مع رسالة الأخ مازن شـبلاّ الموقـر



شكـراً لسعادتك بلقائي في مؤتمر النهضة الكـلدانية في سان ديـيـﮔـو متمنياً أن تـكـون سعـيداً دائماً ويسرني الآن أن أبلغـك بأن رسالتك في – موقع ألقـوش . نت – لها وقـْع الإحـترام عـندي ، ليس إلاّ لأسلوبك الذي أعـجـبني بجَـد ، وإن دلّ عـلى شيء إنما يدل عـلى مدى رزانـتك وتهـذيـبك وتربـيتك التي نعـتـز بها ويا ليت جـميعـنا نـتـصف بمثـلها ونحـن لسنا بخاسرين شيئاً ، وحـبذا لو تـكـون رسالتك عامل محـفـز لغـيرك كي يكـتـبوا وينـتـقـدوا ويعـلـقـوا ( وإنْ كانوا يشـخـبـطون ) فأنا شخـصياً أستـفـيد حـتى من الشخـبطات فالإنسان نيّة ووجه وكـلمة ورأي وفـكر وموقـف وأخلاق ، فـما أعـظمه وهـو خـليقة الله .

عـزيزي مازن : لقـد كـتب السيد فلاح قـس يونان رسالته الأولى إستـفـدتُ منها الكـثير الكـثير بل عـلى الأقـل عـلمتُ أنّ عـندنا أناس ألقـوشـيّـون بمستـواه فـكـتابته تـعَـبِّـر عـنه ، ورسالتك هي الثانية التي يكـتبها ألقـوشي تـعـقـيـباً عـلى سلسلة مقالاتي وأقـرؤها بشوق . من طـبـيعـتي أن أتابع كل سطر من الردود لأنها بالنسبة لي جـواهـر فـمنها اللآلىء والمرجان والياقـوت والدرر ، ومنها أيضاً ( جَـمـْـلـيجِ ! ) وهي أيضاً ثـمينة بثـمن صاحـبها . وعـليه فـفي السطر الأول لرسالتك الشيّـقة أوردْتَ عـبارة ( شبه مقـصود ) فـلماذا الشبه يا أخي بل قـل المقـصود ولا تـخـف ، فـمَن مـنا يكـتب بـدون قـصد ؟ أللهم إلاّ ذاك الذي يُـمسَـك القـلم بـيده عـنـوة وآخـر يُـحـرّكه كـيفـما شاء وصاحـب اليـدين لا يفـقه . في الحـقـيقة بدأتْ هـوايتي في الكـتابة المنظمة في حـوالي عام  2000 تـقـريـباً ومنـذ تلك الأيام وأنا أكـتب بقـصد وليست تسلية وقـضاء وقـت الفـراغ في فـراغ الكـتابات ، بل نبحـث عـن الوقـت لـنملأه بالقـصد والمقـصود ، فإذا قـيل لك أن بعـضاً من الغـبار عـلى قـمصلتك فـهل هـو إساءة إليك أم حـباً بك ؟ فهـنا حان الوقـت أن أقـول لك كأخ : كـُـن أذكى . وأزيدك عـلماً أني كـتبتُ عـن الأشجار والطيور واليراعة والرياح وأشياء بسيطة جـداً ولكـن بقـصد .

أما ما ورد في الشطر الثاني من رسالتك فأنا أقـول العـكس ، كان يُـفـترض بحـضرتك أن تـلـﮔـفـها وهـيّة طايرة ! فـهـل تعـتـقـد أني سألتُ سؤالي لجـهـلي به ؟ إني سألتُ سؤالي تـنبـيهاً لِـمَن ينافـس مذكـّـرات المرحـوم توما توماس فـيعـرض طروحات مناقـضة لِما ورد في أوراق المرحـوم عـسى أن ينـتبه في المرة القادمة إذا كـتبَ .

أما لماذا أكـتب الآن أو عـن المرحـوم فـؤاد وهـل يخـصني أم لا فأعـتـقـد أنّ مثل هـذه الأسئلة غـير واردة لأن الكاتب يكـتب حـيث وحـين يشاء والمؤرخ يؤرخ حـين يشاء ومؤلف الألحان الموسيقـية الكلاسيكـية يؤلف متى يشاء ، فـقد نهض بتهـوﭬـن من نومه في إحـدى الليالي الحالكة وكـتب لحـناً موسيقـياً كان قـد سمعه من الشيطان في الحـلم فـسمّاه معـزوفة الشيطان فـهل نسأله لماذا ؟ ثم أتـدري أن دي كارت إكـتشف نظام الأبعاد الثلاثي نـظرياً وهـو عـلى فـراش الموت ينـظر إلى سقـف الغـرفة ! فـهل من المنـطق أن نسأله لمذا إكـتـشفـتــَـه في لحـظات موتك ولأي هـدف ؟ وهـكـذا كـُـتــّاب الروايات والشعـر ، وعـليه فإن منـتزه المرحـوم توما توماس ليس أمراً شاذاً أو غـريـباً كي يُـلفـت النـظر إليه ، فـها هـو نـصب بدر شاكـر السياب والسعـدون ومعـروف الرصافي وعـنـترة بن شداد ومئات الآلاف بل قـل أكـثر مما تـتـخـيَّـل من النـصُـب في العالم إنه أمر طـبـيعي .

وعـن عـلمي بسنحاريـب أو سـفـر فـجـوابي هـو : كلاّ لا أعـرف ولكـن إنْ كان بإمكانك ( لا بل إنْ كانـت لديك الشجاعة الكافـية ) شـمـِّـر عـن ساعـدك وأكـتب ، وخـلـّي ينـتـقـدوك ثم ماذا ، فالحـقـيقة لا تصبح باطلة ، والباطل لا نـلـوّنه إرضاءاً لفلان وفـستان ، أما بشأن المثل الهـزلي ( حـتى الثـلج بالدهـن ﮔـَـلـّـينا ) معـناه أن القـوانات والفـبركات ما تعـبر عـلينا . وعـن الشماسية أؤكـد لك أنـني شماس بدون إجازة ( Licence) بمعـنى أنا غـير مرسوم حـتى أوطأ الدرجات الثلاث ، لماذا ؟ لأن الرسامة حـسب الكـفاءة وإستـناداً إلى هـذا المقـياس فأنا لا أستـحـقـها كالشمامسة المرسومين رغـم أنها عـُـرضتْ عـليّ ثلاث مرات . أما طـلبك أن أكـون إيجابيّ مع أهـلي في ألقـوش فأنا لا أريد أن آتي لك بمثال من الإنجـيل ولكـن بدَوري أقـول لماذا هـذا الطلب الآن ! لماذا لم تـوجّه طـلبك هـذا قـبل خـمسين سنة – طبعاً أنا أقـصد عـمك ، خالك ، جـدك ، … –  هـل عـنـدك عـلم بالماضي ومآسيه ؟ وإذا كان كلامي غامضاً ستـدركه مستقـبلاً . أما الملاحـظات الأخـرى التي دوّنـتــَـها لي في خاتمة رسالتك فـيـبدو أنك لستَ من المتابعـين لِما كـتـبتــُه سابقاً ، فـقـد كـتبتُ عـن كـيفـية الحـفاظ عـلى لغـتـنا ، وعـن طـقـوسنا الكـنسية ، وعـن عاداتـنا وتـقاليـدنا ، وإنـتـقـدتُ الكـنيسة ورجال الدين الكـبار ،  وكـتبتُ بما يلبي طـلبك إنْ رجـعـتَ إلى مقالات الأمس ليس لإرضاء أحـد بل للمساهـمة في تـصحـيح المسار بما تـتـاح لنا من قـدرة ، وعـملاً بالقـول : مَن رأى منـكم مكـروهاً فـليغـيِّـره بـيده فإن لم يستـطع فـبـلـ ………………… أرجـو أن تستـنـهض غـيرك من الألقـوشيّـين للكـتابة والتعـليق والنـقـد أيضاً فالمسألة ألقـوشية صرفة نـناقـش بـينـنا قـبل ذهابنا إلى القاضي ، ودمتَ أخاً سعـيداً .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

You may also like...