مرة اخرى مع عميد المتأشورين يوسف شكـوانا

بكُـلِّ صلـفٍ وبمتهى التحـدي لمشاعـر الكلدان يُحاول السيد يوسف شكوانا تبرير التأشور المخـزي وإخـراجـه مِن خانة  العار الذي يُـلاحـق المتأشور في كُـلِّ لحظات منامه ويقظته في أوقات أفـراحـه وأتراحه ، ناهيك عن تأنيب ضميره إن كان قـد بقـي لـديه بصيص مِنه يوميء إليه بإشارة إنذار بأن ما فعـله  وما يـدعو الآخرين للإقتـداء به ليس عاراً فـقـط وإنما هـو جُـرم وخيانة معاً ! لأن التأشور يُـفـقـد المتأشور تعَـقـُّلَـه ورزانـته ويـقـوده الى سلوك كُـلَّ طـريـق مُـلـتوي يُـلحق الأذي بأبناء قـومه الذين تنكـَّر لهم وتـراصف مع أعـدائـهم ، وبالتالي يكون  قـد وصل بـه الأمر الى ضرب كُـل المُثـل والمباديء المُـعـزِّزة للشهامة والكـرامة .

 

 

جاء في إحـدى فـقـرات مقال كتبه السيد شكـوانا بعنـوان ( السيد حبيب تومي والكوتا قبل الإنتخابات وبعدها ) والمنشور في أربعة مواقع هي عنكاوا وزهريرا وتللسقـف ونركال حول مسألة الكوتا الإنتخابية الخاصة بقـوميات المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين حيث حُـوِّلَـت من كوتا قـومية الى كوتا دينية مسيحية < نعـلم أن سبب ذلك هو عدم اتفاقنا على تسمية قـومية واحدة ولم يكن في الأفـق إسمٌ  للكوتا نتفـق عليه ” وأن المسؤولين احتاروا بنا ” > .

 

 

تُـرى ، هل هذا كلام إنسان مُـدرك ٍ لِـمَ يقـول ؟ ألا يستهجـنه أبسط  إنسان من أبناء شعبنا ، وهل المسؤولون الذيـن عـنيتهم يا سيد شكوانا لا يعلمون وبأجلى صورة بأن الشعب المسيحي يتكون من  كلدان وسريان وآشوريين وأرمن؟ عندما أعطى هؤلاء المسؤولون مقعـداً واحداً للقـومية الأرمنية ! ألم يكن بمقـدورهم  لـو تـوفـر لديهم العـدل والإنصاف إعطاء خمسة مقاعـد للمسيحيين الآخرين تتناسب مع قـومياتهم على غـرار الأرمن ! إذا كانت هناك عـدالة وديمقراطية ، أليس من حـق القــومية الكلدانية أن تُـعطى ثلاثة مقاعد ومقعد واحد للسريان ومقعد واحد لللآشوريين ! ولكن لا يمك ن إلقاء اللوم على المسؤولين ، وإنما التلاعـب وامتهان الحـق كان من فعـل  زعيمَي زوعا والمجلس الشعبي المدعومَـين ، الأول من قبـل العـرب السنة والثاني من قبـل الأكـراد ، وقـد استجاب المسؤولون لمطـلبهما المخالف للعدالة والشرعية والديمقراطية ! وكان هذا التلاعـب في قلـب الكوتا القــومية الى كوتا مسيحية مسعىً للإلتفاف على أبناء الكلدان لإبتـزاز أصواتهم بحجة ” أنـنا كـلـنا مسيحيون ” هذا الشعار الذي انخدع الشعب الكلداني بظاهره المعسول دون أن ينتبـه الى باطنه المسموم .

 

 

أليس المتأشور أداةً تنفيذية طيعة يستخدمها دعاة الآشورية لخدمة أهدافهم الشريرة ؟ ألستَ يا سيد شكوانا من الساعين الى تجريد تاريخ الشعب الكلداني من كُلِّ أمجاده وحضارته وإبـداعاته العلمية التي يتغنى بها الـعـلماء والمورخـون ، لتعـزوها زوراً الى الآشورريين الذين لَـطخـوا التاريخ بالدماء ظلماً وعـدواناً ؟ إن التاريخ يُـعـيد نفسه ، فقـد تعرض الشعب الكلداني الى ظلم الآشوريين على مدى قـرون في الزمن السابق للميلاد ، وكان الكلدان في موقـف الدفاع  الشرعي عن كرامتهم واعتزازهم بقـوميتهم ، حتى حان وقت العقاب الصارم فأنـزلوه بأعدائهم الآشوريين الد ائمين وكانت تلك نهاية الظالمين .

 

 

واليوم نرى منتحلي تسميتهم الآشورية المعاصرين يقومون بتفس الدور القـذر تجاه أحـفاد الكلدان المعاصرين ولكن ليس بالسلاح وإنما بما هو اوقح ، وهو التشهير والتغييب والإقصاء ، يُساعدهم في ذلك أحفاد الميدييـن المعاصرون ( الأكراد ) الذين بخلاف أسلافهم قـلبوا ظـهرَ المِجَـنِّ  على الكلدان تجـنـُّباً لـئَـلا يتكدَّر مزاج السيد أغاجان ، لأنه بالنسبة إليهم أفضل من كُل شعب الكلدان . يا لـها من مفارقة عجيبة ومؤلمة ، أهذا هو جـزاء الكلدان لديكم يا قادة إخـوتنا الأكراد ؟ أنسيتم إحساسكم بالظلم الذي كنتم قبل عقـود ضحيته ؟ ألم يُـعلمكم الظلم بأن لا تكونوا  ظالمين ؟  ما الذي فعـلـه الكلدان ليستحقـوا منكم هذا الموقـف اللاإنساني الصارم ، كيف تبخسون حـقوقـهم نـزولاً عند رغبة شخص واحـدٍ يضمر العـداء لهم ليس لشيء إلا لأنهم يعتزون بقـوميتهم ولا يقبلون الوصاية من أحـدٍ عليهم ! لم يكن في حساب الكلدان يوماً بأن إخـوتهم الأكراد سيقـفـون منهم هذا الموقـف أقـل ما يُـقال فيه بأنه بعيد عن العدالة والديمقراطية  ،  تُـرى هـل ستُـعيد القيادة الكردية الرزينة  النظر في موقـفـها تجاه الشعب الكلداني  ! ! !

 

 

وفي الختام أقـول للسيد شكوانا ومَـن على شاكلته من المتأشورين فاقـدي الكـرامة ، إفـرحوا جيداً بنجاح خـطـطكم التآمرية على الكلدان ، فهو نجاح وقتي مغشوش ، وسيأتي اليوم الذي يـنـتـفض به الكلدان ويُعـيـدون الحـق الى نصابه ، فالكلدان معروفـون بصبرهم الطويل وكان أساس نصرهم في السابق وسيكون كذلك في الحاضر القـريب والمستقبـل ، واللبيب من الإشارة يفهم !

 

 

 

الشماس د. كوركيس مـردو

عضو الهيئة التنفيذية

في الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *