لنكن ديمقراطيون / بقلم عصمت رجب

تتعدد أشكال انظمة الحكم في العالم فلكل دولة نظام و لكل نظام أسس ، والنظام السياسي هو الطريقة التي يتم بها توزيع السلطة وتحديد العلاقة بين الهيئة التشريعية، التي تتمثل في البرلمان التي تختص بسن القوانين ، اما الهيئة التنفيذية فهي تختص بتطبيق القوانين والتي تتمثل في كل من رئيس الجمهورية والحكومة، والمؤسسات القضائية التي يجب ان تحاسب الجميع .

لكن مايحصل اليوم في اكثر الدول التزاما بالمفاهيم الديمقراطية يختلف عن تلك المفاهيم التي كنا قد درسناها ، عن الالتزام بالقوانين التي نكتبها ونعمل على تطبيقها،  وشعب تلك الدول يعيش برفاهية وحرية كاملة دون أي تاثيرات، فتلك روسيا ومعها الصين ومن يتبعهم يمثلون ربما ثلثي العالم  بالامكانيات البشرية والاقتصادية والتكنولوجيا والتقدم العلمي بجميع المجالات ، لكنهم يعملون على تغيير بعض المفاهيم التي ربما في زمن معين كانوا يقدسونها … وتغييرها اليوم يأتي بعد دراسات معمقة لخدمة شعبهم والنهوض به نحو مستقبل افضل ، فالنظام الرئاسي الذي ينتهجونه هو نظام حكم يقوم على فصلٍ صارم بين السلطات التنفيذية (الرئيس) والتشريعية (البرلمان) والقضائية ( المحاكم) ،  ويمنح صلاحيات واسعة للرئيس ، وقد فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية رابعة بفارق كبير عن أقرب منافسيه، بحسب نتائج الانتخابات التي جرت مؤخرا في روسيا ، واستلم الرئيس الروسي فلادمير بوتين ولايته الرابعة باغلبية شعبية ، كما ان نواب مجلس الشعب الصيني، ادخلوا تعديلات على دستور البلاد، تلغي القيود المفروضة على مدة وولايات حكم رئيس البلاد ونائبه، التي كانت محددة بولايتين اثنتين مدة كل منها 5 سنوات ، وتتبعهم دول اخرى بهذه التعديلات لكي يكون في النظم الرئاسية القرار بيد الشعب وتترسخ الديمقراطية بشكل حقيقي ويكون الشعب مصدرا للسلطة ، وهكذا نريدها في اقليم كوردستان فإذا كان البارزاني الخالد قد انطلق بثورة عرف جيداً أن مداها بعيداً، فإن الرئيس مسعود بارزاني أكملها وحافظ على جذوتها، واستطاع ان يوصلها الى ما ارادها مؤسسها البارزاني الخالد،  فإن هذا النهج النضالي دام اكثر من 80 عاماً في العراق ، حتى حصل سيادة مسعود بارزاني على ماأراده (الأب) في مشروعه، دون استغلال الازمات التي عصفت بالعراق ، حيث قدم الرئيس مسعود بارزاني وعائلته تضحيات جسيمة من أجل القضية الكوردية والكوردستانية، وقد استشهد ثلاثة من أخوته على يد جواسيس النظام العراقي قبل 2003، وكان اثنان وثلاثون شخصاً من اقربائه المقربين ضمن الثمانية آلاف شخصاً من البارزانيين الذين استشهدوا في قضية الأنفال عام 1983، وكان هو بذاته هدفاً لعدة محاولات ، كما قامت الأنظمة المتعاقبة التي توالت على الحكم في العراق بتدمير قريته بارزان التي ينتمي إليها 16 مرة ، هذا بالاضافة الى عمله كرئيسا لاقليم كوردستان وتلك الانجازات التي لاتعد ولا تحصى ومنها حمايته للمظلومين والمضطهدين والهاربين من شرور الارهاب والانظمة الاحادية الجانب  وحمايته للمكونات الصغيرة بتفاني  منقطع النظير ، كما محبة غالبية الشارع الكوردستاني له ، وانني متأكد بان كلامي هذا لايروق للعديد من السياسيين المتحزبين في كوردستان لكنه الحقيقة الدامغة التي لاتقبل الشك .

في الختام ، نتمنى من برلمان كوردستان والسياسيون والشخصيات والعشائر والمثقفين البحث الحقيقي عن مصلحة كوردستان وتعديل القوانين في كوردستان بهذه المرحلة المعقدة من تاريخ النضال الكوردستاني .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *