لكل امة رجالها

عبر التاريخ،هناك رجالات عرفوا من خلال مواقفهم،وشجاعتهم في ايصال اممهم الى بر الامان والتغلب على الازمات التي عصفت بها، لذلك دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه، ولعل السيد الرئيس احد هؤلاء الذي سيكتب عنه التاريخ كثيرا،وسيقف العالم امام قصة نضاله طويلا، فعندما قرأت برقية الرئيس بارزاني التي وجهها للشعب الكوردستاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك انتابني شعور غريب هنا ووقفت بصمت وعانقت ذاكراتي الحروف والكلمات ، قلت حينها لكل امة رجالها ، والامة الكوردستانية مثلها مثل هذه الامم لها رموزها ورجالاتها وقلت هذا الرجل العظيم هو رمز الامة الكوردية كما كان والده الخالد مصطفى البارزاني …..

تحدث الرئيس بارزاني عن قضية الرئاسة واجتماعات الاحزاب الكوردستانية وهجرة الشباب وفقدانهم الامل في ظل هذه الظروف الاقتصادية العصبية التي يمر بها اقليم كوردستان فحديثه بين سطوره حمل الكثير من الوجع القومي ، كونه يحمل في داخلة عقيدة الارض والوطن،  فتأريخه النضالي يبين عمق تاثره بما يحصل على ارض الواقع وهذه حالة استثنائية لا يملكها الكثير من زعماء ورؤساء دول العالم لأنهم يعتبرون انفسهم الهة يحكمون شعوبهم بهذه الصفة .

فالرئيس بارزاني يختلف عن باقي الزعماء والرؤساء لأنه يعتبر نفسه قبل كل شيء مواطنا وبيشمركة ، وهنا يتضح عمق اصالة القيم الانسانية والاخلاقية التي ولد بين احضانها فكلمته كانت عبارة عن مجموعة من الحروف والكلمات الممتلئة بالالم والوجع لأنه وجهها الى جميع فئات الشعب الكوردستاني كمواطنين وكاحزاب ، فالرئيس مسعود بارزاني اكد على ضرورة الوقوف في صف واحد لمواجهة التحديات ودعا الاحزاب الكوردستانية كافة للوصول الى اتفاق من اجل مصلحة الشعب الكوردستاني وليس من اجل كرسي الرئاسة فقضية الرئاسة بالنسبة له هي قضية لا تمت بصلة لتاريخه النضالي وكفاحه في جبال كوردستان دفاعا عن حقوق شعبه بل هي قضية قوانين وشرائع ودستور وهي بعيدة كل البعد عن اهداف وطموحات هذا الرجل البار لأنه يعتبر نفسه بيشمركة .

في ذات الكلمة دعا البارزاني شباب كوردستان الى ان يتحملوا الوضع الحالي الذي يمر بأقليم كوردستان وان يواجهوا هذه الظروف الصعبة لا سيما ان الامة الكوردستانية تحارب نيابة عن العالم اجمع تنظيم داعش الارهابي الذي يمثل تهديدا للعراق ومنطقة الشرق الاوسط وربما العالم اجمع،  وان هنالك مصاعب كثيرة تواجه مواطني الاقليم لكنها تبقى في حدود ضيقة يمكن حلها مع مرور الايام .

لذا فكلمة البارزاني حملت بين ثناياها قيما فكرية وانسانية ونضالية عميقة صدرت من رجل لا يحلم بالثروة او بالمناصب او بالشهرة فهو في اعين دول العالم رجل ثائر ورمز لثورة شعب واسطورة لا يمكن كسرها لأن تأريخه مليء بالتضحية والفداء للشعب الكوردي .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *