ماذا لو كان نائب رئيس الجمهورية كلدانياً

في العراق الحديث وبعد التغيير الذي جرى في عام 2003 ، تغيَّرَ دستور العراق وتغيرت معه مفاهيم وثوابت أخرى ،كثيرة ومتعددة، منها ” العراق العربي ” والعراق جزء من الأمة العربية وغيرها، ومنذ تأسيس العراق ولحد التغيير كان شرطاً اساسياً أن يكون رئيس العراق سواء في العهد الملكي أو عهود الجمهورية عربياً نقياً مسلماً ، وهذا شرط اساسي لا جدال فيه، أما اليوم وبعد أن سُحبت كل الصلاحيات من منصب رئيس الجمهورية بما فيها وزارات الأمن الداخلي والقوات المسلحة والأستخبارات وأصبح منصب رئيس جمهورية الأمس هو منصب رئيس الوزراء الحالي ، فكل الصلاحيات تحولت بقدرة الديمقراطية إلى يد رئيس الوزراء وأصبح هو القائد العام للقوات المسلحة والإدارة كلها بيده، وأصبح يجوز أن يكون رئيس جمهورية العراق العربي كردياً أو تركمانياً ، وبهذا أنتقل العراق من ملك صرف بإسم رئيس الجمهورية إلى ملك طابو بإسم رئيس الوزراء ، وبهذا الوضع الجديد وما أفرزته متطلبات مرح لة التغيير ، اصبح منصب رئيس الجمهورية خالٍ من أية صلاحيات وينطبق عليه المثل العراقي ”  حجارة السيد مبارك    لا تنفع ولا تضر “

فكيف الحال مع منصب نائب رئيس الجمهورية؟؟؟ وإذا كنتم تعيبون النظام السابق ، فنقول على الأقل في زمن صدام كان هناك نائب له مسيحي كلداني ، واليوم نقول بما أن الكلدان خرجوا من المولد بلا حمّص ، بينما التركمان نالوا ما يستحقونه فهم بالإضافة إلى كونهم مسلمين فقد نالوا من جهة كونهم تركمان القومية ما طالبوا من تمثيل في البرلمان ووزارة وغيرها من المستحقات ، وللأكراد والعرب حصة الأسد من العراق لكونهم شركاء في الوطن وليسوا أقليات قليلة يتمكن الأكثرية من طردهم متى شاؤوا، هذا بالإضافة إلى حصصهم المتمثلة بالصيغة المذهبية كشيعة وسنة ومسلمين، والبقية كذلك كلٌ حسب ولاؤه وإمكانياته فالآثوريون لهم سركيس أغا جان ويونادم كنا والسريان لهم المجلس الشعبي والأقليم ، بقي الكلدان ليس لهم إلا الله والعدالة والضمير والإنصاف، لقد أُبعد الكلدان عن مسرح السياسة العراقية وأبعدوا عن التمثيل في البرلمان بحجة أنهم مسيحيين، أو كما قال مسؤول في الأقلي م عليهم أن يتوحدوا مع الآثوريين والسريان لكي نعطيهم حقوقهم، ولا أدري هل لهذا المسؤول إطلاع بتاريخ العراق عموماً وتاريخ الكلدان خصوصاً ؟؟؟

نعود لنقول في هذا الوقت الذي لم ينل فيه الكلدان أي منصب سياسي أو برلماني وفي الوقت الذي يتمشدق فيه الكثير من المسؤولين في الحكومة بآثار بابل وأور وتاريخ الكلدانيين وغيرها من أُبر المورفين التي يزرقوها لنا عند أعتراضنا، أقول أليس من المنطقي والديمقراطي أن يخصص أحد المقعدين لنواب رئيس الجمهورية للكلدان ؟ أليس إبعاد الكلدان الشريحة الأجتماعية الكبيرة بعد العرب والأكراد في العراق ككل يعتبر نهجاً عنصرياً وخطراً كبيراً يهدد الديمقراطية في البلاد ؟ كيف تثبتون بأن كل فسيفساء العراق مشتركة في قيادة حكم العراق والكلدان بعيدون عن التمثيل ؟

وهل تخصيص مقعد نائب رئيس الجمهورية للكلدان قليل بحق هذه الشريحة الأصيلة والتي لولاهم لما كان للعراق هوية تاريخية ؟

ألم تُسرق آثار الكلدانيين ؟ وما زالت حكومة العراق ولحد الآن تطالب اللصوص والسراق والدول بإعادة تاريخ وتراث وآثار الكلدانيين العراقيين ؟

إذن أين الديمقراطية يا دعاة الديمقراطية والكلدان بعيدون عن التمثيل في الحكم ؟

وهل أن المسلمين لهم ممثل في مجلس النواب ليكون للمسيحيين ممثل ؟

كما طالب التركمان نطالب نحن الكلدان ، وكما حصة الأكراد كذلك نحن الكلدان ، وكما هو تمثيل العرب في البرلمان نريد لنا تمثيلاً نحن الكلدان .

أليس من حقنا ذلك ؟ إن كانت هناك ديمقراطية صحيحة في العراق يجب أن يخصص مقعد نائب رئيس الجمهورية للكلدان ، وإلا فليسكت الناطقون بأسم الديمقراطية ويصبح العراق حقيقةً كعكة يتقاسمها المتنفذون ويأكل فتاتها الأذيال .

‏الثلاثاء‏، 21‏ كانون الأول‏، 2010

نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *