محافظة للمسيحيين مرة ثانية

لا أدري ما هو الجديد في هذا اللغط القديم ،

هل هناك إكتشاف جديد ونحن لا ندري ؟

هل تم إكتشاف وتر جديد من أوتار العود السياسي العراقي ليعزفوا عليه لحناً منفرداً ؟

هل هناك طبخة جديدة تُطبخ للمسيحيين العراقيين يُشارك فيها أطراف مسيحية ومسلمة عراقية وغربية ؟

متى كان المسيحيين العراقيين بمعزل عن إخوتهم المسلمين العراقيين ؟

متى كان الكلدان العراقيين منزوين بعيدا عن الأكراد والعرب والتركمان ؟

لا يريدون التقرب منهم أو الإختلاط بهم ؟

متى كان للمسيحيين العراقيين دوائر خاصة بهم يشتغلون فيها ، واسواق خاصة بهم يتبضعون منها ، وأحياء سكنية ومحلات وحارات ودرابين وغيرها ؟

ألم يكن المسيحيون وطيلة هذه العقود يسكنون مع المسلمين في حي واحد وحارة واحدة وزقاق واحد ؟ ألم يعملوا في دائرة واحدة لا بل في نفس الغرفة وعلى نفس المنضدة ؟ ألم يأكلوا من قدرٍ واحد ، ومن خبزة واحدة ؟ألم يكونوا إخوةً لبعضهم البعض في السراء والضراء ؟

هل يستطيع كائنٍ مَنْ كان أن يميز بين المسلم والمسيحي في العراق ( قبل السقوط ) ألم يتكلموا لغةً واحدةً ؟ ويدرسوا في مدرسة واحدة ؟

هل رفض طبيباً مسلماً أن يعالج مريضاً مسيحياً ؟ أم أن معلماً مسيحياً رفض أن يدرّس طالباً مسلماً ؟

أم ماذا ؟

يا إلهي ما الذي يجري في عراقنا الحبيب ؟

هل تغير العراق أم تغير أهل العراق ؟

ما هذا الهراء الذي نسمعه اليوم ؟ ولماذا حصر المسيحيين في محافظة واحدة ؟

محافظة للمسيحيين !!!!!!!  لماذا ؟

نحن ومن منطق العراق لكل المسيحيين وكل المسيحيين للعراق نشجب ونستنكر هذه الصيحات التي تتعالى مطالبة بمحافظة للمسيحيين .

إن إقامة مثل هذه المحافظة بلا شك هو تدمير وإنهاء آخر وجود للمسيحيين في العراق ، وهو من جانب آخر سيشد من تعاظم الإرهاب بشكل أشد على المسيحيين العراقيين ، فهل يريدون من المسيحيين أن ينطووا على أنفسهم وينسلخوا من واقعهم العراقي ويتقوقعوا في محافظة خاصة بهم .

ألا يفكر من ينادي بذلك بان المحافظة ستكون بين المطرقة والسندان ؟

إنني وبإسمي شخصياً أُناشد كل الشرفاء العراقيين ، وكل مَنْ بيده الأمر ، أن هناك طبخة جاهزة للمسيحيين غايتها القضاء على ما تبقى من بقايا للمسيحيين في العراق ، إن وافقتم على هذا المشروع المشبوه.

الكلدان المسيحيون عراقيون أُصلاء ، وأصولهم متجذرة في العراق العظيم منذ آلاف السنين ، وسكنو البصرة والناصرية وكربلاء والنجف والحلة وأور الكلدانيين ، كما سكنوا دهوك وأربيل والسليمانية ونينوى الحدباء، دياراتهم وكنائسهم وآثارهم ما زالت شاخصة في العراق كله من شماله حتى جنوبه ، فمن كانت له هكذا حضارة وهكذا تأريخ كيف يمكن أن نقوقعه ونحصره في محافظة واحدة ؟

نحن لكل العراق وكل العراق لنا، نرفض ونشجب ونستنكر الصيحات التي تتعالى في إنشاء محافظة للمسيحيين ، ونقولها بصراحة، ما زال جرح العراق ينزف من قلوبنا

بدمائنا سقينا تربة العراق كله ولم نسق محافظة واحدة فقط

لقد كان وما زال العراق أرضاً فسكنّاه

وكان العراق هواءً فاستنشقناه،

وصار العراق وأرضه وسماؤه دماءً تجري في عروقنا

فكيف ننساه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ختاماً نطلب من ذوي المصالح أن يكفوا عن هذه الصحيات التي غايتها تدمير المسيحيين العراقيين وبالأخص الكلدان منهم لأنهم هم الأصحاب الحقيقيين للحضارة والتاريخ والتراث في العراق .

عاش العراق حرا أبياً موحداً

عاشت الأمة الكلدانية على أرض العراق الطاهرة

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً

نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

24/8/2011

You may also like...