مصر: الآلاف يتوافدون على المقر البابوي حدادا على البابا شنودة

نظم عشرات الآلاف من أقباط مصر في القاهرة صلوات خلال الليل ترحما على قائدهم الروحي البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وبكى العديد من الأقباط على فقدان البابا خارج الكاتدرائية الرئيسية بالقاهرة.

ونظمت الكنيسة القبطية بعد صلوات الليل قداسا صباح الأحد إذ وضع جثمان البابا على كرسي البابوية مرتديا ملابس الشعائر الكهنوتية.

وتوفي البابا السبت عن عمر ناهز 89 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان بعدما قاد الكنيسة لمدة أربعة عقود.

ويشكل أقباط مصر نحو 10 في المئة من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة، ما يجعلهم أكبر أقلية مسيحية في منطقة الشرق الأوسط لكن مصر ترفض وصفهم بالأقلية.

وكان البابا شنودة دعا السلطات المصرية إلى بذل المزيد من الجهود بعد تعرض الأقباط إلى هجمات خلال السنوات الأخيرة.

حشد

جثمان البابا شنودة على الكرسي البابوي

يواجه خلف البابا مهمة الحفاظ على مكانة الأقباط في ظل التغيرات التي تشهدها مصر

وقضى حشد من الأقباط يقدر عددهم بأكثر من مئة ألف شخص الليل خارج كاتدرائية القديس مرقس، وبكى العديد منهم وهم يصلون من أجل البابا.

واصطف عشرات الآلاف من الأقباط خارج الكاتدرائية لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الذي وضع جثمانه في نعش قبل أن يوضع فوق الكرسي البابوي وهو في كامل ملابسه البابوية.

وخصصت الحكومة المصرية ثلاثة أيام إجازة للأقباط من أجل الاستعداد لجنازته.

ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة، جون لين، إن الكنيسة لم تحدد جدولا زمنيا بعد لاختيار خلفه الذي سينتخب من قبل مجمع يضم كبار الأساقفة.

وقدم الكثير من القادة العالميين تعازيهم في وفاة البابا ومن ضمنهم بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا بندكتوس السادس عشر والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وصف البابا شنودة بأنه كان ” نصيرا للتسامح والحوار الديني”.

“وحدة مصر”

أقباط

آلاف الأقباط توافدوا على المقر البابوي مطالبين بإلقاء نظرة على جثمان البابا شنودة

وعبر قادة المجلس العسكري الحاكم في مصر في صفحتهم بموقع الفايسبوك عن أملهم في تحقق أمنية البابا “بالحفاظ على وحدة مصر ووحدة نسيجها الاجتماعي”.

كما عبر إمام الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عن حزنه، قائلا إنه “يتذكر تماما رؤيته بشأن القدس وتاريخها”.

وكان البابا شنودة عاد إلى مصر مؤخرا بعد رحلة علاج في الخارج.

ويقول مراسل بي بي سي إن البابا شنودة كان يسعى إلى حماية أقباط مصر داخل العالم الإسلامي من خلال التوفيق بين نبرة معتدلة في خطاباته ومنح الدعم الضمني لحكم الرئيس السابق، حسني مبارك.

وأضاف المراسل أن مهما كان الشخص الذي سيخلفه في المنصب، فإنه سيواجه مهمة الحفاظ على وضع الأقباط في ظل تطلع الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين إلى تقاسم السلطة في مصر لأول مرة.

مشكلات أمام خليفة البابا

ومن جهة أخرى، توقع النائب القبطي الدكتور إيهاب رمزي عضو مجلس الشعب أن يواجه من يخلف البابا شنودة الثالث بعض المشكلات.

وصرح رمزي لوكالة أنباء الشرق الأوسط بان أولى هذه المشكلات تتعلق بارتباط بعض البلدان في أفريقيا بالكنيسة، وبالنسبة لإثيوبيا على وجه الخصوص حيث تقضي اللائحة المعمول بها داخل الكنيسة المصرية بأن يشارك إمبراطور إثيوبيا إضافة إلى 20 شخصية إثيوبية عامة يختارهم الإمبراطور الإثيوبي في اختيار بابا الكنيسة المصرية التي تتبعها الكنيسة الإثيوبية وعدد من الكنائس الأخرى في أفريقيا.

وأضاف أن المشكلة الأخرى تتعلق بضرورة صدور قرار من رئيس الجمهورية بمصر باختيار البابا الجديد وفي ظل عدم وجود رئيس في مصر في الوقت الحالي فهناك بعض العوائق التي ستقف أمام اختيار البابا.

وتوقع رمزي أن يقوم المجمع الكنسي المقدس بمهام البابا في مرحلة انتقالية تستمر حتى اختيار رئيس جمهورية في مصر ومن ثم اختيار البابا الجديد.

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *