مسيحيو سوريا يتعرضون للتهديد بالقتل من النظام

حسام ميخائيل قتل بأيدي النظام السوري

بيروت – محمد زيد مستو

يتعرض المسيحيون السوريون المؤيدون للثورة لمضايقات واسعة من قبل النظام السوري، وصلت في بعض مراحلها إلى قتل المعارضين المسيحيين، في وقت تتركز فيه جهود نسبة كبيرة من الناشطين ورجال الدين المسيحيين على إغاثة المناطق المنكوبة جراء القمع والحصار من قبل النظام.
وحسب ناشط مسيحي من ريف دمشق، فإن الحكومة السورية عممت على مصارف وبنوك سورية خلال الأسابيع الأخيرة أمرا بعدم التعامل مع مدير مكتب العلاقات المسكونية بالكنيسة المريمية (الكنيسة الأرثوذكسية)، بسبب ما قالت السلطات إنها تهم تبييض أموال.
وتأتي تلك الخطوة وفق الناشط، بعد وصول أموال من الكنائس في الخارج لمساعدة الشعب السوري والمنكوبين التي كانت الكنيسة تعمل عليها.
وأمس الجمعة، قتلت قوات الأمن، حسام ميخائيل المره، الذي أشارت مصادر إلى انتمائه للجيش الحر الذي يشن عمليات ضد نظام الرئيس السوري.
وأقدمت ميليشيات تابعة للرئيس السوري قبل أسابيع على قتل باسيليوس نصار بحماة، واتهمت جماعات إرهابية بقتله، وفق ما ذكر التلفزيون السوري.
لكن الناشط، الذي يعمل على توصيل المعونات الغذائية للأحياء المتضررة، أكد أن الأب باسيليوس كان يعمل على إغاثة المناطق المنكوبة، وأنه تعاون مع الأطباء بحماة، ولكنه تعرض للقتل أثناء قيامه بإسعاف أحد الجرحى بحي الجراجمة، وهو ما أكده راهب كان يشارك الأب باسيليوس في تقديم الجهود الإغاثية.
كما أقدمت القوات السورية في سعيها لإخافة المسيحيين، إلى ضرب دير سيدة صيدنايا بقذيفة لا تحتوي مواد متفجرة، بسبب إسهام القائمين عليه بإيصال الأدوية والإعانات للأماكن المتضررة.
وتساهم عدة كنائس في دمشق وبعض المدن، بالإعانات والمحاضرات ضد النظام.
أما الناشطون المسيحيون فتتم مضايقتهم واستدعاءهم للتحقيق والتضييق عليهم بطرق غير مباشرة، عبر إيصال رسائل تهديد استدعاء شبه شهري للتحقيق.
كما أكد الناشط أنه تعرض للتهديد عن طريق عائلته عبر اتصالات تدعوه إلى وقف نشاطه الثوري أو تصفيته، وهو ما دفع العديد من الناشطين المسيحيين إلى الفرار خارج البلاد، مثل الناشطة يارا نصير وآخرين عملوا بمنطقة القصاع وباب توما وباب شرقي، وهي مناطق مسيحية في مدينة دمشق.
وقبل نحو ثلاثة أشهر، عبّر المحتجون والمعارضون في سوريا عن تضامنهم مع راهب إيطالي يقيم في دير تاريخي بسوريا منذ عشرات السنين، بسب مواقفه الداعية إلى إقرار حرية الإعلام و”الديمقراطية التوافقية” في البلاد.
وأطلق الناشطون على أحد أيام التظاهر حينها تسمية “سوريا وطنك يا باولو”، رداً على دعوة وجهتها الحكومة السورية للأب اليسوعي الأصل، باولو دالوليو، رئيس دير مار موسى الحبشي القريب من مدينة “النبك” بريف دمشق إلى مغادرة سوريا، بدعوى أنه خرج عن نطاق مهمته الكنسية.
سعي لكسب الأقليات
ومنذ بداية الثورة سعى النظام السوري إلى كسب المسيحيين وأقليات سورية إلى صفه، للتماهي مع الدعاية الرسمية بأن المتظاهرين هم جماعات مسلحة، تستهدف التعايش الطائفي في سوريا كما ذكرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في أول تعليق رسمي على المظاهرات التي خرجت في سوريا.
وخلال الأشهر الأولى شهدت سوريا أنشطة كنسية وزيارات قام بها أساقفة ورهبان من دول مجاورة تأييداً للنظام السوري.
لكن آخرين أعلنوا في بيان لهم نشروه في يوليو/ تموز من العام الماضي، أنه انطلاقا من كون الدين المسيحي دين العدالة والحق والمساواة والمحبة، فإن المسيحيين في سوريا لا يمكن إلا أن يكونوا صفا واحدا مع “إخوانهم في الوطن في حركتهم السلمية نحو الحرية والعدالة والمساواة ومحاربة الظلم.
وحسب البعض، فإن نص الدستور على حصر رئاسة الجمهورية بالمسلمين، أثار غضب المسيحيين وحتى المسلمين أنفسهم، الذين اعتبروا أن رئاسة الجمهورية موضوع وطني لا طائفي.
وفي محافظة حمص، اعتبر شاب أن مهاجمة الأمن لكنيسة أم الزنار التاريخية وسرقة محتوياتها، أجج مشاعر المسيحيين ضد النظام كثيراً، ودفعهم للمشاركة بقوة في المظاهرات.
ولدى المسيحيين المعارضين للنظام السوري، العشرات من الصفحات التي تنشر أخبارا ومقاطع فيديو عن الثورة على موقع “فيسبوك”.
وقالت ناشطة سورية، تعمل على تصوير المظاهرات، إن الاحتجاجات تشهد حضورا لافتاً لمسيحيين، لكن مع ذلك فإن الحضور المسيحي غير كاف، حسب وصفها.
وهو ما عبّر عنه جورج صبرا، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، في تصريح سابق لـ”العربية”، بأن عدم تحرك المسيحيين في سوريا إلى جانب إخوانهم بشكل فعال في الثورة، يرجع إلى تأخر الكنيسة في إظهار موقف حقيقي، يضع المسيحيين في قلب الصورة.
وقال صبرا إن هناك في الطائفة المسيحية السورية من يصطف مع النظام، ومن هو موجود في صفوف المعارضة، مثل بقية الطوائف، وعلى مستوى النخب، شارك المسيحيون بفعالية في جميع نشاطات الثورة، من الميدان وحتى المنابر السياسية والإعلامية، أما على مستوى الكتل الجماهيرية وكتل المجتمع، لم يتحرك المسيحيون في صفوف الثورة.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *