لماذا هذه الحملة على المسيحيين ?

تابعنا ونتابع بقلقٍ بالغ ما يتعرض له أبناء شعبنا المسيحي في أقليم كردستان وتحديداً في مناطق دهوك وزاخو وزاويته وسُمّيل وشيوز ولربما غيرها من المناطق التي يسكنها أبناء شعبنا الكلداني ، وخاصةً ما حدث بعد صلاة الجمعة بتاريخ 22/12/2011وما قامت به مجموعات كبيرة بتحريض من رجال الدين المسلمين، حيث خرج المئات من الرعاع والمتشددين بعد الصلاة مباشرة حاملين بأيديهم الهراوات والعصي واللافتات الجاهزة، مما يدل على أن هذا العمل لم يكن عفوياً، ولم يكن وليد اللحظة، بل كان مخطط له ومرسوم، وهو موجّه ضد ابناء شعبنا الكلداني في تلك المناطق، وقد هجم الرعاع على دور المسيحيين وحطموا محلاتهم وأحرقوها، كما قاموا بحرق متاجرهم وتحطيمها وإضرام النيران فيها،ومحاولة الإعتداء على المطرانية الكلدانية في زاخو، كل ذلك حدث  أمام مرأى ومسمع السلطات في أقليم كردستان، لا بل أن سلطات الأمن في الإقليم وقفت موقف المتفرج، ونقول قامت هذه المجاميع التي تقدر بخمسمائة شخص وكانت موجهة بشكل خاص ضد المسيحيين والدليل على ذلك أنهم قاموا بتحطيم محال للحلاقة تعود للمسيحيين بينما تجاورها محال حلاقة تعود للمسلمين لم تتأثر ولم يتعرضوا لها، وهذا ما يدل على أن هذه الهجمة الشرسة كانت هجمةمنظّمة ضد المسيحيين ومخطط لها مسبقاً حيث تم جمع المعلومات وكتابة قوائم بالعناوين ثم توجيه المجاميع إلى الأهداف التي رسموها قبل الإنتهاء من الصلاة،

إننا نطالب حكومة الأقليم بالضرب بيد من حديد على كل من يثبت إدانته بهذا العمل الإجرامي، كما نُحَمّل السلطات في الإقليم مسؤولية حماية أبناء الشعب أياً كانت هويتهم القومية أو الدينية، وكذلك المطلوب من الحكومة المركزية حماية ابناء شعبها، وهنا لا بد وأن نتساءل اين هو الأمان الذي ينعم به أبناء شعبنا في العراق وتحديداً في أقليم كردستان العراق؟

أين هو السيد يونادم كنا من هذا العمل ؟

وهل هناك أحد في القيادة العراقية يطالب دول العالم بإعادة اللاجئين العراقيين، وذلك بسبب توفر الأمن والأمان في العراق ؟

هل ما زال السيد المالكي مُصّراً على إعادة جميع العراقيين الذين هجروا العراق وطرقوا أبواب سفارات العالم لكي يُقبل لجوئهم في دولةٍ ما، ويطالب بترحيلهم فوراً إلى العراق بسبب توفر الأمن .؟

أين هو الأمن المزعوم يا سيادة رئيس الوزراء ؟ أين أنت من أعمال البطش والتنكيل في أقليم كردستان بحق المسيحيين يا سيادة النائب يونادم كنا ؟

هل ما زلت مُصِّراً على أن جميع أبناء الشعب العراقي يتعرضون للإرهاب ؟ لقد تعرض المسيحيون فقط للإرهاب، حُرقت محالهم، حُطمت ممتلكاتهم، تعرضت شركاتهم ومصالحهم للتدمير، خسائر المسيحيين تقدر بأكثر من مليوني دولار ؟

ماذا ستجيبون المسيحيين اللاجئين المرفوضة طلباتهم والذين تحاولون إعادتهم قسراً إلى العراق ؟

ماذا ستقولون لرئيس الوزراء السويدي عن إستتباب الأمن في العراق ، وكلام كثير عن حماية المسيحيين وحقوقهم في العراق ؟

ها أن الفوضى أمتدت لتشمل أكثر المناطق أمناً وأماناً في العارق ، ها هي النيران تلتهم محال وشركات أبناء شعبنا الكلداني ( الكلدان والسريان والآثوريين ) في أقليم كردستان فبماذا ستجيبون ؟

أسئلة كثيرة مطلوب الإجابة عنا أولها ضمان حياة أبناء شعبنا في إقليم كردستان ومن ثم في العراق ككل.

من سيقوم بحماية مصالح هذه المكونات ؟ وكيف يمكن أن تقنعونهم بأنها لم تكن الوحيدة هي المستهدفة في الوقت الذي لم يصاب بأي اذى محل مسلم مجاور لمحل مسيحي تعرض للحرق ؟

لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يداوي الأثر العميق من الجروح التي ولّدتها هذه العملية الجبانة الغادرة مهما تشكلت لجان تحقيق ومها وعد المسؤولون بتقديم المذنبين للعدالة وإنزال بهم القصاص العادل، لن يهدأ بال المسيحي في شمال العراق بعد الآن، فهو في حيرة من أمره، إن أنزلت الحكومة القصاص العادل بالرعاع فاين المهرب من عشيرته وأهله واقربائه ؟

لم يعد أمام المسيحي العراقي إلا الهرب من العراق تخلصاً من نار وجحيم الأصولية القاتلة .

كان الله في عون أهلنا في شمال العراق ، والخزي والعار لمحبي التخلف والتقوقع والذين يتلذذون في إشعال نار الفتنة.

مطالبة عاجلة وضرورية بكشف أسماء جميع ألأساتذة ورجال الدين الذين كانوا وراء هذه العملية الإجرامية الدنيئة التي غايتها إفراغ العراق وأقليم كردستان من المكون المسيحي .إننا ومن موقعنا الشخصي نستنكر وندين هذه الأعمال الإجرامية القذرة فإننا في الوقت نفسه نُحمل حكومتي الأقليم والحكومة المركزية مسؤولية ذلك ،

نطلب من الباري عز وجل أن يمن على جرحانا بالشفاء العاجل .

وإلى أن تكشف حكومة كردستان عن أسماء الذين كانوا وراء هذه العملية نبقى بالإنتظار ؟؟؟؟

3/12/2011

 

You may also like...