لغتنا الكلدانية الجميلة تذبح من قبل العربية – ج3 -/ موفق هرمز يوحنا

 mouafaq71@yahoo.com
من الطبيعي ان يكون موضوع اللغة الكلدانية من المواضيع الشيقة التي لا يمكن تغطيتها في مقال او اثنين او حتى عشرة ، وواضح جدا ان الغيورين على لغتهم الكلدانية هم كثرٌ وتجلى ذلك لي من خلال كم الرسائل الالكترونية التي وردتني ومن خلال المكالمات الهاتفية التي وصلتني وتصلني كل يوم بالعشرات من الزملاء المهتمين باعادة إحياء هذه اللغة ان اعتبرناها غير حية او تكاد تكون كذلك ، وسوف أخصص الجزء الثالث من مقالتي هذه لنشر بعض الردود الهادفة والمداخلات والتجارب التي مر بها عدد اخر من الزملاء والتي انشرها كما وردتني على بريدي الإلكتروني علما باني سوف أدون في نهاية هذه السطور الروابط للجزئين الاول والثاني لمن فاته متابعته منذ البدأ .

– المداخلة الاولى تلقيتها من الشماس العزيز أفرام الهوزي وهو يروي لي تجاربه من محبوبته لغته الكلدانية واليكم المداخلة :

ألأخ العزيز موفق : أعتذر لتأخر ألرد للأنشغالي بأمور ليست بخافية عليكم ؟قبل كل شيء يتهمونني البعض بأنني متطرف ومن المناصرين ألأشداء ولحد العظم للتحدث بالسورث ؛فأطلب من كل المتحدثين معي وخاصة جيل الشباب بوجوب جعل لغة التكلم والتخاطب بالسورث ـ في العائلة على ألأقل ، وعند زيارتي لعائلة أحد أقاربنا في السويد طرحت نفس الشيء وطلبت من ولديهما أن يتكلمون بالسورث فسارت ألأمور الى حد أن يطلب أحدهم الضحك بالسورث ؟؟؟
كنت في حفل عام وكانت مسؤليتي أستقبال الزوار ، فدخلت شابة ( وهي أبنة لأحد ألآباء الكلدان ) فسلمت وعايدتني بالأنكليزية ؛ فجاوبتها بالسورث ؛ فأجابتني بألعربية (عمو أني ما أعرف اتكلم بالسورث ؟؟؟) فقلت لها ( عمو موسوجكي أنما سوج أبوكي) ؛؛؛
أجل أن لغة السورث معرضة للأنقراض أمام الثقافات الدخيلة؟ فهنالك عوائل مسيحية كلدانية يتحدثون بالعربية وهم قريبين من الكنيسة لماذا لا أعلم ؟؟لاظير فبألأمكان التحدث هنا في المهجر بألأنكليزية أو ألعربية لكن ألى جانب ذلك عدم ترك ألسورث فهي لغة طقسنا الكلداني الثرَ والواجب يدعوننا الي عدم نسيانها وطمسها لأي سبب كان فهي أمانة غالية في أعناقنا والواجب يدعونا لتعليمها لأبنائنا والتوصية لأبنائهم بذلك ؛
كنت أقول وأردد دائمآ هذا المثل للمتعلمين أو المتحدثين الجدد من طلاب التعليم المسيحي : لو رأينا أحدهم يتكلم بالفرنسي فنقول هذا فرنسيآ ولو سمعنا أحدهم يتكلم بالروسي فنقول هذا روسيآ وفارسي أو عربي أو أو، أما أذا سمعنا أحدآ يتكلم بالسورث فمن هو فأجاب الجميع أنه سورايا أي مسيحي ؛ أما اللغة الكلدانية أي لغة الطقس فأقول وأعلن دائمآ بأنها الكُرية الثالثة بعد الحمراء والبيضاء تجري في عروقي ؛
لي عتاب أخوي لبعض ألأحبة المسيحيين من سكنة مدن و قرى محافظة نينوى ـ دون أن أسميهم ؛ نجد أن لغتهم تتضمن مفرداتها 90%من ألعربية ، وهذا لا يعني أن العتاب لا يشمل ألأخرين ؟ تعلموا كافة اللغات قدر المستطاع فهي بمثابة أسلحة أي وسيلة لنهل العلم والمعرفة من الحضارات ألأخرى لكن تبقى السورث أمانة في أعناقنا وأننا مسؤولون أمام ألأجيال اللاحقة لمن قصَر في ذلك …
شكرآ للأخ الهميم موفق لقيامه بدق ناقوس الخطر وألأستشعار بالخطر المميت والقادم؛ نأمل من المعلمين والمربين والمهتمين بشأن اللغة الكلدانية عدم ترك الحبل على الغارب وأخصهم بالذكر ألسادة ألأساقفة ألأجلاء وألأباء ألكهنة ألأعزاء لأعادة حساباتهم بهذا الصدد ــ رغم ــ أن هنالك غيارى نجلهم ونقدرهم لغيرتهم الرسولية : مرة أخرى نشكركم أيها ألعزيز موفق حيث وفقتم في طرحكم للموضوع ، ولما لا وكنتم وزوجتكم أحد معلمي اللغة الكلدانية في كنيستنا ( كنيسة الصعود )في بغداد ودمتم ودام من عَلًمَ حرفآ كلدانيآ لهؤلاء الصغار فأن أجره سيكون عظيمآ في السماء .

الشماس أفرام اسكندر الهوزي

– الرأي الثاني وردني من الدكتور شموئيل ادم وانا اجل له كل الاحترام والتقدير واليكم رأيه :

الأخ موفق المحترم
بعد التحية والإحترام
يمكن أن تٌسمي اللغة المحكية كما شئت، أما اللغة الطقسية فأنها تسمى باللغة السريانية، لا الكلداني له الحق أن ينسبها إلى نفسه ولا الآشوري له الحق أن ينسبها إلى نفسه. علماً بأنني آشوري من وجهة نظر المتطرفين، ولكني مؤمن بأننا قومية واحدة، فأن جميع مقومات القومية هي مشتركة بيننا.
د. شموئيل آدم
Sweden-Gothenburg

– مقترح رائع من انسان غيور وصلني طالبا عدم ذكر اسمه وسوف اورد بعض من فقراته مع المعذرة للقارئ الكريم لعدم ذكر اسم كاتبه نزولا عند رغبة كاتبه :

سلام الرب معكم
اخي موفق المحترم:
مقالك جيد جد وانني لفخور بالمداخلات والردود القيمة من قبل اخوتنا المباركين الغيارى على لغتهم كما وصفتهم.
ومن خلال هذا المنبر الموقر ارجو منك ان تدعوا الى انعقاد مؤتمر احياء اللغة الكلدانية وعلى ان لايسمح لاي شخص لايجد اللغة الكلدانية ولايسمح بطرح اي موضوع سياسي فيه . ويختصر الحضور على الطائفة الكلدانية . ولكوننا منتشرين في عدّة اقطار يمكن انعقاد مؤتمرات مصغرة في كل دولة ويمكن الاشراف على الموتمرات من خلال الاجهزة الحديثة المتطورة . وبعد ذلك انعقاد مؤتمر عام يمكن مشاركة كل المختصين باللغة الكلدانية ومن خلال الانترنيت .
ولا اريد الاطالة واخيرا اطلب من ربنا يسوع المسيح ان يرسل قوة روح القدس عليكم جميعا لارشادكم لتحضير وانعقاد مؤتمرات . واخيرا شكرا لك .

– ملاحظات وآراء سديدة ورائعة من الكاتب هنري يوخنا مشكورا أوردها لكم بالنص :

الى الكاتب العزيز موفق هرمز
اهنئك على اختيارك لهذا الموضوع الهام والحساس وتسليطك الضوء عليه خصوصا ان كل انسان يعتز بلغته وثقافته واردت ان اذكر ملاحظة واحدة هو ان اخوتنا الكلدان في العراق وخاصة الاجيال الجديدة تتحدث العربية بينها حتى في الشارع وليس فقط في الكنيسة عندما تكون القداديس باللغة العربية وعندما تسالهم لماذا تتحدثون بالعربية يجيب قسم منهم ان لغتنا الكلدانية تحتوي على مفردات عربية كثيرة وانه هناك مفردات كثيرة تحمل مرادافات مختلفة بين ابناء شعبنا الكلداني فلجئنا الى اللغة العربية اذا هية اسهل واوضح
المهم بالامر ان تقوم المؤسسات الكلدانية ابتدأ من الكنيسة ومرورا بمدارس الاحد وانتهاءً بالاسرة ان يركزوا على الانتماء الروحي لهذه اللغة والمحافظة عليها والابتعاد عن العربية التي لا تمت لنا بصلة فنحن اصحاب حضارة تمتد لالاف السنين ويجب علينا المحافظة على هذا الارث الكبير .

اخوك الكاتب هنري يوخنا

– المداخلة الاخيرة لهذا الجزء وردتني من السيد بشار حنا بطرس وهي مداخلة قيمة وله رؤية واسعة الأفق للموضوع المطروح واليكم المداخلة :

الاخ موفق هرمز يوحنا
بارك الله فيك ووفقك لاثارة هذا الموضوع والذي اتمنى ان تتوالى حلقاته لسنوات طويلة وذلك لاهميته البالغة وخاصة انه اثير من قبل احد ابناء الكنيسة الكلدانية لان هذا الفرع المهم من كنيسة المشرق ذات التاريخ المسيحي المشرق بفرعيها الكلداني والاشوري اضافة الى الكنيسة المشرقية السريانية بفرعيها الارثودوكسي والكاثوليكي كان لها اهمية عظمى في حفظ هذه اللغة وابرز مثالين على هذا هما المطران اوجين مننا والمطران توما اودو, اقول هذه الكنيسة الكلدانية والكنيسة المشرقية السريانية قد توقفتا عن الاهتمام بهذه اللغة بلا اي سبب منطقي بالرغم من كونها لغة الفادي وامه العذراء اضافة الى كونها اللغة التاريخية لهذه الكنائس ويجب على هذه الكنائس منطقيا ان تفتخر بهذه اللغة للاسباب المذكورة اعلاه كما كانت تفعل من قبل. ان الاسباب التي يسوقها المتشبثيين باهمية اللغة العربية وضرورتها لفهم الطقس المشرقي هو سبب متفق عليه ولكن ليس على حساب لغتنا وهو سبب غير كافي لالغاء اللغة السريانية وتعريب الطقس المشرقي بكامله وهو الطقس الذي تعتبر اللغة السريانية احد ابرز دعائمه. الا يمكننا الاقتداء بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومدى اهتمامها باللغة اللاتينية (التي هي لغة ميتة وتوارثتها اللغات الرومانسية) او بالكنيسة القبطية المتمسكة باللغة القبطية القديمة التي لا يتحدث بها احد وقد لا يتجاوز اعداد الاشخاص الذيم يفهمونها اصابع اليدين وما زالت تستعمل في القداس القبطي لا بل كان لها النصيب الاكبر من القداديس التي حظرتها الى جانب العربية والانكليزية وقد شعرت بان العربية والانكليزية استخدمتا فقط ليتمكن المؤمنين من فهم ما يقال في القداس فيما كانت روحانياته في اللغة القبطية.
كما اقول للمهندس جرجيس والسيد ( ب و) باننا جميعا في كل بقعة من بقاع هذا الكوكب نعاني نفس المعاناة ولكن علينا الاستمرار بالمحاولة.
ملاحظة: استخدمت اسم السريانية للغتنا لانه الاسم العلمي المستخدم للغة الطقسية الفصحى في جميع (واؤكد على كلمة جميع) الجامعات العالمية التي تصرف ملايين الدولارات على الابحاث المتعلقة بهذه اللغة فيما تسمى اللهجات المحكية بالارامية الكلدانية الحديثة و الارامية الاشورية الحديثة (Chaldean Neo-Aramaic and Assyrian Neo-Aramaic) وغيرها حسب اللهجات وتقسيماتها. هذا للتوضيح فقط لان هذا الموضوع يعتبر ثانويا جدا ومن القشور بالنسبة لاهمية هذا الطرح وجوهره.

بشار حنا بطرس

بهذه المداخلة انهي الجزء الثالث من مقالتي هذه ولي عودة معكم في الجزء الرابع ولازالت لدي العديد من المداخلات الرائعة التي سانشرها تباعا ولا زلت استلم الردود والآراء والطروحات من قبل القراء الكرام رجال دين او شمامسة كانوا او علمانيين فجميع الآراء تصب في نهر واحد وهو إبقاء لغتنا الكلدانية الجميلة هي لغتنا وإرثنا الغالي ولن نفرط فيها مهما حاول الغير طمسها . لإرسال مشاركاتكم واراءكم وافكاركم ومقترحاتكم ساورد عنواني الالكتروني أدناه ووفقكم الله جميعا .

موفق هرمز يوحنا
mouafaq71@yahoo.com

رابط الجزء الاول
http://www.ankawa.com/forum/index.ph…,554826.0.html
رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.ph…,555363.0.html

You may also like...