مار باوَي سـورو مطران موقـر ، حـلَّ بَركة في كـنيستـنا بهـيـبة وفخـر

 

في الحـياة مواقـف تستحـق الإكـرام بصمت ، وأخـرى تـليق بها الإدانة بصوت …. والمواقـف أحـداث نـقـف إجلالاً عـنـد بعـضها ، ونغـض الطرف عـن غـيرها…. والأحـداث يعـملها أشخاص ، بعـضهم يملأون مكانهم ، وآخـرون المكانُ يملأهم …. والأشخاص عجائب وغـرائب : فـمنهم مَن يقـول كلام الحـق يريـد به الباطل ، وآخـر يسكـت أمام الحـق خائـفاً من الباطل …..

فهـل يضيع الحـق لينـتـصر الباطل ؟ كلا !! الباطل يخـرس عادة مُنـكـساً رأسه خجلاً ، والحـق دائماً يصرخ عالياً ” إنَّ صوت دم أخـيك صارخ إليَّ من الأرض “……… فالـدنيا ليست أحـكام قـرة قـوش .

تـذمر طلابي يوماً من ــ الإمتحان ــ كـتـقـيـيم لهم فـقـلتُ : لـو منحـنا شهادة تخـرج خالية من الـدرجات لكم ، هـل ستـتباهـون بها في مجـتمعكم ؟ وماذا سيكـون مقـياس الـتـفاضل بـينكم ؟

فـما أجـمل إمتحان يُـثمر نجاحاً بعـد عَـناء ، وما أعـظم كـفاح يوفـر لـقمة العـيش بأمان وصفاء ، وما أحـلى صراع من أجـل الـبقاء ….

ما أبهى نـضال يصون الكـرامة ، بل وما أروع عـدل يقـف بوجه الظلم بكل شهامة ، والخـط المستـقـيم أقـصر الطرق بـين الـقـدم والهامة ….

نعـم ، مار باوَي المطران خاض صراعاً إمتحاناً كـفاحاً نـضالاً ، متـشجعاً برغـبته الـنـقـية وروحانيته السامية متـشبثاً بالعـدالة السماوية ، ومخـتـصِراً المسار إلى كـرم الرب بـين محـطتين :

من كنيسته إلى كـنيسـته ، وكانت نـتيجـته تـفـوقاً في نجاحه ، فـمن ذا الـذي يقـف في طريقه والـرب معه ؟ إلاّ ذلك الزارع ليلاً الـذي حـذَّرنا منه المسيح نهاراً فـنرفـضه رفـضاً !!.

 مار ﭘـولسُ وبَّخ رئيسَ التلامـيذ مار ﭘـطرس وقال : إستـوجـب المواجهة واللوم ! …. مضيفاً : إنْ زلَّ أحـد في خـطأ فأصلِحـوه أنـتـم الروحـيون بروح الـوداعة ، وحَـذارِ من نـفـسك ــ لئلاّ تُجَـرَّب ــ أنت أيضاً !! .

المسيح قال لمارﭘـطرس : إجـمع أخـوتك ولم يقـل نـنـظر ، نـنـتـظر ، نبحـث ، نـؤجـل ، نمهِّـد ، نـتـمَهل ، نـناقـش ، نستـشير …. بل قال : أتـرك كـل شيء وإتبعـني فـوراً …. فالخادم في بـيت الرب يضيف إليه محـبة وقـدرة وإدارة وحـماسا ،

إنها فـرحة كـبرى وعـرس في الأعالي حـين يَـنضَم فاعـل إلى حـقل الرب ذي الحـصاد الكـثير ، وسيادة المطران باوَي سـورو حـصل عـلى تأشـيرة دخـولٍ كـنسية مزدوجة :

1- الكاثـوليكـية من روما ، 2- والكـلـدانية من السنهادس الكـلـداني مكـللة بقـرار قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس لـينخـرط في خـدمة العَلم الكـهـنـوتية الطوعـية في أبرشية مار ﭘـطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية…… إنه أمر من رئيس الكـنيسة الكاثـوليكـية نـطيعه جـميعـنا …. ولاحـقاً تعـيَّن بصفة نائب عام للأبرشية ….

وعـليه هـو بَركة خـميرة في كـنيستـنا ، نأمل منه أن يكـون رمزاً ونـواة للـوحـدة التي نـنـشـدها … وينـشـدها الكـثيرون إنْ كانـوا صادقـين ، ومن هـذا المـبـدأ جاء قـرار الـﭘاﭘا .

المسيح الإله تـواضعَ وحـل بـينـنا ، لم يُحابِ أحـداً ليربح ودّاً ، ولم يهـدِ سـواراً ليكـسب رضى ! فـليس غـريـباً أنْ صار لكـثيرين عـثرة ولآخـرين جهالة …………..

اليوم مار باوَي يخـدم الرب في كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثـوليكـية ….. فإذا كان شخـصه قـد صار عـنـد كـثيرين عـقـدة ! ولآخـرين مشكـلة …. فـحـقاً تلك مشكـلتهم وعـقـدتهم ، وحَـلها واجـبة عـليهم ،

فالمثـل الـدارج يقـول : حـك كـفـك بكـفـك لعله ينـفـعـك ….. دون الإستعانة بكـف الآخـرين .

غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو جاء إلى خاصته لـيـبني بـيته قـبل كـل شيء ، وبعـد ذلك يكـون لغـيره ……

مثـلما المسيح جاء لخاصته أولاً ، وبعـد ذلك قال لتلاميـذه إذهـبوا وتـلمـذوا جـميع الأمم ،

 وقـد صرح غـبطته في مقابلته الأخـيرة قائلاً : إن كـنيستـنا قـبِلت المطران مار باوَي سـورو

بكـل إعـتـزاز فـهـل من إعـتـراض أو إبتـزاز ؟.

 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *