معرض تشكيلي للفنان أبا ذر السعودي

 

بمناسبة مرور 12 عام على إختفائه

أقام المنتدى الثقافي العراقي في النرويج معرض تشكيلي لمجموعة من أعمال الفنان أبا ذر السعودي  في يوم الاحد الموافق 16-5-2010 على صالة المكتبة العامة في منطقة Schousplass , وذلك إحياءَ لذكرى مرور 12 عام على إختفائه المفاجئ في اوسلو . حضر الحفل أعضاء المنتدى الثقافي وأصدقاء الفنان وعدد من أبناء الجالية العراقية المهتمون في الشأن الثقافي والفني وضيوف نرويجيين وولدي الفنان أبا ذر( حليم وأسعد) . إفتتح المعرض في الساعة الرابعه عصراَ وشاهد الحضوراللوحات الفنية وتمتعوا بألوانها وتخطيطاتها ومحتواها التي جسدت الابداع والموهبة للفنان أبا ذر وعبرت عن قدرته الخلاقة على إبتكار المميز في أعمالة المتسمة بحرية الفكرة , وترك الفنان التشكيلي أبا ذر للمشاهد إكتشاف تفاصيل اللوحة الصامته بروحها المحبة للجمال وإختار للوحاته ألواناَ متميزة  بلون الورد التي أعطت بعداَ جمالياَ للوحات , وكأن الفنان أبا ذرأراد من خلال اللوحة والدقة في عملها ومن خلال تقنيات وتاكنيك العمل الفني الابداعي أن يقدم بحثاَ لونياَ  متضمناَ رؤاه وقناعاته في صنع حياة أفضل للانسان وذلك من خلال اللوحة الفنية , وعبر أبا ذر في لوحاته عن حقيقة وهي أن الفن مفتاح التلاقي ما بين الشعوب وكأنه يقول من خلال الفن وبه يعود البشر إلى طبيعتهم الانسانية . فتضمنت اللوحات تنوع في المواضيع والالوان المختلفة تلاقت مع أعمال إبداعية أخرى للفنان وهي أعمال نحتيه .

 

 

بعد أن تمتع الحضور لمدة ساعة في مشاهدة اللوحات الفنية والاعمال النحتية جلسوا في الاماكن المخصصة , وتقدم الفنان صفاء حسن عضو الهيئة الادارية للمنتدى الثقافي العراقي ورحب  بالحضور بأسم المنتدى الثقافي , وتحدث قليلاَ عن المنتدى الثقافي ونشاطاته وبرنامجه وفعالياته القادمة . ثم قدم الزميل سمير الرسام عضو الهيئة الادارة للمنتدى الثقافي ليتحدث عن اللوحات الفنية والاعمال النحتية للفنان أبا ذر المسعودي . وقدم الفنان سمير عرضاَ تحليلياَ عن أعمال الفنان أبا ذر , أشار إلى ألالوان والفكرة والتعبيرات وإلى عناصر القوة والتكنيك في اللوحة وتحدث عن رؤى وقناعة الفنان في تجسيد العمل وأشار الفنان سمير إنه كان للواقعية حضور في اللوحات مع غنى في الفكرة والتفاصيل . كما أكد الفنان سمير أن الفنان أبا ذر يستخدم الرمزية في أعماله لتوصيل الفكرة .وكان التحليل الفني الذي قدمه الفنان سمير قد أعطى بهجة وفرح في نفوس الحضور وقام الفنان سمير بدور متميزأيضاَ في ترجمة ما قاله إلى اللغة النرويجية وقدم عرض شيق وممتع للحضور النرويجيين .

 

الفنان صفاء حسن الذي أدار الجلسة قدم الكاتب الاستاذ حبيب تومي عضو الهيئة الادارية للمنتدى الثقافي ليتحدث عن كتابات أبا ذر النثرية والشعرية . فقدم الكاتب حبيب تومي قراءات لبعض ما كتبه أبا ذر المتنوع المواهب وأشار أن أبا ذر يمتاز في الكتابة بعمق تفكيرة وإسلوبه الفلسفي وفي لغته العربية الرصينة وقرأ شذرات مما سطره قلمه :

في لحظة إختراق حاجز الوهم

عالياَ …………حاولت أن أطير

أثقل أجنحتي …… بلل الهموم

جربت الجري خذلني تكاسل اللاجدوى

وأخجلني ……… التراحع الزحف

وما أصعب أن يزحف الطائر

وفي كتابة أخرى يبحث فيها عن ملجأ أو مرتفع يعلو سطح الطوفان يقول أبا ذر :

أو يظهر ….. موطئ قدم بهذا العدم

لا شيئ سيدورا … لا شيئ اوتونا بشتم

قد هدني التجوال غير مجدٍ خذلت رغم الوضوح أعدني

أعدني إلى سفينة روحك …. إلى الهدوء المضطرب

يا من سموك نوح …… وأنا أدعوك كُلكُامش

وأشار الاستاذ حبيب تومي في قراءته لكتابات أبا ذر . إنه كان متيماَ بعشق العراق وبتراثة وبلغته العربية وكأن جسده فقط كان في النرويج أما روحه وتفكيرة وجذوره فهي مغروسة في أرض الوطن .

ثم قدم صفاء حسن الكاتب ستار موزان فقدم مجموعة من الكتابات النثرية عبر فيها بلغة جميلة عن أبا ذر الانسان وأبا ذر الفنان وقدمها بأسلوب شيق سلس شد الحضور وأعطى متعه وصفة جمالية للجلسة . كانت الفقرة الاخيرة هي إستذكار أبا ذر . فقدم صفاء إبنه أسعد للحديث عن والدة الفنان أبا ذر المفقود . ففي بدابة الكلمة شكر أسعد المنتدى الثقافي العراقي على هذه المبادرة لاحتضان معرض فني لاعمال والده وإستذكارة وإحياء ذكرى مرور 12 عام على إختفائه , ثم قدم أسعد بعض الذكريات المنقوشة في الذاكرة عن والده واسلوب حياته وطريقة تفكيره تربيته وتأثره به .

 

ثم تحدث مجموعه من الحضور من أصدقائه ومن الذين إلتقوا به منهم الفنان سمير صديقه الشخصي والدكتور كيمو أحد أصدقائه وفلاح علي من الذين إلتقوا به . وقدموا إنطباعاتهم عن الفنان أبا ذر معززة بالوقائع أجمع المتحدثون أن أبا ذر الانسان المسالم الطيب القلب الجميل المعشر المتنوع المواهب والامكانيات وكما أشار الدكتور كيمو إضافة إلى إنه فنان فهو يكتب الشعر باللغة الانكليزية . والحالم بعالم أفضل للانسان المحب للمرأة والجمال والمتحدي للصعاب والمشاكسه أحياناَ والتمرد على الواقع مع الاستقامة في الحياة وحب الآخر وصاحب النفس الابية والكرم الدائم والمتسامح والمحب للخير والعطاء , مع إشاراتهم لظروف حياته الصعبة في النرويج بحكم الغربه والوحدة إنعكست على شخصيته الثابت  فيها طيبة قلبه وإنسانيته جعلت منه شخصية إجتماعية مميزة .

 

وفي ختام هذه الفقرة شكر صفاء حسن الحضور بأسم المنتدى الثقافي العراقي وأعلن عن إنتهاء الفعالية . أن مبادرة المنتدى الثقافي العراقي لاقامة معرض فني لاعمال الفنان أبا ذر هي تصب في إطار نشاط المنتدى لاستذكار الفنان و تكريمة و إحياء الذكرى ال12 لأختفائه المفاجئ في اوسلو في عام 1998 ومنذ ذلك التأريخ إلى الآن لم يعرف عن مصيره أي شيئ . فمبادرة المنتدى الثقافي كأنها أزاحت هم كبير كان جاثماَ على صدر ولدية حليم وأسعد وأدخلت الفرح العميق في قلوبهم وقلوب أصدقائه ومعارفه , كما أن مبادرة المنتدى الثقافي العراقي قد سلطت حزمة من الاضواء على أعمال الفنان وحياته وطريقة تفكيرة ورؤاه  وأكدت المبادرة إنه لايزال حياَ في ضمير ووجدان كل من يعرفه ومن خلال رأسماله الكبير نتاجه الفني الزاخر بلوحاته الفنية الجميلة الهادفة وأعمالة النحتية , والتي تجسد الفن المميزالمبدع لانسان التي ستخلد هذه اللوحات في ذكرى إختفائه من كل عام إسمه إنه الفنان المبدع أبا ذر المسعودي .

الهيئة الادارية

للمنتدى الثقافي العراقي

في النرويج

19-5-2010 . 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *