مسيحييو اربيل يحتفون بـ”عيد الصليب” بتعليق الصلبان المضيئة على واجهات المنازل


اربيل/ اصوات العراق:

 احتفل المسيحيون في شتى مدن العراق، مساء الاثنين، بـ”عيد الصليب” الذي تزين في

المنازل بصلبان مضيئة وتقام فيه القداديس والصلوات، احتفاء بذكرى العثور على الصليب

الذي يعتقد ان السيد المسيح صلب عليه وفق الروايات المسيحية.

ففي ناحية عنكاوا ذات الاغلبية المسيحية بمدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان، علقت

الصلبان المزينة بالنشرات الضوئية على سطوح المنازل، قبل أيام من الاحتفال الذي يوافق

ليلة الـ13-14 من ايلول سبتمبر في كل عام.

وأقامت الكنائس قداديس حضرها المئات من المسيحيين، واشعلت النيران في الباحات ضمن

 مهرجانات نضمتها المؤسسات الدينية في المدينة.

وقال المواطن ألن جورج (24 عاما) لوكالة (اصوات العراق)، إن “أجواء الاحتفالات التي

احييناها الليلة كانت مميزة، خصوصا وانها تحمل دلالات دينية خاصة”. مستدركا “إلا أن قيام

الاطفال بإطلاق الالعاب النارية والمفرقعات أربك المحتفلين الذي عبروا عن إنزعاجهم الشديد

 جراء الأصوات التي تصدرها”.

ووفقا للتقاليد المسيحية، فأن الاسر تقوم بزيارة الأقارب الذين سمي احد افرادها بإسم الصليب

“صليوا”، فيما يخرج الاطفال والشبان الى الساحات والشوارع لإشعال النيران واطلاق

الالعاب النارية والمفرقعات تخليداً لذكرى اليوم الذي عثر فيه على الصليب.

ويعد عيد الصليب من الأعياد المسيحية الشعبية المعروفة، ويعود الى عام 326 م عندما

عثرت الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير على الصليب ومعه اللوحة التذكارية التي

كتب عليها “يسوع الناصرى ملك اليهود”، مع صليبين آخرين يعتقد أن لصين صلبا عليهما

مع السيد المسيح، عند التنقيب في معبد فينوس الوثني في مدينة القدس.

وظل صليب المسيح مطمورا، كما تشير الروايات المسيحية، حين طمره اليهود تحت تل من

 القمامة، وعقب الاعلان عن العثور على الصليب أشعلت النار على قمة جبل.

كوركيس يوسف (74 عاما) يتذكر الاجواء التي كنت سائدة في عنكاوا خلال ثلاثينات القرن

الماضي، حين كان يشارك مع اقرانه في احتفالات عيد الصليب.

يقول يوسف “كنا نشعل النيران في فوق سطوح المنازل او في ساحات صغيرة نظرا لصغر

المدينة وضيق ازقتها”. مضيفا أن طقوس الاحتفال في العيد “تغيرت في الوقت الحاضر،

وهذا شيء متوقع نتيجة للتطور السريع الذي يشهده العالم”.

وترى منى بولس (31)، موظفة، بأن الأجواء في عيد الصليب “تحمل طابعا مميزا يختلف

عن الكثير من المناسبات من خلال النشاطات التي تقام فيه، وكذلك ما تتركه الصلبان المعلقة

على اسطح المنازل من بهجة على القلوب”.

محمد عباس، وهو مواطن عربي قدم من العاصمة بغداد لقضاء عيد الفطر في كردستان،

استوقفته الصلبان التي كانت تضيء على سطوح المنازل، فأبدى فرحه بأن “معالم الفرح

بدأت تطغى على اعوام العنف التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية”.

عباس تمنى لو أن كل المسيحيين في العراق يمكنهم ان يؤدوا طقوسهم بأمان كما في ناحية

عنكاوا، مبديا قناعته بأن “كل الدعوات التي تحاول تعكير صفو العلاقة بين اتباع الديانات

والمذاهب في العراق، لن تفلح في الاساءة للنسيج الاجتماعي لهذه البلاد”.

ويذكر عباس “قبل يومين فقط انتهت الازمة التي اشعلها قس متطرف هدد بحرق القران

 الكريم، وأول من ابدى غضبه واستنكاره هم المسيحييون انفسهم، هذا لوحده يكفي ليبين

عمق العلاقة بيننا وبينهم”.

ب ف ح (تق)

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *