ما هي الخـطـوط العامة الجاهـزة للرابطة الكـلـدانية ؟

في 7 شـباط 2014 وردت فـكـرة تأسيس الرابطة الكـلـدانية للشعـب الكـلـداني عـنـد غـبطة البطريرك مار لويس ساكـو ، ولما إستـفـسر بعـض الكـتاب عـنها كـتب غـبطته في 15 شباط 2014 ليلقي بعـضاً من الضوء عـليها . وفي 22 شباط 2014 كـتب سيادة المطران شليمون وردوني مقـتـرحَ تـشكـيل لجنة تحـضيرية من العـراق والخارج لبلورة الفـكـرة وصياغة نـظامها الـداخـلي ولعـرضه على السنهادس القادم المزمع عـقـده في أواخـر النـصف الأول من السنة الحالية .

ودون أنْ نعـرف مَن إشتـرك في وضع فـقـراته وبنـوده ــ مـدنيون أم إكـليروس أم كـلاهما ــ وهـل كان من بـينهم ممثـلون من دول المهجـر ، وأين إجـتمعـوا ومتى ، وهـل إستعانوا بـبعـض مما يوجـد في دساتير مماثلة لغـير الكـلـدان ، أقـول : قـبل أن نعـرف إجابات عـن تلك الإستـفـسارات وغـيرها ، قـرأنا فجأة في يوم 1 نـيسان 2014 مسودة النـظام الـداخـلي للرابطة المـذكـورة منـشورة في المواقع الإلكـتـرونية ، وكـنا سابقاً قـد تساءلـنا في مقال عـما إذا كان النـظام الـداخـلي للرابطة جاهـزاً أصلاً ! عـنـدئـذ يكـون طرح الموضوع للنـقاش لا يعـني شيئاً البتة .

ملاحـظة : إستخـدم غـبطته عـبارة ( ليست كـنسية ) واصفاً الرابطة بأنها عـلمانية مدنية لـذا سأعـتمد عـلى كـلمة ( مـدنية ) الوافـية بالغـرض .

نـظرة عامة إلى أهـداف الرابطة الكـلـدانية ( المدنية ) المعـلنة في طرحها الأوَّلي :

1– لا تـتـوخى الربح ، إيجاد سكـن وفـرص عـمل وإستـثمارات .

2– منـفـتحة عـلى الكـل ، تعـزيز العلاقات الـداخـلية الكـلـدانية وكـذلك مع الأشـقاء ، الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان والمسيحـيّـين الإجـتماعـية والسياسية .

3– هـدفها نـشر التراث المشرقي والكـلـداني ، تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق .

4– هي إنسانية مسيحـية كـلـدانية مدنية لا سياسية !! لا وصاية عـليها من أية جهة كانت ، ويكـون مار تـوما رسولها وعـيـده في الثالث من تموز عـيـدها .

وقـبل الخـوض في ثـنايا المسودة المقـتـرحة نـتساءل مرة أخـرى :

أ– ما هي سبل الإستـثمار وإيجاد فـرص العـمل وإنـشاء المساكـن للعائلات المحـتاجة ، والمعـروف عـن هـكـذا نـشاطات تكـون إقـتـصادية بحـتة تـتـضمن حـسابات البـيع والشراء ونـفـقات تـتمثـل في أجـور العاملين والإداريّـين ، وإستهلاك وإنـدثار وفـقـدان ، ناهيك عـن سلبـيات محـتملة لا نستبقها الآن قـبل أوانها ! فـكـيف يمكـنها أنْ تـنأى بنـفـسها ولا تـتـوخى الربح والخـسارة المحـتملة كأي مشروع إقـتـصادي آخـر ؟ .

ب– إنَّ العلاقات بـين الكـلـدان ( ككـلـدانيّـين ) معـززة لا غـبار عـليها دونما حاجة إلى رابطة ، ولكـن أي تعـزيز للعلاقات سيكـون للكـلـدان ( الـمتـنـكـرين لكـلـدانيّـتهم ) وهم يرفـضون بصورة عـمياء أية فـكـرة من هـذا القـبـيل سواءاً كانت بادرة من رابطة أو من مرجع ديني أو مـدني ؟ .

ج– غـبطة الـﭘاطريرك مستاء شخـصياً من تجـزئة مشاركة الكـلـدان في مجال السياسة ، والرابطة يريـدها غـير سياسية ، فأي دور سيكـون لها في الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان السياسية والقـومية والوطنية ، في حـين يشترط في المنـتـسب إليها أن لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيم سياسي ؟ وهـنا نسأل : هـل نـرفـض العـمل المزدوج للكـف حـين يجـمع الغـلة وفي ذات الوقـت يـفـرِّق الزيوان عـن الحـنـطة ؟.

وهـل أنَّ حـقـوق الكـلـدان أصبحـتْ مضمونة ( بالحـفـظ والصون ) كي تـدافع الرابطة عـن حـقـوق كافة المسيحـيّـين ! وهـل يخـوِّل المسيحـيّـون غـير الكـلـدان الرابطة الكـلـدانية كي تـنوب عـنهم وتـدافع عـن حـقـوقهم ؟ .

د– الرابطة (مـدنية) ! كـيف سيتعامل أعـضاؤها مع كـلمة ( مشرق ) التي تـتـضمن أكـثر من تأويل دون أنْ يعـرِّفها الـدستـور ؟ وما علاقة الرابطة في تحـقـيق وحـدة الكـنائس المشرقـية ؟ هـل ستخـوض غـمار البحـث والحـوار اللاهـوتي السنهادوسي التأريخي مع الـﭘاطريرك الفلاني أو غـيره ؟ وبتخـويل مَن ؟ وبأية صفة أو حـق ؟ عـلماً أنَّ المدنيّـين الكـلـدان أو غـيرهم ليسوا طرفاً في هـذه المشكـلة أصلاً ؟ .

هـ – إذا كانت الرابطة الكـلـدانية ( مسيحـية مـدنية ولا وصاية عـليها ) مستـقـلة تخـص الكـلـدان كـشعـب ، فـمَن الـذي حـدد مقـدماً العـيـد الكـنسي للـقـديس مار تـوما ، ليكـون عـيـداً سـنـوياً للكـلـدان ؟ هـذه تعابـير غـير مترابطة ! .

و– وكـل ما كـُـتِـبَ عـن هـذه الرابطة منـذ بـدايتها ( بل وغـيرها من مقالات الـﭘـطريركـية ) نلاحـظ تجـنـب الإفـتخار بالقـومية الكـلـدانية ، ولم نـقـرأ فـيها ما يوحي إلى إستـنهاض الحـس القـومي لـدى أبناء شعـبنا الكـلـداني ، فـهل من تـفـسير لـذلك ؟ .

أما بشأن بنـود مسـودة الـنـظام الـداخـلي للرابطة نـقـول :

في مقال سابق كـنا قـد بَـيَّـنا ــ وكما هـو معـمول في الـدساتير والقـوانين ــ أن يتـضمن النـظام الـداخـلي للرابطة مقـدمة لتـتعـريف بـبعـض المصطلحات التي ستـرد فـيه ليتـوضح المعـنى المراد بها عـنـد قـراءتها ، وهـذا لم نجـده في النـظام الـداخـلي المنـشور ، فـفي عـصرنا الحالي صارت الكـلمات حـساسة ومستهـدفة عـنـد إستخـدامها ، وكـمثال عـلى ذلك فإن كـلمة ( مشرق ) تعـني الكـثير في يومنا هـذا ، وهـكـذا عـبارة ( الهـيئة العـليا ) .

ورد في الفـقـرة ( أ ـ التعـريف ) من النـظام الـداخـلي للرابطة أنها مـدنية وهـذا يعـني أنَّ الإكـليروس الكـلـداني بعـيدون عـنها تـنـظيمياً وتوجـيهـياً وهـيمنة ، وسوف لن يُملي أحـد عـليها أية فـكـرة روحـيةً أو لاهـوتيةً أو عِـبادية ، خاصة وأنّ العـبارة ( لا وصاية عـليها من أية جهة كانت ) وردت فـيها ، ولا شك أنّ الرابطة تخـص الإكـليروس الكـلـداني قـومياً كأفـراد مثـلما تخـص باقي أبناء الشعـب الكـلـداني ، إذن ما علاقة عـيـد مار تـوما الكـنسي ليكـون عـيـداً رسمياً للكـلـدان كـمدنيّـين ، وتأريخهم مليء بالمناسبات القـومية الكـلـدانية ؟ .

أما أن تـتعارض أو ، لا تـتعارض مع إيمان الكـنيسة ورعَـويتها فإن ذلك موضوع منـطقي لا يتـطـلب إدراجه طالما أن الأعـضاء سيكـونـون كـلـداناً مـدنيّـين مسيحـيّـين كاثـوليكـيّـين ورابطتهم ليست سياسية ولا دينية بل إجـتماعـية ثـقافـية ، ولكـن أمراً يوقـفـنا !! فات عـلى واضع هـذه الفـقـرة من الـدستـور وهـو أن غـبطته صاحـب الفـكـرة سـبق وأنْ أقـرَّ بالكـلـدان المسلمين ! فـسيكـون أمام مَفـرَقـين في حـقهم بالتسجـيل في الرابطة : (1) إما أنْ يُـرفـَضون بسبب دينهم وهم كـلـدانيون … (2) أو يُـقـبلون ودينهم يُعارض إيمان الكـنيسة وتـوجهاتها مما يشكـل عائـقاً أمام دستـور الرابطة المعـلن ، فـما العـمل ؟ .

في الفـقـرة ( ب- الهـيكـلية ) وردتْ أسماء هـيئـتين : عامة وتأسيسية ، ثم هـيئة ثالثة ــ عـليا ــ وهـذه العـليا غامضة المهام .

الفـقـرة ( ج- أهـداف الرابطة ) إقـتـصرتْ في الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان فـقـط ، ولكـن التـطـوير الـذي أشـيرَ إليه يشمل البـلـدات المسيحـية كـكـل دون أن يأخـذ بنـظر الإعـتـبار أنَّ كـبرياء أهالي بلـدات عـديـدة يجعـلهم يرفـضون وصاية غـيرهم عـليهم مثـلما نحـن نرفـض وصاية آخـرين عـلينا ! …..

من جانب ثاني فإن مكاتب الرابطة في المحافـل الـدولية ستـكـون بحاجة إلى نـفـقات باهـضة ، مَن سيتحـملها ؟ .

الفـقـرة ( د- الإنـتساب ) لم تحـدَّد شروط الإنـتماء سـوى أن لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيم سياسي ، ولكـن ماذا عـن الفـئات العـمرية ، الـديانة ، الجـنس ! بل الأولى أن يُـشتـرط عـلى المنـتـسب أن يكـون كـلـدانياً لا يقـبل بالتسميات الهجـينية … ثم إذا كانت الرابطة منـفـتحة هـل ستـفـتح أبواب الإنـتماء إليها لغـير الكـلـدان من القـوميات الأخـرى ؟ وهل سيرتـضون لأنـفـسهم الإنخـراط في رابطة تحـمل إسم الكـلـدان ؟

الفـقـرة ( هـ – اللجان ) هـناك لجان تـبـدو متـشابهة العـمل مثـل لجـنة المتابعة والتخـطيط مع لجنة الثـقافة والأبحاث والـدراسات ………….. لجـنة حـقـوق الإنسان مع لجنة العلاقات الخارجـية .. يمكـن دمجها أو تغـيـير أسمائها لتـتـوضح مهامها .

الفـقـرة ( و- إنـتخاب الهـيئة العـليا ) ستـتـولاّه الهـيئة التأسيسية وتحـدد قـواعـده ، ولا نـدري لماذا لا تـكـون هي الـبـديلة عـنها … وهـذه تبـدو غامضة .

الفـقـرة ( ز- طـلبات الترشيح ) لم تـذكــَـر الشروط الواجـب تـوفـرها في إستمارة طلب الـترشيح ، وبناءاً عـلى ما تـقـدَّم من تعـقـيـبات فإن هـنالك إشكالات ستـظهـر ويجـب معالجـتها .

الفـقـرة ( ح- نـظام الإخـتـراع ) وأكـيـد يُـقـصد به نـظام الإقـتـراع ولم يـذكـر عـنه أي شيء .

الفـقـرة ( ط – إدارة العـمليات الإنـتخابـية ) ستعـين لجـنة خاصة بها ، دون أن يـرد إسمها بـين اللجان المـذكـورة في الفـقـرة ( هـ ) .

الفـقـرة ( ي – الإنـتخابات الجـزئية ) في حالة الوفاة أو الإستـقالة … ولكـن ماذا في حالة ( الإقالة أو المعاقـبة ) ؟ .

الفـقـرة ( ك- مهام الهـيئة العـليا ) تـتـولى إدارة الرابطة …. إذن ماذا يـبقى للمؤسّـسين ؟

الفـقـرة ( ل- إجـتماعات الهـيئة العـليا ) يمكـن دمجها مع الفـقـرة ( ن- الإجتماعات الإستـثـنائية ) تعـقـد عـنـد الحالات الطارئة أو بطـلب من الرئيس .

الفـقـرة ( س- تكـوين اللجان الوظيفـية ) يمكـن دمجها مع الفـقـرة ( ع- إجتماعات اللجان ومهامها ) لمناقـشة إنجازاتها سـوية ، إلاّ أنه لم يُـذكـر لِمَن ستـقـدَّم التـقارير النهائية لـتقـيـيمها !.

الفـقـرة ( ف- الصنـدوق المالي الكـلـداني ) لم يُـذكـر أين سيكـون فـتح الحـساب المصرفي له ، وماذا ستـكـون شـروط سحـب المبالغ منه .

الفـقـرة ( ص- فـروع الرابطة ) هـل سيعـتمد إنـشاءها في الـدول الأخـرى عـلى تـواجـد الأبرشيات الكـلـدانية فـيها ( والرابطة مـدنية !!!! ) أم أنَّ هـناك مقـياساً آخـراً سيُعـتـمد عـليه ؟ .

الفـقـرة ( ق- تسري أحـكام مواد هـذا النـظام عـلى فـروع الرابطة بكـل تـفاصيلها ) أليس هـناك إستـثـناءات تـؤخـذ بنـظر الإعـتـبار من حـيث تـواجـد الكـلـدان : جغـرافـياً ، المستـوى الإقـتـصادي للبـلـد ، إجادة اللغة الكـلـدانية تـكـلماً عـلى الأقـل ، …… ؟ .

أخـيراً نـذكـر ما قاله يوسف إبن يعـقـوب لفـرعـون مصر : دَوِلـتا د شـُـلـطانا … كِـبالا مْـدَبْـرانا ( خـزينة السلطان تحـتاج مـدبِّـراً ) ونعـمة الرب معـكم .

 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *