لقد اخطأت في السابق واليوم تتوج خطأك بخطأ اخر

بلا شك فالعراق الاتحادي بعد 2003 مارس تداول السلطة من خلال الانتخابات وكان هذا تحول لابأس به باتجاه الديمقراطية وقد مارس الشعب العراقي عدة عمليات انتخابية بنسب نجاح متفاوتة ، وحصل فيها عدة مرات تغيير للوجوه الحاكمة بوجوه اخرى، وقد  شهد العراق خلال العام 2014 أحداثا غيرت الخارطة السياسية بشكل مثير، وكان اهم حدث مأساوي حصل هو سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق عقب سيطرته على ثاني اكبر واهم محافظة عراقية وهي نينوى في العاشر من حزيران من نفس العام، وماتبعه من سيطرته على مدن عديدة في شمال وغرب وشرق البلاد، فضلا عن نزوح الملايين من المدنيين الى اقليم كوردستان ومدن الجنوب العراقي هربا من الارهاب الداعشي المجرم في موقف لم يشهده العراق منذ تاسيس الدولة الحديثة عام 1921

وفي 14 آب  من سنة 2014 اجبر رئيس الوزراء نوري المالكي للتنازل عن منصبه لصالح حيدر العبادي واستلم العبادي رئاسة الوزراء وعرض العبادي في 8 أيلول 2014 برنامجه الحكومي امام البرلمان المتمثل ب 17 نقطة ومادة والمتفرعة الى محاور عديدة ،  مع وجود خاتمة تتعهد بصيانة القَسَم وكما موضح على الرابط التالي  http://www.cabinet.iq/uploads/pdf/Window5/3.pdf ، والبرلمان حينها صوت على هذا البرنامج وتم تشكيل الحكومة ، الغريب في الامر لو قارنا البرنامج الحكومي لحكومة السيد العبادي مع ماحصل او ماتم تنفيذ خلال السنوات الاربعة لحكمه نراه انه عكس برنامجه مقلوبا حيث خالف الدستور اكثر من 20 مرة ، والنازحين مازالوا في المخيمات ، ودولة داعش لولا البيشمركة الابطال وقوات التحالف لاصبحت في حكمه امبراطورية،  وموضوع التنمية الوطنية تراجع اكثر من 35 % عن مسيرته قياسا مع الحكومات السابقة، وميزانية البلد تدهورت الى ادنى الحدود والفساد تضاعف اضعافا  ، ولانريد ان نذكر مجزرة سبايكر والصقلاوية ومجازر الموصل وديالى اثناء التحرير من تنظيم داعش الارهابي لكننا نأتي الى الخامس والعشرين من ايلول عام 2017 والاستفتاء التاريخي في اقليم كوردستان ، وماحصل بعده عندما تحالف السيد العبادي مع الغرباء لضرب كوردستان العراق والتي كانت ومازالت جزء اساسي من العراق الاتحادي ، وهذا يجعلنا ان نقارن بينه وبين عرابي اتفاقية الجزائر الخيانية عام 1975 او نقارن بينه وبين من استخدم الاسلحة الكيمياوية في حلبجة وعمليات الانفال سيئة الصيت والمجازر التي حصلت ضد الكورد وجميع المكونات في القرن الماضي،  حيث استخدم السيد العبادي حينها دبابات البرامز الامريكية والطائرات وجميع الاسلحة المخصصة لقتال الارهاب الداعشي وضرب بها ابناء شعبه في كوردستان مع حصار كامل وقطع الرواتب والميزانيات وجميع مستحقات كوردستان كما العمل على غلق الحدود بعملية لتجويع شعب كامل ، ليس لشيء فقط كون هذا الشعب المسالم طالب بتقرير المصير اسوة بالشعوب الاخرى .

واليوم يا سيد حيدر العبادي  تتوج خطأك ضد البيشمركة وكركوك وكوردستان بخطأ اكبر والاسباب معروفة منها : كونك لم تحصل على ولاية ثانية، ولان الحقد الذي بداخلك لاتستطيع التحرر منه ولان الخلافات بين اربيل وبغداد بدأت تذوب ، كما وتحل اغلب الخلافات الداخلية العراقية وهذا ما لم تستطيع ان تتوصل اليه في حكومتك التي دامت اربعة سنوات عجاف على كل العراق .

في الختام اتقي الله واستخدم غيرتك وحسدك للاصلاح والتوافق لا لزرع الفتنة فالشعب العراقي هو جسد واحد وعندما يجرح جزء منه فيتمرض الجسم وهذا تبين بردود الفعل في جميع المحافظات العراقية وفي كوردستان ، في المأسات التي حصلت في مدينة الموصل مؤخرا بجريمة العبارة النهرية التي غرقت في الجزيرة السياحية يوم نوروز 21-3-2019.

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *