لكل فكر وعقيدة لغة خطابية واضحة الدلالة ألا لغة العلماني الكوردي متذبذبة مثل شخصيته المنافقة؟ بقلم محمد مندلاوي

 

في هذه المقالة التحذيرية أوجه رسالة تنبيهية لبعض الكورد…؟, أولئك الذين لا ينتبهوا إلى مغزى الكلمات التي تخرج من أفواههم, أو من خلال مداد أقلامهم؟. كما تعلمون, لكل عقيدة إن كانت وضعية أو سماوية – كما يقولون- لغة خاصة بها, تعرفها من خلال خطابها السياسي أو الديني, أو من خلال كلام متبني تلك العقيدة تبنياً أيديولوجياً. على سبيل المثال, كالشخص الإسلامي وليس المسلم؟ أو الدولة الإسلامية وليس المسلمة, الذي يتكلم ويتصرف وفق ما تمليه عليه العقيدة الإسلامية في إطارها محدد الزوايا بمصطلح الرقابة الذاتية, الحرام. وحتى تعامله مع الآخر, يكون وفق شروط وضوابط حددها القرآن والسنة والشرع لا يجوز له تجاوزها والقفز عليها بأية ذريعة كانت. على سبيل المثال لا الحصر, أن الإسلام حدد رؤيته عن ذلك الآخر, الذي لا يعتنق الإسلام أو من لا يطبق مبادئ العقيدة الإسلامية في حياته اليومية بكل وضوح في القول الآتي:”الكفر ملة واحدة” والإنسان الكافر, حسب معرفتي هو كل من لا يعتنق الإسلام ديناً, ولا يطبق ثوابت الدين الإسلامي وأصوله وفروعه بحذافيرها, منها, أن تارك الصلاة يكون كافراً حسب الحديث, رغم أنه مسلماً. وحسب مناهج جامعة الأزهر في مصر وجب قتله وأكل لحمه نيئاً. كانت هذه مقدمة لتعريف اللغة كحقيقة ناصعة تعكس مضامين الفكر والعقيدة بشقيها. دعونا الآن نذهب إلى كلام أولئك الذين يدعون كذباً وبهتاناً أموراً كبيرة وكثيرة, ألا أنهم في حقيقتهم لا يستطيعوا التحكم حتى بألسنتهم, التي هي عضواً لحمياً من الأعضاء الجسدية داخل أفواههم و وضيفته محددة بالنطق والذوق!!. هناك من يتباهى بعلمانيته المزيفة حين يختلي ببعض السذج من أمثاله, ألا أنه حين يكتب سطراً أو سطران على الورق, ينكشف زيف ادعاءاته الكاذبة, ويظهر على حقيقته الخاوية, عندما يفصح في لحظة اللاوعي عن مكنوناته الميتافيزيقية النقيضة مع العلمانية التي يتشدق بها وراء الكواليس!!. بخلاف هذا العلماني المزيف, نرى ذلك الإسلامي, أن كان حزباً أو فرداً لا يتزحزح عن ثوابت عقيدته, ولا يغير سمات خطابه الديني ولغته اليومية مع الشارع مهما كلفه الأمر. لكن في الجانب الآخر, في إقليم كوردستان مثلاً, نرى أن حزباً سوقياً على مدى تاريخه الملوث وغير المشرف يتاجر بكل شيء ومنه العلمانية, التي بات يدعيها مع مطلع التسعينات القرن الماضي كذباً وتدليساً كبقية إدعاءاته وتقلباته السياسية الرخيصة, التي جبل عليها سكرتيره العام منذ نعومة أظفاره. وقاعدة هذا الحزب العاهر سائر على خطى سكرتيره, تريد أن تكون علمانياً واشتراكياً وقومياً وإسلامياً وشيوعياً وقبلياً الخ في آن واحد, وهذه هي الانتهازية القذرة بعينها, أضف لها كذبه الفاضح على الشارع الكوردستاني على مدى تاريخه وتاريخ سكرتيره غير المشرف, حتى صار أعضاء الحزب قيادة وقاعدة نسخة مستنسخة طبق الأصل من أخلاق سكرتير الحزب ألا ما ندر حافظ على نزاهته بين هؤلاء الفاسدين خلقاً وأخلاقاً, لكن الكلاب المسعورة داخل هذا التنظيم الهمجي لم يتركوه بسلام, ينهشوا لحمه كما تنهش الكلاب السائبة لحم فريستها. فيا عزيزي القارئ, أن هؤلاء الأراذل الأوباش, هم النسخة المشوهة من العلمانية, فحين يكتب أو يتكلم أحدهم يزخر كلامه وكتاباته بكلمات وجمل دينية يجب أن لا تخرج من فم أو مداد قلم إنسان علماني, أن هو صادق في علمانيته, لكن ذلك الحزب العلماني كما قال عنه ذلك المثقف في إحدى القنوات الفضائية الكوردستانية, حين زار مكتبه السياسي رأى أن مجموعة داخل هذا المكتب تصلي صلاة الجماعة!!. والقنوات التلفزيونية لهذا الحزب تحتفل بجميع المناسبات الدينية!!. حتى لا يترجم كلامنا خطأ, ليس ضيراً أن يحتفل حزب ما أو شخص ما بهذه المناسبات, لكن لا تقل للشارع الكوردي أنك علماني وحزب لا ديني كما جاء في منهاجك ونظامك الداخلي ومن ثم تقوم بهذه الأعمال كذباً وتدليساً للمزايدة على الأحزاب والمنظمات الإسلامية في كوردستان, تماماً كما فعل سابقاً مع حزب الشيوعي العراقي حين جاء بتنظيم ماركسي مشوه لكي يزايد به على الحزب الشيوعي العراقي (إقليم كوردستان) لكنه في النهاية فشل في لعبته البهلوانية فشلاً ذريعاً بتحديد نشاط و جماهيرية ذلك التنظيم الشيوعي, وفي النهاية انتهى ذلك التنظيم الماركسي المشوه من الوجود وذهب إلى عالم النسيان. مما لا شك فيه, أنه سيفشل في مزايدته الحالية أيضاً على التنظيمات الإسلامية, وبوادر فشله أو بالأحرى نهايته الحتمية بانت في الأفق, لأنه بكل بساطة بسبب تقلباته السياسية الكثيرة يجهل الشارع الكوردي اتجاهه السياسي المحدد, مرة يزعم أنه قومي, ومرة ماركسي, ومرة اشتراكي ديمقراطي, ومرة لا ديني, يتغير لونه حسب أهواء سكرتيره العالم ودراويشه خلفه ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح. بينما الأحزاب الإسلامية تأسست على المبدأ والمنهج الإسلامي, لم تؤسس من أجل المزايدة على أحد, ألا أن هذا الحزب, حزب أيام الأسود والأبيض؟ الذي فقد لونه ورائحته وطعمه منذ زمن طويل, يريد أن يلعب على جميع الحبال, لا يدري أنه هاوي وليس محترفاً في هذه اللعبة الخطرة, وسيقع في نهاية الأمر وينكسر رقبته ويذهب إلى مزبلة التاريخ وسيلعنه الشعب أبد الدهر. الذي أريد أن أقوله لبعض أعضاء هذا الحزب, أولئك الذين لم تلوث أياديهم بمال الشعب الكوردي المسروق, حتى في حالة بقائهم داخل هذا التنظيم الذي يصارع الموت, يجب عليهم أن يكون كلامهم نطقاً وكتابة كلاماً علمانياً سليماً, بعيداً عن الكلام الخرافي؟, الذي لا يتوافق مع ادعاءاتهم العلمانية؟؟. كما قلنا في عنوان المقال, لكل مدرسة فكرية خطابها الخاص تعرف بها لدى الشارع الكوردي, وأي تلاعب بالألفاظ من أجل مسايرة هذه الجهة أو تلك طمعا بمكسب حزبي أو شخصي فهي بلا شك مقدمة واضحة لخيانة تلك العقيدة التي يدعيها أن كانت عقيدة دينية أو سياسية؟, لأن المتلقي الكوردي يحكم عليك من خلال لغتك, فمن أين سيعلم إذا كانت لغتك مغلفة بمصطلحات عسلامية أو كورعبية؟ مبهمة لا تعرف فك رموزها ألا زمرة المنافقين و المستعربين.

تعريف المصطلحان أعلاه:1- عسلامية, أعني به أولئك العلمانيون الذين يتكلمون بلغة الإسلاميين!!. 2- والكورعبية, أعني به بصورة خاصة المثقفين الكورد في بغداد, الذين استعربوا شكلاً ومضموناً, وباتوا يتكلموا العربية, أنهم معذورين في هذا الجانب بحكم تواجدهم في بغداد, التي صارت مدينة عربية بعد الاحتلال الاستيطاني العربي لها. لكن الشيء الذي لا نغفره لهم أنهم يتكلموا كعرب ويفسروا ويروا أي شيء يحدث حولهم بعقلية وعيون عربية!!. مثلاً, مثقف كوردي يكتب في صفحته “نجاة الصغيرة قيثارة الغناء العربي” لا أدري ما هي علاقته بنجاة الصغيرة حتى يوصفها بهذا الوصف التمجيدي!!. أنت مثقف كوردي واجبك القومي يحتم عليك أن تعيد الضالين من  أبناء شعبك إلى جادة الصواب, جادة الكورد والكوردايتي, لا أن تنسى نفسك و تنجرف مع التيار العربي العنصري وتصبح … لهم؟. للأسف أن صفحات جميع هؤلاء الكورد في بغداد والمدن الأخرى على الفيس عربية أكثر من العرب الأقحاح!!. أرجو أن يعودوا إلى رشدهم ويراجعوا أنفسهم جيداً في هذا الأمر الهام, الذي له علاقة مباشرة بانتمائهم القومي الكوردي والوطني الكوردستاني.     

“الورود الجميلة لها أشواك” (مثل هولندي)

محمد مندلاوي

10 06 2016    

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *