لم يبقى لبشار الأسد غير الكلام؟ بقلم محمد مندلاوي

 

 

في تصريح عنصري لبشار الاسد الرئيس غير الشرعي للكيان السوري, أنكر فيه وجود جزءاً من الشعب الكوردي على أرضه في غربي كوردستان, والتي استقطعت من الوطن الام بقوة سلاح المستعمر الفرنسي, وألحقت فيما بعد بالكيان المصطنع الذي سمي بالجمهورية السورية. وقال الرئيس الطرطور, عند اجتماعه بأعضاء حزب البعث المجرم في مدينة طرطوس: “أنهم لن يقبلوا الإدارة الذاتية الديموقراطية”. دعونا نتساءل, ألا يعلم هذا…؟, أن العالم بات يعرف جيداً, أن حزب البعث لم ولن يقبل بأي شيء ديموقراطي, لأنه حزب اغتصب السلطة في العراق وسوريا بالتآمر والانقلابات التي قام بها في هاذين الكيانين المصطنعين اللذين انشئا بإرادة كل من بريطانيا وفرنسا. نحن ومعنا أحرار العالم نعرف جيداً أن شخصاً بهذه المواصفات الديكتاتورية, قطعاً لا يقبل بالديموقراطية, كيف يستسيغها وهو اغتصب منصب رئاسة الجمهورية بعد وفات والده الذي هو الآخر لم يكن رئيساً شرعياً, لأنه جاء إلى السلطة على ظهر دبابة. كيف بشخص شمولي قفز على دستور بلاده بليلة ظلماء ويتمتع بهذه المواصفات الديكتاتورية الكريهة, يقبل بالديموقراطية الكوردية, التي تأخذ شرعيتك فيها من صندوق الانتخاب؟. بلا أدنى شك, من كان متآمراً وفردياً في اتخاذ القرارات لا يقبل بالوجود الكوردي, لأن طبيعة الإنسان الكوردي طبيعة ديموقراطية, لا يلغي الآخر, بل يؤمن بإشراك الآخرين في العمل السياسي واتخاذ القرارات المصيرية, وهذا ما يراه العالم عملياً في المشاركة الفعالة لجميع المكونات في غربي كوردستان, حيث أن الجميع يشاركوا بإدارة الإقليم الغربي في اتخاذ القرارات التي تخص حياة المواطن اليومية.

ومن أبرز النقاط التي أثارها هذا الغلام المشاكس في لقائه مع أعضاء حزب البعث المجرم في طرطوس , أنه قال كلاماً سقيماً:” بأنهم لن يقبلوا بالحقوق الدستورية للشعب الكوردي في سوريا” وهي إشارة واضحة منه لعدم قبوله بالنموذج الكوردي في الإدارة الذاتية الديموقراطية السائدة الآن في غربي كوردستان, حيث يشارك العربي والكوردي والسرياني, ومن الأديان, المسلم والمسيحي والإيزدي الخ في إدارة الإقليم. سبق لنا و قلنا في سياق هذا المقال, أن الذي تجاوز دستور بلاده, بلا أدنى شك إنه يرتعب من شيء اسمه دستور أو قانون, وهذه هي سجية الإنسان الذي تقلد منصبه بالمتآمر وبالضد من إرادة شعبه, وأنه يحاول بكل السبل الملتوية غير الشرعية, أن لا يدع الدستور يكون حكماً في البلد, لكي يبقى هو مستأثراً بالسلطة ومقدرات البلد. وكلنا يعلم, أن حافظ الأسد حين توفى (عليه ما يستحق) كان نجله بشار غلاماً يافعاً, بسبب صغر سنه, لم يسمح له الدستور السوري أن يتبوأ منصب رئيس الجمهورية, فلذا اجتمع البعثيون في ليلة ظلماء فأزالوا المادة (83) من الدستور السوري, تلك المادة التي تمنع أن غلاماً يصبح رئيساً للبلد, وجاؤوا بمادة أخرى تجيز للغلام العلوي, أن يصبح رئيساً لجمهورية سوريا.

وفي سياق كلامه المتغرطس, تحجج وتعذر بشار الأسد قائلاً:” أن الإدارة الذاتية ستؤدي إلى تفكيك سوريا”. حقاً إنه كذاب أشر. ألا يعلم هذا الخبل, إن العديد من بلدان العالم فيها “إدارات ذاتية” وهي بلدان تنعم بالاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية, ومتقدمة في شتى نواحي الحياة. أم أنه يعلم جيداً, أن “الإدارة الذاتية الديموقراطية” هي نقيض الحكم المركزي؟, الذي يكون فيه الرئيس الفرد الإله, ويتخذ القرارات المصيرية بمعزل عن شعبه وقواه الوطنية. من البلدان التي فيها “إدارات ذاتية ديموقراطية” دولة (أرجنتين) التي تقع في لاتين أمريكا وفيها (23) إقليماً ذاتياً, لم نسمع يوما ما, أن دولة أرجنتين قد تفككت بسبب هذه الإدارات الذاتية؟. وكذلك ) أستراليا) التي فيها (6) ولايات ذاتية. و(ألمانيا الاتحادية), ذات الشعب الواحد الموحد, ليس بينهم اختلاف عرقي, فيها (16) ذاتية أو شبيهة بها. ودولة (أثيوبيا) فيها (9) أقاليم ذاتية. والولايات المتحدة الأمريكية فيها (50) ولاية ذاتية, وهي أقوى وأغنى دولة في العالم. وجمهورية (الهندية) فيها (28) ولاية ذاتية, الخ الخ الخ. كانت هذه مجرد نماذج بسيطة قدمناه له من بعض الدول اخترناها من جميع قارات العالم, لم نسمع إن إحدى هذه الدول الديموقراطية قد تفككت أو تفتت بسبب الإدارة الذاتية الديموقراطية. أم أن (الرئيس) يتعذر بها فقط لكي يبقى متسلطا على رقاب السوريين لفترة زمنية أطول؟.

وفي جانب آخر من حديثه الماسخ, زعم الأسد: “نحن قدمنا في بداية الأزمة, الجنسية لمائة ألف كوردي, وسمحنا بتدريس اللغة الكوردية. لكنهم يريدون نصاً دستورياً “. عزيزي القارئ الكريم, هذا هو ديدن الطغاة, دائماً يقلبوا الحقائق بصورة مفضوحة وركيكة, ولذا يصبح قائله مادة دسمة للسخرية. يعلم القاصي والداني, أن سلطات السورية التي استولت على مقاليد الحكم بانقلاب عسكري مشبوه عام (1962) قام في مقاطعة غربي كوردستان بإحصاء استثنائي عنصري وعلى أثره جرد (150,000) إنسان كوردي من الجنسية السورية, وبعد مرور نصف قرن على هذا القرار الجائر اللا إنساني أعيدت لبعضهم الجنسية السورية. الآن يخرج علينا رئيس الجملكية السورية, ويحسب إعادة جزءاً من الحق المغتصب إلى أصحابه إنجازاً بعثياً. وكذلك يعد التعليم باللغة الكوردية مكرمة (رئاسية) أغدق به على الشعب الكوردي في غربي كوردستان. ألم يدرس هذا… بضع سنين في بريطانيا؟, ألم يرى هناك مئات المدارس التابعة للجاليات الأجنبية تدرس بنات وأبناء هذه الجاليات بشتى اللغات, ألا أن هذا العروبي العنصري يتشدق بأنه سمح للكورد بتعليم لغتهم, وهذا مجرد ادعاء كاذب, لأن تدريس اللغة الكوردية جارية على قدم وساق في المناطق المحررة في غربي كوردستان, رغماً عن أنف هذا المدلس. وخلال تطرقه للمسألة الكوردية , قال:” إن الكورد يريدوا نصاً دستورياً عن القومية الكوردية؛ قلنا لهم هذا يلزمنا بذكر كل الأعراق والطوائف الموجودة في سوريا, وهذا يسهم في تفتيت البلد”. السؤال هنا, هل بقي من البلد شيئاً يذكر حتى يتفتت؟؟؟. إن المعارضة الإسلامية بكل فصائلها وألوانها استولت على نصف مساحة سوريا. وغابية مناطق غربي كوردستان قد تحررت من الاحتلال العربي. ولازال هذا العلوي يقول لا نقبل بتفتيت البلد, كأن اسكندرونة التي اغتصبتها تركيا و جولان التي احتلتها إسرائيل ليستا من هذا البلد المتفتت أصلاً. دعونا نتساءل, هل العرب ليسوا عرقاً كتلك الأعراق التي يتنكر لها (الرئيس), لماذا إذاً ذكر اسم العرق العربي مرات عديدة, من بدء الدستور إلى خاتمته, الدستور الذي أصدره هو بنفسه عام (2012) والذي يقول في الفصل الأول المادة الأولى 1-: “الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية ذات سيادة تامة غير قابلة للتجزئة, ولا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها, وهي جزء من الوَطَنُ العربي”. أليست هذه عنصرية مقيتة, يتشدق بذكر العرق العربي ويرفض ذكر الأعراق الأخرى!. ثم,  أليس بشار الأسد هو القائل: أن الشعب الكوردي نسيج أصيل من سوريا. أليست الأصالة تفرض أن تكون لهذا الشعب حقوقاً متساوية كالمكون العربي؟ ألم يحن الوقت أن يكفوا عن الكيل بمكيالين؟. ثم ماذا, فليذكر جميع الأعراق والطوائف في الدستور السوري, ما الضير في هذا, أن لم تكن نيتهم سيئة؟. وفي سياق سلسلة أكاذيبه الرخيصة, زعم: “أن نفوس الكورد في حسكة 36%  وحسب هذا الرقم ليسوا أكثرية”. يا دجال, رغم سياسة التعريب العنصرية الحقيرة وجلب آلاف العوائل البدوية المتخلفة من الصحراء السورية واستيطانهم في مدن وقرى الشعب الكوردي, إلا أن نفوس الكورد في غربي كوردستان لا زالت تفوق 80%. لنفترض جدلاً أن نفوس الكورد 36% كما زعم, ألا يعلم أن نسبة السكانية لا تقرر هوية الوطن, على سبيل المثال في إيران البلد الحليف لبشار الأسد ليست فيها قومية نفوسها 51% رغم هذا أن البلد أصبح هويتها فارسية وكذلك لغتها الرسمية. وكذلك الإمارات العربية المتحدة, الأجانب اللذين يعملون فيها نسبتهم أضعاف الشعب الإماراتي, هل ستحمل الإمارات هوية إحدى الجاليات التي تعمل فيها ونسبتها تفوق نسبة الشعب الإماراتي؟. ثم أن العرب في غربي كوردستان وجودهم غير شرعي, لأنهم جلبوا إلى أرض الكورد لتغيير ديمغرافيتها. إن كان هذا… إنساناً سوياً بحق وحقيقة, ولا يريد تفتيت البلد كما يزعم, فليأمر الأعراب الذين استوطنتهم السلطات السورية العنصرية في أرض الكورد منذ نصف قرن ويزيد, أن يعودوا إلى خيامهم في الصحراء. فليأمر كذلك أن تزال الأسماء العربية المقيتة التي حلت بقرار عنصري جائر محل الأسماء الكوردية التي كانت تطلق قديماً على القرى والمدن والجبال والأنهار والآثار الكوردية في غربي كوردستان.

ليعلم بشار الأسد وحزبه العنصري, أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء, وعجلة التاريخ بدأت بالدوران, وهذه المرة بعكس الاتجاه الذي يريدها العنصريون الأوباش, وستسحق كل من يحاول إعاقتها أو تغيير مسارها. كفى, لقد أخذتم فرصتكم في حكم منطقة الشرق الأوسط, لم تقدموا لشعوبها غير الدم والدموع والخراب, لقد نكلتم بشعوبها, وأهدرتم ثرواتها في نزواتكم ورغباتكم المريضة, وأنكم فشلتم بكل المقاييس, الآن يجب أن تسمطوا وتركنوا جانباً, وتتركوا الآخرين يقودوا المنطقة إلى بر الأمان, لأنهم أهل لها. ارموا ببصركم نحو إقليم كوردستان وهو قريب منكم جغرافياً, سوف تروا أنه خلال عشرة أعوام فقط و بحصة أقل من 17% من ميزانية العراق الاتحادي أين وصلت في البناء والأعمار؟ وعلى المستوى العلاقات الدبلوماسية يعامل كدولة مستقلة, ورئيسه يستقبل بحفاوة بالغة ويفرش له البساط الأحمر. بينما أنتم, وبذات (الرئيس) السوري, بسبب سياسته الحمقاء وغير المتوازنة, وجهله التام بإدارة البلد – خربه وجلس على تله – بات منبوذاً في العالم منذ اليوم الأول لتقلده رئاسة الجمهورية في سوريا بطريقة غير شرعية وغير ديمقراطية, ولا يرحب به حتى في المحافل الدولية كرئيس دولة, إلا في جمهورية روسيا الاتحادية, وذلك مأربة لا حفاوة. بينما الزعيم الكوردي أصبح أول رئيس للعراق الاتحادي ينتخب ديمقراطياً, ونائباً لمنظمة الاشتراكية الدولية, ويرحب به في جميع دول العالم. ألا أن غالبية رؤساء البلدان العربية, ليسوا أفضل حالاً من بشار الأسد, ليس لهم أي اعتبار يذكر, لأنهم عبارة عن حفنة من المستبدين, قديماً كصدام ومبارك وقذافي وبن علي وعلي عبد الله صالح, والآن كبشار وعمر البشير ومن لف لفهم, كل واحد من هؤلاء مسك أو ماسك السلطة بيديه واسنانه, يحاول مستميتاً أن يبقى في سدة الحكم إلى آخر يوم في حياته, وقبل أن يرحل عن الدنيا بساعات, يرث الحكم الجمهوري أو كما يسمى تهكماً الحكم الجملكي أي(جمهورية ملكية) لنجله, تماماً كما فعل حافظ مع بشار. وحاول صدام حسين أن يفعل الشيء ذاته, إلا أن الرئيس الأمريكي(جورج بوش) كان له بالمرصاد لم يدعه يناور وأخرجه من جحر الفأر وقدمه للعادلة ونال عقابه العادل لما اقترفتها يداه من جرائم ضد الشعب الكوردي والعراقي. وكذلك اللا مبارك صاحب خطبة “البتاع” منذ سنوات خلت هيأ نجله للمهمة الرئاسية؟ ألا أن الشعب المصري في لحظة الحسم خرج بالملايين إلى الشوارع وأسقط حكمه الفاسد ورماه في مزبلة التاريخ وهم يرددون:” ارحل ارحل يعني امشي … ولا أنت مبتفهمشي”. ونفس الشيء المخزي جرى لزين العابدين بن علي, الذي قاد انقلاب القصر ضد ولي نعمته الرئيس التونسي (الحبيب بورقيبة), وذات المهزلة جرت للأحمق علي عبد الله صالح الذي اغتصب الحكم على مدى (34) عاماً. القائمة تطول, إلا أننا سنكتفي بهذا القدر تجنباً للإطالة وتخفيفاً على القراء الأعزاء.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *