مسيحيو بابل والديوانية يحتفلون بأعياد الميلاد في الحلة والحكومة المحلية تتعهد بحمايتهم

المدى برس / بابل

أعلنت الحكومة المحلية في محافظة بابل ، الخميس، أن المحافظة “حاضنة لكل الاديان والطوائف والاعراق ومنهم المسيحيون”، وفيما بينت انها دعت مسيحيي المحافظة الى عدم الهجرة لانها ستحميهم من الهجمات “الارهابية”، أكد رجال دين مسيحيون إقامة قداس أعياد الميلاد بمشاركة مسيحيي بابل والديوانية، ودعوا الى عدم هجرة المسيحيين من العراق وعودة المهاجرين اليه.

وقال رئيس مجلس محافظة بابل رعد الجبوري في حديث الى (المدى برس)، خلال حظوره قداسا بمناسبة اعياد الميلاد “نشارك اليوم مسيحيي بابل بأعياد الميلاد ورأس السنة لانهم مكون مهم من مكونات الشعب وبابل تعتبر حاضنة لكل الاديان والطوائف والاعراق تعيش فيها بامن وسلام وطمأنينة”.

وأضاف الجبوري أن “المسيحيين في بابل لم يتعرضوا الى مضايقات أو أعمال ارهابية وقد دعونا مسيحيي المحافظة الى عدم الهجرة لاننا سنوفر لهم الامن والامان والحياة المستقرة”.

من جانبه قال نائب الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم المطران شيلمون وردوني في حديث الى (المدى برس)،إن “بحضور الحكومة المحلية ومسيحيي بابل والديوانية جرى عصر اليوم إقامة قداس أعياد الميلاد في كنيسة مريم العذراء وأكد فيه الجميع محبتهم للعراق ودعوا أن يعيش أهله من مسلمين ومسيحيين وأديان اخرى بمحبة وسلام وامن وامان”.

واضاف المطران وردوني “ادعو دائما مسيحيي العراق الى عدم الهجرة وان يعود المهاجرين منه اليه لان هذا البلد أرض السلام والاخاء”، مطالبا الحكومة المحلية بـ”العمل من أجل توفير سبل الحياة والامن والاستقرار لمواطني المحافظة ومنهم المسيحيين”.

من الجدير بالذكر ان الكثير من مسيحي بابل والعراق قامو بمغادرة العراق منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بسب الاجراءات التعسفية التي كان النظام السابق يمارسها ضدهم وازدات الهجرة الى الدول الاوربية والذهاب الى كردستان العراق بعد التغيير بسب القيام بالعمليات الارهابية ضدهم والتهديدات المستمرة بمصادر رزقهم

وكانت منظمة اميركية لحقوق الانسان تعنى بمراقبة معاملة المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط أعلنت، الاربعاء،( 25 كانون الاول 2013)، أن العراق يأتي في “المرتبة الرابعة” بعد كوريا الشمالية والسعودية وافغانستا في قائمة البلدان التي تشهد “اسوأ اعمال اضطهاد للمسيحيين”، وبينت أنه “يصعب على المسيحيين الذهاب الى كنيسة في موسم الاعياد بسبب ثقافة الخوف من المتطرفين”، وفي حين أكدت أنه يوجد في العراق الان “330 الف مسيحي فقط”، أعربت عن “قلقها من انقراض المسيحية في العقد القادم بالشرق الاوسط”.

ودعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، في رسالة إلى المسحيين في العراق لمناسبة ولادة السيد المسيح وأعياد الميلاد المجيد، أول امس الثلاثاء،( 24 كانون الاول 2013)، المسلمين إلى مشروع السلام، من أجل إيقاف العنف وتفعيل منطق الحوار والاستقرار والحرية والكرامة والعدالة في بلداننا التي تنهشها الصراعات.

يذكر أن آلاف العوائل المسيحية نزحت من مختلف أنحاء العراق باتجاه إقليم كردستان بعد تزايد وتيرة استهدافها سواء بصورة فردية أم عبر كنائسها، بعد سنة 2003.

ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.

وتعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، لاقتحام من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010 الماضي، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وقد تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ”دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *