ماذا تبقى من عيد الميلاد في فرنسا ؟

انتهى الآن مارثون البحث عن الهدايا التي يتم تبادلها بين الأصدقاء وأفراد العائلة في أعياد الميلاد ورأس السنة، وعلى الرغم من إدعاء فرنسا بأنها علمانية وأن معظم الفرنسيين لايؤمنون بأي دين ولكن ما أن تقترب اعياد الميلاد حتى ويضع كل فرنسي أمام بيته شجرة الميلاد ويتسابق الناس على الذهاب إلى قداس ذلك اليوم لتبادل التهاني والتبريكات.

في هذا اليوم، يخلد الباريسيون الى الراحة ويعم الهدوء أجواء العاصمة وتخلو شوارعها من الناس، فالكل يحبذون البقاء في بيوتهم فهذا العيد الذي يعتبرعائليا صرفا، حيث تجتمع العائلة الواحدة التي لا تلتقي الا نادرا في الايام الاعتيادية، حول مائدة الغداءوالعشاء للتمتع بالوجبات المتعددة والحلويات الدسمة التي يتهافت الفرنسيون على شرائها من صانعي الحلويات المحترفين الذين يبيعونها بأغلى الاسعار.

هذه الفترة تتطلب تحضيرات كثيرة من اجل هذه المناسبة السعيدة، فالباريسيون بل وأغلب الفرنسيون يتناولون ما يسمى بالفواكه البحرية مثل المحار وسرطان البحر وأخطبوط البحر..الخ من الفواكه التي تكلف ثروة صغيرة كما يقولون ، ولهذا فهم يتسابقون على شرائها طازجة من سوق (رنجس)، وهو سوق ضخم يقع في ضواحي باريس يفتح أبوابه في الرابعة صباحا، أمام هذه الأبواب تنتظر طوابيرمن الناس لشراء ما لذة وطاب لان المواد الجيدة قد تختفي قبل الساعة السادسة صباحا .

خلال أعياد الميلاد يكثرتناول المأكولات، لذا تشدد وسائل الإعلام على ضرورة اتباع حمية بعد هذه المناسبة، فالفرنسيون يبالغون في تناول مأكولات البحر كمقبلات ، واسماك السلمون والديك الرومي المحشي والجبن فضلا عن الحلوى التقليدية التي تسمى “جذع نويل”، وهي عبارة عن قطعة من الكعك مستطيلة الشكل، على هيئة جذع شجرة محشية بالكريمة والفواكه والشوكولاتة . جذع نويل هو تقليد فرنسي بحت تم توارثه منذ القرون الوسطى حيث كان الناس يحرقون جذع شجرة كبير في البرد القارص من اليوم الاول للميلاد الى رأس السنة كي تستمر ناره بمنحهم الدفء والنور.

بابا نويل يمر بأزمة اقتصادية كالجميع هذه السنة، فالهدايا التي توضع تحت شجرة الميلاد، هدايا غير مكلفة أو حتى هدايا مستعملة، ولايشعر الفرنسيون بالحرج من اهدائها. فالمحلات التجارية كانت تحقق نصف أرباحهاالسنوية في هذه الفترة من السنة، لكن يبدوأن الفرنسيين لايودون أن يصرفوا كثيرا بدليل أن الأحصائيات اشارت الى انهم ينفقون بمعدل 425 يورو لشراء الهدايا، المبلغ الذي يعتبر قليلا مقارنة بالسنوات الماضية. ناهيك أن بعضهم يبيعون الهدايا التي يتلقونها فيما بعد ، عبر الانترنت لانها قد لا تعجبهم أو لكسب بعض المال، الامر الذي يعطي هذا العيد طابعا تجاريا.

وكل عام وانتم بالف خير

د.تارا إبراهيم – باريس


You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *