الى الانتقادات من الدكتور برخو .

اذا، الاداريون في المؤسسة الدينية أي رجال الدين بمفهوم المؤسسة الدينية المسيحية هم من ضمن الجانب الداينميكي المتغير من النسق المؤسساتي ،فهم ألذين يتغيرون في طبيعتهم النفسية،و في تفسيرهم للمعتقدات وطريقة التعامل مع المؤمنين . وكما قلنا في البداية بأن المؤسسات تؤثر بعضها بالبعض وقد يكون هذا التأثير شديدا على مؤسسة دون أخرى،فنلاحظ أن التغيرات التي حصلت في المؤسسات الاخرى في المجتمع منها التعليمية التي أتاحت الفرصة للغالبية العظمى من أفراد المجتمع لكي ينالوا تعليمهم ، والسياسية التي أبتعد عن التأثيرات الدينية في تشريعها للقوانين وأبتعادها من التأثيرات التي تلقتها سابقا من المؤسسة الدينية، والاقتصادية التي انتجت أعظم أجهزة للتواصل الاجتماعي وانتاج المعلوماتي الهائل ،وكما حدث التغير في أدوار المؤسسة العائلية وتأثيرها المباشر على أبنائها لتنافس الوسائل الاعلامية وحتى الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنية في الـتاثير عليهم لابل أكثر قوة وتوجيها للمواقف والاتجاهات من العائلة .

هذا التغير الحاصل في مؤسسات البناء الاجتماعي كان له بلا شك تأثيرا واضحا وكبيرا في المؤسسة الدينية،وبالطبع في جانب البنائي لها ،فالظروف التي أحاطتها المؤسسة الدينية المسيحية الكاثوليكية أو تحت أي مذهب آخر عبر المراحل التاريخية المختلفة ليست ذات الظروف التي تحيط بها الان ـوذلك للتغير الذي حصل في المؤسسات الاخرى وطال التأثير عليها ،وقد أحدثت هذه التغيرات تبدلا بالافكار التي يحملها رجال الدين والتي بدورها أحدثت تبدلا في طبيعة العلاقة بينهم وبين المؤسسات الاخرى في قيادة وأدارة الكنيسة ،ومواقفهم تجاه المؤمنين فهناك فرق شاسع بين مؤمن القرون الوسطى والمؤمن في عصرنا ،لا بل هناك فرق بين مؤمن في قرانا والمؤمن في المهجر . فأذا تغيرت أدوار رجال الدين وبالتالي ستتغير الطقوس والانشطة الدينية التي يمارسها رجال الدين ومعهم المؤمنين بحكم التغيرات الحاصلة .

وخلاصة القول ،أتضح أن المؤسسة الدينية واحدة من المؤسسات التي يتكون منها البناء الاجتماعي ذات التأثير المتبادل ،وتبين أن للمؤسسة الدينية جوانب ثابتة وهي الوظيفة المتمثلة بوضعها العقيدة التي تتبناها وتمثل ( الرسالة السماوية ) في الاديان السماوية ،وجوانب أخرى متغيرة وهي الادوار التي يمثلها رجال الدين ،هذان الجانبان لم يتمكن الدكتور برخو من توضيحها حين طرحه وتفسيره لظاهرة المؤسسة الدينية الكاثوليكية ،فالخطأ هو قوله في سياق أفكاره وطروحاته (أنا لا أعني في أنتقادي الرسالة السماوية بل المؤسسة الدينية ) فهو من حيث لايدري ينتقد الرسالة السماوية التي هي المعتقدات التي وضعها مؤسس الديانة عندما يقول بل أنني انتقد المؤسسة الدينية وهو خطأ غير مقصود ، لان كما مر من تحليلنا أن الرسالة هي جزء من المؤسسة ،ولكن التعبير الاصح هو القول :اني لا انتقد الرسالة بل الادوار التي يمثلها الاكليروس وطبيعة العمل والعلاقات السائدة لكي يتجنب الدكتور برخو المزج والخلط في المفاهيم .وأخيرا قد يرى البعض أن المؤسسة الدينية والتي تمثلها الكنيسة في المسيحية ليست مؤسسة وهذا خطأ ناتج من الضعف في حقول المعرفة المختلفة ,ولكن الذي يُفسر بأنها مؤسسة هو من أجل التنظيم الاجتماعي وفهم المجتمع والبناء الاجتماعي وتفسير حركة المجتمع .

عذرا لعدم ذكر المصادر لاغراض الاختصار فهي في حوزتي ومن يريد الاطلاع يمكن مراسلتي عبر الموقع وشكرا

د. عبدالله مرقس رابي

باحث أكاديمي

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *