لماذا لا تـكـون محافـظة شـبكـية أو يزيدية ؟

مايكـل ســيـﭙـي / ســدني – 4 تشرين الأول 2011  

إنّ القـلة القـليلة من أبنائـنا الكـلدان المنجـرفـين وراء إخـوانـنا الآثوريّـين والدائرين في مدارات المجـلس الشعـبي الذي يرفع العـلم الآثوري ، يردّدون ما يُـملى عـليهم حـول المحافـظة المزعـومة فـيسمونها مسيحـية ويقـولون ليست للمسيحـيّـين وحـدهم ، ولستُ أدري لماذا يتـظاهـرون  بهذه الدرجة من البساطة ، لأن هـذه التسمية شئـنا أم أبَـينا توحي للغـير بأنها هـكـذا ، ثم ما الذي خـطـرَ بـبالهم كي يُـطالبوا بمنطقة خاصة بأبنائـنا ذات تسميه مثيرة للشعـب الغالبـية الذي يحـمل مسبقاً أفـكاراً سلبـية تجاهها وتـصوّرات تأريخـية حـولها نابعة من عـقـيدة يؤمن بها ؟ ألا تـتـصوّرون أن محافـظـتكم هـذه سيصبح إسمها عـند الغـير بـ ( محافـظة أهـل الذمة ) وما أدراكم ما هـو موقـفهم السابق واللاحـق من أهـل الذمة ؟  

كـنـتُ أعـمل مع مجـموعة مستـفـيدة من الأمريكان رزقاً إلاّ أنها في الوقـت نـفـسه تـناهـض وجـودهم كـمُحـتـلـّـين في بلدهم – د تعال هاي شـلون تـفـسِّـرها – وفي إحـدى الجـلسات غـير الرسمية وبـينهم مَن كان منغـلق الفـكـر تماماً فـسألتهم : لم يمضِ عـلى وجـود الأمريكان عـلى هـذه الأرض أكـثر من ست سنـوات والدعـوات المناهـضة لوجـودهم تصرخ من عـدة جهات تطالب برحـيلهم وتحاربهم بما أوتوا من إمكانية ونـتيجة لذلك فإن كـثيراً من الأبرياء يموتون عـشوائياً بسبب تلك الأعـمال الإرهابـية ، طـيِّـب كـيف إرتـضى هـذا الشعـب نـفـسُه بالإحـتلال العـثماني للبلد ذاته لأكـثر من 400 سنة ولم يقاتل أو ينسف أو يـدمِّـر …. لا بل كان ساكـتاً راضياً ؟ لم يأتِـني الجـواب طبعاً لأنه بسيط جـداً لدى الجـميع وهـو مخـجـل إذا نـطـقـوا به !.

إن المسيحـيّـين منـتـشرون عـلى أرض العـراق كـلها وقـد حـدث أن تـنـَـقـَّـلوا من محافـظة إلى أخـرى بـين فـترة وأخـرى بسبب ظروف طارئة في حـينها إلاّ أن ذلك الإنـتـقال إتـصف بالمؤقـت ، ولم يكـن تجَـمّعُـهم مقـتـصراً عـلى بقـعة محـددة ، واليوم وبعـد مستجـدّات الوضع الراهـن غـير الآمن تـوزّع المسيحـيّـون مرة أخـرى وإنـتـقـلوا منـتـشرين عـلى أرض العـراق وأكـثرهم إتجـهوا نحـو المنـطقة الشمالية الأكـثر أمناً حالياً والمترامية الأطراف نسبـياً والتي تـنـتـشر فـيها القـرى المسيحـيّة منذ القدم ، فـكـيف يمكـن تحـديد منـطقة ما ونعـتبرها مكاناً يتواجـد أو يتجـمّع المسيحـيّـون فـيها ؟ وإذا جـربنا ووضعـنا حـدوداً بقـلم الرصاص لهـذه المناطق عـلى الخارطة سنـخـرج برسم أشبه بـ أميـبا وأرجـلها الكاذبة ممتـدة من ديانا – شقلاوة – ألقـوش – تلكـيف – زاخـو – كاني بَلاﭬـي – صَـﭙـنا – ………. .

بصراحة ( مثال ) إنّ واقع اليوم هـو أن الكـثيرين يتجـنـبون السفـر من ألقـوش إلى الموصل فـيفـضلون الذهاب إلى دهـوك أو أربـيل لأية مهمة كانت طارئة أم إعـتيادية وذلك إبتعاداً عـن إحـتمالات مفاجآت الوضع المتأزم حالياً ونحـن لا نزال غـير منـكـمشين ومنزوين ومستـقـلين في محافـظة بإسمنا ، فإذا صارت هـناك محافـظة بإسم المسيحـيّـين أهـل الذمة محـصورة بـين ( العـرب والأكـراد ) فـكـيف ستـكـون حالتهم يا تـرى ؟ إن شعـبنا الكـلداني ومعه الآشوري والسرياني نسكـن في هـذا البلد منذ آلاف من السنين ، ولكـن منذ 14 قـرن حـين إخـتـلف الوضع الديموغـرافي ، واصَلنا الحـياة عـلى أرضنا بعـد أنْ تـعـلـَّـمْـنا فـن التأقـلم ونحـن صاغـرون ، وإزاء هـذه الحالة  إخـتبر آباؤنا نـفـسيات مكـوّنات شعـبنا وعادات مجـتمعـنا الجـديد آنـذاك وتقاليدهم وأفـكارهم وممارساتهم وتحـرّشاتهم ، ثم نـقـلوها إلينا فـحـذرونا كي نبتعـد عـن سيّأتها وشجـعـونا عـلى الإقـتراب من طيِّـباتها إنْ وُجـدَتْ ، ومن خلال تلك الخـبرة الطـويلة نـقـول لسنا بحاجة إلى التـقـوقع داخـل تسمية مستـفـزّة لغـيرنا .

وإذا كان لا بد من المحافـظة المزعـومة دعـونا نسأل : إذا كانت خـطوطها معـلومة وحـدودها مرسومة وأهـدافها موسومة ، وأثمارها متـدلية وإيجابـياتها متجـلية ومخاطرها متـنحـية ، وفـوائدها لكافة مكـوّناتها مضمونة بحـرية … إذن ما المانع أن نسميها محافـظة الشبك أو اليزيدية ونحـن شـركاؤهم في أرباحها اليومية ؟   

You may also like...