لماذا الدعم الدولي لاقليم كردستان / بقلم روئيل داود جميل

ان الهجمة الارهابية التي قادها تنظيم داعش على العراق رغم المأسي التي نتجت وماتزال تنتج عنها بحق كل ابناء الشعب العراقي كانت امتحان لكل اطياف العراق الحكومية والمجتمعية ولكل التوجهات الوطنية .

 مع بداية العاصفة الارهابية اثبتت النتائج عدم قدرة الحكومة الاتحادية لابل فشلها في صد الهجمة مما ادى الى سقوط محافظات ومدن تحت سيطرة هذا التنظيم الارهابي ووصول امواج الهجمة الى العاصمة ، اضافة الى توجهه جزء من الهجمة الى مدن كوردستان ومناطق التي كانت ولاتزال خاضعة للمادة  140 من الدستور منها سهل نينوى وسنجار وزمار واطراف كركوك  وغيرها .

 وهنا كان  الامتحان لما تم بنائه من قبل الحكومات الاتحادية المتعاقبة منذ 2003 الى الان  حيث حصل تخبط في ادارة المعركة ضد الارهاب من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وانكشف فساد قل نظيره في العالم في هذه الموسسة واثبتت الوقائع ان هذه الموسسة لم تكن الا فصيل تابع لرئيس مجلس الوزراء ومبني على اسس وضعها لتكون تحت تصرفه في حين ان اغلب جيوش العالم تبنى على اسس وطنية ويكون ولائها للوطن وليس للحاكم ،”الا في العراق” الجيش يكون ولائه للحاكم وليس للوطن , اما في الاقليم حيث جرت معركتين في ان واحد منها جمع ما يمكن جمعه من المقاتلين لصد الهجمة ومعركة اخرى شعبية حيث كان لابناء الاقليم دورا انسانيا كبيرا في فتح الابواب امام مئات الاف من النازحين في خطوة تستحق ان تدرس من قبل المنظمات الانسانية وتقيمها كمهمة انسانية  قل نظيرها في العالم من حيث ايواء واطعام وعلى مستوى شعبي لاكثر من مليون نازح في ظل ايام ومع كون الاقليم في حينها تحت حصار الحكومة الاتحادية من حيث استحقاق الاقليم المادي والمقر دستوريا ، وفي ظل هذه الاوضاع وما نتج عنها من مخاطر هب العالم لنجدة كوردستان انسانيا وعسكريا ولدرء الخطر عن الاقليم .

 كثيرا ما نقراء ونسمع لمسؤولين عن قولهم لماذا هذا التمييز الدولي من حيث نجدة الاقليم دون غيره ,كما معلوم للجميع بان العالم الحر مبنى على اسس انسانية ومن خلال هذه الاسس تمكنت دولا قد لاتملك نصف مايملك العراق من ثروة وشعب ان تكون من الدول الكبرى في قوتها الاقتصادية والعسكرية ,, وان حكمة القيادة في الاقليم واستفادتها من تجارب الدول العالم الحر وقرائتها للواقع تمكنت وفي خلال فترة وجيزة من بناء شعبا على اسس انسانية وبخطوات جريئة قد لا تستطيع دول كثيرة من حولنا اتباعها في نهجها حيث تم بناء واقع اجتماعي انساني مهتم بقبول الاخر قبل كل شئ اضافة الى بناء اسس اقتصادية من حيث البنية الاساسية وفي مقدمتها النفط والية ادراته من حيث الاستكشاف والاستخراج والتصدير والتعامل مع الشركات الكبرى في هذا المجال ورغم العمل لفترة قصيرة في هذا الاتجاه ولكن بأسس علمية فاقت خبرة دول لها باع طويل في هذا الجانب وكما هو معروف ان الاسس الصحية في استقرار أي بلد هو بناء واقع اجتماعي انساني واقتصاد متين خالي من الفساد ومن المعروف ان ميزانية الاقليم  بواقع 17% من ميزانية العراق.

ولكن  تم بناء كوردستان على اسس دولة في حين واقع العراق كان ولايزل يتوجه نحو الاسوء اقتصاديا واجتماعيا,

ان نزوح  مايقارب المليوني شخص من كل الاديان والقوميات في الوطن نحو الاقليم هربا من الارهاب  ولم يشعروا  بالغربة اطلاقا في حين الكثيرين في مناطقهم الاصلية كان يشعرون بالغربة نتيجة السياسة الخاطئة التي اتبعتها الحكومات في ادارة الدولة الاتحادية من حيث زرع الطائفية والمذهبية جعلت ابناء العراق وهم في مناطقهم غرباء .

ان التقيم الانساني والاداري وعلى مدى ثلاثة عقود اثبت للعالم اجمع ان الاقليم توجهاته قابلة للتعايش السلمي والانساني وكذلك ان كل تواجهاته هي نحو البناء اقتصاديا وسياسيا ومن هذا المنطلق هب العالم لنجدة كوردستان ودعمه عسكريا وانسانيا.

 فهل ستتمكن الحكومة الاتحادية ان تستفيد من تجربة لاقليم في بناء دولة للجميع ام ان الطائفية والمذهبية والفساد يظل  ينخر جسد العراق، بالامس كان ينتقد الاقليم لعلاقاته مع الغرب واليوم نجد الكل تتوجه انظارهم نحو الغرب طلبا للنجدة بالامس كانوا  ينتقدوا الاقليم لكونه مركزا لكل من هب ودب حسب قولهم واليوم الجميع يتوجهون الى الاقليم كونه رئة العراق التي يتنفس من خلالها كل اطياف العراق من السياسيين والمعارضين والموالين والهاربين من شر الارهاب ، امنين مطمئنين على وجودهم على ارض الاقليم وهم يشعرون بين اهلهم , هذه هي كوردستان وهكذا ستكون بيتا للمضطهدين والمظلومين لان من اجل هذه المبادئ الانسانية دفع ابناء كوردستان فلذات اكبادهم شهداء من اجل الحرية وبكل معانيها والتي كان  البارزاني الخالد ينشدها لتكون نشيدا لكل الخيرين .

بقلم روئيل داود جميل

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *