ما هكذا يكون التعامل مع الشعب ، يا أعلام البطريركية ؟؟ّ!!(1)

سبق وتعهدنا مع أنفسنا بترك تحركات غبطة البطرك وفق ما يره هو مناسباً ، بعيداً عن قيامنا بالنقد المطلوب وفق رؤيتنا وتحليلنا الخاص والقابل للخطأ قبل الصواب ، وتلك حالة بشرية يفترض من جميع الناس العمل بموجبها ، لما يرونه مفيداً من وجهة النظر الخاصة المطلوبة للقيام بها ، ونتيجة تفهمنا للموقف بخصوص غبطة البطرك ساكو ومزاجه الخاص سايكولوجياً نفسياً ، في عدم تقبله النقد الذي نراه خادماً للشعب كونه يتدخل ويمارس عملاً سياسياً وقومياً وبشكل متواصل خارج أختصاصه الروحي الديني ، لكننا أصبحنا محرجين من الشعب في السكوت عما يصدر من غبطته من أمور تظر قضية شعبنا وطنياً وتاريخياً وقومياً ، وعليه أصبحنا تحت الأمر الواقع والمطلوب من كل أنسان متابع لتبيان وتوضيح الخيط الأبيض من الأسود.

وهكذا خرج الينا قبل أيام موقع البطريركية بأعلانه الفريد من نوعه ومضمونه تحت عنوان: (التمييز بين النقد البناء المسؤول والنقد الهدام) وفق المضمون البعيد كل البعد ، عن الواقع والموضوعية المطلوبتين أدائها بشكل يليق بمقام غبطته كمسؤول ديني كبير ، يفترض أن يعي مهامه الروحية والأنسانية المطلوبة أدائها على أحسن صورة ممكنة ، غير مناقضة لتعاليم المسيح السمحاء والتربية المسيحية الحقة والأصيلة المطلوبتين أدئها ، من أعلى مرتبة كنسية تعتبر نفسها مقلدة المسيح على الأرض ، وحاشى المسيح أن يفعل وينطق كل ما جائت به الباطريركية وأعلامها المخيب للآمال روحياً وأنسانياً. وهنا غبطة البطرك يؤكد على النقد منذ توليه مهامه القيادية للكنيسة الكاثوليكية في العراق والعالم قبل أربعة أعوام ، ولكننا نقول لغبطته كيف يمكنه أن يفصل بين النقد البناء والنقد الهدام؟ فهل هو بديل عن الله كي يفرق بين الأثنين معاً؟ أم مزاجه الخاص يوحي له ذلك ؟؟ أم هناك رؤى راودته وهو في المنام؟ هل يريده ليكون النقد وفق رؤيته الشخصية في ملاطفة أفكاره وما يقوم به؟ فهذا بأعتقادنا المتواضع ليس نقداً بل مسايسة وتسييساً له ولا ينصب ذلك في خدمته وقضية شعبنا الأنسانية.

وهنا نقول لعموم الشعب النقد هو لصالح الفاعل والمتحرك يميناً ويساراً ليكون في خدمة الناس وليس في خدمة الفرد ، وهنا ليس هناك كائناً من يكون في الكون بديلاً عن الخالق كي لا ينتقد .. لأننا نعلم النقد هو لخدمة العمل والناس ، وفي خلافه ليس هناك تطور ولا تقدم في الكون ، بل نتحول الى أستبداد ودكتاتورية ومن ثم بناء الفاشية لا سامح الله من كل هذا وذاك ، كما وعلمياً وفق المعطيات ليس هناك نقد بناء ونقد هدام ليصنف وفق المزاجية ، لأن النقد مطلوب في المسيرة الأنسانية دون أن يتم تصنيفه وفقاً للأرتياحات والملاطفات بغية تفريغ النقد من محتواه الخادم للبشرية. والدليل الواقعي عند دخول المسيح الهيكل طرد جميع المتعاملين بالتبادل التجاري في هيكل الله (الرابط أدناه).

ما نراه من وجهة نظرنا الخاصة ، أعلام الباطريركية بدأ يتكلم بطريقة غير لائقة كموقع يحمل أسم البطريركية الجليلة ، فهو بعيداً كل البعد عن بناء وتطور الأنسان ذاتياً وموضوعياً ، وهذا ما أعترف به غبطته بأن اعلام البطريركية ليس بالمستوى المطلوب لأكثر من مرة .. وهنا .. علينا أن نذكركم بهذه الأسطوانة المشروخة التي مارسها قبلهم جد الناهب والسارق والفاشل عمار ، الذي نهب وسلب أراضي العراق وأمواله وخيراته بأسم الدين والتدين منذ الأحتلال ولحد الآن (محسن الحكيم) عندما أصدر فتوته القاتلة للبشر العراقي (الشيوعية كفر وألحاد) بتوجيه وأتفاق مع البعث العروبي والقوميين.

وبموجب هذه الفتوى أصدرت السلطة البعثقومية عام 1963 بيانها المشؤوم رقم 13 السييء الصيت الدامي القاتل ليس للشيوعيين فحسب ، بل ولكل من يشتبه به ، وفق أساليب كيدية وكراهية وحقدية وأنتقام فردي وشخصي وديني وقومي أثني وحتى جنسي ، خصوصاً للفقراء والمظلومين الذين تنفسوا الصعداء بعد ثورة تموز 1958 التقدمية ، التي خدمت الأنسان العراقي وحدّت من مظلوميته بعض الشيء في المجالات كافة ، لتنجح المؤامرة الدموية التي أجهضت ثورة تموز القاسمية الشعبية بموجب مؤامرات خارجية دولية أمبريالية وأقليمية رجعية حاقدة على الثورة وشعبها المظلوم ، ولحد الآن الشعب العراقي يدفع الثمن الباهض الفريد من نوعه في العالم ، بسبب تلك السياسة المشؤومة القاتلة للأنسان والوطن (الحروب والدم ، التغييب والثأر ، الأعتقال الكيفي والكيدي ، التهجير القسري ، الدمار الأنساني ، وفقدان القانون والنظام ، الفوضى الخلاقة) ولحد الآن آثارها واضحة للعيان.

وهنا أعلام البطريركية لا تفرق بين الأسود والأبيض ، ولا بين الخير والشر، ولا بين الصالح وغير الصالح ، ولا بين النظيف والخابط ، ولا بين القاتل والمسالم ، وهكذا بدأت سمومها تسيل لدمار وقتل شعبها قبل غيره ، فحتى التاريخ بدأت تجهله تماماً.

فعليه أن يتكلم مع مثلث الرحمة لتخاطبه وهو في القبر (المرحوم المطران عبد الأحد حنا صنا).. من حمى القوش بمعالمها الدينية وأديرتها الرهبانية من السقوط والأباحة والسبي والقتل وحتى الأعتقال؟؟ لا ننسى ممارسة السلطة البعثية الفاشية عام 1963 لرئيس الدير القس روفائيل تلكو آل شوريس ؟ الذي مورست بحقه أشد أنواع التعذيب الوحشي في دهاليز الحرس القومي ، وبعد الأفراج عنه غادر العراق الى أمريكا حتى وفاته.

الذين حموا القوش ومعالمها التاريخية والدينية هم أنفسهم الشيوعيون بقيادة المرحوم الفقيد البطل توما توماس ورفاقه الخالدين والأحياء ، من مختلف القوميات والأديان عام 1969 (هؤلاء هم الشيوعيين القدماء الذين شخصهم بيان البطريركية) ، عندما حاول دنسها الأمير فاروق سعيد بك بأتفاق مع حكومة البعث ، حيث كان يعمل بأزدواجية واضحة كمسؤول بارتي في الشيخان وخادم مطيع في نفس الوقت للسلطة ينفذ ما هو مطلوب منه.

أدناه مقتبس من اوراق المرحوم الفقيد توما توماس الحلقة (9) مع الرابط:

نظراً لحراجة الوضع وخطورته ، أرسل مطران القوش(عبدالأحد حنا صنا) أحد الأهالي (سمو كلا) الى مقرنا في بيرموس يطلب حضوري لأنقاذ القوش من شرور فاروق لأنه مصمم على تدنيسه.(أنتهى)

http://al-nnas.com/THEKRIAT/3jsf9.htm

وعليه يمكننا ما ذهب اليه منشور البطريركية المؤقر ، هو تخبط من نوع جديد على أقل تقدير .. لتكشف كل نواياهم الغير السليمة ولا الحكيمة ، فأفقدوا صوابهم وحسن سلوكهم بموجب مسيرتهم العاثرة ، فلا يلامون عليه كونهم ليسوا في مستوى المسؤولية الدينية ولا الدنيوية.

وهنا أعذروني أيها الأخوة والأخوات لأقول لهم ، هؤلاء يمارسون عملياً تسييس الدين المسيحي من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، بل خادمين له بأشكال متعددة ، مقلدين الأسلام السياسي بأمتياز ، وهذا القيح هو واحداً منه.

فلحد الآن الشيوعيون هم حارسون نزهاء لألقوش وأديرتها ولم يتركوها رغم صلافة وعنجهية داعش الأجرامي ودور ماعش القذر في المنطقة ، وهنا نعتقد هذا الطرح الغير المبرر أطلاقاً منصب لخدمة داعش وماعش بأمتياز وعلى حد سواء ، وثبت يقيناً للشعب العراقي بكافة مكوناته القومية والأثنية والدينية بأن الشيوعيين قديماً وحديثاً وأكيد مستقبلاً ، هم أنزه وأشرف وأنقى البياض الناصع ، بعيداً عن الفساد والمفسدين ، وهم مسالمين وطالبي الحرية والحياة للشعب وخصوصاً المظلومين والفقراء ، كما طالب المسيح نفسه بما هم ممارسين له ولمشيئته على الأرض عبر تاريخهم الطويل ولحد الآن.

كما ولم يستوعبوا معاناة المسيحيين عام 1959 في الموصل ، كانت الهجمة عليهم بحجة متعاونين ومنتمين للحزب الشيوعي العراقي ، بالرغم من موقفهم الحزبي المستقل والغير المنتمي لأي حزب سياسي ، والتاريخ يشهد على ما نقوله للأحياء والأموات على حد سواء ، ليتم تهجيرهم عنوة الى محافظات متعددة وخصوصاً بغداد التي أحتضنتهم وأستفادت منهم لثقافتهم وخبراتهم المهنية والعملية وأدائهم الجيد ونزاهتهم المعهودة وعملهم الوطني الصادق والشفاف اللامثيل لها ، التي يعترف بها الأسلام قبل المسيحيين بعموم الشعب العراقي وشعوب العالم أجمع.

وهنا نقتبس من حلقة(3) من أروراق المناضل الفقيد توما توماس مع الرابط أدناه:

بعد أحداث الشواف وقيام القوى الرجعية في الموصل بتشجيع الأمن وتحركهم ضد الشيوعيين ، وأتبعت سياسة أفراغ مدينة الموصل من العوائل المسيحية (أنتهى).

http://al-nnas.com/THEKRIAT/24jsf3.htm

وهنا علينا أن نُذكّر المعاون الباطريركي المطران الشاب باسل يلدو ، أن يسأل ناسه والمقربين اليه ، حول ما جنوه أبناء وبنات تلكيف عام 1963 بدون وجه حق من خلال العمل الأجرامي الممارس بالضد منهم ، في خلاف القانون والنظام حتى بدون الدفاع عن أنفسهم ، ليتم أعدام 6 من خيرة شباب تلكيف الغيارى المثقفين النزهاء والشرفاء ، لتمارس السلطة الهمجية البعثية أرهابها المنظم لأهالي تلكيف هارعين خوفاً من القتلة ، (الحرس القومي البعثي) حيث فرضوا على شعب تلكيف الحضور عنوة والتصفيق عنوة ، لهذا العمل الأرهابي الأجرامي الشنيع البشع ، بتنفيذهم حكم الأعدام الجائر بحق هؤلاء الشباب ، ظلماً جائراً دون أن يقترفوا أثماً ولا جريمة ودون أن يفعلوها أصلاً فنسبت اليهم عنوة ، وهم أبرياء منها ( كبراء الذئب من دم يوسف).

وعليه ترك شعب تلكيف مدينتهم الغالية الخالدة.. بسبب تلك الدماء الزكية التي سالت بدون ذنب أقترفوه ، وبسبب ممارسة تلك السلطة الهمجية القمية الفاشية البعثية لأركاع شعبها وأذلاله ومحاولة تسييره كالقطعان مع كل الأحترام للأنسان ، وهذا الوضع الموروث الآن هو بسبب الظلم والفساد والقهر من السلطات البعثية المتعاقبة عبر خمسة عقود خلت.

وفي نظرتنا الخاصة واجتهادنا الشخصي بموجب المعطيات الواقعية على الأرض ، أنها كارثة حقيقية تمر بها الباطريركية وعموم المسيحيين على حد سواء ، بسبب عدم تفهمها للنقد ، ومن دون أن تعي مهامها الأساسية في خدمة شعبها روحياً وأنسانياً ، يفترض منها أن تكون بعيدة كل البعد عن زج نفسها ، في دهاليز السياسة المعتمة الغاضبة والغامضة والمعقدة جداً ، الواقعة على كاهل الشعب العراقي المظلوم ، حتى باتت تسايس القتلة والمأجورين والمتطفلين والفاسدين بحكم تواجدهم على رأس سلطة فاشلة مدمرة للأنسان والوطن معاً منذ 2003 ولحد الآن ، دون أن تجني شيئاً يخدم الشعب العراقي المظلوم من قبل سلطة فاشلة فاسدة في كل المقاييس بألأعترافهم العلني.

حيث كل يوم تقوم البطريركية بزيارة فلان وعلان بدون نتيجة أيجابية تذكر بل العكس هو الصحيح ، مستلمة كلاماً معسولاً أستهلاكياً ، وهذه أربعة سنوات بالتمام والكمال تتكلم الحقيقة المرّة بسبب فعل البطرك وممارساته الغير المدروسة سلفاً ، من خلال زياراته المكوكية التي لم ولن تجدي نفعاً نهائياً ، سببه ممارساة السلطات الطائفية العنصرية القومية المتعاقبة بالضد من شعبنا العراقي عامة والأصلاء خاصة ، قتلاً وتنكيلاً وتهجيراً قسرياً ، فلم يسلم شعبنا من السبي وفرض الأسلمة عليه عنوة ، بسبب ممارسات ماعش من أقصى الشمال وحتى أدنى الجنوب ، ليلاحقه داعش في بلدات سهل نينوى والحبل على الجرار ، كلاهما سائران فاعلان على خط واحد ، هو محاربة أصلاء الوطن بمكوناته الأصيلة ومعه عموم الشعب العراقي الفقير.

نعم نعترف بأن الزيارات المكوكية للباطريركية الى مسؤولي السلطات الفاشلة الفاشية ، ناتجها الكلام الطيب المعسول والمعجن بالحلى (أنتم شعب العراق الأصيل وأصلاء البلد ولا يمكننا ان ننسى شعبنا التاريخي …الخ)، ولكن الفعل مناقض تماماً من أكبر مسؤول في السلطة الى أصغرهم ، كله كذب وأفتراء وخداع والضحك على الذقون والنتائج معروفة في دمار الأصلاء من جميع النواحي.

حكمتنا : (أرضاء الضمير والوجدان ونزاهة الأنسان عملياً ، أهم من التدين الكاذب المخادع للنفس وللبشر ولله نفسه). كما قال المسيح (من ثمارهم تعرفونهم) .. ونحن نقول: (من عملهم وأفعالهم تعلمون وتفهمون تدينكم بأدائكم)..(المسيح جاء الى الأرض ، لأصلاح الناس ونزاهتهم وأدائهم الصادق الصالح ، ومعالجة أخطاء البشر والعفو عنها دون تكرارها ، ولم يقاوم الشر بالشر ، بل بالمحبة الأنسانية قضى على الشر والبغض والضغينة والحقد ، جاء من أجل الملحد ولم يأتي من أجل المؤمن ، وعلّم الغير المتعلم والجاهل ، قتل الخطيئة والموت ليحيا البشر ، كان مع الفقير دائماً وليس مع الغني والمستبد والظالم…ألخ ).. وقال قوله :(أذا دخل الجمل في ثقب أبرة ، فالغني لا يمكنه أن يدخل ملكوت السماوات).

الله والشعب من وراء القصد.

(يتبع)

منصور عجمايا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *