ما المطلوب قبل تأسيس الرابطة الكلدانية / بقلم: نزار ملاخا

” خاهه عَمّا كَلذايا  “

نزار ملاخا

لقد طرح غبطة مولانا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الإحترام موضوع تأسيس الرابطة الكلدانية، وتم نشر الموضوع ومتعلقاته في المواقع الألكترونية ، كما كتب البعض عدة مقالات حول الموضوع، ولكن أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي وزميلي الأستاذ مايكل سيبي لتناوله موضوع الرابطة الكلدانية بمقالين ابدع فيهما إبداعاً كبيراً، حيث تناول الموضوع بكل جوانبه مما لم يدع مجالاً لنا لنكتب فيه، وقد تناول الموضوع بالنقد والتحليل العلمي والمنطقي وغطى جميع جوانبه، وخاصة مقاله حول الندوة التي عقدت وحضرها غبطة البطريرك الجليل وتعقيبه على السيد يوحنا، ويبدو لي أن الأخ مايكل يعرف مسبقاً أوليات أفكار السيد يوحنا لذلك وضّح هشاشة وضعف موقف ذلك الشخص خاصةً من القضية الكلدانية. الموضوع نشر في المواقع الألكترونية وتعقيب الأستاذ مايكل تم نشره في المواقع أيضاً ومن ضمنها موقع كلدايا دوت نت تحت هذا الرابط http://www.kaldaya.net/2014/Articles/04/05_MichaelCipi.html

ومقال آخر نشر في موقع مانكيش دوت كوم تحت هذا الرابط http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6454

وكتب الأستاذ مايكل سيبي حول المقابلة التي أجريت مع غبطة البطريرك على الأنترنت مقالاً بعنوان  آراء جديدة حول الرابطة الكلدانية العتيدة نشره موقع ألقوش دوت نت تحت هذا الرابط

http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6454

كما نشرها موقع بطنايا ، ذلك الموقع السباق في نشر مقالاتنا مهما كانت وعلى وجه السرعة

http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=196709

أضيف على ما كتبه الأخ مايكل بقولي : ــ إن كانت الرابطة الكلدانية غير دينية فإن أي قائد لها لا يكون سياسياً سيصيبها الفشل، وذلك بسبب الوضع الراهن الحالي الذي يتطلب أول ما يتطلب من قائد ما أن يكون سياسياً، حتى رجال الدين إن لم يكن لهم علم وإطلاع بالسياسة يكون موقفهم ضعيفاً، اليوم نعيش السياسة في كافة مراحل حياتنا، فكل شئ أصبح سياسة، إذن ما العبرة في أن يتم أستبعاد كل سياسي منها، أو أن يُمنع على السياسيين أن يشتركوا فيها أو المنتمين إلى حركات وتنظيمات قومية ؟

الرابطة غير دينية، ولكن لماذا يتم مناقشتها من قبل السينودس ؟ أو ان يتم طرحها في السينودس ؟ أليس هذا تناقضاً واضحاً وصريحاً ؟ من المعروف عن السينودس هو إجتماع رئيس الكنيسة مع الأساقفة والمطارنة، إذن هو إجتماع ديني، كيف تكون غير دينية وسيتم مناقشة نظامها الداخلي ومتعلقاتها في السينودس ؟

إن كانت غير دينية لماذا  يتقرر أن يكون عيدها هو عيد أحد القديسين ؟ وما علاقتها بالقديسين ؟ ولماذا لا يكون عيدها مع أو مرتبطاً بأحد الأعياد القومية للكلدان عموماً ؟ للعلم فقط فقد ذكر المؤرخ الأستاذ عامر حنا فتوحي في كتابه ( الكلدان منذ بدء الزمان ) الأعياد القومية للكلدان ونعيدها هنا للتذكير وللفائدة، فكما يقول المثل العراقي ( في الإعادة إفادة ) وهذه الأعياد نحتفل بها ونحيي ذكراها سنوياً ولم يشاركنا فيها أي رجل دين كلداني عدا من هم في أمريكا، لا بل لا يشجعون الجماهير على المشاركة بها ولنا في ذلك أمثلة وشواهد نحجم عن ذكرها هنا.

1 – 11 نيسان عيد رأس السنة الكلدانية البابلية / أكيتو

17  ايار / يوم العَلَم الكلداني ، تحرير بابل في يوم السابع عشر من شهر ايار عام 4674 كلدانية والموافق لتاريخ 17 أيار 626 ق . م وللمزيد من المعلومات أنظر موقع الأنترنيت  www.chaldeanflag.com

1 آب / يوم الشهيد ( تفجير خمسة كنائس في بغداد وواحدة في الموصل ) .

1 أيلول / يوم بابل ( ذكرى تسنم الملك الكلداني الشمس نبوخذ نصر الثاني عرش بابل )

15 أيلول / عيد زاكموك – عيد تجدد الحياة ، او يوم النخلة ( الشجرة المقدسة عند العراقيين )

21 آذار / يوم اللغة الكلدانية الأم .

نعود لنقول ما هو المطلوب قبل تأسيس الرابطة؟

بالتأكيد كل عمل هادف بحاجة إلى تهيئة، فكما أن الإنتخابات لا يمكن أن تتم ما لم يتم تهيئة وتعبئة الجماهيرعلى ذلك، وما لم تُدرس القضية من جميع جوانبها هكذا هو تأسيس الرابطة، إن لم تُدرس جميع الثغرات والإخفاقات المتوقعة لتلافي الإنتكاسات ستبقى حبراً على ورق، لذلك نساهم في رفد وتوضيح ما يمكن توضيحة وبمدى ما نعرفه من خلال خبرتنا العملية والسياسية في الحياة الطويلة التي عشناها والتي كانت مليئة بالعِبَر والدروس وأصبحت خبرة لا بأس بها،

أقول أن القادة الكنسيين بما أنهم كانوا هم السباقين في طرح الفكرة إذن عليهم تقع مسؤولية كبيرة جداً وهي أن يؤمنوا بها قبل الدعوة، يعني أية دعوة إن لم يكن الداعي يؤمن بها فلا أعتقد ولا أتوقع النجاح لها، الرابطة الكلدانية، إذن هي تنظيم قومي كلداني ، أقول هذا وأنا أعتمد على قول غبطته لأنها ليست سياسية ولا هي دينية إذن هي قومية، وأستدللتُ على ذلك من إسمها، فهي رابطة كلدانية، ليست لا سريانية ولا آثورية، وذلك حسب ما جاء في متن الدعوة، أو هي أسمها كذلك.

هل تم توعية وتوجيه الكهنة والسلك الكهنوتي ككل بهويتهم القومية ؟ هل يعرف رجال الدين ما هو الفرق بين المذهب والقومية والمواطنة ؟ هل يعرفون ما هو الفرق بين التسميات التالية / كلداني / كاثوليكي / عراقي / مسيحي / ألقوشي / بصراوي  / سرياني / آثوري  كردستاني، أو شيوعي / بارتي / … الخ ؟

وهل يعرفون اياً من هذه التسميات هي مذهبية أو دينية أو قومية أوحزبية أو مناطقية جغرافية ؟  حيث لحد يومنا هذا نسمع من البعض من رجال السلك الكهنوتي أنه لا يميز ما بين الطائفة والقومية، وهناك مَن لا يعترف  اساساً بالهوية القومية، حيث نسمع من كثيرين ( سواء اساقفة أم كهنة ) عند الحديث يطلقون مصطلح ( أبناء الطائفة الكلدانية ) أقول متى ما توعينا إلى حقيقة وضعنا الحالي وتفهمنا الأسس التي تعتمد أو تُبنى عليها القومية حينذاك نستطيع أن نؤسس روابط وغير ذلك. أما ما زلنا نتكلم بمنطق الطائفة اعتقد كل بنيان يُبنى يكون هش. في مقال كتبه أحد الإخوة قال بأنه يمثل ابناء الطائفة الكلدانية في بلد عربي ، كيف يؤمن هذا الرجل بالقومية ؟ إن الطائفة كلمة عربية وأتمنى ممن لا يفهم المعنى أن يعود إلى المعاجم العربية وسيجد ضالته هناك، مع الأخذ بعين الإعتبار وجود كلدان مسلمين، وأن لا ننسى في إحدى تعريفات القومية بأنها شعور ، حيث أن تعريف القومية بمفهوم ماتزيني هي فكرة مشتركة ومبدأ مشترك وهدف مشترك.

المطلوب قبل كل شئ أن يتم الإعتراف فعلياً من قبل الكنيسة ( رئاسة وسلك كهنوتي جميعاً ) إعترافاً فعلياً وعلنياً بإنتمائهم القومي، وهذا الإعتراف لا يأتي على الورق، او كتابة صيغة خطية والتوقيع عليها، أنا لا أقصد هذا مطلقاً ولا يهمني هذا النوع مطلقاً، الإعتراف بمفهومي هو،

1 – أن يُرفع العَلَم الكلداني جنباً إلى جنب مع عَلَم الدولة التي يُرفع في مقر البطريركية وفي مقر المطرانية وفي مكاتب الكهنة جميعاً وبدون استثناء. وليس داخل الكنيسة أو في باحة الكنيسة أو غير ذلك، فالكنيسة للجميع، أما الكاهن فله هوية قومية ينتسب بموجبها إلى قوم ما، وهو ليس مقطوع من شجرة، ولا خرج من ثقب في الأرض، بل هو إنسان له هوية ووطن وقومية ودين ومذهب قبل أن يكون كاهناً.

2 – ولكي لا يُساء فهم ما أرمي إليه، أنا لا أريد من الكاهن قبل أن يقول ثلاث مرات ( تشبوحتا لالاها بَمرومي ) أن يرفع يده ويؤدي التحية الهتلرية ليقول وبأعلى صوته ( خـــاهه عَمّـا كَلْذايــــا ) ثم يبتدئ القداس، بل الذي اقصده هو أنه لكل كاهن ومطران وأسقف مكتب خارج عن مكان الصلاة ضمن بناية الكنيسة أو خارجها، المهم له مكتب يستقبل فيه ضيوفه أو ينجز فيه معاملات المؤمنين من زواج ووفاة وولادة وغير ذلك، وفي هذا المكتب من حق الكاهن أن يجاهر بهويته القومية كأن يضع عَلَماً كلدانياً صغيراً على منضدة المكتب أو عَلَماَ بسارية صغيرة يضعه على أو في زاوية صغيرة من زوايا غرفة المكتب، كما هي العادة جارية في رفع أعلام الدول التي تقع فيها مكاتب عامة أو دينية وغير ذلك . وهذا ليس له علاقة بالواجب الديني أو برسالة الكاهن الدينية، فالكاهن إنسان مثلما يرغب بتدخين السيكارة وإستخدام الموبايل وقيادة السيارة ولبس أشكال وأنواع الألبسة التي لا تميزه عن غيره من عامة الناس سوى تلك القطعة البيضاء التي حول رقبته والتي لا يتجاوز طولها عدة سنتمترات والتي لا يعرف عنها الكثيرين في أروبا اي شئ، وكما يحق للكاهن أن يمتلك بيتاً أو بيوتاً ويكون صاحب أموال كثيرة ويحضر حفلات المرح و و و و و ألخ وهذه كلها لا تمت بصلة إلى رسالته الروحية أو واجبه في تقديم الخلاص للنفوس، هكذا أيضاً المجاهرة بهويته القومية أو رفعه العلم الكلداني، لن ينتقص من رسالته الخلاصية ولا من واجباته الدينية ولن يشغله كثيراً كما تشغله بقية مشاغل الحياة والتي ذكرنا قسماً بسيطاً منها قبل اسطر .

3 – ما زال البعض من كهنتنا ومطارنتنا الأجلاء يسمون لغتنا بالسريانية،  أليس المطلوب من رجل الدين أن يرشد ابناءه المؤمنين إلى اسم لغتهم ؟ كيف يرشدهم وهو نفسه لا علم له بها !

إن اللغة  مقوّم مهم من مقومات الهوية القومية، لذا على رجال الدين بدون أستثناء أن يعرفوا بأن لغتهم أسمها الكلدانية، وليسوا بحاجة إلى الإختصاصيين لكي يبينوا لهم أسم لغتهم، ، وقد كتبنا عشرات المقالات حول اللغة الكلدانية مع عشرات لا بل مئات الشواهد حول لغتنا الكلدانية ومن هذه الشواهد ما هو تاريخي ومنها ما كتبه عرب ومسيحيين ومسلمين مختصين باللغة والتاريخ، ومنهم مستشرقين أجانب وإختصاصيين، ومنها مؤلفات تاريخية لرجال دين مسيحيين وما زالت حلقاتنا في اللغة الكلدانية من كتاب كلدو وآثور للمغفور له المثلث الرحمات مار أدي شير الكلداني مستمرة .

4 – قبل البدء بتأسيس الرابطة على كهنتنا الأفاضل أن يقدموا الدعم الكامل والتشجيع الشعبي لغرض الإحتفال بأعيادنا القومية، فكما أن الكاهن يعلن في موعظته بأن هناك لجنة لجمع التبرعات، أو أن الأخوية ستقيم إحتفالاً / أو أن الجمعية الفلانية ستقيم حفلة بمناسبة … ، او أن هناك إجتماعاً للشبيبة أو سفرة لزيارة الأماكن المقدسة وغير ذلك من الإعلانات غير الدينية والتي فيها مردود مالي أو أن الكنيسة بشخص أخويتها أو بشخص الكاهن وغير ذلك تشترك في هذه النشاطات التي نسمعها غالباً وليس دائماً، ارى أن هناك حقاً قومياً على الكاهن بأن يذكر المناسبة القومية التي تقع في ذلك التاريخ،

5 – أتساءل لماذا لم يتم دعم العملية الإنتخابية ؟ لماذا لم تقم الكنيسة بدورها التوعوي والقومي في تنبيه المؤمنين إلى ضرورة المشاركة في الإنتخابات، هل تشجيع المؤمن للقيام بدوره الوطني يتعارض مع الواجبات الدينية ؟ أم أن هاتين الكلمتين اللتين سيقولهما الكاهن ستخل بالموازين إخلالاً كبيرا؟ وإن قالوا إن الإنتخابات لا علاقة لها بالقداس ، أقول هناك الكثير من الأمور التي يطرحها الكاهن لا علاقة لها بالقداس، وهناك الكثير من المواضيع يطرحها الكاهن أثناء الموعظة تكون أغلبها غير صحيحة لكن لا يستطيع أحداً أن يرد الكاهن لأنه أثناء القداس وبذلك يأخذ الكاهن راحته وحريته في أن يلقي المحاضرة كيفما يشاء وعلى هواه وحسب رغبته لا حسب ما يقول العقل والعلم والمنطق والحقيقة .

6 – يجب أن نعرف جميعاً ما هي تسميتنا الحقيقية، طرح غبطته موضوع الرابطة الكلدانية، حسناً فعل، ولهذا أقول بأن غبطته لم يطرح موضوع الرابطة الكلدوآشورية، كما لم يطرح تأسيس الرابطة الكلدانية السريانية الآشورية ولم يطرح تأسيس رابطة السورايي، إذن نحن شعبٌ كلداني، ورابطتنا كلدانية فقط بدون أي تذييل، ولا إضافة ولا تحوير، فلتكن الرابطة رابطة كلدانية، وكلدانية فقط لا غير، وأتمنى من آبائنا الكهنة أن يلاحظوا ذلك .

هذا غيضٌ من فيض من الملاحظات التي خطرت على البال أتمنى أن يتسع صدر المسؤولين لتقبلها برحابة صدر، كما أنتهز هذه الفرصة لأتقدم للجميع بالتهاني الحارة بمناسبة عيد قيامة سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات، اعاده الله كل عام وشعبنا الكلداني والعراق العظيم بالخير واليمن والبركة

ومن الله التوفيق /  90/4/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *