ليكن تحريرنا منطلِقاً من دافع التقويّم والإعتدال

كثيرةٌ هي الوقفات التي نُشاهدها في تحرير أراضي العراق من داعش واذيالهم الذين عاثوا في الأرض فساداً ، إلا أن تلك الوقفات على حجمها الكبير لابد أن لا تكون من دافع ومُنطلق طائفي بل المُنطلق الأساسي في تحرير الموصل لابد أن يكون مُنطلقاً إنسانياً ، في ظلِّ مرحلةٍ شُوّه فيها كل جميل يدعو الى العلم والثقافة والحضارة ، فلا بّد أن تكون لنا في قبال ذلك وقفة جادّة لتحرير أرض الموصل إنسانياً قبل كل شي ، وأن لا نخرج من حدّ إنسانيتنا وننتقم من الآخر بدافع العاطفة الهوجاء بل يكون تحريرنا منطلقاً من دافع التقويّم والإعتدال.

 يفترض أن تحرر نينوى بكاملها بتعاون جميع الجهات رغم أن قوات البيشمركة قد بدأت الحرب لتحرير الموصل منذ زمن ليس بالقصير و ضحت بمئات الشهداء خلال حربها ضد ظلاميي”داعش” وتحريرها لمناطق واسعة من نينوى.

أن معركة تحرير نينوى تتطلب تكاتف وتعاون الجميع،كونها مسؤولية تضامنية من واجب الجميع المساهمة فيها، ومشاركة قوات تحرير نينوى والحشد الوطني والبيشمركة والتحالف الدولي وهذا ما يضمن نجاح هذه المعركة،وإلحاق الهزيمة بتنظيم”داعش”سيما ومشاركة هذه القوات في معركة التحرير،يبعث رسائل طمانة لأهالي نينوى والذين حتماً سيوفرون الدعم والمساندة لهذه القوات من أجل تحقيق  الهدف المنشود إلا وهو التخلص من تنظيم”داعش” وتطهير نينوى من دنسهم.

أن تشكيل غرفة عمليات لتحرير نينوى مؤخراً في أربيل، تؤكد قرب معركة تحرير نينوى على الأرض،سيما وهي تضم ممثلين عن البيشمركة والجيش والحشد الوطني ، بدعم وإسناد من التحالف الدولي ويتطلب تحالفا اخويا بين مكونات الشعب جميعهم للانتصار على الظلام الاسود , وان الفرصة سانحة في استغلال التدهور الحاصل في المعنويات المحبطة والمتهالكة لتنظيم داعش الارهابي , وبالتقهقر والتراجع والوهن والانسحاب , من هنا يتطلب تحشيد كل الامكانيات في معركة تحرير الموصل المقبلة ,لالحاق الهزيمة بالدواعش الذي عاثوا خراباً وفساداً وسفك برك من الدماء في الموصل , وارتكبوا المجازر بحق المسيحيين والايزديين والشبك والتركمان, ودنسوا الحرمات والمقدسات الاسلامية والمسيحية والايزيدية .

ان الحاجة ملحة باعطاء الضوء الاخضر , بالسماح بمشاركة قوات البيشمركة في معركة تحرير الموصل , وان هذه المباركة والدعم في مشاركة هذه القوات , اصبحت ضرورة قصوى بعد الانتصارات التي تحققت على يد البيشمركة في جميع المحاور القتالية  , لان معركة تحرير الموصل تشكل علامة فارقة في الانتصار النهائي على عصابات داعش المجرمة , وتنظيف العراق من جراثيمها ونفاياتها العفنة, بالتأكيد هناك اصوات طائفية , لا تشجع هذا الاختيار , وتتوجس وتثير الشكوك والريبة منه , لانه يخنق طائفيتها ويحصرها في زاوية ضيقة , وينزع عنها الاقنعة , وهي تعلم بان توحد الشعب بمكوناته , يشكل هزيمة كاملة لها ، لذلك تحاول ان تمنعه.

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *