لغتنا الكلدانية الجميلة تذبح من قبل العربية – ج4 /موفق هرمز يوحنا

  Mouafaq71@yahoo.com

  استكمالا للأجزاء الثلاثة الاول والتي نشرتها تحت نفس العنوان في هذا الموقع الاغر ، أعود لمناقشة بعض الامور والتي وردتني شفاهية عن طريق بعض الاشخاص دون ذكر الاسماء كما سأحاول إعطاء بعض النصائح للآباء والأمهات وخاصة الذين هم في بلدان المهجر فان المحافظة على لغتنا الجميلة يجب ان تبدا في البيت اولا قبل ان نطلبها من حكومات واحزاب لا هَم لهم سوى مقاعدهم ومراكزهم ، فعلى كل اب وام ان يحثوا أبناءهم وبأي عمر كانوا على التكلم بالكلدانية عوض العربية او الانكليزية او الفرنسية او غيرها من اللغات كل حسب مكان تواجده ، مثال ذلك انا – بالرغم من كرهي لكلمة انا – لدي ثلاثة أطفال اثنان منهما ولدا في كندا حيث أعيش الان ، لا يستجرأ اي من الثلاثة النطق باللغة الانكليزية داخل البيت مع بعضهم البعض رغم أتقانهم لها لا بل يجيدونها بطلاقة وسلاسة حتى الصغير ذو الثلاثة اعوام فقد تعلم الانكليزية من كثرة مشاهدته للتلفاز ولكن اللغة المستخدمة في البيت هي الكلدانية فقط ، فبذلك قمت بإيصال ارث ابي وجدي الى أبنائي وسأحاول ان يوصلوه هم أيضاً الى أبناءهم ان شاء الله ، فيا ليت كل اب او ام يقوما بنفس هذا الفعل وان لا نتباها بلغات دخيلة علينا من باب انها ثقافة فليس كل من تحادث مع ابناءه بغير الكلدانية اصبح متحضرا ومن تكلم الكلدانية معهم فهو متخلف . 
  من بين المناقشات العديدة التي جرت بيني وبين الكثير من الأصدقاء وحتى غير الأصدقاء ممن تابعوا الأجزاء الثلاثة السابقة من هذا الموضوع اذكر هنا الحديث الشيق والقيم مع احدهم عندما طلب مني ان لا استخدم لفظة – اللغة الكلدانية – بل السريانية ، وان هذا الموضوع أشار اليه أيضاً احد الكتاب الأعزاء في جزء سابق من هذه المقاله وهنا اقول ، يا اخي سمّي لهجتك ما تشاء ولكن لا تتركها تزول فان قلت كلدانية او آشورية او سريانية او آرامية فهي تسميات مختلف لنفس اللغة لكن المهم حافظ عليها . 
  من الطريف جدا انه ومنذ نشرت مقالتي هذه بجزءها الاول ولم استلم تعقيبا او مداخلة او حتى اطراء مدحا كان او ذما من اي من رجال ديننا الكلدان الأفاضل رغم معرفتي باكثر من تسعون في المئة منهم مع حبي وتقديري لهم جميعا ، ولكن اتمنى ان لا يدل ذلك على قناعتهم بضرورة ان تكون اللغة العربية هي البديل القوي للغتهم الاصلية والأصيلة ، وان لا يكونوا هم الأداة التي تطمس هذا الارث الغالي بل العكس ان يكونوا هم السباقين بالمناداة بضرورة الحفاظ عليها – الكلدانية وليس العربية طبعا – وان يقيموا طقوسنا وكرازاتهم بلغتنا الجميلة ويحثوا الأهل على التحدث بها وتعليمها لابناءهم ، وان تفتح دورات جدية وحقيقية وبطريقة اكاديمية في كافة الكنائس لتعلم اللغة وبكافة مراحلها وان تكون هناك مناهج دراسية معدة مسبقا ومتفق عليها للاستعانة بها ولكافة المراحل من مبتدئين الى متقدمين ومن هؤلاء المتقدمين يمكن ان يتم رسامتهم شمامسة لخدمة مذبح الرب ومتى ما تم ذلك سيكون الشماس مقتدرا ومتمكنا من لغته وبالتالي من خدمته .
 كما اناشد هنا كافة الغيورين على لغتهم الكلدانية الأصيلة ان نبدأ يدا بيد لإقامة مؤتمرا عالميا عاما وشاملا ندعوا اليه كل المهتمين بهذا الشأن من العلمانيين ونضع الخطوط العريضة لما يجب القيام به وكيف يجب ان تكون البداية واين ومتى – رغم ان هذه المتى اتمناها قريبة – ولا اريد هنا ان اذكر اسماءً بل اتمنى من كل من لديه الغيرة الكلدانية الأصيلة ان ياخذ الامر على محمل الجد ، وانا مستعد ان اكون البادئ في الترتيب والأعداد لهكذا مؤتمر وسأقوم باستلام الطلبات لكل من يود المشاركة في هذا المؤتمر وذلك عن طريق بريدي الالكتروني الذي سأورده في نهاية هذه السطور ورقم هاتفي النقال أيضاً ، وهذه اذاً دعوة صادقة لكل كلداني حريص على لغته من اشخاص ومؤسسات ولجان ومراكز تثقيفية ان يتصل بي للتنسيق والعمل على هكذا مؤتمر عالمي والذي سيتقرر موعد ومكان اقامته لاحقا بعد التشاور مع الراغبين في المشاركة فيه . 
 رجاء أخير اطلبه منك عزيزي القارئ ان ترفع الدعاء والصلاة من اجل نجاح هذه الخطوة الاولى في طريق الألف ميل الطويلة والتي ستوصلنا الى الإبقاء على ارثنا الغالي والثمين ، فالف مبروك مقدما .

موفق هرمز يوحنا 
سدني – استراليا 
Mouafaq71@yahoo.com
1519-816-3040+( سأتمكن من الرد على هاتفي النقال بعد يوم العاشر من شهر آذار لكوني في زيارة للأهل في مدينة سدني الأسترالية )

You may also like...