” مسؤولياتنا في المؤتمر تجاه الكلدان “

 سيتم تشر الكلمة على حلقات واليوم ننشر الحلقة الأولى

 

كلمة السيد نزار ملاخا / سكرتير الأتحاد العالمي للكتاب والأُدباء الكلدان إلى المؤتمر القومي الكلداني

     ” النهضة الكلدانية ” والتي هي بعنوان : ــــ

  ”  مسؤولياتنا في المؤتمر تجاه الكلدان “

الأخوة أعضاء اللجنة المشرفة على المهرجان المحترمين

الأخوة الحضور الكرام

تحية كلدانية وتقدير

 

لقد شرّف الله الأمة الكلدانية بمرتبتين عظيمتين : ـــ

1 – ورود كلمة الكلدان في الكتاب المقدس في أكثر من مائة آية .

2 – وعد الله لإبراهيم الكلداني أن يخرج من نسله مُخلّص العالم ، فكان أن كلمة الله الإلهية صار جسداً ، أي تجسّد الله ولَبِسَ جسداً كلدانياً ونَزَفَ دَماً كلدانياً إلهياً على الصليب لِيُخَلِّصَ العالم .

أيها الحضور الكرام : ــ

إن لقوة الكلمة فعلٌ أقوى من الرصاصة، وللفكر تأثيرٌ أقوى من أفتك الأسلحة .

مما لا شك فيه أن حالة وزمن أنعِقاد المؤتمر القومي الكلداني الأول ، متأخرة كثيراً قياساً إلى حالة الضياع والتشتت التي تعاني منها أمتنا الكلدانية في العراق والمهجر، ولم تتمكن أقوى التنظيمات الكلدانية القومية والسياسية على حدٍ سواء أن تُعبئ أو تستوعب الجماهير الكلدانية كلها لتزج بها في معارك متعددة خاضتها تلك التنظيمات بأسم أمتنا وشعبنا بكامله ، منها تثبيت التسمية القومية ” الكلدانية ” مستقلة في دستور العراق ودستور إقليم كردستان وخوض إنتخابات مجالس المحافظات وخوض الإنتخابات البرلمانية والخروج منها بخفي حنين، دون الحصول ولو على مقعد واحد فقط، بينما تشتت أسماء الناخبين وتوزعت على قوائم غريبة بسبب تلك الحالة، أو حالة اليأس من تنظيماتنا،لذلك فشلت تلك التنظيمات من إثبات وجودها على أرض الواقع، ولهذه اسباب وأمور كثيرة لا يسع المجال لذكرها هنا .

بالتأكيد إن مؤتمرنا هذا يضم أكثر التجمعات والتنظيمات الكلدانية، وهو ليس حزباً سياسياً ، ولا يسعى إلى السلطة ، وليست له غايات عسكرية أو سياسية، بل هو صيغة من صيغ العمل القومي يهدف لأن يكون مرجعية قومية  شعبية لأبناء أمتنا الكلدانية وممثلاً حقيقياً لهذا الشعب وناطقاً رسمياً له، يبت في جميع التحديات والقضايا التي تواجه هذه الأمة، كما أن الغاية منه أن يُشكّل قوة ضغطٍ فعلية فكرية ، وهذا ما توصلنا إليه من خلال هذا الحشد الجماهيري وهذا التجمع المثقف والذي يضم النخبة من التنظيمات الكلدانية على أختلاف تنوعاتها، ويأخذ مؤتمرنا صيغته القومية للدلالة على شموليته لجميع أبناء الأمة الكلدانية، بمسلميها ومسيحييها، كما أننا مؤمنون بأن يسندنا ويدعمنا  كافة العراقيين الشرفاء المخلصين و المؤمنين بنهضة الأمة الكلدانية وتبوءها مركزها ومكانتها الحقيقية في العراق العظيم.

الحضور الكرام: ـــ سأتطرق إلى عدة محاور يضمها هذا البحث وهي : ـــ

1-   الكلدان وعلاقتهم بالقوميات العراقية الأخرى .

2-   الصراع على التسمية

3-   الأمن القومي الكلداني

4-   الحالة الأقتصادية للأمة الكلدانية

5-   الثقافة الكلدانية

6-   اللغة الكلدانية

7-   الطفل الكلداني

8-   الشباب

9-   المرأة الكلدانية

10-التجمعات الكلدانية في الناصرية-                                                                                                   

10 – المناسبات الكلدانية

11 – موقف رجال الدين من القومية الكلدانية .

 

 

1-   الكلدان والقوميات الأخرى: ــ

كما هو معروف ومعلوم لديكم جميعاً أيها الأخوة، بأن الكلدان شعبٌ عريقٌ وأصيل في العراق العظيم، وهو منتشر في العراق من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، فلا تكاد تخلو محافظة عراقية من الكلدان، إن كان على شكل تجمعات تجارية أو بسبب الوظيفة أو المعيشة أو غيرها من الأسباب ، لذلك نقول أن الكلدان أندمجوا مع جميع مكونات الشعب العراقي الأخرى، ولم يخض الكلدانيون صراعاً مع العرب أو الكرد أو التركمان أو غيرهم لأي سبب كان، الصراع الشكلي الذي خاضه الكلدان مجبرين وليس أختيار ، هو صراع كلداني آثوري، وهذا ما خطط له ونفذه المستعمر ، حيث قامت زمرة ذليلة تابعة للمستعمر بتنفيذ مخططات تفتيت هذا الشعب  وتمزيقه ودب الخلافات بين ابنائه من خلال أستحداث نوع جديد سمي ب صراع التسمية ، كلداني آثوري، وخير دليل على ذلك ما ذكره السيد بريمر في مذكراته يقول عندما كان حاكماً على العراق رفض أن يكون الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم ممثلاُ للكلدان ووضع بدلاً عنه أحد الآثوريين ليمثل الكلدان والآثوريين على حد سواء، وقال غايته كانت خلق صراع بين هاتين المجموعتين، وممثل المسيحيين في الحكم هي سابقة خطيرة للتمثيل على اساس ديني وليس قومي ، لذلك خضنا هذه الحرب وخضنا هذا الصراع مجبرين للدفاع عن أسمنا الحقيقي وتاريخنا الثر وشعبنا الأبي وتراثنا العريق، ثرنا للحفاظ على هويتنا القومية وتقاليدنا التاريخية ، ثرنا لأننا أحرار ولن نقبل بأن يستعبدنا أحد، ثرنا ضد حالة التهميش وطمس الهوية التي مارسها بكل قسوة علينا إخوتنا الآثوريين كلدان الجبال . سلاحنا في هذا الصراع كان القلم ، حربنا كانت عن طريق الكلمة، فهي أمضى من أقوى سلاح، تأثيرها  كبيرفي النفوس والقلوب قبل ان تهدم البناء الأسمنتي .

لذلك نقول أتسمت علاقتنا مع إخوتنا الآثوريين بالتوتر بعد أن جاهد كل قادة الآثوريين ومعهم بعض الأذيال من الكلدان المتأشورين بنشر التسمية الآثورية وبأعتبار كل المسيحيين آثوريين ضاربينً عرض الحائط الكلدان بكل ثقلهم الأجتماعي والتاريخي وحضارتهم وتراثهم وعلمهم.

لذلك تصدَينا لهذه الحالة وما زلنا عسى أن يتفهم الجانب الآخر موقفنا ، ويفهمون معنى التفاهم وعدم إلغاء الآخر وتهميش الهوية القومية أو الأستيلاء على حقوق الآخرين بمساندة ودعم خارجي، علماً بأن الكلدان هم ثالث قومية في العراق العظيم من الناحية العددية بعد العرب والأكراد، ويبلغ نسبة الآثوريين عشرة بالمائة من مجموع المسيحيين العراقيين والكلدان ثمانون بالمائة هذا إذا استثنينا الكلدان المسلمين، أما إذا أردنا أن نضيف جميع الكلدان في العراق فبالحقيقة ستكون النسبة أكبر بكثير مما ذكرنا، وخاصة أن القومية ليس لاها حدود مع الدين ، فهناك الكلداني المسيحي كما أن هناك الكلداني المسلم أو الكلداني البوذي وما إلى غير ذلك ، فالدين لله والقومية للجميع .

لذلك نشدد ونطالب الأخوة المؤتمرين بالعمل الجاد من أجل تثبيت التسمية الكلدانية بشكلها الحالي غير ملحقة ولا مدمجة مع أي اسم آخر مع أعتزازنا بجميع الأسماء، كما نطالب المؤتمر بالعمل بجدية على أن تتبوأ هذه التسمية موقعها الصحيح والمطالبة في إدراجها في دستور إقليم كردستان ، كما نرفض التسميات الثلاثية أو المركبّة أو القطارية لأفتقادها إلى المعنى الحقيقي للقومية ، وافتقارها إلى العمق التاريخي .

 

 
 
 Nazar Malakha
 
 
 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *